أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نرمين خفاجى - ظهور العدرا ومواسم الهجرة الى الشمال














المزيد.....

ظهور العدرا ومواسم الهجرة الى الشمال


نرمين خفاجى

الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 08:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شهر كيهك القبطى هو الشهر الذى حملت فيه السيدة العذراء بالمسيح وفيه تقام التسبحة فى الكنائس للعذرا،كل عام وفى هذا الشهر الذى تزامن مع نهاية عام 2009 بدأ الحديث عن ظهور العذرا .

على كورنيش النيل الغربى بعد منزل كوبرى الساحل تقع كنيسة العذرا والملاك ميخائيل بالوراق فى وسط بيوت اشبه بالجحور يسكنها خليط من الفقراء الأقباط والمسلمين ،الكنيسة مطوقة بجيش من جنود وعربات وضباط الأمن المركزى وذلك بعد انتشار خبر ظهور العذرا وحدوث تجمهر وصل الى اكثر من 10000 مواطن بحسب ما نقلت وكالات الأنباء .

لقد تجمع السكان المجاورين للكنيسة من مسلمين ومسيحيين رافعين رؤوسهم كل يحمل رجاءه وآماله.. مبتهلاً للعذرا أن تباركهم وتمنحهم عزاء الغرباء وستر المقهورين ،فى واقع منهار تحت اقدام الجميع فلقد اختفى منذ سنوات طويلة الأمل فى حياة كريمة لجموع فقراء مصر واصبح عرض البحر ملجأً وملاذاً لشباب فضل أن يقدم نفسه وليمة لأسماك البحر المتوسط فى حال فشل مشروعه فى الهجرة غير الشرعية لدول اوروبا،دون ادنى ندم .

فالحياة فى مصر فى عيون هؤلاء الشباب اصبحت مرادفا للبطالة والفقر الأبدى والعنوسة ولقانون الطوارىء واللون الرمادى القاتم والكئيب .

الجميع ينتظر العذرا ورأسه مرفوعة الى السماء والأعين مرشوقة بقباب الكنيسة .

الزحام يزداد كلما اوغل الليل ،وقد استثمر البعض حالة التزاحم والتهليل والفرح بالعّذرا بتأجير الكراسى وأماكن الجلوس على الرصيف ووصل ثمن الجلوس على كرسى فى مواجهة الكنيسة الى 25 جنيه ،وثمن الجلوس على حجر الرصيف الى 5 جنيهات .تم دفعهم بنفس راضية فى مقابل نوال بركة العذرا ام المخلص .وتحكى جاكلين أنه مع تعالى الهتافات للعذرا فى هذا الجو الإحتفالى بدأت هتافات اخرى معادية تصم المسيحيين بالجهل والكفر واتباع الخرافات اضافة الى الألفاظ النابية مما جعل والدى يصر على عودتنا الى المنزل ونحن نبكى لتركنا ساحة ظهور العدرا ،

وبعد ان حول بعض المسلمين المتعصبين هذا الجو الإحتفالى الى ساحة للسخرية بدأ التواجد الأمنى يزداد حول الكنيسة .خوفا من حدوث اشتباكات او هجوم على الكنيسة وفرت العذرا الى كنائس اخرى مخلفة راءها فقط ليالى باردة وحزينة كباقى ايام المصريين .

التواجد الأمنى الكثيف جدا حول الكنيسة والمنطقة يوضح مدى الأحتقان الطائفى الذى وصل اليه المجتمع المصرى .

وتقول مرفت ان العدرا لم تظهر فقط على قباب الكنيسة ولكن ظهرت فى السماء ورآها الكثيرين من مناطق مختلفة فى القاهرة وهى تمد زراعيها لتطمئن الشعب القبطى بصفة خاصة ،الذى يعانى كثير ا فى الفترة الأخيرة من الطائفية والأزمات الإجتماعية والإقتصادية كما تبارك الشعب المصرى كافة خاصة فى ظل انتشار الأوبئة مثل انفلونزا الخنازير ومن قبلها الطيور فالعدرا هى المنقذ لشعب مصر ! ودائما ما تظهر فى الأزمات مثلما حدث فى 68 بعد النكسة لتعدنا بالنصر ،وفى 86 ظهرت لتطمئن الأقباط الذين عانوا كثيرا من اضطهاد الجماعات الإسلامية خاصة فى الصعيد وتؤكد لهم اقتراب وقت الخلاص.

اما ايهاب فقد قال ان ظهور العدرا يحدث من وقت لأخر خاصة فى الأزمات ليثبت المؤمنين على ايمانهم ويمنح الأمل للشعب ويبارك مصر

وقد ادى رواج الحديث فى ظهور العدرا الى بروز كافة مشاكل الأقباط على السطح بداية من الصراع بين الكنيسة الإنجيلية والكنيسة الأرثوذكسية العتيدة الى سخرية من الأقباط ووصمهم بالتخريف والكفر وهذا ما اثار حفيظة الأقباط الذين اعتبروا ان التشكيك فى المعجزات ومنها ظهور العدرا يعد تعصبا وعدم احترام لعقيدتهم.

لقد طافت الجماهير وراء العذرا من الوراق الى كنائس مسرة والعمرانية طمعا فى الخروج من الأزمة فالوجوه المرفوعة الى السماء متغضنة حزينة تنتظر الخلاص .

الجميع ينتظر معجزات السماء وهذا شىء طبيعى جدا فى واقع تسيطر عليه الثقافة الدينية بأنواعها سواء الإسلام الوهابى السلفى او المسيحية الأرثوذكسية اضافة الى المذاهب الأخرى .

فنحن نعيش واقع يحتقر العلم ويقوم بتقديم تفسير لجميع الظواهر الطبيعية باستخدام الدين وليس العكس "برنامج الدكتور زغلول النجار على سبيل المثال لا الحصر"

وفى هذا الواقع انحدرت مناهج التعليم الى الحضيض الأسفل مع وجود كتيبة من المدرسين واساتذة الجامعة بلا اى حد ادنى من محتوى ثقافى او علمى او على الأقل على درجة من التسامح وقبول الآخر .

هذا التكلس اصبح يشمل كافة نواحى الحياة خاصةعلى المستوى الإجتماعى والسياسى.



#نرمين_خفاجى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ما بين حقوق الحيوان وحقوق الانسان
- التراث الشعبي بصمة شعب
- المسرح الفرعونى
- الأقباط والاضطهاد والمواطنة والدستور
- ثورة القاهرة الاولى
- تعاليم السيد جمال الدين فى وجوب اصلاح الدنيا والدين
- منظمة ثورة مصر واجواء الثمانينات
- شعوذات حكام بأمرهم
- الثورة الفرنسية وملحمة الحرافيش
- على هامش الاحتفال بيوم المرأة المصرية ..قراءة فى دفتر احواله ...
- انا وطنى وبنشد وبطنطن
- على مقهى التهييس السياسي


المزيد.....




- ماذا يعني اعتراف روسيا بإمارة أفغانستان الإسلامية؟
- “بدون تشويش أو انقطاع” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- بابا الفاتيكان يدعو لوقف ’وحشية الحرب’ في قطاع غزة
- الرئيس الروسي يلتقي في موسكو كبيرَ مستشاري قائد الثورة الإسل ...
- هآرتس: تصدع في دعم الإنجيليين الأميركيين لإسرائيل بسبب استهد ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- تفاصيل خطيرة.. مصر تحبط مخطط -حسم- الإخوانية لإحياء الإرهاب ...
- الرئاسة الروحية للدروز تطالب بسحب -قوات دمشق- من السويداء
- الاحتلال يسرع السيطرة على المسجد الإبراهيمي


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نرمين خفاجى - ظهور العدرا ومواسم الهجرة الى الشمال