أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سما حسن - أيام القحط في غزة( من يوميات امرأة محاصرة)














المزيد.....

أيام القحط في غزة( من يوميات امرأة محاصرة)


سما حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2902 - 2010 / 1 / 29 - 15:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


أيام القحط في غزة( من يوميات امرأة محاصرة)
January 29th, 2010 by samahasan
بالأمس باءت محاولتي بالفشل في العثور على اسطوانة غاز، أصبح الحديث عن الغاز والكهرباء كماالحديث عن الكائنات الفضائية التي يقال أنها تزور الأرض لماما ويراها بعض البشر الذين يوصفون لاحقا بالمجانين والمخابيل، متنقلة من مكان لآخر لم أعثر على اسطوانة غاز من تلك التي يتم جلبها عبر الأنفاق الممتدة كأفاعي أرضية بين مصر وغزة، وحين كان يحدثني بعض الباعة عن وجودها لدى فلان أو علان،÷ فكأنما يحدثني عن صفقة أسلحة أو مخدرات سأقوم بها، وتخيلت نفسي نادية الجندي التي أجادت دور زعيمة العصابة الفاتنة في أفلامها.

بالعودة بالمزيد من اليأس إلى البيت البارد الذي خلا من الكهرباء التي كانت تنعشه وتبعث فيه الحياة، وجدت ابني الكبير يمسك بالمذياع ويستمع إلى الأخبار بعد أن شحنه ببطاريات جافة صغيرة، فيما كان الصغير يتسلى بلعب البلى على السجادة المعتادة في غرفته، فيما يتمتم لنفسه بكلمات غير مفهومة، ولكنه حين رآني صاح في حنق: مر على انقطاع الكهرباء عشرون ساعة حتى الآن………

قررت ألا أفكر بأي شيء، لن افكر بأعمال البيت المتعطلة ، ولا عملي المتعطل على الحاسوب، ولا كل مشاريعي القادمة في الكتابة والبدء بسيرتي الذاتية كما وعدت صديقة، والتي تتشوق لقراءة قصة حياتي منذ أن لفظتني أمي لهذه الحياة، وأنا لا أعرف سر هذا التشوق لديها.

قررت أن أستلقي على السرير وأحملق في السقف، ولم أنس أن أمارس عادة مقيتة، وهي اني بمجرد أن أدلف لأي غرفة أضع يدي على مفتاح الكهرباء لأنيرها، سواء كانت هناك كهرباء أم لا، وحين أخرج أضع يدي ايضا على مفتاح الكهرباء، ويضحك صغاري على هذه العادة التي لا أزال امارسها رغم عدم وجود الكهرباء في البيت….

في الصيف ضحكت على الصغار وأدرت المروحة بعصا المكنسة، وظلت تتحرك بسرعة كبيرة وصحت جذلى وأنا أصفق كطفلة عابثة: ههههههههههههههههههههههههأجت الكهربا

الدنيا مش حر …..مافي حر….

والآن أفكر في الشتاء كيف سأضحك على صغاري، خلعت روبي الشتوي الثقيل، وصحت بالصغار: مافي برد

الجو دافي كتيييييييييييييييييييير.

حتى اني مش مشغلة الدفاية.

لم ترق الكذبة أو الدعابة للصغار ولم تقنعهم ولم يهللوا، كما توقعت خاصة أنني كنت أول من هرع للسرير وتدثر بكومة البطانيات والأغطية وصحت بهم: اللي بيحب امو يجي جنبها……

تكورنا في السرير، وبدأت أحكي لهم الذكريات والحكايات عن أيام زمان، خاصة زمن الانتفاضة الأولى حين كنا نرجم الجنود بالحجارة لخمس سنوات، ولم تفكر اسرائيل بأن تقطع عنا الكهرباء أو الغاز ليوم واحد، حتى أن أحد قادتهم صاح بأبي حين توجه لاستخراج تصريحا للسفر وبلكنة عربية ثقيلة وهو يعرف نفسسه بانه من يهود المغرب: هل هذا جزاؤنا؟

ربيناكم لسنوات على اللبن والزبادي المصنع من شركة تنوفا الاسرائيلية وفي النهاية ترجمونا بالحجارة.

كان رد أبي قاسيا ومهذبا: ولكننا كنا البقرة الحلوب التي صنعتم من حليبها اللبن…..

ضحك صغاري ، وقالوا: ليتنا عشنا أيام الانتفاضة الأولى طفولتنا التي نحن لا نعيشها الأن………..

أغمضت عينيّ وقلت لهم: أغلقوا عيونكم واحلموا.

ولكنني حين أغلقت عيناي وبدأت بالحلم، وجاء الحبيب والصديق وكل من أحب لعقلي في لحظة استرخاء رائعة

لم اشعر بالأيدي الصغيرة المتشبثة بي، فقد عادت الكهرباء فجأة وهرع الصغار كل إلى حياته

الى التلفاز

والحاسوب

وتركوني وحيدة مع حلمي.



#سما_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارحمونا(من يوميات امرأة محاصرة)
- عين واحدة -قصة قصيرة-
- على شاطيء بحر غزة(من يوميات امرأة محاصرة)
- لو مات أفضل- قصة قصيرة
- قطتي والديك وأشياء أخرى(من يوميات امرأة محاصرة)
- كن ولا تغادر(خاطرة لامرأة مهزومة)
- ثقة(خاطرة لامرأة مهزومة)
- تبادل أسرى في بيتي(من يوميات امرأة محاصرة)
- تعال إلى جنتي(خاطرة لامرأة مهزومة)
- لا تحاول(خاطرة لامرأة مهزومة)
- ويبقى الأب(من يوميات امرأة محاصرة)
- لها ولي(خاطرة لامرأة مهزومة)
- امرأة غيري” خاطرة لامرأة مهزومة”
- من طرائف الحصار على غزة(من يوميات امراة محاصرة في غزة)
- لن تتعثر بي(خاطرة لامرأة مهزومة)
- يوم بلا كهرباء في غزة(من يوميات امرأة محاصرة)
- حبك الذي جاء(يوميات امرأة مهزومة)
- هاتفي اللعين(يوميات امرأة مهزومة)
- ماذا فعلتِ بابني يا حماس؟(من يوميات امرأة محاصرة في غزة)
- الحب في زمن الايدز(من يوميات امرأة محاصرة في غزة)


المزيد.....




- -عسكرة- المدن الأميركية.. خطط لنشر قوات في شيكاغو تفجّر غضبا ...
- التسريبات تهزّ تل أبيب.. كاتس: سننهي الحرب بشروطنا
- السودان: وفاة 158 شخصا خلال أربعة أشهر جراء تفشي وباء الكولي ...
- تشيلي.. مقاطعة أكاديمية لإسرائيل من أجل سردية تدحض رواية الا ...
- إعلام إسرائيلي: دخول غزة بعملية احتلال هو أسوأ الخيارات
- ترامب يعاقب مودي بقسوة.. ماذا جرى بينهما؟
- شاهد.. ترامب يتفاخر بصورة أرسلها له بوتين تجمعها معًا أمام ح ...
- أوكرانيا تصعد هجماتها على معاقل الطاقة الروسية.. وهي تنجح
- -فتيات سُربت فيديوهاتهن الحميمة- يتعرضن للاستغلال في الصين ب ...
- تصعيد في يوم الاستقلال الأوكراني: موسكو تتهم كييف بهجوم على ...


المزيد.....

- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سما حسن - أيام القحط في غزة( من يوميات امرأة محاصرة)