أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي محمد البهادلي - الرعاية الاجتماعية... فساد إداري وفساد أخلاقي














المزيد.....

الرعاية الاجتماعية... فساد إداري وفساد أخلاقي


علي محمد البهادلي

الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 21:35
المحور: المجتمع المدني
    


في بداية كل عام تفرض دائرة الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة العمل على كل المشمولين بإعاناتها أن يملأوا بياناً سنوياً يتضمن معلومات عن الشخص المشمول بالإعانة ، وغالباً ما يصاحب هذه العملية تعقيد الإجراءات وعرقلة إنجاز المعاملات ، ويستطيع كل من يمر بمقر هذه الدائرة الـتأكد من كلامي هذا ، فيرى جموع الناس المتجمهرين على شكل طوابير ،وفي هذه المناسبة ارتأيت أن أكتب هذا المقال لعله يصل إلى آذان المسؤولين لأجل رفع معاناة هؤلاء الناس وإيجاد الحلول الناجعة لعدم تكرار المخالفات هناك ، لا سيما أن البرلمان ينوي استجواب وزير العمل .
في البدء لا بد من الإشارة إلى أن وزارة العمل من الوزارات التي تكثر فيها حالات الفساد الإداري ، لا سيما دائرة الرعاية الاجتماعية ، فالرشوة والمحسوبية تتحكمان بكثير من أعمال هذه الدائرة ، ناهيك عن سرقة الأموال العامة بإدخال آلاف الأسماء الوهمية إلى سجلات شبكة الحماية الاجتماعية ، أما الأسباب التي جعلت هذه الدائرة تتميز عن غيرها بكثرة الفساد والمخالفات الإدارية فهي البيروقراطية والروتين الممل الذي يجعل المواطن يدفع الرشوة لأجل الإسراع في إنجاز معاملته ، ومنها قلة رواتب الموظفين في هذه الدائرة ، إذ إن أغلبهم موظفون متعاقدون يتقاضون راتباً لا يتجاوز 15000دينار ، وهو راتب لا يتناسب مع ما يقومون به من أعمال متعبة ومجهدة ، ومن تلك الأسباب أيضاً فساد القيادات الإدارية ، فمدير الرعاية الاجتماعية الأستاذ ( عصام عبد اللطيف ) من الشخصيات الضعيفة التي ينقصها الكثير من الخبرة والتجربة فضلاً عن الكثير من الشبهات والتهم التي تُثار حوله ، بل وصلت إلى حد اليقين والقطع ، فقد تواترت الأنباء عن أن كثيراً من التعيينات في هذه الدائرة تأتي عن طريق المحسوبية والمنسوبية ، ووجود تمييز في التعيينات بين الذكور والإناث ، وهو ما يؤكد في الوقت نفسه وجود فساد أخلاقي فضلاً عن عمليات الفساد الإداري والمالي ، وقد نقل لي بعض من التقيته من موظفي هذه الدائرة أن مدير عام هذه الدائرة يقوم بوساطة الحماية الشخصية له بتسهيل إنجاز معاملات الأخوات المراجعات من مطلقات وأرامل وغيرهن ، وهذا عمل يُشكَرون عليه ، لكن الأمر أفظع من هذا ، إذ إنهم يساومون هذه النسوة ويبتزونهن ، فيُجبَرْن على النزول لرغبات هؤلاء لتسريع إنجاز معاملاتهن ، ولو كُشِفَ الغطاء لبانت الصورة القبيحة لسلوكيات هؤلاء التي يربأ كل عراقي غيور عنها ، وقد قام مكتب المفتش العام في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بمواجهة هذا المدير ، وعرض عليه مثل هذه المخالفات الإدارية والأخلاقية ، لكنه استطاع أن يفلت من قبضة المفتش العام بإيراده عدة أجوبة منها : أن الذكور لا يرغبون في العمل في هذه الدائرة لكون الراتب قليلاً ولا يفي بمتطلبات حياتهم المعيشية ؛ لأنهم ـ أي الذكور ـ مسؤولون عن إعالة عوائلهم ، أما الإناث فلا يكترثن بالراتب ، ويقبلن به حتى لو كان زهيداً ، إذ إن هناك من يتكفل معيشتهن ، وغيرها من الأجوبة ، وصدق الله جلَّ وعلا إذ قال : (( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )) .
إن الأدلة كثيرة على تفشي الفساد في هذه الدائرة ، بل هي أشهر من نار على علم ، ولا أدري لماذا لا تتحرك الجهات الرقابية لفتح ملفات الفساد في هذا المكان ، لا سيما أن مديرها ليس له جهة سياسية متنفذة يتكئ عليها في حمايته من المساءلة .
وقبل الختام أود الإشارة إلى أن هناك سبباً آخر جعل الفساد يتفاقم في هذه الدائرة ، وهو ما يشير إليه بعض العاملين فيها، وهذا السبب متعلق بمعالي وزير العمل نفسه ، إذ إنه وخلال عملي هناك ما يقرب سنة ـ كما يقول هذا البعض ـ لم أرَ الوزير ولم أسمع أنه زار هذه الدائرة أو تلك ، وهذا يشكِّل تقصيراً واضحاً وخللاً بيناً في إدارة هذا الوزير لهذه الوزارة ، إذ ينبغي للوزير ـ أي وزير ـ أن يتفقد الدوائر المرتبطة بوزارته ، ويشخص المشاكل والصعوبات التي ترافق عملها ؛ كي يستطيع أن يجد لها الحلول الناجعة ، وأن يكون له حرص شديد على أداء وزارته وسمعتها ، فيحاول ما استطاع أن يستوضح الأمور وأن يستحصل المعلومات التي توصله إلى مكان الخلل الإداري والفساد الموجود هنا أو هناك ، فإذا رأى الموظفون ـ بعض الموظفين ـ والمدير العام في كل دوائر الوزارة أن الوزير لا يهتم بزيارتهم ولا يتفقد الدوائر الفرعية في وزارته ، فإنهم سيصولون ويجولون ويسرحون ويمرحون ، فلا حسيب ورقيب ، ولا أدب ولا أديب !
من هنا نناشد مجلس النواب ولجنة النزاهة فيه أن يأخذوا ما ذُكِر آنفاً ، ويعرضوه في الجلسة المخصصة لاستجواب وزير العمل ( محمود الشيخ راضي ) ، إذ تردد في وسائل الإعلام نقلاً عن لجنة النزاهة وعدد من أعضاء مجلس النواب أنهم بصدد استدعاء هذا الوزير واستجوابه ، راجين من السادة النواب أن ينظروا بعين الرحمة والعطف والإنسانية للشرائح المشمولة بإعانات هذه الوزارة ، وأن يحاولوا ما استطاعوا أن يوقفوا الظلم والغبن الذي يقع عليهم ، وهذا ليس منة أو تفضل منهم ، بل هو أدنى ما يجب عليهم القيام به ، فهل سيسمع السادة المعنيون هذا النداء ؟ أم انهم ينطبق عليهم قول الشاعر

لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي



#علي_محمد_البهادلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة على الاستبداد والدكتاتورية والفساد
- المصارف بؤرة الفساد الكبرى
- هجوم العريفي على السيستاني
- إخلاف الوعود الانتخابية ....فساد صارخ
- يسوع والحسين المصلحون في مواجهة المفسدين
- هل يسبقنا الأفغان إلى مطاردة الحيتان؟!!
- من وحي ذكرى يوم الغديرالنزاهة والكفاية معيارا اختيار الحاكم
- عمليات الاستجواب والاصطفافات السياسية
- الانتخابات اللبنانية أغلى أم الانتخابات العراقية
- ماذا بعد إقرار قانون الانتخابات ؟
- الرقابة الشعبية تجبر الرعاية على الغاء تعيينات
- الفساد السياسي كوة الفساد الاداري والمالي
- لعنة السماء تنزل على المسؤولين غير المسؤولين
- وزارة العمل أم وزارة العاطلين؟!
- الانتخابات البرلمانية الانطلاقة الاولى نحو الفساد السياسي وا ...
- ترميم نفسية الفرد العراقي
- الرشوة والمحسوبية
- نزاهة القوات الأمنية على المحك
- الحصانة مطية الفاسدين
- من المسؤول عن تفشي الرشوة في دائرة الرعاية الاجتماعية


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي محمد البهادلي - الرعاية الاجتماعية... فساد إداري وفساد أخلاقي