أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مينا مجدى القس يعقوب - مذكرات مواطن فرشوطى














المزيد.....

مذكرات مواطن فرشوطى


مينا مجدى القس يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 14:18
المحور: حقوق الانسان
    


أكتب هذه الكلمات والدموع تنساب من عينى لأصف هول ما حدث وما رأيت ،أظن ان ما عاصرته فى هذا اليوم وتلك الليلة لن ينمحى من ذاكرتى ابد الدهر ،فهذه الليلة تحول فيها الليل الى نهار ،وكشفت القلوب مكنوناتها ورأيت الكراهية وحشا متجسما يلتهم كل من يقابله ،فما اصعب ات تجلس مع انسان وتأكلان سويا فى صحن واحد ثم تشرق الشمس فيتحول هذا الانسان الى كائن اخر يطلب اراقة دمك ،ان هذا التحول يعسر فهمه على كبار علماء النفس ويحتار فى تفسيره ذوى الالباب .
بدأت القصة فى ذلك اليوم المشئوم بشائعة صغيرة ويبدو ان هذه الشائعة مفتعلة او هى غطاء لما سوف يحدث وما تم التجهيز له ،كانت الشائعة تدور حول ان بائع خبز مسيحى قد قام بالاعتداء على فتاة مسلمة واثر سريان تلك الشائعة قام الامن بالقبض على بائع الخبز هذا ،الى هنا يبدو ان القصة عادية ولا تحتاج الى استكمال ولكن مهلا عزيزى القارىء فهذا هو الفصل الاول او قل هذه هى الافتتاحية ،فقد رأيت العجب العجاب ،لقد تجمهر مسلموا فرشوط وقاموا برشق كنيسة القرية بالحجارة فانهار الزجاج فوق رؤوس المصلين محدثا دويا عنيفا ولم يكتفى المهاجمون بهذا بل قاموا بالاعتداء على كاهن قريتنا بعد سبه باقذع الالفاظ محاولين منهم ان يكسروا عزيمتنا وان يذلونا بسب رمزنا وضربه امام اعيننا ،لقد بدا ان هذا التجمهر مدبر ومعد قبل ذلك بكثير وبدا ان شراب الكراهية قد بدا يؤتى مفعوله فى نفوس البشر .
اسرعت نحو الصيدلية التى اعمل بها لابلغ الصيدلى بما حدث ولكن ياليتنى ما ذهبت ويالتينى ما رأيت الفاجعة ،لقد رأيت هؤلاء الهمج قد قاموا باقتحام الصيدلية وقاموا بالاستيلاء على كل ما فيها طبعا بعد تهشيم زجاجات الدواء وهم يكبرون ويهللون ويصرخون الله اكبر ،النصر لدين الله ،الموت للكفار ،رأيت فى تلك اللحظات الصيدلى وهو انسان دمث الخلق محبوب من الجميع يقف بعيدا ويبكى منهارا وقد بدا انه فقد النطق او ان المفاجأة قد الجمته فلم يعد قادرا حتى على الصراخ .لقد رأى كل ما كونه فى عمره ومشروعه ينهار امام عينيه كما تنهار قطع الدومينو المتراصة الواحدة تلو الاخر بينما عقله يرفض الاستيعاب ولا يجد سببا واضحا لما يحدث .
أسرعت نحو المنزل وفى طريقى رأيت العديد من المتاجر قد دمرت و الارزاق قد قطعت وسط تكبيرات وتهليلات وحمد الاله ،وعندما وصلت الى منزلى رأيت مالم أتوقعه ،صديقى محمد يقود مجموعة من الشبان يصرخون اطلعوا بره يا كفار ،لم تصدق عيناى ما رأتا ،فبالامس فقط كان محمد يجلس معى نأكل فى نفس الصحن ونتشارك الاحلام والامال والافكار ،لقد وجدت فى عينيه نظرات كراهية لم اراها من قبل ،التقت عيناى الباكيتان بعينيه المتأججتين بنيران الكراهية ،استطاعت دموعى ان تطفىء نيرانه فانسجب فى هدوء ،كان الليل قد حل ولكن سرعان ما تحول الليل الى نهار عندما قام الرعاع بحرق العديد من المتاجر التى يملكها المواطنون الاقباط
اتى رجال الامن اخيرا وتوقعنا النجاة وان المحارق سوف تتوقف ،ولكن العجيب ان رجال الامن قد طلبوا منا مغادرة منزلنا ولسنا نحن فقط بل كثير ن الاسر المسيحية ،لقد تم تهجيرنا من بيوتنا واراضينا بعد حرق متاجرنا .
مازال عقلى غير قادر على الاستيعاب ،هل نحن نعيش حقا فى الفرن الحادى والعشرين ؟ام ان عجلة الزمن قد دارت واوقعنا حظنا العاثر فى القرون الوسطى ،بينما ظن البعض الاخر ان اسرائيل قد احتلت الاراضى المصرية و اعطت اوامر بتهجير المواطنين ولكن اتضح ان بلدنا الحبيبة لا تريد لنا ان نعيش فيها
يتكلم السياسيون عن مطالب الاقباط ومشاكلهم وانا اقول لهم ليس لنا مطالب ،كل مطلبنا الوحيد ان نعيش فى امان ،فهل هذا الطلب صعب .نريد فقط ان نأمن على بيوتنا واخوتنا وامهاتنا وابناءنا
واخيرا اتعجب كل العجب عندما يتساءل البعض فى سذاجة :هل الاقباط مضطهدون ؟
بينما يجيب الاخرين فى بلاهة تفوق سذاجة السائلين :ان الاقباط مواطنون لهم نفس الحقوق بل انهم مميزون .
بينما يتجادل السياسيون حول الفرق بين الاضطهاد والتمييز ،وهل هو اضطهاد ام تمييز فى الوقت الى يحترق فيه المواطنون ،ايها السياسيون اليكم عنا ،استمروا فى جدالكم فلم تعد اصواتكم تجدى نفعا
ملحوظة :
كاتب هذه السطور ليس من فرشوط ولكنه يكتب الشهادات المروية من اصحابها وما رصدته شاشات الكاميرات ،ربما اكتب تنفيسا عن غضب او ربما احساسا بالعجز لعدم القدرة على المساعدة ،وربما تكون شهادة للتاريخ استعين بها فيما بعد .



#مينا_مجدى_القس_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مينا مجدى القس يعقوب - مذكرات مواطن فرشوطى