أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم لعرب - قصيدة قديمة إلى حرزني و أمثاله















المزيد.....

قصيدة قديمة إلى حرزني و أمثاله


عبد الرحيم لعرب

الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 04:11
المحور: الادب والفن
    


عمال إيمني على شرف هيئة المغالطة

يا ولدي، كل فستقة من عفن

لعلها تشفيك من كل جلسات الاستماع

يا ولدي، عمال يذبحون في وطني و يرسلون من القاع للقاع

و هنا أعور يتلذذ بجلسات الاستمتاع

أ يريدون للأرانب أن تصير ضباعا؟

أ يريدون للبراز أن يصير نعناعا؟

أ يريدون أن ندخل السجن تباعا؟

يا ولدي: "حرزني" ذاك الضفداع

زاد في غيه، فرج عن كبته

فاستمنى على آذان الجياع

يا ولدي: أصيك بالتلفاز بالوعة، و ما بالك بالمذياع

يا ولدي: كيف يصير السجن في بلدي قصرا؟!

كيف يصير الجوع في وطني بشرا؟!

كيف يصير الإمعة ذاك " حرزني" و أهله ناطقا...؟!

يا ولدي سكة التاريخ تقول: استشهدوا، اعتقلوا من أجل التاريخ

ثقبة التاريخ، رمل الذاكرة تقول: ماتوا، تجيفوا من أجل كعكة أو طبيخ

يا ولدي: لا تستمع لجلسات الاستمتاع بالأنين

جور، كذب، قتل و ذبح بالصمت الدفين

يا ولدي: استمع للزراع بإملشيل

للصناع بإيمني، عشر سنوات بعد القهر الطويل

استمع للممنوعين من القوت، للطلاب، لحكاية العذاب

يا ولدي: لا تنسى شهداءك، ذكراهم ملامح وجوههم تواسيك

يا ولدي: قالوا صفحة الماضي

حولوا التاريخ، إلى ورقة ممضاة، و الدم إلى حبر باهت و ممحاة

نسوا أن الدم لا يمحه إلا الدم

طووا صفحتهم و طار ت الرؤوس بين الأقلام الجافة، و تفتت الجثامين

طووا صفحتهم

طويت على الجائعين، تفككت عظامهم تحت أيقونات أحزابهم.

" السلم الاجتماعي" افتراس الضباع

طويت صفحتهم

"الإجماع الوطني" النكح بالعلن

طويت صفحتهم

" المسلسل الديمقراطي"الإعدام، إذابة الجثامين

بعد ألف عام من السجن الاحتياطي

طويت صفحتهم

" الانتقال الديمقراطي"، " الهامش الديموقراطي"

" أونا" حرة، طليقة، تبلع كل شيء، تدك كل شيء، تغتصب كل شيء

تفطر بالعمال، تتغذى بالسكان، تشوي المعطلين

و إذا لا سامح الله، أصيبت بالحازوقة

تشرب عليهم كأسا من الدجل.

فهي حرة طليقة، فلتفعل ما تريد، "عاشت الحرية"!

و سيدها ديموقراطي، حر، طليق، أصيل في مشيته

لا يرضى بالشعب إلا قطعانا، أغناما للولائم، أو حميرا في الرباط

طويت صفحتهم، كشفت مؤخرتهم

"هيئة الإنصاف و المصالحة" هيئة التدمير و المغالطة

طار الجلادون، لا تسأل عنهم!! طويت صفحتهم

تضرع لربك و استعذ بالسلطان و المال من الحقد الطبقي

فإنهم إما عفاريت أو شياطين ــ أعوذ بالله ــ أو ملائكة للأسباط!!

طويت صفحتهم، فضحت عورتهم.

مات جلاد، ولد جلادون

هرب سفاك، نبت سفاكون

تربة السفك لم تمت، لم تهرب، و إنا لها لحافظون!!

في الماضي قتلوا شعبا، مزقوا عظامه إربا، إربا

أما اليوم ــ يوم المصالحة ــ لم يبق من الشعب إلا الشعب

و إنا له لقاتلون ــ حاشا هذا ما قلناه!!ــ

لكن ما تبقى من عظام الشعب طائش، و إنا له لمقبرون.

يا ولدي: استحضر شهداءك في ليلة مقمرة

يفضحون كل بياع للكرامة بمليارات من أحشاء الكدح المقبرة

يا ولدي: استحضر ذكراك

لتنصف التاريخ، تحميه من عتاة المجزرة

لتنصف الشعب المقبور، المدحور، النائم على الرصيف

و الميت على قيد الحياة، و المحشي تحت الأرض

و الساكن بلا سكن، و السائر في الشوارع بلا وطن

لو دخلوا التلفاز لفر الأعداء

لو دخلوا التلفاز لتفجرت و تناثرت أسلاكها

من فرط القهر و الموت بلا كفن.

يا ولدي: استحضر ثوارك

لتنصف الشمس من بهتان الخفافيش

لتنصف العمال و الفلاحين و الجائعين من كدر العيش

الهيئة يا ولدي:

لا تنصف إلا باعة الدم، و كتاب التاريخ المغشوش

موزعي الأفيون على التلفاز، مسكني الحقد، دعاة الحشيش

يا ولدي: استحضر أرواحك

فالمعتقلات اتسعت، و السياط تصلبت و ارتفعت

الإعدامات تعممت

" زمان الرصاص" عشناه، اسأل بحارة، " الداخلة": نعيشه

اسألوا البحر عن شباب تفتت بلا خبز بلا قبر

اسألوا المدن عن أحباب قضوا بلا دواء بلا خفرِ

اسألوا القرى عن أطفال تعفنوا بلا حجر في قِدْر بلا قَََََََدَرِ

اسألوا الحسيمة عن شعب دفن بلا كفن بلا حجر

اسألوا الصحراء عن أبطال ماتوا عطشى تحت المطر

اسألوا القهر عن القهر في بلادي أنه سيد البشر.

يا ولدي: استحضر سلاحك

لتنصفني، لتنصف شعبا يستحق كل الظفر

فالقمع و السجن و الغدر كعكة، تطل كل صباح كل صحوة للسمر

استحضر سلاحك

لتسحق كل كُتَّاب الخمارات، أبواق الضجر

فالدولة ذاك الأخطبوط كان وكان، ثم كائن يحمي البطون المحشوة بدم سعيدة

و عظام الثوار المكسرة في المخفر

رغم العواصف يولد الشجر

إذا، فلنبني دولتنا و ننظف كل البحر.

يا ولدي: استحضر شعبك

حطم بهتانهم، زيفهم

حطم جهازهم!! حطم جهازهم!!

لنفضح صفحتهم، لنطوي صفحتهم المقامرة

آنت يا ولدي: جلسات الاستمتاع لانهيارهم لاندثارهم

لبزوغ الأرض المحررة.

محاكم الشعب وحدها

تنصف كل المعتقلين، كل المختطفين، كل الجائعين، كل المهشمين

في السجن الممتد على ربوع الوطن، كل الجثامين الطاهرة

حانت يا ولدي: جلسات الاستمتاع بأهازيج الثورة المظفرة

محاكم الشعب وحدها

تنصف التاريخ المزور

تنصف ذاكرة الشعوب المغيرة

تنفض غبار الفاشستيين و كل النفر.

يا ولدي: محاكم الشعب تنصفنا

تنصف كل الثائرين، كل العاشقين،كل المتيمين بعروسة الشعب

فلا ترضى لها بقليل من أحمر الشفاه الزائل

لأن شعبي يستحق كل دمي الأحمر

لأن شعبي عملاق يستحق كل الظفر.

عبد الرحيم لعرب

يناير 2005



#عبد_الرحيم_لعرب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحد عشر كوكبا و سبع سنبلات خضر
- صٓوِّتْ


المزيد.....




- مصر.. وفاة الفنان بهاء الخطيب خلال مباراة والعثور على -تيك ت ...
- فيلم -درويش-.. سينما مصرية تغازل الماضي بصريا وتتعثّر دراميا ...
- شهدت سينما السيارات شعبية كبيرة خلال جائحة كورونا ولكن هل يز ...
- ثقافة الحوار واختلاف وجهات النظر
- جمعية البستان سلوان تنفذ مسابقة س/ج الثقافية الشبابية
- مهرجان الجونة 2025 يكشف عن قائمة أفلامه العالمية في برنامجه ...
- بيت المدى يحتفي بمئوية نزار سليم .. الرسام والقاص وأبرز روا ...
- الرواية الملوَّثة التي تسيطر على الغرب
- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم لعرب - قصيدة قديمة إلى حرزني و أمثاله