أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق الطوزي - الصخرة














المزيد.....

الصخرة


طارق الطوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 19 - 20:37
المحور: الادب والفن
    


إلى الدكتور أمين الزاوي

الفصل الأول

على حافة بحر يسكنه السرّ و الخرافة، هبّت صرخة في ضياع اللافهم، تستنفر الغوث.
" الصخرة ضاعت !!.. "
تهافتت الآلام تستجمع كلمات السؤال، و عندما تبينوا الصواب، كانت سكينة الغياب.
" الصخرة غارقة في انكسارها، مسلوبة الجوف !!.. "
تطلعت العيون باختناقة الحقد إلى خطوط مبهمة على جزء من الصخرة الكسيرة، تفهّم بعض العارفين معناها الرجيم :
" بَقرْ، من بقرْ؛ يغسلو عالفضة و يحسابوه حجرْ ! "

تشبعت الأرض بالعناء، و بدت أشباح الحياة في شرود تجوب مستسلمة، الكل في رحلة الصمت تستغرقه الحيرة. سطوة استلاب الحق تجثم في الصدور بقتامة؛ بات المقام مشهدا لهذيان القسوة و الوجوم.

الفصل الثاني

أشعل فتيل عود الديناميت، و هو يتابع حركة السمك في غمار موجة صغيرة.
كانوا جميعا ينتظرون انفجارا يطعم جوعهم، سيغدو السمك على الشاطئ، سيكون الملاذ المعتاد...
نظر على عجل إلى بقايا الصخرة تهزم انتظام الأشياء القديمة.
لم تكن هناك أيضا.
........
دوى الانفجار...

الفصل الثالث

استلقى على الرمال ملتمسا انتشاء لقاء أشعة الشمس، ارتسمت صور متعددة تشمله بفيضها الشقي؛ استسلم لكلمات تشق توازن السكينة :
" غابت مع ضياع الصخرة؛ كانت تحضر في عباءة خجلها تغسل الصوف. شاهدت عينيها ترصد انفلاتا تائها، فحاذرت لقاء همسها، لكني أسرت في عشق عابث.
في عنف النظرة الكتومة صارحتها، قالت لي بعين الحرص و الفرار : نعم.
تقشع ترددي إلى عنفوان نزق. حدثتها عن الخبيئة في صدر تلجلج توحدا، عن شعور يتبدى في حالات الغربة و السؤال، عن كآبة الحضور في فضاء بلا ثرثرة.
تحدثت بلا كلام، و وافقت بابتسامة. "

تحسس الصخرة بأنامل تحرّقها الشغف، التحم جسده بامتدادها الصلب، قبل أركانها باشتياق البوح...

الفصل الرابع

تدثر الليل بالدفينة، و تناقل الهائمون مآل وداعها
قالوا : " ماتت "
قالوا : " قتلت "
قالوا : " ولدت بلا ضياء البراءة؛ كانت امرأة "
حان الميعاد، و ما قدروه انبلج موتا؛ فعلى حافة الحياة أمهلوها مقدارا لا يعلن فتنة. خلقت على غير العادة و تلبست بالمكره، غشت قلوبهم خشية غدر الكلمات وهي تنحر أعراضهم بتكشف لؤم الغياب، فقرروا بعد مدار العمر القصير أفولها...

الفصل الخامس

" تدبروا غروبها في متاهة الفناء. خذلني فراق نغمي. لم أعد أحتمل رحلتي عبر شطآنهم و بحارهم . أقعدني ألمي و عاهتي عن إنشادي الصاخب. ضجر هذا الصمت. تلك الوجوه الكئيبة أضمرت موتها. لن أفهم هذا الشدو المبهم على عتبات قنوطهم. قتلوها، قتلوا مسار الألم إلى فوضى اللقاء. كان عليّ الصمت حتى لا أعكر هياج ضياع الصخرة، لكني لم أع أني لست سوى ضياعا آخر في مشهد الصمت.
مزقوا الصوت في مناحات السقوط.
كتموا احتراق النبع، و آثروا لغو الدناءة. أين اللعنة في مدى لم يعطبه غير طقس الخوف ؟
رقيب عتيد أردى الضحكات الحالمة في حلقات الخلق، أسكنها قباب الخسف على تراتيل النهي. عين الجفاف تلك نحرت آية الحب.

يتبدد فعلي في فراغ العجز. أسكن إلى قتامة اللاشيء كئيبا. أطياف العيش بلا نبض المعنى تغادرني.
لن أطيق صمتا آخر. "


الفصل السادس

مع إطلالة فجر ما، تقدم هذا الجسد المشوه إلى البحر، خاض الماء ليعبر إلى ما خلف الأفق...
تلاشت حركته المضطربة مع فيضان الصمت.




#طارق_الطوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأبين ( قصة قصيرة )
- سمنون المحب
- محمد ولد السلطان
- هي/ انعكاس
- سقم
- عيون وقحة
- عجوز الستوت
- الكأس و المعاد
- الرحيق المختوم


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق الطوزي - الصخرة