تنظيم القاعدة يحقق اختراقا امنيا

خليل سميرات

الحوار المتمدن-العدد: 2890 - 2010 / 1 / 16 - 17:40
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

انفجرت عبوة ناسفة اثناء مرور سيارة السفير الاسرائيلي منطقة ناعور الواقعة جنوب غرب عمان وعلى
الاتر اقامت عناصر من قوات الامن والمخابرات نقاط تفتبش على طرقات عمان بحثا عن المشبوهين الذين في تنظيم القاعدة يحقق اختراقا امنيا
نفذوا العملية . من جانبه اكد ناطق باسم وزارة الداخلية ان الانفجار الذي وقع لم يسفر عن اية اضرار في السيارة ولا في ركابها . وحول الجهة التي نفذت العملية فقد نقلت وسائل اعلام محلية عن مسئول امني قوله بأن خلية نائمة لتنظيم القاعدة ربما استيقظت من نومها واستهدفت سيارة السفير معتبرا الحادث اختراقا امنيا ينبغي معالجته بالقاء القبض على المنفذين والتحقيق معم تفاديا لتفجيرات قد تستهدف اهداف مدنية ويذهب ضحيتها مدنيون ابرياء. ما من شك ان استهداف السفير الاسرائيلي وغيره من الاسرائليين بالعبوات الناسفة وباطلاق الرصاص عليهم يلاقي ترحيبا من جانب قطاعات واسعة من الشعب الاردني الذي لازال يعتبر اسرائيل والاسرائيليين عدوا طالما استمرو ا في احتلالهم للضفة الغربية وقهرهم وفرضهم الحصار على الشعب الفلسطيني هناك كما لا يطيق الاردنيون ان يشاهدوا الاسرائيليين يجوبون شوارع عمان ويتحركون فيها وفي بقية المدن الاردنية بحرية كاملة قي الوقت الذي لاتسمح فيه اسرائيل للاردنيين بالتوجه الى المناطق المحتلة لزيارة اهلهم واقاربهم والاماكن المقدسة الا في اضيق الحدود وبعد الحصول وبشق النفس على تأشيرة زيارة من السفارة الاسرائلية في عمان. وعلى العكس من ذلك فان الشارع الاردني اذا ما استثنينا جماعة الاخوان المسلمين لايرحبون باي نشاط عسكري ضد اسرائيل انطلاقا من الاراضي الاردنية من جانب القاعدة ومن يواليها في توجهاتها الجهادية حتى لو كانو ا من مجاهدي حركة حماس وذلك لقناعة قطاع واسع من الشعب الاردني ان القاعدة تحديدا تنظيم ارهابي لم يتورع احد قادته في العراق وهو الزرقاوي ان يرسل قبل مقتله مجموعة ارهابية قامت بتنفيذ سلسلة من التفجيرات في خمس فنادق في عمان اودت بحياة العشرات من المدنيين الاردنين والاجانب ولا يستبعد الاردنيون ان يقترف التنظيم جرائم من هذا القبيل ليس ضد الفنادق فحسب بل وضد الكنئس و المقاهي ودور السينما والمسارح وغيرها من مراكز الفن والتقافة على اعتبار انها من منتج اليهود والنصارى الكفار وينبغي تطهير الديار الاسلامية منها . والاردنيون ايضا لايرحبون باي نشاط لحركة حماس خاصة بعد ان ضبطت السلطات الامنية اسلحة مهربة من دول مجاورة في اوكار تابعة للحركة في الاردن ولم تنكرها مدعية انها كانت بصدد تهريبها اى المناطق المحتلة وليس لتزويد" اخوانجية" الاردن بالاظافر والانياب لزعزعة امن واستقرار الاردن كخطوة اولى على طريق استلام السلطة وهي حقيقه لم يخفها احد اقطاب المسلمين بعد فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية.
خطورة الحادث الذي وقع في ناعور لا تكمن باستهداف السفير الاسرائيلي ففي "ستين داهية بالسفير وبطاقم سفارته خطورة الحدث ان يوسع الجهاديون من نطاق جهادهم ليشمل كما اسلفنا اهدافا مدنية سيذهب ضحيتها مدنيون ولن يسلم من نتائجها الاقتصاد الاردني في الوقت الذي يعاني فيه من كساد لم يشهد الاردن مثيلا له منذ عقود . وتفاديا لهذه الكوارث ينبغي على الجهات الرسمية قبل ان تلقي القبض على الجناة ان تحصن الشعب الاردني ضد التطرف الاسلامي الذي لاينفك تنظيم جماعة الاخوان المسلمين على بذر بذوره عبر وسائلهم الاعلامية وعبر منابر المساجد الذي يحتكر الوعظ فيها والنحريض ضد الاخر شيوخهم وائمة متعاطفون معهم وهذا يقتضي حظر نشاط الاخوان المسلمين في الاردن وكما هم الحال في كل الدول العربية التى منعت نشاطهم ونشاط اي تنظيم ديني لا ؤمن بالمواطنة والمساواة بين المواطنين ويميز بينهم على قاعدة هذا مؤمن وذاك كافر وفي هذا السياق لابد من التذكير ان اخوان الاردن كانوا سباقين في رفد تنظيم القاعدة بالمقاتلين وبجمع التبرعات له عندم فجر ابن لادن ثورته ضد الكفار الروس في الشيشان ودول البلقان لاحقا ومن يدري فربما يواصل اخوان الاردن دعمهم له لالحاق الهزيمة بالكفار الاميركان وغيرهم من الصليبيين الاطلسيين واخيرا وليس اخر ا ينبغي على كل الجهات الحريصة على استقرار وامن الاردن ان تتذكر ان قادة الاخوان المسلمين كانوا من اوائل المعزين بمقتل بدعوة الشباب المسلم الى اقتفاء اثره رغم معرفتهم بان تفجيرات فنادق عمان كانت من صنع يديه !الزرقاوي كما انهم لم يترددوا في بيت العزاء في اضفاء صفات البطولة عليه

#خليل_سميرات (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات