دور الحزب الشيوعي العراقي في تعزيز الأستقرار الأمني والسياسي في العراق

نزار سعيد العاني

الحوار المتمدن-العدد: 844 - 2004 / 5 / 25 - 04:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

لعب الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه قبل سبعون عاما في الحادي والثلاثين من أذار عام 1934 دورا بارزا في الحياة السياسية للمجتمع العراقي, وغدا بعد10 أعوام من تأسيسه قوة سياسية ترتعد فرائص الحكام من سماع اسم الحزب الشيوعي, هذا الحزب الذي جندت من أجل القضاء عليه كل امكانيات الحكومات الملكية القمعية دون جدوى , فقد استطاع ذلك الحزب الفتي من كسب حب الشعب له والألتفاف حوله . لقد وجدت الجماهير في الحزب عزما وتصميما على الدفاع عن مصالحها فكان الحزب يتقدم صفوف الجماهير في سائر انتفاضاتها ومعاركها الطبقية والوطنية يصوغ شعاراتها ويدافع عنها ويقدم الشهداء في سبيل انتصار ارادة الشعب, وتشهد على ذلك اضرابات عمال كاورباغي وعمال نفط ك3 ووثبة كانون ثاني عام 48 وانتفاضة عام 52 و56 وعشرات الهبات والمعارك الطبقية والتي قدم الحزب فيها عشرات الشهداء من اجل انتصار ارادة الشعب العراقي بكل قومياته وأطيافه. لقد استطاع الحزب بفعل قوة وصلابة تنظيمه ان يقهر قوى القمع الرجعية وأن يمد تنظيماته الى كل رقعة من أرض العراق بحيث غدت تهمة الشيوعية تشمل كل المناضلين ضد الحكومات الرجعية الموالية للمستعمرين البريطانين.
كما استطاع الحزب ان يساهم بفعالية في تأسيس المنظمات الجماهيرية مثل اتحاد الطلبة ورابطة المرأة واتحاد الشبيبة والعديد من نقابات العمال والأتحادات الفلاحية والتي ساهمت بدورها في تعبأة الألاف من ابناء الشعب وزجها في معترك العمل السياسي والجماهيري وغدا الحزب عشية قيام ثورة تموز عام 58 قوة جماهيرية لا يمكن تجاهلها , لذلك ليس غريبا أن يستحوذ الحزب على تأييد الشارع العراقي غداة قيام الثورة حيث استطاع الحزب أن يعبأ مئات الألوف من ابناء الشعب من خلال المنظمات الجماهيرية وذلك للدفاع عن الجمهورية الفتية ضد المؤامرات التي حاكتها ضدها قوى داخلية واقليمية ودولية من أجل اجهاضها والقضاء على مكتسباتها. لقد اكتسب الحزب تجربة غنية من خلال تعبئة جماهير غفيرة كانت السد المنيع ضد مكائد الأعداء والعين الساهرة لحماية الثورة وهذا ما ارعب اعداءها ولم يغلق لهم جفن حتى استطاعوا الأجهاض على الثورة لأسباب يطول شرحها وهو موضوع خارج عن موضوع المقالة..واليوم يئن العراق تحت الأحتلال البغيض وتتكالب عليه قوى لا يجمعها مع بعضها سوى كره البلاد ولتسوية حسابات مع المحتلين لا شأن للعراق وأهله بها . لقد عجزت قوة الأحتلال بما تملكه من ألة عسكرية وتجهيزات وأموال من توفير الأمن والأستقرار لهذا البلد الذي أوصله حكامه الخونة عصابة الجهل والقتل واللصوصية الى حافة الهاوية توجت بالأحتلال الأنكلو أمريكي له في وقت تعاني كل القوى الوطنية والأسلامية من أثار الحقبة الفاشية التي أمعنت ذبحا بهذا الشعب الذي تأمرت عليه بالأضافة لحكامه قوى عربية واقليمية ودولية لها مصالحها وحساباتها بعيدا عن مصالح شعبنا. في ظل هذه الظروف الصعبة والحالكة نتطلع نحن ابناء العراق الى حزب الشيوعين العراقين ليلعب دوره الحاسم في تعزيز الأستقرار الأمني والسياسي للعراق, فالحزب يملك تجربة كبيرة في العمل على قيادة الجماهير في أحلك الظروف , فهو يملك من الأمكانيات الكفيلة بالخروج من هذه الأزمة اذا ما احسن استغلالها ويمكن ان الخصها بالأتي: يمتلك الحزب نظرية ثورية يستطيع بواسطتها أن يحلل الواقع ويشخص مشاكله ويضع الحلول اللازمة للخروج من الأزمة من خلال برنامجا سياسيا اقتصاديا واجتماعيا متكاملا, يمتلك الحزب تجربة غنية في التعبئة الجماهيرية من خلال العمل في صفوف المنظمات الجماهيرية والتي ساهم الحزب في تأسيسها, يمتلك الحزب تجربة غنية في التحالفات الجبهوية يمكن استغلالها لتعزيز العمل الجبهوي وخصوصا بين قواعد الأحزاب الوطنية والأسلامية المعتدلة, يمتلك الحزب تجربة كبيرة في العمل المسلح وحرب العصابات , والأهم من كل ذلك يمتلك قاعدة ثقافية وتجربة رائدة في العمل الثقافي والأعلامي قادرة على التصدي للمشروع الطائفي المضاد الذي يريد اغراق البلاد في اتون حرب اهلية تحرق الأخضر واليابس. ولتفعيل دور الحزب ليقوم بدوره المطلوب هناك شيئين أساسيين يتطلب ايلائهما أهمية قصوى وهما 1- تفعيل العمل الأعلامي للحزب من خلال زيادة توزيع أعداد طريق الشعب والعمل على جعلها يومية وايصالها الى أكبر عدد من المواطنين وكذلك من خلال الأسراع ببدأ العمل الذي سمعنا عنه وهو المحطة الفضائية الخاصة بالحزب2- العمل الجماهيري من خلال الأرتقاء بعمل المنظمات الجماهيرية مثل اتحاد الطلبة ورابطة المرأة والشبيبة والنقابات المهنية مثل اتحاد العمال والفلاحين والمعلمين حيث ان هذه الأتحادات والنقابات تضم في صفوفها ربما الملايين وهي قادرة على عزل الأفكار الظلامية المتطرفة وابعاد الشباب عن كل الأفكار المتطرفة وهذا يمكن أن يتم من خلال الأرتقاء ببرامج هذه المنظمات لتشمل العمل على توفير فرص العمل لكل المنتمين الى هذه المنظمات حيث أن البطالة هي العدو الأول للأمن والأستقرار وسلاح خطير بيد الأرهابيين الذين تتدفق عليهم الأموال من كل حدب وصوب لأغراء الشباب قليلي الخبرة والثقافة ودفعهم نحو التطرف وتوريطهم بأعمال ارهابية.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل