اكاذيب تكشفها حقائق بمذبحة ليلة عيد الميلاد بمصر

جاك عطاللة

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 08:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بعد مذبحة ليلة عيد الميلاد التى اسفرت عن مقتل ثمانية وجرح العشرات بنجع حمادى باقصى صعيد مصر وما تلاه من ردود افعال قبطية غاضبة بعدما اطلق الامن الذخيرة الحية على اقباط ذهبوا لمعرفة مصير ابنائهم بالمستشفى تلى الحادث ردود افعال عالمية من ايطاليا ومن الفاتيكان ومن فرنسا ومن كندا و غيرها من الدول التى تحترم حقوق المسلمين فى اراضيها حتى المبتعثين والزوار بينما ترى اهل مصر الاصليين يقتلوا غربلة بالرصاص فى ليلة عيدهم وقد اصدروا بيانات استنكارية ويعتزموا مساءلة الحكومة المصرية ومراقبة القبض على المتهمين واعدامهم --

اتوقع ان يتم اعدام المتهمين ليس لانهم قتلوا اقباطا بالضرب بالمليان بالاسلحة الاتوماتيكية فى عرض الشارع وانما لانهم قتلوا مسلما مع الاقباط كان يركب بسيارة مسيحيين بطريق الجناة وليس شرطيا يحرس الكنيسة كما ادعت الدولة الكاذبة فى محاولة للتغطية واظهار ان الكنيسة كانت محروسة بالشرطة ,وسيأتى الاعدام متسقا مع البند الثانى من الدستور لا يؤخذ مسلم بدم كافر

وبالمرة اتساءل كيف ان الجناة ثلاثة فقط بينما استخدموا ثلاث سيارات و كانوا يطلقون النار من السيارات ببوابل منهمر من الرصاص والاسلحة الميرى؟؟


كيف يسوق الارهابى السيارة ويطلق الرصاص بنفس الوقت ومن كان يسوق السيارات عند ضرب الرصاص ؟؟ هل استخدم النظام الوهابى رامبو الامريكى ام ارنولد شوازينجر لتنفيذ العملية التى مستحيل ان تتم بالطريقة التى اعلنت من الامن بدون اشتراك اثنان على الاقل بكل سيارة واحد يسوق وواحد يضرب الرصاص ؟؟

بعد المذبحة تبارت اجهزة الاعلام الوهابية بالحديث عن الحادث ليس لتحديد المسئولية و معاقبة صارمة لكل من خطط ومول و ورد السلاح للمجرمين و معه السيارات و التغطية و هربهم الى الزراعات للاختفاء و امدهم بكل ما يقولوه فى التحقيقات حيث انكروا جميعا اشتراكهم رغم ان المارين والشهود تعرفوا عليهم بالاسم

ولكن تبارت اجهزة الاعلام الوهابية فى تبرير ما حدث واعادته الى اسباب اخرى ملفقة لم تتأكد من اى مصدر محايد - وهو حادثة اغتصاب فتاة فرشوط المسلمة من شاب مسيحى والتى اسفرت عن عقاب جماعى اجرامى لاقباط فرشوط ادى لخسارة اقتصادية فادحة لهم وافلاسهم بدولة لا تعوض المسيحى على الاجرام الجماعى للمسلمين و على العكس تخطط لاماتته جوعا للتخلص منه

لو بحثنا حادثة الاغتصاب المزعومة مبدئيا لوجدنا انها قد تكون مختلقة مثل الكثير قبلها حسب الشرع لوجود انفصال طبيعى بين المسلمين و المسيحيين بكل مصر الان فى ظل السيطرة الاعلامية الارهابية المسلمة على الاعلام الحكومى وعلى المدارس والجامعات و الصحافة والازهر و النوادى والتى تكفر المسيحى وتحل دمه باعتباره كافرا بمحمد وبالاسلام


ومن المثير للسخرية انه حتى المواصلات العامة لم تسلممن الاسلمة فمن دعاة الاتوبيس والقطار والمترو الى استيلاء المسلمين على الشوارع و الارصفة لاستخدامها بالصلاة والدعوة وحتى مصر للطيران استولوا عليها وموظفيها ينصحوا الركاب بالحجاب و النقاب مخافة من الثعبان الاقرع او الوقوع بيد طيار مسلم مؤمن يهوى بالطائرة لقاع المحيط و اخر اختراع اسلامى هو الاستيلاء على احد مداخل مترو الانفاق بالقاهرة الذى يخص الجميع ويمتلكه الجميع ومنعوا المرور فيه وجعلوا النفق مكانا للصلاة رغم وجود مئات الالاف من المساجد والزوايا فوق الارض للصلاة وياخسارة الملايين المدفوعة فى المترو

اتهامنا المسلمين باختلاق قصة اغتصاب فتاة فرشوط تأتى من هذا الانفصال الفعلى بسبب تكفير الاقباط والتحريض المستمر ضدهم و ايضا سبب جوهرى اخر وهو انتشار الاطباق والوصلات الفضائية فى اقصى اقاصى الصعيد كما بوجه بحرى و بالتالى تسعة وتسعين بالمائة من الشباب وحتى الكهول رجالا ونساء واطفال انفتحوا على قنوات التعرى والسكس وادمنوها بظل افلاس و بطالة شديدة القسوة وفراغ و بالتالى انتشار حالات زنا المحارم بصورة كبيرة للتنفيس عن الكبت وقد تكون هذه الفتاة قد تعرضت لمثل هذا الحادث التى تتعرض له على الاقل نصف فتيات الصعيد من اهلها او اكثر --

الحقائق المؤكدة انه لم يصلنا للان اى تقرير من فحص اى طبيب شرعى محايد للفتاة والشاب المتهم بفض بكارتها ولا اى اثبات ان هذا الشاب قد هتك عرض الفتاة -بالوقائع اين ومتى وهل الفتاة معتادة على ممارسة الجنس ام هى اول ممارسة جنسية لها ؟؟ وبالتالى لدينا اعتراض مبدئى على القصة وعلى العقاب الهمجى الجماعى على اقباط فرشوط الغلابة و على غيرهم ممن تستخدم هذه الشائعات الارهابية كمبرر لقتلهم وسرقة ممتلكاتهم وافقارهم جماعيا وهم عزل

الاتهام الثانى للمسلمين واولهم المسئولين واخص بالذكر وزير الدولة للشئون القانونية مفيد شهاب الذى اعاد نفس الحديث الممجوج و السخيف انه حادث فردى انتقامى للثأر

انا صعيدى من الصعيد الجوانى و اعرف تقاليد اخذ الثأر بالصعيد

يؤخذ بالثأر من رجال عائلة معينة قتلت رجلا من عائلة منافسة لسبب ما

الان هل قتلت فتاة فرشوط ليؤخذ بثأرها ؟؟؟

وهل ثبتت جريمة الاغتصاب بدليل طبى واحد محايد على الشاب القبطى ام ان الفتاة متعودة دايما كما يقول عادل امام ؟؟

هل من الممكن ان تخرقوا اعيننا بدليل طبى محايد لنعرف الحقيقة ام ان الكذب صار دينا و شعائر لديكم مثل قصة الحمل والذئب ؟؟ اى حجة وخلاص لتبرير قتل الاقباط بجريمة تطهير عرقى بشعه استنكرتها الانسانية ؟؟؟

يا سيادة الوزير ومن قبله رئيس المسلمين واليهود حسنى مبارك

الثار يؤخذ من رجال عائلة القاتل وهذا لم يحدث وانما حدث قتل عشوائى برصاص ميرى من سلاح ميرى لاناس ابرياء لا يمتوا لعائلة المغتصب المزعوم بصلة على يد رجال عصابات تعمل بامر الداخلية مرشدة لها و لحسابها وتهدف لاشعال الصعيد لتسريع الاسلمة بين الكثافة السكانية القبطية

تم تحذير الارهابيين للاسقف كيرلس قبل العملية بان هناك ذبائح مسيحية يتقدم قربانا لأله المسلمين وتحذير النائب المجرم المسمى الغول للاسقف شخصيا بانه سينتف ذقنه شعرة شعرة ردا على طلب تعويض اهالى فرشوط المضارين بالسرقة الجماعية الاسلامية لممتلكاتهم

ابلغ الاسقف الامن وابلغ كل المواقع القبطية ايضا ولم يتلقى اى حماية ثم بعدها بيومين مورست ضغوط عنيفة عليه لينفيها فنفاها مرغما لكن الاعتراف الاول هو سيد الادلة و التسجيلات موثقة وحاضرة و العودة عن الاقول شهادة بارهابية الدولة وبعدم قدرة الاسقف على تحمل الضغوط بعدما تعدت ردود افعال العالم الحد المتخيل من نظام مبارك مدبر الحادث والمستفيد الوحيد منه فحاول التمييع و الكذب كالعادة و يتخيل ان العالم سيصدقه

