أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يسرا القيسي - صرخة امرأة














المزيد.....

صرخة امرأة


يسرا القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2860 - 2009 / 12 / 16 - 06:42
المحور: الادب والفن
    


في يوم شتائي قارص البرد .. يمطر تارة ويثلج تارة أخرى .... رن هاتفي الارضي رفعت سماعة الهاتف يسبقني كسلي فوصل تثائبي الى محدثي قبل صوتي .. جائني صوته عبر الاسلاك الباردة ... يا اللهي ... سمعت ذبذبات من صداه ، فتسمرت ؛ قفزت بفرح .. صرختُ وكأنه أمامي ... أصحيح تريد أن تلتقيني .

بعد غياب سنين حسبتها قروناً تذكرني بكلمات مقتضبة .. حدد موعداً للقائه .. أرتبكت من شدة فرحي ومفاجئتي ..غادرني الكسل ودب في جسدي وروحي نشاط لم أعهده من قبل .. تسلقت السلم صوب الدور العلوي لبيتي بقفزات وكأني في أسباق الزمن للوصل اليه ... ؛ دخلت الحمام الوردي المبهج .. نزل الماء من الدوش على جسدي الغض وأنساب كشلال هادر .. تابعت قطرات الماء الرشيقة وهي تنساب على خارطة جسدي .. للحظة تخيلتها فم من جمر وعطر يمتد مع تلك القطرات ليلهبني حبآ ، وجدآ ، وشوقآ للقائه .. وقفت أمام المرآة أتأمل ملامح وجهي وتضاريسي الانثوية ...

ماذا لو أنتبه على بعض التغييرات التي رسمها العمر على ملامحي ..؛ فتحت خزانة ملابسي لاختار أحلى ملابسي وأبهاها ، وتلك الالون التي يعشقها ؛أرتديت معطفي الفرو الأحمر لأخفي الملابس الشفافة التي لبستها ، تلفحت بلفافه الذي أهداني أياه في عيد ميلادي الأخير ..؛

خرجت مسرعة تاركة للريح أن توصد الباب ورائي .. ركضت في شوارع مدينتنا النائمة أطالع الابواب المغلقة وأتسائل هل يوجد خلف تلك الابواب من سيكون بسعادتي حين التقيه وأرتوي من غدير حبه ... هل سأراقصه على خطوط الرغبة التي تدفعني اِليه الآن .. عبرت الشارع فلم أجد سوى الأشجار الخضراء الباسقة تتناغم مع المطر ... أقدامي تجذف سيول المطر المنهدرة في أزقتنا الضيقة .. أركض كطفلة لاتعرف الممنوع ..

وقفت أمامه بلحظة صمت ، ذهلت من رجولته المتجدده رغم تقدمه في العمر.. قبـّل جبيني ... أحسست بأن الكون توقف هيبة لتلك اللحظة .. شعرت بدفء قبلاته المتلاحقة تزيدني احتراقاً واقتراباً اليه .. عانقني بحرارة أحسست بأن جسدي ذاب بين يديه وهو يشدني اِليه ؛ مسك يدي وضغط عليها .. تسلل دفئ جسده من بين أصابعي ليتسرب كخيوط الشمس لتعانق خفاياي .. رغم برودة المدينة ... حرك في داخلي أشياء كادت في طريقها الى النسيان ..

رافقته الى شقته الصغيرة .. كانت بسيطة وأنيقة بجمال أثاثها المميز ... شربنا نخب لقاءنا وتصاعد دخان سكائرنا .. أمتص رحيق شفاهي فأستنطق رغبتي لتتحول الى صرخة تبدد سكون ليلي الطويل ... أستسلمت بين يديه كما يستسلم المذنب ليد كاهن ...؛ أذبنا مشاعرنا كقطعة سكر .. حباً.. شوقاً.. هياماً ؛ فجر بركان أنوثتي التي لا يدركها الا هو .. هو وحده وليس ثمة رجل آخر يفهم خارطة جسدي ويسافر عبر طرقه الوعرة...؛

أردته أن يكون أبآ .. لحظتها شعرت أنه غير راغب في ذلك؛ حين أجابني أمهلي لحلمك بعض الوقت ..؛ أرتديت معطفي .. خرجت أركض بشوارع دبت فيها الحياة والمارة ودموعي كريهام لايتوقف..؛ الآن وبعد أن أصبح بعيدآ عني بعيدآ جدآ ... همستُ بأعلى صوتي بهمسة أشبه بصرخة..أحبك .



#يسرا_القيسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة نفسية
- القسم الثقافي / قصة / ذلك المساء
- المرأة العراقية في البرلمان
- المرأة العربية أستهلاك أم أستغلال


المزيد.....




- والدة هند رجب تأمل أن يسهم فيلم يجسد مأساة استشهاد طفلتها بو ...
- دواين جونسون يشعر بأنه -مُصنّف- كنجم سينمائي -ضخم-
- أياد عُمانية تجهد لحماية اللّبان أو -كنز- منطقة ظفار
- إبراهيم العريض.. جوهرة البحرين الفكرية ومترجم -رباعيات الخيا ...
- حصان جنين.. عرضان مسرحيان في فلسطين وبريطانيا تقطعهما رصاصة ...
- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يسرا القيسي - صرخة امرأة