أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - يسرا القيسي - 1/2 المثقفين














المزيد.....

1/2 المثقفين


يسرا القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 20:45
المحور: الصحافة والاعلام
    


1/2 المثقفين
حين كنت أعمل في أحدى الدول العربية في بداية أمتهاني العمل الصحفي ؛ وقتها كنت شابة في ربيع عمري ؛ أحببت هذه المهنة الممتعة بشقائها أضافة الى كوني محررة في أحدى الجرائد الفلسطينية عملت في قسم الأخراج الصحفي لشغفي وحبي للعمل في هذا المجال وبكل ما يحيط به ؛
كنت المنفذة والمرأة الوحيدة في القسم الفني ؛ وقتها كنا نعمل بأدوات يدوية وليس كما الآن ؛ التنضيد والأخراج بالكمبيوتر؛ فكان من طقوسي أن أنتقي ستة وردات حمراء وبيضاء من القرنفل وزهرة اللوتس ؛ وأن لم أجد فأنتقي شرخ من الزنبق فأزين مكتبي ومكتب رئيس التحرير لتضفي لمسة ود وجمال على عملنا ولروحنا وأسمع فيروز كوني أعشق هذا الصوت الملائكي ؛
كان رئيس التحرير شابآ هادئ الطبع مندفعآ للعمل وحبه للمعرفة ؛ مثقفآ حقيقيآ بسلوكه وأفكاره المتفتحة وأحترامه لكل المحررين والفنيين العاملين ؛ ويراعي مشاعر المرأة كثيرآ ؛ ولا يفضل زميلة على أخرى ؛ الا في عملها حيث كان يثني على أجتهادها في الاجتماعات الدورية لهيئة التحرير .. أعجبت بشخصيته وتواضعه وتآزره معنا في كل المواقف داخل العمل وخارجه ؛ فتعلمت منه هاتين الصفتين ؛لأ اعرف في أي منفى الآن .. تذكرته وتخيلته ماثلآ أمامي .. حين أقارنه بأحد الزملاء العراقيين أسميته أستاذي مع أنه كنت قد سبقته بعقدٍ من السنوات ككاتبة وصحفية .. أعطيته فرصة العمل معي في مطبوعة عربية ؛ فأحترامآ له تنازلت عن حقي كسكرتيرة تحرير في المجلة التي كنا نعمل فيها ؛ بعد فترة عرفت أن هذا الزميل دخيل على العمل الصحفي ؛ التي أصبحت مع الآسف مهنة من لا مهنة له ؛ ويدعي أنه يعمل في صحف عراقية وعربية ؛ صّدقناه لأنه يتقن فن التمثيل ويتمسكن حتى تعاطفنا معه ومع ظروفه المسحوقة جميعنا ؛ حقآ يصدِقون أهلنا حين يسألوننا عن صديق أو صديقة هل تعرفوهم نجيب نعم يكررون السؤال عاشرتموهم نقول لا فيكون رد الأهل وبشكلٍ حكيم من خلال تجاربهم بالحياة أذن لا تعرفون عنهم شيئآ ..
وأكتشفت من خلال ملازمتي لهذا الزميل كذبه وأدعائه ؛ وحين أقول مثقف ليس بعدد الجمل الاجاهزة الذي حفظها ويرددها ؛ وليس بعدد الكتب أن لم تترجم بوعي من خلال سلوكياتنا وبالتعامل مع الاخر ..بصدق وليس تجنيآ عليه أنه لا يطالع الصحف اليومية المفترض يطالعها بأعتباره صحفي ليواكب الحدث في العالم كان ينهيني أن مددت يدي على أي صحيفة لشرائها .. دعوني أقص تهمته لي ؛ وأن أحببتم تعرفون مَنَ هو راسلوني ...في أحدى نقاشاتنا تفاجئت حين قال لي أنت أيتها المرأة المتحررة التي تقرأ عابر سرير أحلام يقصد الكاتبة الرائعة أحلام مستغانمي ومَنَ منا من لا يقرأ لمستغانمي ؟ ؛ رثيت عليه وأطلقت ضحكتي المجلجلة من كل قلبي لأنه حكم عليّ وعلى الكاتبة من خلال العنوان ؛ نصحته أن يقرأ عابر سرير ليعرف مضمونها الفكري ... هنا توقفت وأستحضرت شخصية رئيس التحرير وزملاء آخرون كنا كعائلة واحدة نتبادل الحوارات الثقافية والكتب مزيدآ من المعرفة ..
الفرق شاسع بين زميلي وبين رئيس التحرير الفلسطيني الذي لا يعرف التبجح ولا أستعراض العضلات ؛ أقول لزميلي القدر فرضك عليّ وعلى بقية زملائي من المثقفين الحقيقيين فأين نحن من أنصاف المثقفين أو مَنَ يدّعون الثقافة وهم بعد السماء عن الأرض ... الله يساعدنا عليك وعلى مثل شاكلتك ؛ هذا الزميل متولع بجمع الهويات هويات الصحف التي يعمل فيها ..فأقول له رحم الله امرءٍ عرف قدر نفسه ..؛





#يسرا_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصمت
- صرخة امرأة
- دراسة نفسية
- القسم الثقافي / قصة / ذلك المساء
- المرأة العراقية في البرلمان
- المرأة العربية أستهلاك أم أستغلال


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - يسرا القيسي - 1/2 المثقفين