الحوسمة

ليلي عادل

الحوار المتمدن-العدد: 874 - 2004 / 6 / 24 - 07:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حسم كلمة عربية وتأتي بمعنى ..القطع , و يمكن استخدامها ضمن جمل لتمنحها صفة البت و القطع لغويا" او مجازيا" , و قد أطلق صدام على عملية سقوطه و احتلال العراق أسم الحواسم , وكانت بالفعل كذلك , واليوم إذا ذكرت كلمة حواسم او إحدى تصريفاتها الشعبية الغير مذكورة في أي مرجع للغة العربية مثل : حوسم , يحوسم , نحوسم , حوسموا , فأن ما يفهم منها مغاير تماما للتعريف الآنف الذكر , فبسبب ما حصل من نهب و سلب و فرهود خلال السقوط , و تأثرا" بمعركة النظام المنهار الأخيرة , فقد أطلقت تسمية الحواسم على كل ما سرق وكل ما يسرق منذ ذلك الحدث , وصرنا نجد في السوق باعة الأرصفة يعرضون بضاعتهم على صنفين صنف رخيص لأنه حواسم و هي حرام برأي البائع ( وهذا يذكر على لسان الباعة ) و صنف مشابه لكن سعره أعلى و يقسم البائع أنه حلال , فيختلط علينا مفهوم الحلال و الحرام في متاهة الحواسم ..ثم بدأت الأشتقاقات من المصدر فظهر فعل حوسم , و حوسمت , و عائلة محوسمة , وقد أطلقت على عوائل ظهرت عليهم بوادر الغنى و الترف على حين غرّة , و اصطفت السيارات الحديثة على أبواب أكواخهم التي تحولت بين ليلة و ضحاها الى قصور شبيهة بقصور ….عدي و قصي و أزلام النظام البائد , فكلها حواسم في حواسم …و قد أخبرني أحد المعارف أنه خطب لأبنه فتاة من عائلة محوسمة و قد أكرم والد العروس الأب المحوسم أبنته ببعض الدفاتر الدولارية كمصاريف لزواجها , فصار الناس يتباهون أنها ابنة حواسم , و قد انقرضت تسمية حرامي من قاموس اللغة ولم تسعفها جمعية إنقاذ الكلمات الآيلة للانقراض …
لقد سرق صدام و نظامه أموال العراق لسنين طوال و علّم الشعب من الموظفين التابعين للدولة على السرقة و من كان يمتنع يخرج من اللعبة , وقد حث هذا موظفيه و هو يختبئ في جحره على التصرف بما في حوزتهم من أملاك الدولة و كانت ذلك تحريض صريح على السرقة ….عفوا" أقصد… الحوسمة , واليوم قبل أيام من تسليم السلطة للعراقيين تروج شائعات ان حواسم جديدة قادمة و قد تم تأليف هوسة بهذه المناسبة , حيث يقال ان الشرطة العراقية تهوس للحاكم المدني و تقول : بريمر و الله بريمر ..أنطينة أسبوع نحوسم بيه .

#ليلي_عادل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل