أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم لعرب - شعر ثوري:أنتم أحرار في ألا تعترفوا بالكلام و الحمام















المزيد.....


شعر ثوري:أنتم أحرار في ألا تعترفوا بالكلام و الحمام


عبد الرحيم لعرب

الحوار المتمدن-العدد: 2850 - 2009 / 12 / 7 - 00:03
المحور: الادب والفن
    


&أنتم أحرار في ألا تعترفوا بالكلام و الحمام&

أيها الشعر لا تستسلم
انتصر لمحمود، لبسمته الجميلة، لحلو الكلام
اصقل سيفك، الأم جناحيك، و حلق أعلى من الغمام
أعلى و أعلى، لا تنتظر مديحا من الناس
غير دمك الآدمي، أعد لهم نعليك، و رفرف مع سرب الحمام
وكناتك أرحم من فيلاتهم و هديلك سيد الأنغام
أغلى و أغلى، من قلائد الماس
اخرج من ثنايا الصمت
غض الطرف عن روث البهائم
لازال في الوجود مسك ونسائم
هذا الوجه الميكانيكي
هذا اللسان الطمث
هذا العبد البرمكي
لا يصنع إلا الهزائم
عد أيها الشعر إلى بهوك
و اصنع لنا قصائد
حرة تغرد مكشوفة كالشمس
لا تبحث عن زعامات ولا مكائد
أيها الشعر لا تستجد أحدا
دعهم يتصيدون الشاعر الغافل فيا
ودع الشاعر يتخفى في الكلمات
ويبعث في الهواء شعرا منسيا أو مقصيا
يحمل سلاحا في كناية
قد يقبل زهرة في مجاز أو استعارة
أحلى و أحلى
وقد يقطع الصحراء طولا وعرضا بلا تمر ولا حليب جمال
كي يحمل لعكاظ شعر الصعاليك
المطرز بدم عنترة المسكوب في الرمال
حين يقرؤها الساسة لا تروق لهم
لأني شاعر لا أحمل إلا حلما في هيئة قافية
أنا لا أمدح صناعتي لأعرضها أمام زوار كعبتي
أنالا أنظم إلا آمالي وحزني ومسرتي
لأحلق في عالم البوح
ليتمدد جسمي النحيل في زاوية الروح
أبحث عن صوت غير مسموع
وعن آهة مختبئة في تخوم الجبال
وعن قرية في آخر الربوع
و أنسج استعارتي ومجازي
من عشبة تنبت بين الصخور
و قطرة ندى تتسلل بين الدموع
لتكون آية لكل من يثور
سورة لكل صبور
أيوب...
القديسة مريم و اليسوع
يعقوب...
الثبات عند الزحف، أو عند الرجوع
و أحرض على الأسئلة وعن مغزى الكون
وعن الرؤيا والحلم، وعن الصواب والجنون
دعوا هذا الشاعر يحلق بعيدا, فللقصائد ألف عنوان
لا تصنعوا له الحواجز, فليغني على أرض النهروان
وليتمدد مابين الكواكب كالهواء
الشاعر يفسد كعشيرته
من بلابل وحمام داخل الأقفاص
الشعر يذبل تماما كعشيرته
من نباتات وأشجار إذا حلق خارج أسئلة البسطاء
قد يقول الشاعر اكتب
هل العود يقول كلاما أبجدية الحروف؟
لكنه يبكنا ويضحكنا!
هل القيثارة تبني لنا حزبا حديدي التكوين؟
لكن أوتارها رهيفة وتغني للطيور والورود!
أجبته بإطلاقية الشعراء, بعيدا عن الوعود
إنهما فعلا لا يبنيان شيئا
لكنهما يبنيان الأمل الذي هو سيد الوجود

عبد الرحيم لعرب
يونيو2009

& حتى العقرب لها شفة&

تقدموا، تقدموا أيها المارون على وريدي
تقدموا، تقدموا مُقَلي أرصفة لشباظة شهيدي
تقدموا، تقدموا فالشعر ليلكي على رئتي
و اللازورد ذاك مغصوب من كتفي
و حواء من ضلعي لم تقف
حتى العقرب لها شفة
تعصر من ذيلها نبيذا على شرفي
حتى جراكوس له زبد
بابوف على باب المشنقة قاض على سلفي
تقدم أيها الجمل الموبر بالكلام
لعل الفأر في في القدس يضع سباع
تراجع ايها التمساح الغاضب بالسلام
أيها الخائف من لسعة الرعاع
من دبيب النمل، من دعابة الشعاع
لسانك، عقالك، صهريجك البترولي
معبد بالتفاهة إلى بغداد
عساكرك، بلاطك، أذنابك
منصرة، مقذفة، مأسدة، مصدمة
على صدر أتربة الدخان
عنجهية الموت، تصدح
اِنتفاخة إبليسية، تقدح
تتهاوى، ينكسر الجدار
تتشبث بأهذاب الموت، و عناقيد الضياع
آه، من شتاء سيبيريا
آه، من مسافر في الربع الخالي
آه، ألا تحمر قفاكم، ألا يجف لعابكم
تغيضكم أنات الجياع
و تخيفكم حتى بائعات النعناع.
هاذي الشوارع، الأحياء
تتلقفني ثمرة من نجوم عانقت سماء روما
و طلقتني باريس جثة فرعونية
بين أكفان شوارعنا
على أهرامات مزارعنا
هاذي الأرصفة بيوت للشوارد
تحتضن الموت على صدرها لتحيى
كأم سعد، حين اختلج الغراب ثدي أرضنا
حين اشتعلت في أكبادنا المواقد
ألا تصمتون قليلا، كما أنتم صامتون جيلا، جيلا؟
لعل الكلام المعسول يمر مع النسيم ليلا
لعل الأيادي تلامس بعضها تحت الموائد
ليضع الهر اليانكي على خبزنا ذيله.
هاذي الأسلاك الممتدة على ربوعي
الأضواء المشتعلة في أعيني
المعارك المندلعة ، الداهسة أضلعي
الدواجن المزبدة مزعجة
عربدة مقرفة
موسيقى هارونية
شوارب كثة
بين السماء و الأرض
بين الطول و العرض
بين السنة و الفرض
غيمة القنوط، زنوبيا تبكي مناشفة يتأرجحون
و برينشتاين ينش على شوائه المعفون
أشباح متعبدة، أسود ماخية، صقور ساداتية
ضباع، ثعالب، بلا صحاري بلا غابات
فرائصها ترتعد، حين ينفش البانتاغون البحري ريحه النتن
تزأر، تتمأسد، تنقض على فريستها
حين تتألم كائنات مصهدة بالإسمنت المدهون
أو حين يلحن لوركا إنجيله الملعون.
تتقزز تجاعيد المزارعين
من أسواط الجبن على أكتاف الثائرين
كل جنرالات بروسيا
خلعت زيها المذهب بدم العائدين
كل قياصرة روسيا
انبطحت للغيم الملغم بزبد الغاضبين
كل لوردات لندن، صقور واشنطن
كل الحاخامات، الخمينات
كل الغوريلات
انشطرت سماءهم لفرح العابسين
فرت نجمة القطب من عيونهم
لتعبق رائحة الدم في السيرامايسترا، لضم التائهين
لتقطف أعناق الخيانة و غرانما للباسلين.
منجل يشق رئتي نصفين
كدخان تصاعد من خبز أمي إليها الحنين
شمس محرقة
تعانق شاعرا توارى منذ زمن
ليقول الصدى شعره
كلمات تهز عروة بن الورد
تشق حجر امرؤ القيس.
بارود يضيء سماء بيروت
لتحتضن نجمة أيلول
تودع صيفا، تبجحت فيه الأفاعي
تلأم جراح العشب على المراعي
ليحتضن التاريخ زمنه القادم
على شفتي بندقية.
لا اعتذار يغلق ستار المسرحية
هؤلاء، كسرت أبواب صدورهم
ها أولئك،مزقت صدفات ظهورهم
اقتلعت الألسن من حلاقمها
لتشرئب قبضات الكومونيين
تدفن ديدان التاريخ في سجن الباستيل
و أبو زعبل لمومياء المصريين
تدحرج نابليون الصاعد إلى قلعتنا
فوهات بنادقنا تقتلع أضراس العلويين
و المتعفنات منهن بعشب الريف و تمزق الجائعين
رصاصنا المغرد
يدحر الزاحفين على بالونات بطونهم
زغرداتنا، أمطارنا، بدلتنا الغوارية
زحفنا الأحمر
بين الشوارع، المزارع، المصانع، المطابع
بين دروب التاريخ المتقدم
و حراب " الفيتكونغ" على المطاعن
مشيتنا المتراصة تهز الخائفين
إلى أعناق الموت البلهاء
و نهدي نخب الكرامة للشهداء.
بيارق النصر ترفرف على دماء المقاومين
و الديدان السيزيفية تنهش بكارات الخائنين
و السم الزعاف نهديه طرا للمرتدين
نجمتنا الحمراء تفضح دجاهم
مناجل الحرية تحصد طحالبهم
المطرقة تدق مسمار نعوشهم
البندقية عروسة المقابر
على نخبها جماجمهم تنشطر
صكوكهم، مسوحهم تنصهر
من شرارة الغاضبين
من حقد التاريخ المتقطع
على أذرع مزقتها أصفاد الغاصبين
البلاشفة يشقون بطونهم
المغاورون يفتتون قصورهم
العمال يغزون بنوكهم
المزارعون يحاصرون أقبيتهم
فحتى العقرب لها شفة
تلدغ خنفساء المماليك بقصر الدعارة لأندلس
كي لا تدوس فيالة أبراهام على الكعبة
و تصب لي نبيذا حلوا على شرفي
ليقول القصيد عزيمة الحياة
منجل، مطرقة، بندقية، نجمة حمراء
تمتد ذراع هانوي إلى هافانا
الطلقة وراء الطلقة، و صرخة ألميدا
الرصاص عاصفة تزرع الموت بينهم
الرصاص شتاء يحرص قمحنا منهم
إلى الأمام، إلى الأمام
تقدموا، تقدموا
جنرالات بروسيا، خلعت زيها المذهب بدم العائدين
قياصرة روسيا، انبطحت للغيم الملغم بزبد الغاضبين
هاذي مصفحة تدك قصر شتائهم
جهنم الكدح تصهد أمعاءهم
هاذي أعمدة تعانق بنيانها المرشوش بدمي
زنازن تدفن موتاها و تطلق في السماء بارودا تشريفا على سلمي
أعلامنا الحمراء تهز أركان شوارعنا
أهازيج النصر تغطي فضاء مسامعنا
مواويل الفلاحين، أسمدة لتخوم مزارعنا
أناشيد العمال زغرودة في معاملنا
فوهات البنادق متكئة على عروش سواعدنا
أذرع مفتولة، أشواك مشرئبة الأعناق
يحذوها الأمل البعيد، البعيد، البعيد
و زمجرات الحق الوعيد، الوعيد
حين تسمع صرخة جراكوس العبيد، العبيد
يتساقط بلاط الرومان و كسرى الرعديد
و الحجاج القريب البعيد
و نشرب على جبة الحلاج نبيذا لذيذا
حرباءهم المبجلة " بنتامهم" مكييفيلاتهم
الملتحفة بثياب الجديد
تتساقط تحت عزيمتنا ، مكفنة باليأس الصديد
ندوسها، نمضي
إلى شمسنا
إلى دمنا
إلى غدنا
إلى ملح خبزنا السعيد
و في الزاد مطرقة و منجل و عزم الشهيد النشيد
هاذي المناجم تتقيأ صدءا طويلا، طويلا
هاذي المراسم ابتلت بالحياة زنجبيلا، زنجبيلا
احترق الشعر في أذني
انتفخ الغضب في رئتي
لأقول لهم:
وطني وطني، هاأنذا أمضي إليك
وطني وطني، هاأنذا أغدو إليك
و معزوفتي رصاصتي، و رفيقتي ذخيرتي
إلى الأمام، إلى الأمام
تقدموا، تقدموا، فاليوم يوم عيد
تقدموا، تقدموا، فرحالي سعيد
إلى الأمام، إلى الأمام
أغدو إليك يا وطني
أمضي إليك يا وطني
وليدا، أو شهيدا، شهيدا، شهيد
يونيو 2003

& في كل مرحاض مرآة&


تأملوا... تأملوا أنفسكم جيدا
و ضعوا أمامكم مرآة
كم تبدون في العمى سعداء
و في الحياة عبيدا بلهاء
صغار و ضعفاء أنتم
أ لا ترون من أنتم؟!!
كم هذا الإنسان منتفخ؟
كم هذا الكائن متسخ؟
قولوا للكبار شيئا يهدئ من روعهم
تأملوا أنفسكم في المراحيض
كم هذا الجسم بغيض؟!!
تأملوا أنفسكم في غيمة ليلية
حين تسمعون طقطقة صغيرة
تعدون جنودكم و تصقلون سيوفكم
توجهون صواريخكم
لتصدوا عفاريت، شياطين أو وحوش كبيرة
ساعة المواجهة تجدونها صرصارا يتحرك أو نملة.
إذن أعيدوا إلى حقلي زهرة و سنبلة
أخرجوا من عرش رحيقي أو أرمي القنبلة
دعوا عنكم عسلي في شهدي فأنا نحلة مقبلة.
عبد الرحيم العرب
2000


&حرارة المنفى داخل القفص&

فتحت جفني
و حركت رموش عيني
لأجد في يدي جواز سفر
ربما أخذته من على القمر
هاأنذا، الآن في مدينة الدنيا
قيل لي ارمي بنفسك ملقيا‼
هاأنذا الآن، في البحيرة الدوامة
لطمتني و زمجرت كالقيامة
ماؤها آسن منذ البداية
أنا مثخن وجسمي بلا نهاية
كفكفت بحار دموعي
مزقت مابين ضلوعي
وهشمت كل دروعي
زرعت غضبي في كل حبات الرمال
وفاق رعدي رغاء الجمال
لعلي بذاك أمزق بظفري هاذي الحبال
لم أهب البارود ولا الرصاص
أهديت لحمي طعما للمدى
هكذا آمنت, هكذا حاولت
أردت أن أعصر الأرض
ليفر الجوع والمرض
حاولت أن أعطي لكل نملة
حبة أو سنبلة
تمنيت أن أحمل مشعلا في يدي أنا
ليكون شمسا للدنا,
لكن "ظلم الأهل أشد مضاضة"
ولو طلت وجنتيها بالمساحيق
وسمت نفسها موعظة
ولو تبرجت أمامك وعانقتك
وسمت نفسها موضة
فمرة تهديني مرآة وصورة ممزقة
تارة ترسمني في كناشها متطايرا ورقة ورقة
وحينا خائنا يرمي السكر في اليم.
بعدها صرخت وفجرت أوتاري لأشق السماء
لعل جيش موسى يمر ويموت فرعون
حبذا لو أموت مدفون
حبذا لو أصير مجنون
حلمت لو نأكل نفس الرغيف,
أملت لو نبلع نفس الطبق,
وددت ألا يبقى ضعيف
حبذت ألا يبقى طبق على طبق
كل هؤلاء عانقتهم مودعين الغسق
كما ودع الليل الشفق
لم أنم الليلة كلها
عين على قلبي وأخرى على النهى
وبحيرتي نتنة قرشها وماؤها
حين قلتها
أحكموا حبل الشنق
ورددوا باسمين لا تقلق
فأنت لن تشم وردتك لأنك لم تخلق
ولم تكن كالناس لا من طين ولا من علق
آه, آه, آه, رفاقي في الدرب
هل سقطت قرنفلتي في الذنب!؟
أو لأني رفضت عصر الحجاج،
و من رقصوا في ذاك الملعب؟
أ لأن فانوسي من ذهب؟
أم لأني رفضت أن أملك ظفرا و انتم مخلب؟
لماذا رسمتم على باب قريتي " الصهيونية"؟
و حاصرتم حقلي بأسلاك "إمبريالية"؟
كم ستحصدون من ياسمين؟
كم ستحرقون من سنابل؟
فسأزرع آلاف المرات.
لن يجف البحر
ما دام في مقلتي مطر،
و لن أنسى فلسطين
ما دام في قلبي حنين.
فلتصبغوا قريتي بلون الحجر
ولتزينوها بقفطان الخطر
و علقوا على أسوارها أعلام المنكر
لن تبلعوا رحيق الجوهر
هيهات أن تسرقوا من على صدرها لؤلؤة المحار
و إن أمكن فاشربوا كل أمطارها و الأنهار و البحار!
هكذا أنا .......هكذا نحن
استخدموا كل العقاقير لتفسدوا المعنى
فإسرائيل تمتص ثدي العالم عنوة
تضاجعنا قوة
تقطف زهورنا علانية
فأين البستاني إذن؟!
أمي كريمة شريفة
في سمائي نبضات عاصفة
لن يرضى صدرها عن هذه الفضيحة
و لو بنومة مريحة.
فاتهموني إن شئتم بالغادر
أو اليهودي الماكر!
ضعوا على عاتقي رفوفا لينكسر
اصنعوا جرافات لتحفر المقابر
تسللوا إلى حديقتي ليلا و سرقوا كل ما عندي من زهر
و اكتبوا على جبهتي، هذا حرام أن يذكر
فلن ينخر الدود عودي
ما دمت أحمل قنديلا و سنبلو و ودي
المنية غدرت بجدي و مل هي بقادرة أن تعدي
فؤادي يعرف أن الثعابين حول جرحه تتلصص
الساسة ينزعون قلبك ليعيدون رسمه
كاريكاتورا مضحكا لا يتنفس
يمسحون عرق جبنهم و يهرولون
من أمامنا بلا ضريبة و لا مكس
إذا سألتهم كيف و لماذا؟
قالوا: أنت خائن لا تحب شمس الوطن
امتصوا رحيقي ....
اشربوا صبابة عرقي
اعصفوا على صدري إذن
و امسحوا أكفكم على الحيطان
و قولوا إلى اللقاء باطمئنان
قولوا ما تقولون
لن تذبل جناني
لن يطفأ مشعلي النوراني
فحقلي نقش كنعاني
و أرضي سجاد إيراني
أف ثم أف...
من حرارة المنفى داخل القفص
يا ويح من مد فخذيه للذئاب و نعس.
عبد الرحيم العرب
1999
& لعب مع التاريخ&

بزقت على أيام قد خلت
و ما من يوم قد فلت
بكتت كل الغيلان و الأغوال
ختمت عليهم برنة الأرغل
و عزم الرجال
برزانة الجنون
و طعم الافسنتين
أهديهم سر الاشبين
طلقتهم في الرمال
برنس الظلام
برنيطة القمر
استوى على أريكة الكلام
أشر أنيابه فكشر
تطل من فوهته كل البجر
رمى في الأوقيانس سما
أهدى للثوار أظلم الحفر
خذ، يا شعب أنت البرادة
فلي بدائه في الكلام، أن الضبع جائع
و القرش بحر
يا له من بيذار مبذرق
يحارب الأجم بالمجانق
ها هنا : قلب مزركش بالقبح
عقول العقال مبلطحة، حائرة
لا غضب لا صراخ
منزل مرصع بالأوساخ
شوارع، منعرجات مخضبة بالدماء
عالم يمتصنا، يدغدغنا، في سكون ذليل
الحلاج يبحث عنا في جبته في تشكيلة الليل
إنهم يغتسلون كل يوم بالأفيون
يطبخون كل يوم عود أنيسون
نحن أمام مرايانا نعتصر عذاب فلسطين
نلعب دور البلشون.
******
في كل حارة تنبعث آرة
في كل برألة تموت قبرة
أزمت لساني، بخقت أحلامي
رأيت سقراط في نومي
يتجول بين خضار و خباز
بيني و بينك
بين هنا و هناك
كان سقراط يطرح الأسئلة
من نحن إذن؟
إلى أين نسير، و العمر قصير؟
أ ومازال أوديب يبحث عن حقيقة مسممة؟
كنا و ما زلنا كأوديب بين بابل و الحلول المرممة!
كانت الضباع و مازالت بنا متيمة!
متى سننفلت من ذهن سفوكليس؟
متى سنحيد عن قدر في قدر و تهمة إبليس!
متى...!؟إلى متى...!؟إلى متى...!؟
********
اعرف نفسك بنفسك
اعرف عدوك كما تعرف نفسك...كما تعرفني
اعرف عدوك، فأينما وليت وجهك فثمة وجه موجود
اعرف عدوك، خلانه، ندماؤه عليك قعود
يعصرنا، و يهدي لخليلته نبخ الموز المكدح
يقطعك سلاطة، يطلب الاعتذار حين يراك مسلح
الصهيونية ترقص في فناء السماء
تهدك أسناني، حين أشرب كوب ماء
تقطعني برجمة، برجمة
حين انتزع خبزي من على الإناء
حين تحمر عيناي كالقط في الظلماء
محيطات دم ....لا نعرفها
جماجم الآس اقتلعت لأريجها...لا نعرفها
زنابق ذوبت لعطرها... لا نعرفها
نحلة طمست لثورة... لا نعرفها
لا نعرف غير شيوخ الشاشات
خطباء و ندماء
بطون معدنية حالكة
خيانات على الأبواب
تترصد، تتغزل كذلك
من نحن إذن؟ و إلى أين نسير؟ و العمر قصير؟
**********
خناجر قريش كلها في ظهورنا
و هرقل غطانا بملاءة الموت البطيء
يشنقوننا، يزخرفون جلودنا، ينكحوننا
و يطلبون من أيوب أن يغني
سمفونيات الود على خيوط الأكارينا
و خمور الأندرينا
سفاكون أفاكون:
يبيعون عطر الهزء، أعشاب المراء
على أبواب الضغينة
أشم ذلك في الهواء
في دفاتري، في رائحة جلدي النتنة
يقولون اشرب قليلا و انس كثيرا
حتى دم الشهيد، و زعقات الموت في المدينة
**********
لست أدري من أنا
لكني أعرف قليلا : أني أنا هو أنت
و أنت هو أنا و نحن هم نحن
تراكمت على رقابنا جبال الخرافات
تقيأنا من صدورنا بحار الصرخات
كان "أوليس" بطلا، و كان ما كان
أين " أوليس" هذا الزمان؟
من سيذكرنا بعصير دمنا؟
من سيكشف عن زوجة شهريار؟
من سيفضح سر هذا الوطن؟
يعري جروحا مثخنة
يعانق زهورا في زنزنة.
من يزرع في ذاكرتنا قليلا؟
و يخط على كعبة قلوبنا معلقات للأكرة
أشعار للمقاومة
و يمسح من هوائنا كل عكاظهم
كل رعاة المفسدة
يلأم جراحنا، تاريخنا
يطمئن عظاما ممدة.
***********
عاد المخاض دون علمنا
أجهضوه في مستشفى " السلم الجتماعي" و القولبة
عاد المخاض و لم نعلم
أو لا يراد لنا أن نعلم
عانقنا سراب صبي لم يولد
عاد المخاض و لم نعلم
من سيعلمنا و نحن نأكل من فتات الموائد؟
من حبات منع المخاض في المساجد؟
من سيعلمنا و نحن لا نعلم أنهم يحبوننا ألا نعلم
يغرزون في أكتافنا السكون
بالإبر"ن" و القلم
لا تغازلوا حريتكم
الغزل زنا، ابن حرام
لا تفكروا كلكم، التفكير فرض كفاية
حرصا على راحتكم، كلفنا الإمام
لا تغتروا بالأكل، الخبز بدعة، الأكل سفاهة
حرصا على صحتكم، كتبنا عليكم الصيام
لا تنتفضوا، حليبكم، ثمركم، قمحكم، آهاتكم، دماؤكم، القلق خيانة!
حرصا على وطنيتكم، كلفنا بني هشام.
كل اللصوص، كل الجياع، كل الرعاع
ندماء تحت الأرض للديدان
حرصا على أمنكم و السلام.
لا تقربوا فحشاء العلم، لا تزنوا مع الكتب، لا تسكروا بالغضب
هذا حرام، هذا إجرام، هذا إعدام
أ لا تعلمون من" أنا"؟
أنا من داس عليه الكومونيون، لويس الأخير
أنا هو انتفاخ الأنا
أنا هارون، أنا الحجاج في فستان
أنا مترنيخ في فيينا
أنا ملوك الطوائف، أنا فرانكو في مدريد
أنا شارل الأخير في باريس، أنا باتيستا في هافانا
أنا الدهر الأخير، أنا الموت الأخير
أنا العفن في الرباط، أنا المتخم في فاس
أنا اليانكي في فينزويلا، أنا رامبو في فيتنام
أنا التايوان في الصين
أنا من تشلني صرخة غيفارا، بندقية الكادحين
أنا من ترهبني طلقة الموت، حياة البائسين.
كل هؤلاء غسلت عليهم نجاستي
خرافة في مارستان
كل هؤلاء تغيظهم حماستي
ترهة في الزمان
كل هؤلاء جثث متفسخة
قبور بلا أكفان
كل هؤلاء فروا، خروا
سقطت عروشهم، هدت قداستهم
كل هؤلاء جرذان
يا لهم من جرذان، تخيفهم حتى جنازتي.
عبد الرحيم العرب
19/12/2000




#عبد_الرحيم_لعرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفيقي لا ترحل: إلى الرفيق الرقيق المشاعر الطيب المعشر الشهيد ...
- قصيدة قديمة إلى حرزني و أمثاله
- أحد عشر كوكبا و سبع سنبلات خضر
- صٓوِّتْ


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم لعرب - شعر ثوري:أنتم أحرار في ألا تعترفوا بالكلام و الحمام