أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الياس قومي - في الذكرى العاشرة لرحيل شقيقنا الشاعر عبد الأحد قومي














المزيد.....

في الذكرى العاشرة لرحيل شقيقنا الشاعر عبد الأحد قومي


الياس قومي

الحوار المتمدن-العدد: 2888 - 2010 / 1 / 14 - 12:50
المحور: الادب والفن
    


الرحيل...!!
في الذكرى العاشرة
لرحيل الشاعر عبد الأحد قومي


بقلم المهندس: إلياس قومي – مونتريال – كندا

" ما أصغر العبارات عندما نسكبها تحت أقدام الكبار "
إلياس قومي


الأنهار والطيور وأوراق الشجر والبيادر تسافر وحتى
الغيوم والكروم وأغاني الفجر.
فندرك أنَّ لكلِّ ما في الحياة مساره.
لكن لماذا ماعدنا نشتم رائحة الأقحوان؟!
ولماذا ما عادت تزورنا باقات الفل والياسمين الدمشقي؟!
ومن أين وكيف يا "عبد " تشاطر الغيم في السباق؟!
نحن نعلم إنَّكَ أول من رسم الكواكب تحت قدميه؟!
والأول من رسم الشمس شهد عسل فوق جبهته؟!
والأول من حول القمر لأشعةً على أصابع يديه؟!
والأول من جمع السحاب لتمطر فرحاً من بين شفتيه؟!
فمن أنتَ يا سيد الكلمات والشعر التي تفخر بها صفحات،
ويلهج النطقُ لسكنات حروفك ؟!
من أي المسالك والدروب أتيت؟!
من قال إنَّ الملائكة لا يتجسدون، ويعشقون،
ومن ثم إلى العلياء يرجعون من قال؟!
نعم يا أبن أمي وأبي تفرقنا قبل فراقك،
وبقيت مثل الإله بعد أن رحلت كل نوارس الطفولة،
والشباب، عندها قررت الرحيل قبل اللقاء.
تركتنا يتامى موزعين في أقطاب المعمورة.
مثل أوراق الخريف أصبحنا أما ترى؟!
لولا بعض أشجار نحن جذّرناها، نحن - كما علمتنا –
رسمناها ، لأذرتنا الزوابع إلى مداسات التاريخ!
إننا نعلم علم اليقين من دون شك أو ظنون أنكَ في أحضان
القديسين والأبرار تحيا، لأنَّ ربنا إله أحياء؟!
وبعد أن تخلصت من هذا الجسد الزائل خرجت إلى الفلك
السماوي ولتلحق مع القديسين والملائكة الأطهار.
عام مضى لا أدري، خمسة لا أدري، عشرة لا أدري،
وكيف تريدني أن أدري قل لي، وأنا الذي ما زلت
أذوق طعمك كلَّ صباحٍ ومساءْ ؟!
فكيف تريدني أنْ أقنعِ ذاتي...؟!
أأصدقُ رحيلكَ وأنتَ الذي مازلتَ ترحل معي كلَّ يوم؟!
نجوبُ الدنيا بتراتيلٍ وأناشيدٍ، كنا كتبناها مع شقيقنا الأكبر،
ونسجها صغيرنا كيفارة على صدر مدينتا بألوان الطيف والزجاج،
فوق القباب والأشجار، وعلى أجنحة العصافير والسنونو،
لتظل، كما نحن، مهاجرة هي أيضاً. أوتذكر أين كانت تبني أعشاشها
تحت أسقفة بيتنا في القرية التي لم تزل تصلي للتل، لعله يُمطرُ عليها
الورد والحب والحرمل، آه كم تبخرنا برائحتة؟!
إنها مازالت في صدري أحملها،لتقيني من عين السوء.
تماما مثل اعتقادات أمي، وهي تسكبُ بيديها الرصاص المنصهر
فوق براءة الأطفال عبر غربال ليتموضع في صحن ماء وليتخذَ
أشكالاً ورسوم وتتوالدُ حكايات العجائز.
نحن نحلق اليوم مثل بابا نويل ولنرسم معاً ابتسامة على وجوه
الصبايا والعشاق،أتعلم لقد صمتت الوجوه والدروب من بعدك.
اطمئن يا "عبد" إنَّ قومي ونور ونوار أشداء أقوياء صاروا،
وزوجتك: مازالت كما عهدتها باعت الدنيا لتبني وتربي.
أما نحن أخواتك وإخوتك: فما زلنا في الشتات نقف في أزقة الغربة
ونقتات من حافة الحنين ونردد أغنية "رعاة البقر" لشقيقنا إسحق:
" نشتاق إليكم ولنتناول سوية على مائدتنا التي I still song "
هي الأخرى ما عادت عامرة بالدفء منذ أن غادرنا الوطن.
ولنفرح معاً إن كان قد تبقى لهذا النوع مكاناً في مساحات قلوبنا
المثخنة بالجراح. ومن أنَّ ليثمن قيمة الأهل والوطن إلاَّ من كوته
الغربة بنارها وعلى جبينه نقشت عذاباتها.
لن ينساك أحد يا شقيق الفراشات والسنابل؟!
يا رفيق قامات النخيل، ويا سيد الكلمات.
إنَّ أرض الوطن ما تزال تنبت ذات البراعم التي أحببت، الشبيبة،
ومدرجات جامعة دمشق، وكلية الآداب لا تزال معطرة بعطرك،
وتفوح من رفاقك المظليين؟! أوتعلم لقد خرجوا بكامل
جهوزيتهم ليودعوك يوم أعلنت الرحيل.
فعمدت معهم ثانيةً بالدم والدموع كلَّ ساحاتِ الرجولة والبطولة؟!
عشتَ يا عبد نسراً ورحلت رجلاً والوطن كان بكم ومعكم يكبر،
نعم برجالاته يكبر الوطن، ونحن بكم وبالوطن نكبر!!
أما أنتَ يا من تطأ تراب الوطن، تمهل رويداً، وقف خاشعاً ،
وتطلع لمن حولك. إنَّ لفي ثراه قلوب رجال عافت الدنيا،
لقدسية هذا الوطن؟!
وعند لحظة الزوال إذْ بالحقيقة عارية،
فكنتم يا"عبد" حقاً بيادر الرجال وينابيع العطاء!!
والجدارة كل الجدارة لكم يا صاحب القامات الكِبار!!
ولترافقكم كل البلابل والأنهار، إلى بيارات الحب والخلود!!
يا ساحات الفكر ومدارس الوجدان وداعاً؟!!!
* * *
المهندس الياس قومي
كندا، مونتريال، لافال.







#الياس_قومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدرس الأخير
- دينٌ عليَّ ياديانا أنْ أوفيهِ
- المسافرة
- الموتُ بالمجان...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الياس قومي - في الذكرى العاشرة لرحيل شقيقنا الشاعر عبد الأحد قومي