دولتنا الدستورية

أمانى الوشاحى

الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 17:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الجنسية المصرية جنسية دستورية وليست جنسية قومية .. بمعنى أن الشعب المصرى الذى يعيش على أرض مصر الأن ليسوا أبناء قومية واحدة وانما هو شعب متعدد القوميات .. وذلك نتيجة لظروف وأحداث تاريخية معينة مرت بها مصر على مدى قرون طويلة أدت لنشأة هذا الوضع الحالى .. قوميات عديدة تعيش على أرض مصر الأن وتحمل الجنسية المصرية : ( الفراعنة - أمازيغ - نوبيون - عرب - وغيرهم )

بعدما هبط نوح من السفينة بعد هدوء الطوفان .. قسم الارض بين أولاده واحفاده بهدف تعمير الأرض .. وكانت أرض مصر من نصيب (مصرايم بن حام بن نوح) الذى حملت هذه الأرض اسمه .. ومعنى اسمه بالعربية (حدود الله) .. وفى الجزء الاخيرمن العصر الحجرى الحديث .. بدأت محاولات استئناس الحيوان وتربيته وزراعة النبات .. وبالتالى بناء المساكن البسيطة من حزم الغاب .. وتكونت القرى ثم حدث تعاون بين سكان كل قرية والقرى المجاورة لها من المشتركين فى المصالح .. سواء فى توزيع ماء البيل أو فى تبادل السلعى .. مما أدى الى قيام أقاليم منظمة يحكمها أمراء أقوياء .

وحوالى سنة 5000 ق م تكونت مملكتان فى مصر (مملكة الشمال - مملكة الجنوب) وظلت المملكتان متجاورتان لبضعة قرون .. وحوالى سنة 4300 ق م قام ملك قوى من الشمال (لا نعرف اسمه) بتوحيد مصر كلها تحت حكمه فيما عرف تاريخيا ب(الاتحاد الأول) .. ثم أحتدم الصراع بين الأقاليم .. وانفصلت المملكتان .. وظل الحال كذلك حتى تحققت الوحدة الثانية والدائمة حوالى سنة 3200 ق م على يد الملك (مينا) .. حيث تكونت الأسرة المصرية الأولى .. هذا وقد أسس المصريون الأسرات: (1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11-12-13-14) و(17-17-19-10-21) و(26) و(30) .. ويعد الفرعون (نقطاب الثانى) أخر ملوك الأسرة ال30 أخر مصرى حكم مصر حتى اللواء/ محمد نجيب .

بعد الفتح اليونانى لمصر سنة 332 ق م على يد الاسكندر الاكبر .. أطلق اليونانيون على مصر (قوبطس) وأطلقوا على المصريين (قبط) .. كما استوكن الكثير من اليونانيين مصر .. وتزوجوا من القبط خاصة سكان السواحل الشمالية .. وبعد الفتح الرومانى لمصر سنة 30 م على يد الامبراطور أغسطس .. ومع ظهور المسيحية .. بدأ القبط يتحولون من الوثنية الى المسيحية مع الحفاظ على اللغة المصرية القديمة .. وهى لغة الصلاة داخل الكنائس المصرية حتى الأن .. الا أنهم لا يستخدمون الأبجدية الهيروغليفية فى كتابتها .. وانما يكتبون بالأبجدية اليونانية القديمة .. الا أن لفظ ( قبط) يطلق الأن على المصريين المسيحيين فقط .. بينما كلمة (قبطى) = (مصرى) .. ومن الجدير بالذكر أن الأمازيغ والعرب يطلقون على سكان مصر الأصليين (القبط) سواء مسلمين أومسيحيين مصطلح (فراعنة) .

نعود للأسرة ال20 حيث بدأ الضعف يدب فى أوصالها منذ عهد رمسيس الثالث نفسه .. الذى اعتمد على الجند المرتزقة من الأجانب سواء متطوعين أوأسرى .. والذى كان معظمهم (أمازيغ) أتى بهم من ليبيا .. بهدف تغذية الجيش المصرى بعناصر موالية له خوفا من تمرد أمراء الأقاليم .. ومع تدهور أحوال مص فى أواخر عصر الأسرة 21 .. تقلد الأمازيغ حكم مصر .. بعد أن زاد عددهم فى الجيش بصورة كبيرة .. ففى 13 يناير 950 ق م جلس القائد الأمازيغى (شيشينق) على عرش مصر بصورة سلمية .. على أثر زواجه من ابنه أخر ملوك الأسرة ال21 .. وقد حكم الأمازيغ مصر قرنين من الزمان أسسوا خلالها الأسرات: (22-23-24) .. وقد شجع ملوك هذه الأسرات هجرة القبائل الأمازيغية من شمال أفريقيا الى مصر والذين استقروا فى صحراء مصر الغربية الى الأن .

وبعد قرنين من الزمان وفى أواخر عصر الأسرة ال24 .. تدهورت أحوال البلاد فطمع فيها ملوك النوبة .. الذين ساروا بجيشهم تحت قيادة ملكهم (بعنخى) واستولوا على مصر ..وأسسوا الأسرة 25 .. واستمر حكم النوبيين لمصر 15 سنة فقط .. حيث استطاع القائد المصرى (بسماتيك الأول) من طردهم .. الا أنهم لم يغادروا مصر .. بل استقروا على أطراف البلاد الجنوبية الى الأن .

وفى سنة 641 م فتح العرب مصر .. وكان من أهم النتائج التى صاحبت الفتح العربى .. استقرار العرب فى مصر .. حيث كان معظم جنود القائد(عمرو بن العاص) الذين فتح بهم مصر من القبائل العربية (اليمنية - الحجازية) .. وزاد عددهم فى عصر الخليفة الأموى (هشام بن عبد الملك) .. حيث كانت هذه القبائل العربية تفد الى مصر على صورة جنود يبعث بها الخليفة لتشد من أزر الولاة .. كما كانت تفد على صورة عائلات تبتغى سعة العيش .. الا أن هناك العديد من القبائل العربية التى هاجرت الى مصر لاحقا ولم تندمج مع المصريين .. ففضلوا البقاء على أطراف البلاد الشرقية الى الأن .. علاوة على بعض القبائل العربية الذين كانوا قد استوطنوا تمتزغا ( شمال أفريقيا) ثم ارتدوا الى الشرق فى فترات الجفاف .. فشاركوا الأمازيغ الاستيطان على أطراف البلاد الغربية الى الأن .

خلاصة القول :
فى الدول الدستورية .. المتعددة القوميات والأديان والمذاهب .. تكون دائما العلمانية هى الحل .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل