أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - فلندعم البرادعي مثل حسن شحاتة















المزيد.....

فلندعم البرادعي مثل حسن شحاتة


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 2906 - 2010 / 2 / 3 - 12:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قبل البدء.. أقسم أنني (فرحت فرحا جما) بالفوز في مباراة رد الاعتبار ومباراة نهائي كأس أمم أفريقيا! أقسم أنني أحب الأغاني الوطنية وأنني ابتهجت مع أهل بلدي وشاركتهم الفرحة.. أما ما لا يحتاج أبدا إلى قسم فهو حب علم بلادي وخفقان قلبي وأنا أراه يرفرف في ساحات كل المدن والقرى في كل محافظات مصر! ياحبيبتي يامصر ! أما بعد..
لم أكن بطبعي متابعة لكرة القدم بل وقد يفاجئك أنني منذ سنتين كنت استعد ليوم عمل فرفض فريقي الخروج معي إلى التصوير في هذا اليوم.. وكان رجاؤهم أن نؤجل العمل إلى اليوم التالي.. تساءلت بدهشة فقالوا (انهارده النهائي يا مدام) .. نهائي إيه؟! فاكتشفت يومها أن مصر تشارك في بطولة كأس الأمم الأفريقية وهي تلعب النهائي قي ذلك اليوم! رضخت بالطبع لطلب تأجيل العمل وانشغلت في أشياء أخرى حتى سمعت ضجيجا في الشارع.. فتساءلت إن كان هناك حفل زفاف أو ما إلى ذلك عند الجيران فقالت ابنتي.. لا.. دا مصر فازت والكورنيش انهارده حيكون مقفول لحد الصبح.. قلت .. أوكيه! وعدت لما كنت مشغولة به.. هكذا والله.. بكل تلك البساطة!.. لكن هذه المرة كان الأمر مختلفا..
استنفذت الكرة طاقتي منذ شهر نوفمبر الماضي! اللعنة على هكذا فخ تخرج منه بصعوبة.. إن خرجت! لأول مرة أتابع جميع البرامج الرياضية وجميع الأخبار الرياضية وأقبع أمام التليفزيون كل تلك الساعات! خاصة ذلك الأسبوع الأخير! عرفت أسماء اللاعبين والمدربين والمعلقين الرياضيين وحتى أسماء أعضاء الجهاز الإداري لفريقنا وللفرق المنافسة! بل واشتركت في عمليات النقد والتحليل الرياضي.. هذا الهدف كان رائعا! تلك اللعبة كانت خطرة.. شفت كرة أحمد حسن؟!.. لا لا .. جدو دا حكاية.. يا خبر حوش عيسى يطلع منه كده؟! لا لا لا.. الحضري؟! واو.. علاوة على وسامته وضحكته الحلوة يستاهل والله لقب السد العالي! شفته لما طار زي الصاروخ على الكرة؟ المحمدي ده ولد فعلا لعيب.. الحكاية والحق يقال مثيرة جدا.. ثلاثة أشهر وأنا مشغولة بأفعال الكرة! ثلاثة أشهر أجدول عملي وقراءاتي واهتماماتي حسب مواعيد المباريات.. و.. تعبت! والله بصراحة.. تعبت! لو وزعت الحكومة المصرية أطنان الحشيش بالبطاقة التموينية لما حصلت على مثل هكذا (تخدير) للشعب المصري! الكرة أقوى من الحشيش! إذا كنت أنا التي لم تعرف عام 2008 إذا ما كان الضجيج في الشارع بسبب حفل زفاف أحد الجيران أم بسبب فوز مصر بالكأس قد لهثت وراء المباريات منذ نوفمبر الماضي.. فما بالك بشعب (مسحور بالكرة) حتى أن فعلها فيه أقوى من فعل الحشيش؟!
لكن من خلال متابعتي للكرة ( التي أرجو من العليّ القدير أن يوقفها عند هذا الحد!) أستطيع أن أجمع عدة ملاحظات..
البرادعي وشحاتة
توقف كثيرون كلٌ على طريقته ومن زاويته لتأمل هذا (الاحتشاد) لملايين المصريين في الساحات والميادين.. لا يوجد لهم قائد في هذه الساحة أو تلك.. لا يوجد من ينظمهم أو يوجههم إلى جهة ما أو شارع ما.. لا يوجد من يضع لهم برنامجا معينا للاحتفال.. ومع ذلك لم تحدث فوضى ولا هرج ولا مرج.. لم يسقط قتلى والحمد لله.. لم يتدخل الأمن (طبعا!).. لم يحدث أي شيء يتجاوز فعل الاحتشاد المنظم رغم عدم وجود توجيه محدد.. ورغم أن معظم- إن لم يكن كل- تلك الملايين يعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية تحتاج إلى (معجزة) لحلها.. ومع ذلك.. (احتشد) المصريون بالملايين.. إذن نحن قادرون على فعل الاحتشاد بذاته.. لكن (دافع) الاحتشاد حتى الآن لا يحدث إلا فقط.. فقط.. في مجال أفراح الكرة.. لدينا قضية كبرى.. كبرى.. تحتاج إلى احتشاد المصريين- ولو بالآلاف وليس الملايين- هي قضية (التغيير).. هي قضية الالتفاف حول مشروع كبير للنهضة.. للتخلص من تخلف نغرق فيه حتى أذننا في كل المجالات عدا الكرة.. لكن لم يفلح أحد في دفع (عشرات الأفراد) للاحتشاد من أجلها.. فلماذا؟!
ونحن نتهيأ لاستقبال وصول الدكتور البرادعي إلى مصر يوم 19 فبراير حسب آخر المعلومات.. هل يمكن أن نأمل في استقبال بضع مئات له رافعين الأعلام مرددين شعارات تصوغ حلم (تغيير الحال).. كما صيغت في عالم الكرة شعارات لحلم (رد الاعتبار)؟! لا.. هذا أمل ضعيف.. لأسباب كثيرة منها أن الفوز في الكرة حاسم شديد الوضوح.. لكن السياسة عالم آخر! ومنها أن الأمن لن يغض الطرف عن خروج مئات لتحية البرادعي أو غيره كما ترك الساحة لملايين تحيي حسن شحاتة! ومنها أن كثيرا من ملايين مصر لم تجد من يشرح لها خطة البرادعي لتغيير أحوالهم كما وجدوا في كل دقيقة من يشرح لهم خطة شحاتة لرد اعتبارهم! فوسائل الإعلام لم ولن تخدم خطة البرادعي كما فعلت مع شحاتة.. بل وسائل الإعلام تلك مزقت الرجل إربا لمجرد تعبيره عن رغبته في تغيير أحوال المصريين! سبب آخر أن حسن شحاتة نال (إجماعا) أسطوريا.. بينما البرادعي تتصدى له ليس فقط العصابة التي استولت على الحكم والثروة في مصر.. بل تصدت له بعض الشخصيات الفاشلة في المعارضة المصرية التي رضيت بفتات مهين من رضا الحكومة عنها.. مهمة حسن شحاتة كانت الإعداد الجيد للاعبي كرة القدم.. تفرغ لها مع دعم منقطع النظير من قوى البلاد جعله يركز في هدف واحد حققه بامتياز.. لكن يبدو أن البرادعي يحتاج إلى جميع فنون المصارعة! كي يتصدى أولا لمحاولات إعاقته عن الوصول إلى (تلك الملايين رافعة الأعلام عديمة الأحلام) ليحشدها معه من أجل نيل (كأس النهضة).. ثم أن تلك الملايين ذاتها وبصراحة تحتشد للكرة لأنه احتشاد يمنحها فرحة بلا ثمن! لكنها لن تحتشد أملا في التغيير لأنه احتشاد له ثمن.. لا أحد يريد دفع ثمن لفرحة تغيير الأحوال.. ففرحة الكرة مجانية آمنة! أي أن ضعف الأمل في النهضة ليس سببه فقط استيلاء قلة على الحكم والثروة.. لكن سببه أيضا أن الشعب نفسه يريد فرحا .. مجانيا! قد يشعرنا ذلك بشيء من السخط على هكذا حكم وهكذا شعب وهكذا بلد يتلذذ بكل فئاته بخدر الكرة.. ولا يبدو أنه يحس بألم المرض العضال المتمكن منه مرض التخلف.. لكن يبقى الأمل أن بضع مئات على الأقل يمكنها أن تصنع (صفا أول) تتوالى بعده الصفوف.. ولولا هذا الأمل.. لمتنا منذ زمن..
المعلم في مصر
نجح حسن شحاتة في تحقيق هدف واضح لا بالفهلوة ولا ببركات دعاء أمهات اللاعبين (فأمهات المصريين لسن أفضل عند الله من أمهات لاعبي الفرق المنافسة!.. على ما أظن يعني!) إنما نجح لأنه سار على منهج علمي في التدريب والإعداد والاجتهاد وما يلزم لتحقيق الأهداف بالجد والعرق! استحق إذن لقب (المعلم) الذي أطلقه عليه المصريون.. ونال هذا الإجماع الشعبي الأسطوري لأنه وعد فاجتهد فحقق.. بدون خطب رنانة عن عظمة المصريين لمجرد أنهم مصريون!.. كما يفعل المدعون الكذابون من الساسة أصحاب نظرية (المصري مين قده.. أنا مصري ابن مصري والمصري الله عليه)! إذن نحن في حاجة إلى (معلم سياسي) يعادل موضوعيا المعلم الكروي حسن شحاتة! معلم سياسي يدرك أن قيادة مصر بالأسلوب الاستبدادي القائم ستؤدي بمصر وأهلها إلى مستقبل مظلم حالك السواد! والواقع أن هذا المستقبل حالك السواد بدأ ونعيشه حاضرا ملموسا، المعلم السياسي هو من تقوم نظريته لا على أساس أن (المصريين الله عليهم) وإنما على أساس أن المصريين في حاجة إلى الاجتهاد والأخذ بسبل العلم والحرية والديمقراطية والجد.. لتحقيق نهضة نحتاجها بإلحاح.. للإفلات من مصير المستقبل المظلم..
أولاد النجوع والقرى
عصام الحضري من كفر البطيخ.. جدو من حوش عيسى.. أحمد حسن من مغاغة في الصعيد.. شحاتة من قرية في المحلة وزيدان من زقاق في بور سعيد (كما ترون.. لم أعرف فقط أسمائهم بل عرفت أين ولدوا!).. الفريق الذي تتحدث عنه وكالات الأنباء العالمية كله من كفور ونجوع وقرى مصر.. من أزقة أعرف معنى النشأة والحياة فيها.. فقد نشأت في واحدة منها في الإسكندرية.. أعرف تماما معنى أن تكون موهوبا.. وفقيرا.. في بلد لا يلتفت لك أحد فيه إلا بصدفة! يمنحك القدر فرصة لإخراج طاقتك.. أو لا تأتي الفرصة أبدا فتموت وتموت موهبتك معك! كان آخر رقم قرأته في المركز القومي للدراسات الاجتماعية أن خمسة وستين في المائة من الشعب المصري هم في الفئة العمرية بين الخامسة عشرة والخمسة وعشرين! أي أننا شعب فتيّ لديه ثروة شبابية هائلة.. لكننا مع ذلك شعب غير منتج.. الفوضى هي الملمح الأكبر في سلوكياته اليومية وفي مؤسسات دولته وفي طرقات مدنه.. وفي رؤيته لنفسه وللعالم! فإذا كان الشباب موجود بوفرة وهو الثروة الأهم لأي مشروع نهضة حقيقية فلماذا نحن خاملون في كل شيء عدا الكرة؟! لعل هذا الشباب المنتشر في كل قرى ونجوع ومدن مصر.. لا يجد من يستثمره لنفس السببين السابق ذكرهما: الأول أن ولاة الأمر يحولون دون حصول هذا الشباب على فرصته في التعبير عن طاقته لمصلحته ومصلحة مجتمعه.. والثاني لأن هذا الشباب يريد فرصة آمنة مجانية.. ينتظر الصدفة!
استثمار الفرح
طالما فرح المصريون بالنصر المبين في الكرة وهو فعلا نصر جميل للغاية ويستحق الفرح.. وبدا منهم أنهم قادرون على الاحتشاد.. وأسرع السيدان جمال وعلاء مبارك وصحابتهم من رجال الأعمال لاستثمار هذا الفرح الشعبي لتحقيق أهداف في النفوس.. فقد آن الأوان لتعترف النخبة الواعية في مصر أن أسلوبها في جذب الشعب لمشروع النهضة أسلوب كئيب ثقيل الدم! يشيع اليأس والتجهم! لذلك عليها (إن كانت مازالت تحاول ولم تيأس بعد) أن تجذب الشعب للاحتشاد (بقوانينه الخاصة)! التي فهمها رجال الحكم والأعمال فنجحوا في استثمارها بينما كان المثقفون وما زالوا منشغلين في التنظير المتجهم!.. مثلا لابد أن نؤلف أغاني للتغيير تكون خفيفة الظل.. نغني للبرادعي مثلا (أو غيره.. لكنني أسوقه مثالا).. نصنع أعلاما تتوسطها كلمات مثل الحرية.. التغيير.. النهضة..إلخ، ونحاول تنظيم حفلات ومباريات ودية تحت (راية التغيير).. وغير ذلك من أشياء تستحث تلك الملايين التي خرجت إلى شوارع القاهرة يوم الفوز بالكأس لتخرج مرة أخرى.. وإلا ستظل تلك الملايين تبحث عن (الفرحة المجانية) وسيظل القابضون على السلطة والثروة يلقون إليهم بها وهم مخدرون فيفعلوا بهم ما شاءوا! البعض يحلم باستقبال جماهيري للبرادعي في المطار.. على الأقل لإرسال رسالة للنظام بأنهم يريدون التغيير.. وبأسلوب الخروج الجماهيري المصري إلى الشوارع الذي شاهدناه يوم نهائي كأس أفريقيا.. ربما.. من يدري.. تحمل الأعلام ويكتب في وسطها مثلا (يا برادعي يا برادعي.. مصر بتقوللك شوف مواجعي!) أو (يا برادعي يا معلم.. خلي مصر تتكلم)!
مصر والعرب
أحد أهم الأسباب التي زلت قدمي بسببها في عالم الكرة الساحر كان الأزمة المصرية الجزائرية.. كانت هزيمة مصر في أم درمان جرحا للمصريين صنعه الإعلاميون عديمو المسئولية في مصر والجزائر.. صحيفة صفراء فاشلة في الجزائر ومذيعون مبتذلون في فضائيات مصر.. ومرة أخرى.. غضب المصريون لأنه غضب آمن بلا ثمن.. واستبدلوا غضبهم على سوء أحوال معيشتهم بغضب على الجزائر يمكنه أن يخرج مكبوتهم دون ضرر.. فالغضب على المتسبب الحقيقي في عذاباتهم اليومية سيكلفهم الكثير.. إذن الغضب على الجزائر أرخص! وبتشجيع من الدولة فلا ثمن أمني إذن! وبالمثل.. خرج الجزائريون محبطين منهكين من محنة التسعينيات العصيبة.. التي قتلوا فيها بعضهم البعض بعشرات الآلاف وبدموية مرعبة.. ووجدوا أن الغضب على مصر أسهل وأرخص وآآمن من الغضب على المتسبب الحقيقي في محنتهم.. وهكذا تصاعد السفه بين الطرفين.. حتى أن أشياء مضحكة لاحظتها.. منها مثلا أن رأسي تصدع من كثرة تكرار عبارة (قتلانا في القاهرة) على ألسنة الجزائريين.. وهم من مات منهم أربعة عشر مواطنا أثناء الاحتفالات بالفوز في مباراة أم درمان!.. كتبت لأحدهم ذات مرة (يا أخي كف عن ترداد هذا الهراء.. وإلا لماذا لا تلوم إذن حكومتك التي لم تطالب حتى اليوم بجثامينهم لدفنهم في وطنهم الجزائر؟! لماذا تتركونهم جثثا ملقاة في القاهرة؟!) وبالمثل رأيت عجبا من المصريين.. غضب لا عقلاني وهستيريا يبدو لك معها وجود إيمان عميق في النفوس بأنه لا يجوز للآخرين ولا يحق لهم الفوز عليك.. فأنت مصري ابن مصري والمصري الله عليه! ظللت أسمع حتى اليوم عبارة (الثأر للكرامة ونحن الأجدر بالتأهل لكأس العالم) تتردد على ألسنة مصرية وكأن الآخرين لا يحق لهم الفوز ولا يحق لهم نفس الحلم الذي يحق لنا! وتقزمت كرامة المصري حتى أصبح ضروريا للشعب المصري الفوز على الجزائر في أقرب وقت ممكن.. وأخرجت الكرة أسوأ ما فينا فإذا بشوفينية مصرية مخجلة تعبر عن نفسها.. وإذا بتعليق كل الأفراح على فرح واحد لا غير.. أن يرد المصريون الجزائريين إلى الواقع ويعرفونهم قدرهم! حتى أنني من كثرة ما لاحظت من آلام الانكسار على وجوه المصريين ظللت أدعو السماء بأن نهزم الجزائر في مباراة بانغيلا ونخلص من هذا الهم! فقد كان يؤلمني قبل تلك المباراة العصيبة مجرد فكرة أن تفعلها الجزائر مرة أخرى وتهزمنا.. فيتألم المصريون أكثر وتخرج الهستيريا منا أقبح الأفعال.. لكن الحمد لله الذي يستر عباده الطيبين.. تم هذا الفوز الساحق ففرحت كثيرا وقلت الحمد لله زال انكسار المصريين.. والآن.. للجزائريين أم درمان وللمصريين بانغيلا ونغلق هذا الملف.. لكن هيهات! فجميعكم عرب! بدأ التشفي في بعض فضائيات مصر التي لم يردع إعلامييها الفشلة المبتذلين أحد.. صحيح ليس بمقدار السفه أيام أم درمان لكنه كان تشفيا وإخراجا للمكبوت بتورية تارة ومباشرة تارة أخرى.. وبدأ (الغل والحسد) في صحف الجزائر الصفراء التي لم يشهرها إلا غضب المصريين عليها.. فعبر عن نفسه بعناوين عصبية تفتقد للأدب.. لا يبدو إذن أن الملف أغلق.. لكن لو سألتني عمن لديه مفتاح الحل سأقول لك.. مصر .. مصر هي التي لابد أن تبدأ بمبادرة مصالحة حقيقية ليس مع الجزائر فقط بل مع كل العرب الذين نخسرهم واحدا تلو الآخر يوما بعد يوم.. لا أتخيل مصر أبدا معزولة عن أمتها العربية الواسعة.. هذا مقتلنا لكن السفهاء منا لا يفقهون! مصر الشعبية والمثقفة والمدنية يجب أن تبادر بفرق فنية بل ورياضية تزور الجزائر.. المصريون عاطفيون.. ولو قادهم إعلام واع لظهر أحسن ما فيهم.. يجب أن يبادر أحد مؤلفي أغاني حب مصر ليكتب أغنية مصرية في حب الجزائر.. فقد كتب الجزائريون كثيرا في حب مصر ومن العيب أن ننسى هذا.. ويجب أن نذهب لغنائها هناك، ومن قلب الجزائر يجب أن نتصدى نحن المصريون للصحافة الجزائرية الصفراء ثم بعدها يجب أن يأتي الجزائريون إلى القاهرة ويتصدون للإعلاميين السفهاء في معقلهم مصر، مصر هي من يجب أن تبدأ لأن مصر هي التي بدأت بخسارة جيرانها الواحد تلو الآخر.. وما علينا من النظم الحاكمة في كل تلك البلدان بما فيها بلدنا.. فهي نظم فاسدة فاشلة.. وطالما نتغني بالريادة المصرية فلابد أن نعترف (بالمرة) أن مصر في مجال (الاستبداد) هي على ما أعتقد (كبيرهم الذي علمهم السحر)!
دعوة
ماذا لو أن كل مصري يدعم البرادعي (مثلا) كما دعم حسن شحاتة؟!.. الأسابيع القادمة لابد أن نفعل شيئا ما لإخراج تلك الجماهير المليونية مرة أخرى.. (لنكن واقعيين ونحلم بأن تكون جماهير مئوية أو ألفية في أقصى زوايا الحلم!) لكن على شرف مباراة أخرى.. مباراة إما نخسرها فنبقى عبيدا يفرحنا حسن شحاتة من آن لآخر بفرح- مجاني صحيح- لكنه وهمي.. أو نفوز حقا.. فنحصل على فرح حقيقي وإن بثمن لا مناص من دفعه.. كأس التغيير.. التغيير الذي بدونه.. لن يتأهل المصريون لأي سباق نحو المستقبل!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يدعم المصريون البرادعي
- أعداء مصر ثلاثة.. الجزائر ليست منهم
- خواطر حول الطبقة الوسطى المصرية (1)
- هل يكون البرادعي رئيس مصر القادم؟
- نقاش حول المسألة المصرية العربية
- ما هكذا تورد الإبل.. ياعرب
- على هامش الاضراب: مصر هرمة ترحل.. مصر شابة تولد
- توريث السلطة في مصر: الملف الكامل
- طبعا كله إلا السمعة
- قاض نزيه وقضاء مشلول
- نحلم بسينما متمردة
- مستقبلنا؟! هل لنا مستقبل؟!
- سينما بلا هواجس
- مصر في قبضة رئيسها
- غريزة القتل في فلسطين والعراق
- ابتزاز العمائم للمبدعين
- الهموم اليومية تكسب
- متى يعلنون وفاة الرئيس
- الجسور تبقى والحكام يرحلون
- أعزائي في الداخلية وأمن الدولة:شكرا للتعاون وإلى اللقاء في ع ...


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - فلندعم البرادعي مثل حسن شحاتة