ظهر من البرامج الاعلامية التى تحدثت عن هذه الجريمة الجماعية ضد الاقباط ان الهدف هو التنفيس عن غضب الاقباط بالكلام المعسول و الوعود الكاذبة وهدفها نفى مسئولية الدولة الارهابية عن حماية مواطنيها و استمرارها بل وتسريعها لخطة الابادة الجماعية و التطهير العرقى بالكذب الصريح انها احداث فردية و انها تحدث بين المسلمين وبعض فى حين يستمر المخطط الحكومى الى نهايته المحتومة و هو تجويع الاقباط لتحويلهم الى ماسحى احذية او مسلمين ايهما اقرب واسرع و اسهل للدولة

اثار الدكتور شريف دوس فى احد البرامج الجماهيرية نقطة غاية بالاهمية انه فى 160 حالة اعتداء جماعى مسلم على ممتلكات وكنائس وارواح واديرة الاقباط لم تحدث حالة عقاب واحدة لمسلم وهذا لوحده يوضح سياسة الرئيس مبارك و نياته المبيته

واثار المهندس مايكل منير بنفس البرنامج نقطة اخرى مهمة جدا وهى عدم وجود حراسة على الكنيسة ليلة العيد و ايضا عدم ذهاب اى مسئول لتهنئة الاقباط بالعيد اثناء قداس نصف الليل لعيد الميلاد وواضح ان ذلك لسبب وجيه جدا ان المسئولين والشرطة تعرف مسبقا بالتخطيط وبالهجوم لانه من اعده ودبر له وهذه النقطة اثارت جنون الوزير مفيد شهاب وفضحته امام المشاهدين ففقد اعصابه وهدد بعدم سماع اى شكوى مستقبلا من المسيحيين ان اتهموا الدولة الوهابية بشىء

بعد هذا الرد الواضح على مفتريات شهاب ومن يستوزره واضح ان الامر خطير وان الدولة تضغط بشدة على الكنيسة لاسقاطها ومنعها من مؤازرة ابنائها فى الرد على مؤامرة الابادة وواضح ان الهدف من اجبار الاسقف كيرلس على تغيير حديثه الاصلى هو حرقه سياسيا و دينيا امام الاقباط و تعميق الشرخ الحادث بين الاقباط وكنيستهم عندما يصل الامر لاستقبال رجال النظام الوهابى بالكنائس وشكرهم والتصفيق لهم

و اظن ان الهدف الخبيث للايقاع بين الاقباط وكنيستهم واضح للجميع

على الاقباط ان يفهموا ذلك جيدا و عليهم تفادى الوقوع فى احداث شرخ عميق بينهم وبين الكنيسة المحتلة من الامن العام و عليهم عدم الركون للكنيسة سياسيا و اعادة الامر لنصابه فرجال الدين وظيفتهم الصلاة لهم ومنحهم البركة و ممارسة الاسرار المقدسة من عماد وزواج وتناول ومسحة المرضى وغيرها وبالباقى نحن مدنيين مصريين اقباط نعرف ماهو بصالحنا سياسيا ولا نحتاج وصاية من احد ولكن نحتاج للعمل الجماعى والى تسييس القاعدة القبطية و توعيتها وافراز قيادات جديدة لتساعد القيادات الحالية فى اعباء تدويل القضية القبطية وتمويل المصروفات

ان وسائل الدولة باتت معروفة ومفضوحة لانها متكررة على زمن قصير وبوحشية بالغة و اتمنى على عدد اكبر من الاقباط تولى شرحها للقاعدة القبطية وتوضيح كل الخطط و الوسائل الاجرامية للعالم كله لاستغلال التعاطف الدولى الذى نمى بعد حادثة نجع حمادى المأساوية و كلما كنا رجالا و استخدمنا عقولنا و استفدنا من تجارب الاخرين الناجحة بمقاومة الارهاب الاسلامى من جذوره كلما انقصنا المعاناة الدموية عن اهلنا بمصر و كلما قرب انقشاع الظلام الوهابى

#جاك_عطاللة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل