أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم المطير - برقية رشوة من أوراسكوم إلى أياد علاوي















المزيد.....

برقية رشوة من أوراسكوم إلى أياد علاوي


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 862 - 2004 / 6 / 12 - 07:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أرجو أن لا يستغرب القارئ الكريم من عنوان مقالتي . ثار عندي استغراب كبير حين وجدتُ أول إعلان ينشر بصحيفة عراقية بالألوان وعلى الصفحة الأولى . أوراسكوم دخلت وزارة الاتصالات ومنها إلى العراق بكثير من التساؤلات التي لا بد وأن يجيب المستقبل عليها خاصة وأن عملها في تلفون الموبايل لم يثبت جدارته ولن يثبت . سارعت هذه الشركة المليارية إلى توجيه( برقية تهنئة) فات أصدقائي الواعين في جريدة بغداد ضرورة رفض نشرها لأن هذه الشركة لا تربطها رابطة مع نضال حزب الوفاق الوطني ولا مع نضال الشعب العراقي ، بل أنها كأي أخطبوط رأسمالي يبحث عن مصادر غذائه . ليس الدكتور أياد علاوي بحاجة لمثل هذه البرقية التي يحلم مرسلوها أن تكون" إعلاناً برقياً " يبدي الاستعداد للتعامل الرأسمالي بالطريقة المصرية والخليجية مع بدء مرحلة هامة في تطور قضية الديمقراطية في بلدنا بصعود غازي الياور وأياد علاوي إلى سدة المسؤولية الأولى في هذه القضية .
ليس بإمكاني ولا بإمكان أي عراقي متفائل آخر أن يعرف ما إذا كان العراق سيغدو بلدا ديمقراطيا حقا حسب وعود العديد من الأحزاب الوطنية وتصريحات الرئيس غازي الياور وتصريحات رئيس الوزراء أياد علاوي لسبب واحد هو أن العراق يحاول الدخول إلى طور الاستقرار وليس مستقرا بعد ، طالما توجد قوى تخريبية يقوم بها أو يقودها بقايا النظام السابق وحلفاءه الغرباء .
بالتأكيد أن المخربين ليس لوجودهم مبررات سياسية وهم لا يدركون إن تصميما عارما على اقتلاع جذور الدكتاتورية يكبر في الشارع العراقي وفي الأحزاب الوطنية وفي المرجعية الدينية وفي القيادة الرسمية حكومة ً ورئاسة ً..
لا شك أن نتائج الجهود في عودة السلطة القيادية للمرحلة الانتقالية الثانية لم تثمر بسهولة ولم تسر بدون اختلافات وخلافات حتى مع وساطة الأخضر الإبراهيمي الذي تصبب عرق جبينه بشدة خلال أكثر من أسبوعين لوضع نواة مرحلة قيادية جديدة . غير أن الصور الواضحة في التشكيليتين الرئاسية والحكومية أكدت حقيقة رئيسية هامة هي أن المجتمع العراقي التعددي يتمتع الآن بإدارة تعددية وبدأت مسيرة تغيير الدولة من" دولة الديوانية العشائرية والحزبية " المستريحة في عهد مجلس الحكم إلى " دولة المؤسسات الديمقراطية " المنتظرة نار شعلة عالية تهدي إلى الانتخابات البرلمانية الديمقراطية وصياغة الدستور الليبرالي وتحقيق السيادة الوطنية والبدء بتحقيق الانتقال إلى غرفة العرس الديمقراطي من دون التمدد في عنق الزجاجة .
من العبث القول أن بالإمكان أن نحدد مسبقا وظائف الدولة في المرحلة الانتقالية الثانية وكيفية رسمها رسما ديمقراطيا نهائيا لا يقبل النقد أو التعديل..
الشيء المهم أمام الحكومة الجديدة هو الاتجاه نحو تقوية الديمقراطية ليس فقط أثناء الممارسة وبها ، بل أولا وقبل كل شيء توفير الاحتياجات الاجتماعية الملحة ، الفردية والجماعية، وذلك بتحقيق الثلاثية التالية :
(1) تطهير الأودية الجهنمية المخبوءة في مناطق مختلفة من محافظات العراق وفي كثير من أجهزة الدولة ، من طاعون التنظيمات التخريبية على مختلف مسمياتها وأشكالها لمنعها من نشر سم القتل والاغتيال والاختطاف وتفجير المنشآت التي تطيح بأرواح مئات الأبرياء كل شهر . أول خطوة هنا هي إسراع وزارة الداخلية العراقية في ممارسة صنعتها البوليسية الذكية بدقة وسرعة وضمير حي واستناداً للقانون لا التجاوز عليه من أجل القضاء على ظاهرة السلاح الميليشياتي والفردي وعلى عصابات الأذرع السود بطريقة التحقيقيات العراقية المجربة وليس بالطريقة الأمريكية التي تضرجت بحمرة الفضائح في سجن أبو غريب دون أن تسفر حتى عن لوي تلك الأذرع إلا بنطاق محدود ...
(2 ) ثاني خطوة مطلوبة سريعا هي تامين العمل للجميع .. لجميع فئات الشعب من العمال المفصولين والفلاحين المحتاجين إلى البذور والمكائن والقروض والخبرات . والابتعاد بهذا الصدد عن أسلوب ملْ القوارير البلورية بالوعود والتصريحات " الاحتفالية " الذي مارسه عدد من الوزراء الانتقاليين السابقين لم يحققوا فيها المسرات لا للعاطلين ولا للمفصولين ولا للخريجين الجدد ولا حتى لأنفسهم . أملا أن لا يتسلل نفس الأسلوب إلى مكاتب الوزراء الجدد . بالمناسبة لا بد من التأكيد هنا أن الرجل الديمقراطي والزعيم الشعبي العظيم هو الذي لا يحب سماع كلمات المديح وبرقيات التهاني كما كان يحبها صدام حسين وغيره ممن حكموا العراق في عهد نوري السعيد مسرورين ببرقيات وصلتهم بالقول : تسعيركم الشلغم أثلج صدورنا ..! ولا شك أن أغلب مرسلي هذه البرقيات هم من المنافقين من ذوي الوجهين .

(3) لا بد هنا من البدء بحقيقة أن أي مجتمع لا يمكنه أن يتطور من دون أن يكون له هدف محدد في كل مرحلة .. كل وزارة ترسم خطاها اعتمادا على أوسع مشاركة جماهيرية لتحقيق الاندماج الفعلي بين التجريبية الشعبية في قاعدة العمل مع التكنوقراطية النخبوية على مستوى القيادة الوزارية . لا يكفي أن يكون الوزير خبيرا من دون مخاطرة تحطيم الأبواب المغلقة التي تعزله عن أرض عمله . ينبغي تعميم أسلوب " المبادرة الوزارية " كنقطة انطلاق في العمل اليومي والتخلص من سوءات الدعاية الوزارية الذاتية في الفضائيات كما فعل أغلب وزراء وأعضاء مجلس الحكم إذ ظنوا أن الاشتياق الجامح للظهور التلفزيوني يقنع الناس بأن العنب قد تمّ عصره ..!
سمعت تصريحات الرئيس الياور وتصريحات رئيس الوزراء علاوي وكانت على خط واحد في استقراء ماهية العمل الوطني في الشهور الستة القادمة . هذا الخط الواحد لا ينبغي أن يبقى محصورا في محور القيادة الرسمية . المطلوب أن نمعن النظر في أمر وإيجابية الخط الرسمي الأعلى وكيفية تحويله من الخط القيادي الأعلى الموحد إلى الخط القاعدي الجمعي داخل الأحزاب الوطنية أولا وفي مسار الشارع العراقي كله .
بمعنى أن الحكومة لا يمكن أن تفلح بتنفيذ خطها العام وخطط الوزارات تفصيليا من دون الاعتماد الكلي على تعبئة جماهير الشعب .
من الصعب جدا القول أن الحكومة أو الشرطة العراقية قادرة على تقطيع قبضة الشيطان المتكورة بخبث لعين للعبث بأمن المواطنين والمجتمع قتلت الأبرياء بدم بارد خلال السنة الماضية وتريد مواصلة التخريب والتقتيل خلال الشهور الستة القادمة بدم بارد أيضا .
أثناء كتابتي لهذه السطور سمعت خبرا إذاعيا عن مهاجمة مركز شرطة المسيب من قبل مجموعة من الشياطين القتلة المتنكرين بملابس الشرطة . من السهل التذكير هنا بأحداث مماثلة سابقة تشير إلى أن المخربين ثقبوا بوقاحة سماء الأمن الذي يسعى لتحقيقه أبناء الشعب كافة مستخدمين تعددية أساليب القتل والتخريب ومنها استخدام زيّ الشرطة لقتل الشرطة من دون أي سعي أو محاولة من وزارة الداخلية لمعالجة الوضع الخاص بأمن مراكز الشرطة وأزيائهم ..
ان مجتمعنا بصورته الحالية يحتاج بعد 35 عاما من القهر والعنف إلى أن تفكر الحكومة المؤقتة ليس في مصالحها الفردية أو الحزبية بل أن تعمل في حدود مصالح الجماهير الكادحة وان تنصب عنايتها الأولى على إطعام الفئات العاطلة عن العمل وكسوتها وتوفير التعليم والسكن . أقول بصراحة أن شعبنا ليس بحاجة إلى سماع مزمزة الوزراء اللطيفة كما جاء في تصريحات مستعجلة لوزيري النفط والمالية حتى قبل أن يجلسا على كرسيهما في مبنى وزارتيهما اللتين تواجهان بخارا كثيفا لا يساعد على الرؤيا السليمة من دون جهد عال .
لا بد من التنبيه هنا إلى أن البورجوازية الوطنية والشركات الاستثمارية الأجنبية والعربية تُحسن أكثر من غيرها وسائل تملق الحكام والوزراء ( برقية شركة أوراس كوم المنشورة في جريدة بغداد 6/6 نموذجا ) للحصول على تعزيز مواقعها الأنانية الضيقة خلال المرحلة الثانية من الفترة الانتقالية في الحقول الاقتصادية والسياسية على حساب مصالح الوطن والشعب مما يضر لاحقا بالديمقراطية التي يراد بناؤها في وطننا المعذب طويلا بالقسر .
لن تحيط الملائكة والحوريات الحكومة الانتقالية الجديدة إلا إذا ظلت مستندة إلى الشعب بأوراق برنامجيه بعيدا عن الأوراق الملتوية التي أمسك بها أغلب الوزراء السابقين مختلطين بالمصالح الهوائية الحزبية الضيقة ( وزير الصحة السابق / نموذجا ) .
نتمنى للحكومة الجديدة أن تتوفق في اجتياز أمواج عكرة سيضعها أعداء شعبنا حتماً في زوايا العراق ومنحنياته كافة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 6/6/2004



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسامير صغيرة 665
- مسامير صغيرة 664
- مسامير صغيرة 663
- مَنْ يتأرجح على حافة البئر يقع فيها ..!!
- عذراً .. يا لبؤس الديمقراطيين العراقيين ..!
- مسامير صغيرة 662
- مسامير صغيرة 661
- مسامير صغيرة 660
- مسامير صغيرة 658
- الصحافة العراقية وفقدان الإرث الديمقراطي ..
- مسامير صغيرة 657
- مسامير صغيرة 656
- مسامير صغيرة655
- مسامير صغيرة 654
- مسامير صغيرة 653
- مسامير صغيرة 652
- مسامير صغيرة 651
- مسامير صغيرة 650
- مسامير صغيرة649
- مسامير صغيرة 648


المزيد.....




- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...
- مفاجآت في اعترافات مضيفة ارتكبت جريمة مروعة في مصر
- الجيش الإسرائيلي: إما قرار حول صفقة مع حماس أو عملية عسكرية ...
- زاهي حواس ردا على تصريحات عالم أزهري: لا دليل على تواجد الأن ...
- بايدن يتصل بالشيخ تميم ويؤكد: واشنطن والدوحة والقاهرة تضمن ا ...
- تقارير إعلامية: بايدن يخاطر بخسارة دعم كبير بين الناخبين الش ...
- جامعة كولومبيا الأمريكية تشرع في فصل الطلاب المشاركين في الا ...
- القيادة المركزية الأمريكية تنشر الصور الأولى للرصيف البحري ق ...
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 64 مقذوفا خلال 24 ساعة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم المطير - برقية رشوة من أوراسكوم إلى أياد علاوي