أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد العزب - اللاهوت للمبتدئين














المزيد.....

اللاهوت للمبتدئين


خالد العزب

الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 13:35
المحور: كتابات ساخرة
    


وقف الأنبا (المتصيت) أى الشهير بلغة المصريين الشعبية أمام الميكروفون فى جلسة عقائدية منشورة على اليوتيوب يقول : وردنى سؤال يقول :
- كيف نقول أننا نأكل جسد الرب فى الخبز عند التناول ونشرب دمه فى النبيذ؟.. هل يتحول الخبز بالفعل إلى جسده والنبيذ إلى دمه .. وماالدليل؟
هه هه هه (يقولها الأنبا الشهير)
- كيف تريدنى أن أجيبك بلغة علمية رصينة.. أم بالبلدى كده على طريقة مرة واحد صعيدى .. يعنى بالنكتة؟
تتصاعد همهمات موافقة على الطريقة الأخيرة : عايزينها بالبلدى (من الواضح أن الرجل يتمتع بخفة ظل تأسر المستمعين) فينطلق الكاهن شارحاً:
- ذهب واحد بلدياتنا إلى الطبيب يشكو له من حالة الإعياء .. فكل ما أقف أقع.. (بتحويل القاف إلى جيم بلغة الصعايدة تصبح كل ماجف أجع !! بما للجملة من رنين مضحك فى آذان المستمعين .. يقوم الطبيب بإجراء الفحص اللازم على المريض ثم يصف له التشخيص والعلاج :
- أنت تعانى من نقص الحديد فى جسدك.. وعليه فأنت محتاج لتناول أقراص الحديد
- يتعجب القروى البسيط : حديـــد !! مثل الذى نستخدمه للبناء .. هل يوجد بجسدى حديد؟ وكيف أتناول الحديد أسياخاً.. أم بودرة؟!!
(طبعاً تتعالى ضحكات المستمعين حتى الآن فهم أكثر دراية وفهم من بطل القصة الساذج)
.. ثم يكمل القصة :
- يذهب المريض إلى الصيدلية وبيده روشتة العلاج ..يعطيها للصيدلى فيقوم بمنحه كمية من الأقراص البيضاء التى وصفها له الطبيب ... تزداد دهشة المريض فهو يتعجب من إمكانية وجود الحديد الذى يعرفه أسياخاً طولية سوداء تستخدم للبناء.. فى قرص خفيف لونه أبيض يوضع فى الجيب.. وبعد مشادة ضاحكة مع الصيدلى يعود المريض للطبيب بالأقراص ليتأكد منه .. فيؤكد له وجود الحديد فى هذه الأقراص
تنتهى القصة على لسان المحاضر كالتالى :
وبما أنه ياأبنائـى العلم الحديث قد تمكن من تحويل الحديد إلى أقراص بيضاء نتناوله بشربة ماء .. فكيف نتعجب من قدرة الله على تحويل الخبز والخمر إلى جسده ودمه لنأكل منه ونشرب؟!!
- تتعالى الهمهمات الموافقة السعيدة بنجاح التجربة! ..فقد زال الشك فى سرالتجسد أو (الأفخارستيا) على يد صيدلى وطبيب.
- ولأنى مازلت مهتماً بحثت فى ذهنية السائل عن أصل التساؤل الذى حيره ودفعه لطرح تعجبه على رجل الدين ..فهو بالتأكيد (أى السائل) لايشك فى قدرة الله.. وإنما يسأل عن الطبيعة المادية المتغيرة فى الخبز والنبيذ إلى الجسد (لحماً وعظاماً).. والدم لوناً ورائحة .. فالرجل لم يجد فارقاً بين الخبز العادى والخبز المتحول لجسد أو بين النبيذ وبين الدم .. ويسأل عن دليل مادى يلمسه بما أن التحول حقيقى ومادى؟
.. ولكن الأنبا فى إجابته وضع السائل أمام تحد آخر : ألاتؤمن بقدرة الله ؟
..بالتأكيد هو مؤمن ( وإلا إنطبق عليه مثال القروى الساذج فى النكتة المذكورة) .. وللخلاص من إرتباط السائل بسذاجة القروى عليه هنا أن يؤمن ويسلم بالأمر .. حتى .. حتى وإن لم يجد إجابة مقنعة !
- ولو قدر لمن سأل هذا السؤال أن يتعرف على إيمان طوائف أخرى تؤمن بأن قصة التناول تؤخذ على أنها مجرد تذكار للعشاء الأخير بين المسيح وتلاميذه ..فقط مجرد تذكار .. لايتم فيه تحول مادى حقيقى .. لأدرك أنه لم يكن ساذجاً بالكلية فى تساؤله.. ولما خشى من إعادة طرح سؤاله بصيغة أخرى على المتحدث :
- نعم أؤمن بالقدرة الإلهية .. ولكن لو أخذنا قرص الدواء وأعطيناه لمعمل تحاليل لفصل مكوناته وتحديد ماهيتها .. ستضح وجود الحديد بها بالفعل
- .. فهل لو فعلنا المثل فى الخبز والنبيذ سيتضح وجود تغير فى طبيعتها من الخبز العادى والنبيذ المألوف إلى لحم ودم؟
ربما لم يكن للسائل القدرة على إعادة السؤال بصيغة أخرى بسبب الخجل أو الإعجاب بقصة القروى والطبيب والصيدلى .. والتى حولت الغموض إلى شك ساذج .
ولاأعرف ما قد تكون عليه إجابة الأنبا على السؤال فى صيغته الثانية والمبنية على نفس المثال الكيميائى الذى إستخدمه للإيضاح .. ربما كانت إجابته حينها أن الإيمان وحده كاف لمعاينة مذاق الجسد والدم فى الخبز والخمر
.. وعلى هذا سيصبح تعجب القروى البسيط من وجود الحديد فى قرص دواء أبيض اللون لامعنى له فى هذا المثال . حيث أن إيمان المريض بكفاءة الطبيب الذى لجأ إليه.. سيغنيه حتماً عن أن يكون ضحية ساذجة يتم تقديمها لنا (قرباناً) .. حتى نفهم سر التجسد وإلا أصبحنا مثل السائل المسكين :
.. أغبياء يضحك منهم المؤمنون وبكل خشوع!



#خالد_العزب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع صديقى المتمدن


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد العزب - اللاهوت للمبتدئين