هذا هو الوجه الحقيقي لما- يسمى المقاومة العراقية-

نزار سعيد العاني

الحوار المتمدن-العدد: 870 - 2004 / 6 / 20 - 06:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

منذ الأيام الأولى للأحتلال الأمريكي البريطاني للعراق, تصاعدت الأعمال الأرهابية في العراق , وأخذت منحنيات خطيرة تمثلت بتصاعد اعمال التفجيرات باستخدام السيارات المفخخة, وزرع القنابل والتفجيرات عن بعد, واعمال الخطف للعاملين الأجانب والعراقيين, والأغتيالات التي طالت الألاف من العراقيين, والأخطر من كل ذلك هو استهداف البنية التحتية من محطات كهرباء وماء وانابيب النفط والمياه0 ومنذ ذلك الوقت تباينت مواقف, و ردود فعل الشارع العراقي ازاء ما يحصل في العراق, ففي الوقت الذي اعلنت غالبية العراقيين رفضها واستنكارها لما يجري في العراق من أعمال ارهابية, باستثناء القلة من العراقيين , الذين صوروا زورا هذه الأعمال بأنها أعمال مقاومة مشروعة!1 يدعمهم في ذلك ثلة من الأعراب مدفوعين بحقدهم وجهلهم الأعمى, وخوفهم من قيام نظام ديمقراطي فدرالي في العراق , يطيح بكل مشاريعهم الخائبة لعكس عجلة الدوران الى الخلف و استعادة النظام الفاشي0 هناك أصحاب رأي ثالث , يرون أن هناك مقاومة وطنية شريفة , تقاتل من أجل طرد المحتليين, ولكن القيام ببعض الممارسات الخاطئة, يلحق الأذى بسمعة المقاومة الوطنية, كما حصل مؤخرا في الفلوجة , عندما أقدمت عصابة مجرمة على قتل سبعة من سائقي سيارات الشحن العراقيين من ابناء مدينة الثورة , مما أعطى موضوع القتل بعدا طائفيا , يهدد برد من جابب أهالي الضحايا, مما قد يسبب في اشعال فتنة طائفية , يسعى لها أعداء العراق من الظلاميين , وهذا ما تكشفه رسائل منسوبة الى الزرقاوي , تؤكد هذا التوجه الأجرامي0 وبغض النظر عن ا لجهات التي تقف وراء تلك الأعمال الأرهابية, فان أصحاب الرأي الثالث يفترض حسن النية في الأعمال التي تستهدف قوات الأحتلال, ووصل الأمر حدا بتعاطفهم ودعمهم السياسي لما يسمى بجيش المهدي, لا لشيء سوى أن جيش المهدي يحارب القوات الأمريكية, دون ادراك الدافع الحقيقي وراء قيام جيش المهدي والذي جل قوامه من أنصار النظام البائد بمحاربة القوات الأمريكية0 لأصحاب هذا الرأي أقول, ان ما تمارسه عصابات القتل في الفلوجة , وبغداد , وبعقوبة , والموصل , وكركوك , وغيرها من المدن العراقية , من اغتيالات وتفجيرات وزرع للقنابل , وضرب للبنية التحتية , انما تمثل الوجه الحقيقي البشع لما تسمونه بالمقاومة الوطنية, والتي هي في جوهرها أعمال ارهابية ,لا تمت للمقاومة الوطنية بأية صلة, وأقول لهم ان المقاومة التي تدعونها لا وجود لها الا في أذهانكم,فالمقاومة الحقيقية هي تلك المقاومة التي تريد انهاء الأحتلال لا ادامته واعطاءه المبررات لأطالة أمده, مقاومة تبني لا مقاومة تهدم, مقاومة تقف الى جانب رجال الأمن ومنتسبي الجيش الجديد, لا مقاومة تنسف مراكز الشرطة وتقتل منتسبيها وتحرق جثثهم, مقاومة تحمي بنية العراق التحتية لا مقاومة تفجر البنية التحتية وتقتل عمال ابرياء يقومون بتطهير الأنهار, مقاومة تحمي المدنيين الأجانب , لا مقاومة تختطفهم وتطالب بدفع الدية , مقاومة تعمل من أجل تقوية النسيج العراقي لا مقاومة تقتل على الهوية, فعن أية مقاومة يتحدث أنصار المقاومة ؟ 0

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل