دعوة الى مناظرة علنية مع روْوس النظام السوري

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 883 - 2004 / 7 / 3 - 05:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

في السبعينات اعتقل نظام الحبيب بو رقيبة في تونس المناضل المعروف – حمّة الحمامي – أمين عام حزب العمال
الشيوعي التونسي . وبعد عدة سنوات من اعتقاله الكيفي وتعذيبه الوحشي الذي أفقده السمع . تقد م المناضل حمّة
من زنزانته بطلب إلى الرئيس بورقيبة يتحدّاه أن يجري مناظرة علنية معه على شاشة التلفاز تذاع على الهواء مباشرة
لم يتوقع حمّة - ماجرى بهذه السرعة .. وجاء ت المفاجأة سريعة بقبول الرئيس التحدّي ..
وجرت المناظرة أمام الشعب كله .. قدّم حمّة اللوحة السريرية للنظام والدولة – والحزب الأوحد – والحاشية
وقدم رأيه لانقاذ الوطن والشعب من القمع واللصوصية والاستغلال والتبعية . بالحجة والادلّة الدامغة دفاعا عن حقوق
الشعب والطبقات المسحوقة بشكل خاص أمام قمع ونهب روْوس الحزب الدستوري الأوحد والدولة وحاشية الرئيس.
.. لم يستطع بورقيبة الدفاع عن الباطل وتزوير الحقائق . وخرج حمة منتصرا . انتصار الحقيقة على أكاذيب النظام
وحظي بتأييد واحترام جميع الناس الأمر الذي أرغم بورقيبة لإطلاق سراحه فورا والإعتذار منه ..
وكانت المحامية المنلضلة – راضية نصراوي – تتابع قضية هذا المناضل وانضمت اليه كحبيبة وزوجة ..
حملت معه راية النضال الوطني والطبقي الديمقراطي لتصبح بجدارة بطلة الشعب التونسي المناضل ضد الد يكتاتورية
والاستبداد ..
شتم العرب الرئيس بورقيبة ما شاء لهم من المحيط ال الخليج عندما طلب من الفلسطينيين قبول قرار التقسيم.. لأن
الأنظمة كانت تطرح حتى حرب حزيران القاء اليهود في البحر وتحرير كل فلسطين .ثم سلموا فلسطين كلها والجولان
وسيناء للعدو , ثم باعوا شعبها وتركوه فريسة للمجرم شارون , يواجه العدو بلحمه ودمه لاسترجاع ما تبقى من
فلسطين المغتصبة , بعد أن تاجروا بقضيته أكثر من نصف قرن .
واليوم هل يقبل هؤلاء الحكام المعتمدون من أسيادهم بما فيهم رئيس تونس زين العابدين بقفازته الحريرية اجراء
مناظرات تلفزيونية مع معاريضيهم كما فعل بورقيبة .
هل يقبل روؤس النظام الفاشي في سوريا المتربعون على رقاب الناس بالدبابة والمدفع وأجهزة القمع
والطوارئ والأحكام العرفية منذ أربعين عاما إجراء مناظرة تلفزيونية علنية بين أي رأس منهم يمثلهم مع أي معارض
وطني ديمقراطي مجرّب في الداخل أو الخارج عل أية فضائية عربية شبه حيادية .. ؟
وأتحدى هنا أن يجروا مثل هذه المناظرةلاستعراض حصيلة ما فعلوه في سوريا ولبنان والوطن العربي تحت شعار
القومية العربية والوحدة والحرية والإشتراكية - وإلى أين أوصلوا مصير الشعب والوطن ؟؟؟
ولاأدّعي أبدا استعدادي وحدي لمثل هذه المناظرة . بعد خمس وعشرين عاما من حرماني من وطني .بل هناك مئات
المناضلين الوطنيين الديمقراطيين – بما فيهم مناضلين بعثيين شرفاء – لم يتلوثوا بنظامكم ومن جميع الأطياف السياسية
موْهلين لمثل هذه المناظرة وقادرين على وضع المجرمين فقط في قفص الاتهام . شريطة تقديم النظام الغا د رضمانا
خطيا مقبولا لسلامتهم أمام الهيئات الدولية للدفاع عن حقوق الإتسان .
هل يستطيع النظام الأسدي ( التقدمي جدا جدا ) أن يفعل ما فعله الرئيس بورقيبة ( الرجعي ) ؟ مع أي من المعتقلين
الوطنيين في السجون الصغيرة أو في السجن الكبير أو في المنافي .؟
وفي الختام أقدم تحياتي الرفاقية إلى مناضلي حزب العمال الشيوعي التونسي الأبطال وقبلآتي إلي الرفيق حمّة
والرفيقة البطلة راضية الذين أوحوا لي بهذه الدعوة لطغاة بلا دنا .
معا على الطريق لبناء دولة القانون وحقوق الإنسان في تونس وسورية والوطن العربي وإلى لقاء اّخر ..."
المحامي جريس الهامس -

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل