أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد عقل - طهارة العرق والحركة الصهيونية















المزيد.....

طهارة العرق والحركة الصهيونية


جهاد عقل
(Jhad Akel)


الحوار المتمدن-العدد: 863 - 2004 / 6 / 13 - 08:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


• بحث جديد يكشف عن فكرة "طهارة العرق" اليهودي الذي حاول آباء الحركة الصهيونية تطبيقه؟!
• خصي المرضى بالامراض النفسية وتطوير العرق اليهودي ....كانت أفكار حملها آباء الحركة الصهيونية...
• "محطات استشارة "عملت بين المستوطنين اليهود في فلسطين ،منأجل تطوير فكرة طهارة العرق اليهودي و"القضاء"على المواليد الضعفاء صحياواقتصاديا.
• الباحثةالاسرائيلة سحلب ستولير-ليس تكشف هذه الحقائق في بحثها الاكاديمي وتقول هناك من حاول في فترة لاحقة اخفاء هذه الحقيقة لدى القيادة الصهيونية لأرتباطها بل تطابقها مع الفكر الالماني النازي.


"الوثيقة مترجمة؟!"

التقرير الذي صدر في صحيفة "هآرتس"يوم الجمعة(11/6/2004) والذي أعدته الصحفية تمارا تراوبمن، يتناول البحث الذي أجرته الباحثة سحلب ستولر-ليس، جاء تحت عنوان "من أجل الحفاظ على طهارة عرقنا، يهود ضعفاء عليهم عدم ولادة الأولاد"، يثير كل انسان يتحلى بالحد الأساس من المفاهيم الأنسانية ، بل يقرف من الأفكار العنصرية العرقية التي حاول أطباء وساسة من مؤسسي الحركة الصهيونية وأتباعهم تطبيقها على "العرق اليهودي" لدى أوائل المستوطنين من أتباع هذه الحركة في فلسطين أيام الانتداب البريطاني ،وربما بعد اقامة الدولة الأسرائيلية.

تقول الباحثة سحلب ستولر – ليس عن السبب الذي دفعها الى اجراء هذا البحث :"عندما قمت بتقديم أطروحة الماجستير للمحاضر في الجامعة عرضت ضمنها وثيقة هامة". وتضيف:"الا أن هذه الوثيقة أثارت تحفظ المحاضر ، والسبب هو أنها – الوثيقة- تناولت قضية التطهير العرقي. مما دفعه الى التساؤل لماذا لا تقولين أن الوثيقة مترجمة؟؟." والحديث هنا يجري عن وثيقة طرحها أحد كبار الاطباء من الحركة الصهيونية وتضمنها البحث فما كان من الباحثة الا أن أسرعت بالأجابة قائلة:"لا..لا..الوثيقة غير مترجمة وهي من المصدر أي باللغة العبرية". الا أن المحاضر بقي مشدوها واستطرد قائلا :"في اسرائيل لا يمكن أن تكون مثل هذه الامور!؟."

طبعا تساؤل سيادة المحاضر هذا واستنتاجه بأنه لا يمكن أن تحدث مثل هذه القضايا – أي تصفية الضعفاء- للحفاظ على نقاوة العرق اليهودي ، كان نابع من جهله للحقائق التاريخية من جهة ومن "غسيل الدماغ" الذي تعرض له من قبل الحركة الصهيونية ، بأنها حركة"انسانية –تقدمية" لا يمكن أن تحمل هذا الفكر من الجهة الاخرى.

وقع المفاجأة على المحاضر كان المحفز الاساس لدى الباحثة الى اقتحام هذا الموضوع كما تقول لكن الانكى من ذلك أنها هي ايضا فوجئت بالمعلومات والوثائق التي اكتشفتها في الارشيف الاسرائيلي حول فكرة "طهارة العرق اليهودي" وما رافق ذلك من نشاط.

نفس الظاهرة
تكشف الباحثة –كما جا في التقرير- بأن الفكرة لطهارة العرق لم تكن ظاهرة لفترةالثلاثينات، أي خلال المراحل الاولى للأستيطان اليهودي في فلسطين ، بل تعود جذورها الى فترة ولادة الفكر الصهيوني ،أي في المرحلة التي وضع فيها تيئودور هرتسل التصور لذلك الفكر "حيث وضع كل من د.ماكس نورداو وزميله د.آرتور روبين التصور ل:"أسس طهارة العرق اليهودي"..وبذلك وضعوا حجر الاساس لقضية العرق وطهارته كجزء من "أهداف حركة التجديد القومي اليهودي واستيطان البلاد." علينا الاشارة هنا الى أن الباحثة لم تتناول في بحثها هذا نظرة الحركة الصهيونية في هذا المجال نحو السكان الاصليين لفلسطين أي العرب الفلسطينيين.

تقول الباحثة "طهارة العرق تعتبر بأنها ظاهرة حدثت في المانيا "، وتضيف:"حقا أن المانيا كانت فيها الظاهرة الأقوى بل القاتلة لطهارة العرق ، لكن في الواقع فأن الظاهرة اجتذبت الكثيرين . في كل مكان حصلت على وجه أو شكل آخر ، خاص، لكن من المهم الاشارة الى أن الظاهرة في كل من المانيا واسرائيل تم الربط ما بين طهارة العرق ،الصحة، والقومية ". وبذلك كانت الظاهرة نفسها.

أول من تحدث عن ظاهرة طهارة العرق أو بالمعنى الحرفي للمصطلح وهو:"ولد جيدا" هو المثقف البريطاني فرنسيس غلطون في نهاية القرن التاسع عشر، ووضع غلطون نفسه البرنامج لذلك – لتحسين العرق البشري –عن طريق تشجيع الولادة لدى "الناس الجيدين جدا" في المجتمع ومنع الولادة بين "السيئين جدا". بكلمات أخرى الحياة يستحقها فقط ابناء أجناس أو أعراق معينة ؟؟!!!

لمن يحق ولادة الاولاد؟

د. يوسف مئير كان طبيبا ومسؤولا في الجهاز الصحي للحركة الصهيونية في فلسطين أيام الانتداب البريطاني وضمن مسئوليته هذه كان مديرا لصندوق المرضى العام والذي ضمن التأمين الصحي للاكثرية الساحقة من المستوطنين اليهود في فلسطين في الفترة نفسها وما بعد قيام اسرائيل ايضا. وبقي في منصبه هذا لمدة تزيد عن (30) سنة ، تقول الباحثة أن مئير، كان من قادة هذا الفكر العنصري، الذي يتحدث عن طهارة العرق ويظهر ذلك من الوثائق التي تكشف عنها في البحث ، هذه الوثائق، كتبها ونشرها مئير وحاول جاهدا الى تطبيق ما جاء فيها ايضا . لضمان فكر "طهارة العرق اليهودي" وفي احدى تلك الوثائق والتي نشرها في المرشد"للام والطفل" الذي صدر عن "صندوق المرضى العام" في العام (1934) تحت عنوان" لمن يحق ولادة الاولاد؟"، حيث يستعرض قضية فكر "طهارة العرق" هذه . من يقرأ المقال يلاحظ فظاعة هذا الفكر لدرجة أن الطبيب "المحترم"يقترح خصي المرضى بالامراض النفسية ، وعدم السماح بولادة الاولاد لعائلات لديها أمراض ، بل دعا الى وقف الجائزة التي أعلن عنها دافيد بن غوريون زعيم الحركة الصهيونية يومها والتي يدفع مبلغ مئة ليرة للام اليهودية التي تلد عشرة اولاد وكتب قائلا بهذا الخصوص:" لا يهمنا الولد العاشر وحتى السابع في عائلات فقيرة أتت من الشرق.. في الواقع علينا الصلاة باستمرار لولد ثان في عائلة تابعة للأنتيلجنسيا....علينا عدم ارشاد الفئات الفقيرة بين السكان للاكثار من الولادة بل تحديدها".

عن هذا الفكر العنصري تقول الباحثة ستولر-ليس في التقرير:"الصهيونية نمت في فترة معينة ، وفي مناخ ايدولوجي معين .. كانت عدة أفكار وكان صهيونيون مع طهارة العرق ...." وتفسر ذلك الى أن قسم من هؤلاء الاطباء تعلموا وتثقفوا في اوروبا ، "وهناك تأثروا بهذا الفكر بل قاموا بتدريسه في الجامعات؟؟!!". هل هذا السبب يشفع لهم عن حملهم فكر عنصري في ماهيته قائم على اساس ابادة للانسان حتى لو كان يهوديا لانه ابن لعائله فقيرة مثلا ...!!.

لماذا حاولوا اخفاء هذه الحقائق ؟؟

تؤكد الباحثة أنها اكتشفت من خلال البحث نفسه "أن هناك من حاول اخفاء مقالات د. يوسف مئير وغيره". التي دعت الى طهارة العرق اليهودي ، والى تربية من هم أقوياء من المواليد ، ومحاولة تطوير هذا العرق ايضا . في الكتاب الذي صدر لذكرى د. مئير (على اسمه مستشفى مئير في مدينة كفار سابا) لم تنشر مقالاته هذه ، منعا للأحراج المحلي والدولي ... لكننا نتجنى اذا قلنا أنه كان الوحيد الذي دعا لهذا الفكر العنصري ، هناك آخرون ممن دعوا اليه ايضا من مفكري وقادة الحركة الصهيونية ومن بينهم كبار المؤسسين للجهاز الصحي لدولة اسرائيل ، وتذكر الباحثة العديد منهم وتنقل عنهم بعض المقولات بهذا الخصوص، منها ما تقشعر له الابدان لقساوة ما يحمل من فكر عنصري خطير ... وربما يفهم البعض وبعد صدور هذا البحث حقيقة الفضيحة التي ما زالت مجهولة منذ أكثر من خمسون عاما والمعروفة باسم "اختفاء الاولاد من اليمن" والحديث هنا يدور عن اختفاء أكثر من (500) طفل يهودي من أصل يمني ممن وصلوا الى اسرائيل في سنوات الخمسين مع عائلاتهم وقامت السلطة الحاكمة يومها بجمعهم ومن يومها اختفت آثار هؤلاء الاطفال ، لم تشفع لهم ولا لعائلاتهم "لجان التحقيق" التي تم تشكيلها للبحث عن مصيرهم وحتى الآن لا يعرف أحد أين اختفوا.

اننا نعتقد أن هذا البحث الهام ربما يؤدي الى فتح نقاش صريح حول العديد من المقولات بل –التصرفات- الفعلية التي قامت بها الحركة الصهيونية اتجاه الشعبين اليهودي والعربي وانه حان الوقت للكشف عن ممارسات لا يعرف حقيقتها الا من مارسوها أنفسهم .. نعم يجب فتح نقاش حول مقولات جذرها الفكر الصهيوني بين الشعب اليهودي ، الذي لمس على جلده نتائج هذا الفكر العنصري من خلال ما تعرض له في المانيا النازية ، ونحن نعتقد أن الترويج لمقولة "العقل اليهودي" كاشارة استعلاء مستهجنه ، وغيرها من المقولات العنصرية عن "الجيش الذي لايقهر" و..و...كل تلك التفوهات فيها الكثير .. الكثير من الفكر العنصري الخطير.



#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمال الفلسطينيون ضحايا أعمال التعذيب اليومي
- هل حضور منظمة العمل الدولية، في عالم العمل اليوم كافٍ؟!
- ارفعوا ايديكم عن مفكّرينا - قوى الظلام تمنع توزيع رواية الكا ...
- وهذه جريدتنا...
- نكبة العمال العرب
- نظام العولمة انشأ سوق عبودية من طراز جديد
- منظمة العمل العربي تستعد للدورة 92 في جنيف
- الرأسمالية تواصل سياسة ضرب النقابات العمالية وأضعاف وحدتها
- من المبكر القول إن الأسوأ قد انتهى
- المفكر والمناضل المصري د. شريف حتاتة في حديث خاص
- تأمين التقاعد: معركة لضمان شيخوخة كريمة!
- الترجمة العملية لمقولة نتنياهو: -العمال هم أعداء!!
- عام 2003 عام الهجوم الحكومي على العاملين والنقابات العمالية


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد عقل - طهارة العرق والحركة الصهيونية