التلقيح الاصطناعي في الأبقار

عبد العزيز محمد المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2896 - 2010 / 1 / 22 - 11:45
المحور: الطب , والعلوم
    

الكاتب والمعلم المتقاعد عبد العزيز محمد المعموري -ناحية العبارة - بعقوبة - محافظة ديالى

المشكلة :
يعاني العراق من نوعيات ابقاره المحلية ، ذات الانتاجية الضعيفة في انتاج الحليب اضافة الى تخلف نموها ونضجها الجنسي ، مما دعا المسؤولين الى استيراد انواع غزيرة الحليب وسريعة النمو جسمياً وجنسياً فالعجلة من نوع فريزيان تنضج جنسياً بحدود 12 شهراً او ما يقرب من ذلك بينما العجول العراقية من نوع رستاكي او جنوبي حافي تحتاج الى فترة اكثر من 30 شهراً ولكن المشكلة هي أن الابقار المستوردة اصابها الكثير من الهلاك لانها عاشت في بيئة مغايرة لبيئتنا ، هنا حر شديد لم تعتد عليه ، وهنا حشرات القراد القاتلة ، هناك العناية الطبية البيطرية المركزة وهنا اللا أبالية وترك كل شيء على الله ؟
وحلاً لهذا الاشكال ، فكر المسئوولون باستيراد بضعة ثيران تتلقى العناية التامة لغرض الاستفادة من ( منيها ) لغرض تلقيح ابقارنا المحلية ، فينشأ عندنا جيل من الابقار الهجينة تتحمل جو العراق ومنذ حوالي ثلاثين عاما استحدثت فروع للتلقيح الصناعي في دوائر البيطرة في المحافظات ، واخذت تعمل بنشاط ولكن يعوزها المنهج الصحيح وهو :
أ- نجاح العملية ب- معرفة جنس الوليد ، انثى ام ذكر ج- تقويم العملية من جميع النواحي ، فما سبب فشل العملية ؟ والاستعانة بالاحصائيات الدقيقة لعدد الولادات الذكرية ، اما الاخرى الانثوية ، فحاجة العراق الى الاناث اكثر من حاجته للذكور ، وهل يمكن التحكم بهذه النتائج ؟
من ملاحظاتي الخاصة في محافظة ديالى والقرى القريبة من سكناي في ناحية العبارة ، لاحظت ان اكثر ولادات التلقيح الاصطناعي تكون من الذكور ، وحاولت الاستعانة بمديرية البيطرة والثروة الحيوانية في المحافظة والرجوع الى الارقام الاحصائية ، ولكن للاسف لم يكن لديهم شيء يستعان به لاننا لازلنا في غنى عن علم الاحصاء !
ولهذا واعتمادا على ملاحظاتي الخاصة ، افترضت فرضية تحتاج الى طالب دراسات عليا في موضوع التلقيح الاصطناعي متفرغ للبحث العلمي يبحث بدأب واعتماداً على احصاء ميداني لمعرفة نسب الذكور من العجول الى عدد الاناث ، وهنا اقدم له بتواضع فكرة علمية ربما لم يتناولها دارس عراقي من قبل رغم اني لا أمتلك الاختصاص الطبي ، فانا معلم متقاعد وفلاح حالياً ولا أمتلك سوى الملاحظة الذكية والخلفية العلمية البسيطة .
ان عملية التلقيح في الابقار والثدييات عموما تشابه عملية التلقيح في النساء ، فالانثى تنتج البويضة وهي محايدة ولاتحدد جنس الجنين ، انما يحدد جنس الجنين هو الذكر الذي يقذف ملايين الحيامن ، من حاملات ( ×× ) او ( × Y ) فاذا لقحت البويضة بالنوع الاول ، انتجت انثى واما النوع الثاني فتنتج ذكراً وهنا يأتي دور الطبيب البيطري للتحكم بنوع الجنين ، فهناك معلومة طبية تشير الى طبيعة الحيامن الذكرية والانثوية فالاولى سريعة العدو ، سريعة الهلاك من الجهد الزائد الذي تستهلكه للوصل الى عنق الرحم ، وان تقريبها الى عنق الرحم يسهل الحصول على المولود الذكر ، اما الحيامن الانثوية فهي تمتاز ببطء الحركة وطول النفس والصبر على قطع المسافة من مدخل المهبل الى عنق الرحم دون ان تهلك في الطريق ، وهي بالاضافة الى ذلك تتحمل حموضة السائل المهبلي على عكس الاخرى التي يقتلها هذا السائل ، فاذا اردنا انتاج ( العجول ) الاناث ، فلسنا بحاجة الى ازالة الحموضة المهبلية وانما المطلوب اعاقة مسيرة الحيامن الذكرية بابعادها عن عنق الرحم .
والملاحظ في التلقيح الطبيعي لدى الابقار ان الثور يقذف سائله بمجرد ملامسة مهبل البقرة على عكس التلقيح الصناعي الذي يدخل القصبة فيجعلها ملامسة لعنق الرحم فيوفر للحيامن الذكرية فرصة سبق الانثوية وهذا برأيي سبب زيادة نسبة الولادات الذكرية في الابقار وعلى ذلك اقترح في عملية التلقيح الصناعي ان نعمل الى عدم ايلاج القصبة الى هذه المسافة ونقلد العملية الطبيعية في تلقيح الثيران لنضمن كثرة الولادات الانثوية ، لان ابعاد السائل المنوي عن عنق الرحم سيكفل هلاك اكثرية الحيامن الذكرية ويهيء للحيامن الانثوية فرصة الوصول الى البويضة لانها كما نعلم رغم بطء حركتها الا انها طويلة النفس !
اليس هذا الموضوع الذي يشغل فكري اكثر من ربع قرن يستحق ان يتفرغ له طالب دراسات عليا في بحث ميداني ؟ فنوظف الدراسات الجامعية لنهضة في حياتنا الاجتماعية والاقتصادية ؟

#عبد_العزيز_محمد_المعموري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل