أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لطيف شاكر - مخطوطات وادي قمران ولفائف البحر الميت















المزيد.....

مخطوطات وادي قمران ولفائف البحر الميت


لطيف شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 2834 - 2009 / 11 / 19 - 19:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كانت هذه المخطوطات فى المتحف المعروف بأسم متحف روكفلر التابع للملكة الردنية الهاشمية بالقدس (اورشليم ) حتى حرب 1967 م الذى أستولت إسرائيل فيه على أورشليم فأخذت مخطوطات وادى القمران وغيرها ونقلته إلى متحف الكتاب الإسرائيلى بالقدس الغربية
مخطوطات وادى القمران هو الاسم الذي يطلق على مجموعة من المخطوطات ترجع في أصلها إلى جماعة دينية قديمة كانت تعيش بالقرب من البحر الميت
الإكتشافات الأولى : لا يعلم أحد على وجه اليقين متى اكتشفت أولى هذه لفائف وادى القمران البالغة الأهمية ، ولكن من المرجح أنها أكتشفت سنة 1947 . فقد جال أحد البدو يبحث عن شاته الضالة ولما قذف بحجر وهو يبحث عن خروفه الضال سقط الحجر علي شيء بداخل كهف محدثاً دوياً عالياً.ودفع الفضول ذلك الراعي لكي يعرف مصدر هذا الصوت، ظاناً أنه قد يكونهناك كنز فدخل إلى أحد الكهوف في المنحدرات العالية في وادي قمران على بعد نحو ميل إلى الغرب من الطرف الشمالي الغربي للبحر الميت . وعلى بعد يزيد قليلاً عن ثمانية أميال إلى الجنوب من أريحا . تعثرت أقدام هذا البدوي في عدة جرار يبلغ إرتفاع الجرة منها أكثر من قدمين ، ونحو عشر بوصات في العرض ، وكانت المخطوطات مصنوعة من جلد رقيق موصول معاً وعددها 11 مخطوطاً.وكانت رقوق الجلد ملفوفة في نسيج من كتان ، فأخذها من الكهف سراً وذهب بها لأحد محال التحف الأثرية في بيت لحم نظير جنيهات قليلة، اشتراها أحد التجار في القدس. ثم قام التاجر ببيع ستة منها لأستاذ في الجامعة العبرية، والخمسة الباقية لرئيس أساقفة دير القديس مرقس السرياني الأرثوذكسي الذي أرسل تلك المخطوطات إلي المعهد الأمريكي للدراسات الشرقية بالقـدس؛ فتبين أنها نسخة كاملة من سفر إشعياء وأن الحروف التي كتبت بها المخطوطـات ترجع إلي ما قبل سنة 100 ق.م. أما الكتان الذي كان يغلف المخطوطات فلقد أُرسِل إلي معهد الدراسات النووية بشيكـاجو بأمريكـا وباستخدام مقياس جيجر وُجِد أنه يرجع إلي زمان ما بين 167ق.م إلي 233م. ونتيجة لهذه الدراسات التى أحدثت ضجة فى العالم توجهت بعثـة للتنقيب في خرائب هذه المنطقة فتوالت اكتشافات المزيد من الكهوف. وفي عام 1957 اكتشف 11 كهفاً آخر في نفس المنطقة تحوي نحو 400 مخطوطاً. وفي الكهف الرابع وحده وجد أكثر من عشرة آلاف قصاصة متعددة غطت أجـزاء لأسفار العهد القديم كله، عدا سفر واحد هو سفر أستير.
وعندما قام عدد من علماء الآثار بفحص اللفائف في 1947 ، وقد ظن البعض في البداية أنها مخطوطات مزيفة ، ولكن أ . ل . سوكنك من الجامعة العبرية بأورشليم ، أثبت أنها مخطوطات أثرية قديمة واستطاع شراء ثلاث منها . ونقلت بعض المخطوطات إلى المعاهد الأمريكية المختصة بالأبحاث الشرقية ، حيث تحقق مديرها مستر ج . تريفر من قيمتها ونجح في تصويرها ، وأرسل بعض صورها إلى و.ف.أولبريت – العالم في الأركيولوجية الكتابية . وقد قرر هذا العالم أن هذه اللفائف تعتبر أهم كشف لمخطوطات العهد القديم ، وهو ما أيدته الأبحاث المتوالية على هذه المخطوطات .
وعندما تأيدت أهمية هذه اللفائف ، قامت الحرب بين العرب وإسرائيل في سنة 1948 ، فحالت دون تحديد موقع الكهف الأول والتنقيب فيه تنقيباً علمياً ، وهو ما قام به في 1949 ج.ل.هاردنج من إدارة الأثار الأردنية ، ومستر ى.ديفو من مدرسة التوراة في أورشليم فاستطاعا استعادة مئات القصاصات من المخطوطات الكتابية وغير الكتابية ، والأبوكريفية التي لم يكن بعضها معروفاً من قبل
وهكذا كان الكهف مستودعاً لمكتبة تتكون من مائتي لفافة ، ويحتمل أن الأيدي قد إمتدت إليها من قبل وإذا صحت رواية يوسابيوس من أن أوريجانوس استخدم ترجمة يونانية لسفر المزامير وجدت في كهف بالقرب من أريحا .
وقد تكون هي نفس المكتبة التي وصفت بأنها " بيت الكتب الصغير " الذي وجده أحد الرعاة بالقرب من أريحا في نحو عام 8.. م ، وبلغ خبره البطريرك النسطوري تيموثاوس الأول
وكانت الحرب الفلسطينية دافعاً إلى نقل اللفائف ، التي كانت في حوزة البطريرك السرياني إلى الولايات المتحدة في 1948 حيث نشرها م.باورز ، ج.تريفر ، و هـ . براونلي . وقد اشتملت هذه اللفائف على لفافة كاملة لنبوة إشعياء ، وتعليق على سفر حبقوق ، ووثيقة أطلق عليها باروز اسم " كتاب النظام " لأنه كان يشتمل على القواعد التي تحكم حياة الجماعة في قمران ولم يمكن في البداية فض إحدى اللفائف التي ظنوا في البداية أنها " سفر لامك " الأبوكريفي ، فلم تفتح اللفافة إلا في 1956 وثبت أنها الإصحاحات الأولى من سفر التكوين بصياغة أخرى وقد نشر في 1956 تحت اسم " التكوين الأبوكريفي "
. أما اللفائف التي حصل عليها أ.ل.سوكنك ، فكانت تشتمل على لفافة غير كاملة لسفر إشعياء ، ومخطوطة عن الحرب ، وأربعة أجزاء من مجموعة من ترانيم الشكر ، وقد نشر كل المجموعة في 1954 ، يادين بن سوكنك – بعد موت أبيه – تحت عنوان :" كنز اللفائف المخبوءة ". كما نشر دكتور بارثلمي ، ج.ت.ميليك القصاصات التي وجدت في الكهف الأول في قمران في 1955 تحت اسم " قمران – الكهف الأول "
ثم تتالت الإكتشافات من عام 1951 وحتى عام 1955 ، ولكن على ما تدل هذه المخطوطات ؟
مستوطنة قمران
عندما بدأ التنقيب في منطقة قمران رسمياً في 1949 ، لاحظ العلماء الأركيولوجيون بعض الخرائب على هضبة صخرية تبعد نحو ميل إلى الجنوب من الكهف الأول . وبعد بعض الفحوص الأولية ، بدأ التنقيب في كل هذه الخرائب في عام 1952 مما أسفر عن اكتشاف جرة سليمة تماثل في الحجم والشكل الجرار التي وجدت في الكهف الأول بمنطقة قمران ، مما دل – بلا أدنى شك – على وجود صلة مباشرة بين من كانوا يشغلون هذه الخرائب التي سميت " خربة قمران " والمخطوطات التي وجدت في الكهف الأول ، وواضح أن جماعة دينية عاشت يوماً ما في ذلك الموقع ، وهم الذين خلفوا وراءهم االوثائق التي وجدت في الكهوف المجاورة . كما وجدت مقبرة متصلة بالخربة بها هياكل عظمية لرجال ونساء ، مما أيد وجود هذه الصلة . وقد كشفت الحملات كل آثار تلك الجماعة .
وكان في الركن الشمالي الغربي من المبنى الرئيسي ، برج كبير حصين ، يبدو أنه قد تم ترميمه وتدعيمه عقب زلزلة شديدة في 31م، أحدثت به تلفاً في الجانب الشرقي وفي الركن الجنوبي الشرقي منه . وكان المبنى الرئيسي للجماعة يشغل مساحة 12.قدماً مربعاً تقريباً في الجانب الشمالي من حجرة الطعام والمطبخ . وإلى الجنوب الغربي كانت توجد خمس حجرات ، لعلها كانت تستخدم أماكن للدراسة والصلاة . وكان في إحدى الغرف ( غرف النساخ ) بقايا مقاعد رخامية ، يرجح جداً أن بعض لفائف قمران قد كتبت فوقها . ووجود محبرتين من العصر الروماني احداهما من الخزف والثانية من النحاس الأصفر ، ساعد على تحديد التاريخ بدقة
وفي الركن الجنوبي الشرقي من الموقع ، أزاح المنقبون التراب عن بقايا مصنع به الآلات التي كان يستخدمها أعضاء الجماعة .كما اكتشف قمينة للفخار بالقرب من المكان ، مما دل على أن الجماعة كانت مكتفية ذاتياً . كما كان يوجد بالموقع مراحيض وقنوات وأحواض للمياه .وتدل كثرة الأحواض والخزانات على أن تلك الجماعة الدينية كانت شديدة الاهتمام بطقوس الاغتسال ، ويظن أن تلك الجماعة كانت تستمد احتياجاتها من الحبوب والخضراوات واللحوم من " عين فشكة " ، وهي واحة نخيل تقع على بعد ميلين إلى الجنوب من الخربة على الشاطئ الغربي للبحر الميت
كما أن قطع الفخار والنقود التي وجدت في أثناء التنقيب ساعدت بدورها على تأكيد الصلة بين تلك الطائفة الدينية ولفائف قمران . وقد جاءت قطع الفخار من ثلاثة مستويات ، تمثل ثلاثة عهود مختلفة ، هي بالتقريب : من 11. – 31 ق.م ، من 1 – 68م ، من 66 – 1..م. على التوالي . وفي أواخر 1954 وجدت غرفة المخزن للمبنى الرئيسي ، جرة إسطوانية من نفس شكل وحجم الجرار التي وجدت في كهف قمران الأول ، مما دعم أكثر وجود الصلة بين تلك الطائفة ومخطوطات الكهوف . كما عثر أيضاً على نقود تمثل عصور الولاة الرومانيين على اليهودية ، وكذلك لاث وعشرون قطعة من عهد هيرودس أغريباس الأول ( 37 – 44م.) ، وترجع بعض النقود إلىما بعد سقوط أورشليم في سنة 7.م ، بينما عثروا في المستوى الالث على نحو اثنتي عشرة قطعة من النقود ترجع إلى زمن الثورة اليهودية الثانية
مجتمع الأخوة في قمران
كانت الطائفة تتكون من جماعة من الكهنة والعلمانيين يحيون حياة مشتركة في تكريس متزمت لله . وقد كشفت أسرار النبوة لمؤسس الطائفة وهو كاهن يوصف بأنه " المعلم البار " . وكان من أهم مظاهر حياة الجماعة تفسير الكتب المقدسة بما يتفق مع شهادة الطائفة ونهاية الدهر . وقد أرسل الله " المعلم البار " ليعلن الدينونة التي ستحل بإسرائيل . وبناء على ما جاء في تفسير حبقوق ، لقد عرف المعلم البار من مضمون النبوة أكثر مما عرفه النبي نفسه ، ورغم التأخير – حسب الظاهر – فإن النهاية ستأتي ، ولكن " بقية " ستنجو ، وهذه البقية هي جماعة قمران التي أرضت الله بولائها للتوراة وإيمانها بـ " المعلم البار "
وقد رفض هذه الرسالة رفضاً باتاً ، الكاهن الشرير وأتباعه الذين يهتمون بحرفية التوراة لا بروحانيتها . وواضح أن الإشارة إلى الكاهن الشرير كانت تعني رئيس الكهنة في أورشليم حيث يقال عنه " الحاكم في إسرائيل " والذي يحمل " الاسم الحقيقي " . وحيث توجد إشارة واضحة لرياسة الكهنوت ، فلا بد أنه قد حدث صدام معين في بدء تاريخ الجماعة ، بين " المعلم البار " و رئيس الكهنة الأورشليمي ، لأن التفسير يتحدث عن اضطهاد الكاهن الشرير للمعلم البار والإضرار به جسدياً ، وقد بلغ الدام ذروته في يوم الكفارة حين قضى الكاهن الشرير على المعلم البار وجعل أتباعه يعثرون . وهذه بلا شك ، إشارة إلى موت القائد وتبدد الأنصار
ورد ذكر البحر الميت في الكتاب المقدس تحت اسم بحر الملح (تكوين3:14) كما ورد ذكره مرات أخرى تحت اسم بحر السديم ، او بحر العربة .
ولقدر عرف النبطين أبناء الموجة العربية الرابعة التي وصلت مشارف شبه الجزيرة العربية سنة 500 ق.م .، كانوا قد أكتشفوا طريقة استخراج البيتومين والقطران من مياه البحر الميت كانوا يصدرون هاتين المادتين إلى مصر حيت أستخدمتا في التحنيط .
تسميات البحر الميت التى سجلها المؤرخون "بحيرة سدوم وعمورة "وأطلق المسعودي وياقوت الحموي عليها "البحيرة المقلوبة" و "البحيرة المنتنة" . أطلق عليه ابن الفقيه والأدريسي "بحر لوط" فواردة في مؤلف ناصر خسرو , وأطلق عليه بعض الحجاج الأوربيين إلى الاراضي المقدسة "بحر الشيطان " .
ماذا تحتوى مكتشفات وادى القمران من مخطوطات ؟
أولاً: الأسفار المقدسة:
لا شكَّ أن الأهمية الأولى والعظمى لمخطوطات وادي القُمران، ترجع إلى أنها شملت فيما تشمل جميع أسفار العهد القديم فيما عدا سفر أستير وأكبر المخطوطات التي وُجِدَت، نسختان من سفر إشعياء النبي، وهما اللتان وُجدتا في أول كهف تمَّ كشفه. وإحدى النسختين تشمل السفر بأكمله باللغة العبرية .
وهذه النسخة التي تشمل سفر إشعياء بأكمله تعدُّ أكبر الدروج وأكثرها احتفاظاً بحالتها؛ أما النسخة الثانية فتحتوي على ثلث السفر فقط.أما أقدم المخطوطات التي وُجدت، فهي سفر اللاويين باللغة العبرية القديمة، ويليها في القِدَم أجزاء من سفر صموئيل النبي يرجع تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد.
ثانياً: كتب الأبوكريفا:
وقد زوَّدتنا هذه الكهوف أيضاً بمخطوطات باللغتين العبرية والأرامية لكتب الأبوكريفا Apocrypha، والمنحولة (= بسـودإبيـجرافا Pseudepigrapha).
أما الأبوكريفا فهي كلمة يونانية معناها: ”مخفي“، وهي التسمية المُصطلَح عليها للتعبير عن مجموعة معيَّنة من الكتب الدينية التي تشتملها الترجمة السبعينية لأسفار العهد القديم، بجانب الأسفار القانونية المعروفة لدينا الآن في الطبعة البيروتية القديمة للكتاب المقدس. وقد كان يُظَنُّ أن أغلب هذه الكتب غير معروف عند يهود فلسطين، وأن منشأها هم يهود الإسكندرية الذين تمَّت لديهم ترجمة التوراة إلى اللغة اليونانية ”السبعينية“ استجابةً لطلب بطليموس خليفة الإسكندر الأكبر.
وقد قبلت الكنيسة المسيحية الجامعة، منذ العصور الأولى، هذه الأسفار ضمن الكتاب المقدس باعتبارها أسفاراً قانونية ثانية، علماً بأنه يوجد في أسفار العهد الجديد اقتباسات من هذه الكتب، وهي: طوبيا، يهوديت، الحكمة، يشوع ابن سيراخ، المكابيين الأول، المكابيين الثاني، وإضافات لسفر دانيال وسفر أستير، وباروخ.
وقد وُجد من هذه الكتب في مخطوطات وادي القُمران نسخة واحدة فقط من سفر حكمة يشوع ابن سيراخ مُطابقة للنص العبري الذي وُجد في بداية القرن العشرين في مجمع اليهود بمصر القديمة (القائم بجوار كنيسة المعلَّقة بكنيست إرميا النبي، وهو المكان الذي استُشهِد فيه إرميا النبي أثناء سبي نبوخذنصَّر، ويُقال إنه وُجد أيضاً سفر بخط عزرا الكاتب)، كما وُجد أيضاً سفر طوبيت باللغتين العبرية والأرامية.
ثالثاً: بعض الشروحات والمقالات المؤلَّفة على
أسفار أو موضوعات الكتاب المقدس:
وقد خلَّفت هذه الطائفة أيضاً وراءها عدداً من الشروحات والمقالات التي ألَّفوها على أسفار أو موضوعات الكتاب المقدس، ومن ضمنها كتاب ”الميدراشيم“ الذي يُشبه سفر اليوبيل في شرحه الإجمالي للنص؛ وكتاب ”البيشاريم“، وهو نوعٌ من التفسير الذي تتميز به هذه الطائفة، حيث يكتبون السفر آية آية، وعقب كل آية يوردون شرحها ثم تطبيقها على تاريخهم. وقد وُجدت أسفار إشعياء وميخا وناحوم وحبقوق وصفنيا، مشروحة بهذه الطريقة.
أما النموذج الثاني لكتابات ”البيشاريم“ فهو ”تفسير نبوَّة حبقوق“. ويُلاحَظ في تفسيرهم هذا إيمانهم بضرورة مجيء ذلك المعلِّم ”معلِّم الصلاح“، والكاهن العظيم الذي يُفسِّر أقوال الأنبياء عن كل ما هو عتيد أن يحصل في نهاية الأيام!!
كما وُجد أيضاً نوع جديد من المؤلَّفات، عبارة عن بعض النصوص الكتابية المختارة المُجمَّعة في كتابٍ واحد، وتسمَّى: ”الفلوريليجيا“ Florilegia. وُوجد نوعٌ آخر من تجميعات النصوص بطريقة موضوعية، حيث يشمل الكتاب مجموعة من النصوص التي تُبرهن على فكرة معيَّنة أو تخدم موضوعاً مُحدَّداً، ويُسمَّى هذا النوع ”التستيمونيا“ Testimonia.
ومثال للنوع الأول: مجموعة أجزاء من أسفار: الخروج وصموئيل الثاني وإشعياء وعاموس، وهي تُشبه القراءات في كنيستنا.
ومثال للنوع الثاني: مجموعة نصوص عن مجيء المسيَّا مُجمَّعة من أسفار: التثنية 5: 29،28، أصحاح 18، أصحاح 19؛ العدد 24: 15-17؛ التثنية 33: 8-11.
رابعاً: كتب عن نظام حياة الطائفة
وطرق عبادتهم:
ومن بين الكتب التي وُجدت، ما يصف نظام حياة هذه الطائفة وطُرق عبادتهم وصلواتهم.
ما الذي استفدناه من اكتشاف هذه المخطوطات؟
ألقت هذه المخطوطات ضوءاً شديداً على الفكر المسيَّاني (أي المتعلِّق بمجيء المسيَّا وانتظاره) عند اليهود الأتقياء في حقبة ما بين العهدَيْن القديم والجديد، أي في الفترة التي سبقت مجيء المسيح مباشرة على وجه التحديد، بل والمعاصرة للرب يسوع في بعضٍ منها.
ويمكن القول إن مبادئ هذه الجماعة قد مهَّدت للمسيحية، أو هي على أقل تقدير قد قرَّبت إلى الأذهان احتمال مجيء المسيح بصورة مُعلِّم للصلاح، مُضطهَداً من الأشرار وغير مقبول من بعض الكهنة المنافقين، وجعلتنا نفهم بلا شكٍّ حقيقة الجو الذي ظهرت فيه المسيحية إبان فجرها وفي عهدها التكويني وفي زمان انطلاقتها الأولى.
على أن هذه المظاهر الضخمة التي أحاطت بهذه الكشوف الأثرية لم تستطع - بالرغم من مئات البرديات والرقوق والمؤلَّفات - من أن تزيد على حقائق الإنجيل ولا حقيقة واحدة، كما لم تستطع بالرغم من تحمُّس مئات العلماء الناقدين من أن تزحزح حقيقة واحدة من حقائق الإنجيل، أو تُلقي ظلاًّ ما على الإيمان المسيحي الثمين.
وكل ما لا نزال نرجوه من هذه الأبحاث الكبيرة، هو إعطاء فرص جديدة للمتشكِّكين ليقتنعوا بأصالة الأسفار المقدسة ودقتها وصحتها وعدم تحريفها، حتى يقبلوا حقيقة الإنجيل فوق كل شك.
يقول الاستاذ احمد عثمان في كتابه مخطوطات البحر الميت ص 103 هل صحيح ان مخطوطات قمران تتضمن من المعلومات مايتعارض مع التعاليم المسيحية ؟ يجيب سيادته قائلا:
الجواب علي هذا السؤال هو قطعا بالنفي فليس هناك اي نص ضمن المخطوطات سواء المنشور منها ,او ماتم اخفاؤه يؤثر تأثيرا سلبيا علي تعاليم اليسيد المسيح, بل العكس من ذلك فان ماعثر عليه من مخطوطات في القمران, أظهر وجود جذور عميقة للجماعة المسيحية الاولي ,وليس الوضع علي نفس الحال بالنسبة الي يهودية الكهنة ,التي كانت سائدة فيما بين القرن الخامس قبل الميلاد وحتي قضي عليهم الرومان عام 70 للميلاد.
ويقول الكاتب الكبير صلاح العقاد في كتابه حياة السيد المسيح :
"إن الجديد في الأمر لا يزال من عمل السيد المسيح أو من فتوحه المبتكرة في عالم الروح، وأن كل مشابهة به عليه السلام وبين مذاهب الدين قبل عصره تنتهي عند الظواهر والأشكال، ولا تدل على فضل أسبق من فضله فيما ارتقت إليه عقائد الدين على يديه".
وأكد العقاد أن زمرة وادي القمران كانت تنتمي إلى "الآسين" وصح أكثر من ذلك أن صومعتهم كانت البرية التي كان يلوذ بها السيد المسيح ويوحنا المعمدان، فالجديد في هذا الكشف هو توكيد الحاجة إلى رسالة السيد المسيح، أو توكيد فضل الدعوة المسيحية في إصلاح عقائد القوم، كما وجدتها على أرقاها وأنقاها بين أتباع النحل اليهودية قبيل عصر الميلاد.





#لطيف_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوتة أفضل للاقباط ياوطني
- من سيخلف حسني مبارك في حكم المحروسة (2)
- من سيخلف حسني مبارك في حكم المحروسة
- اللغة القبطية المفتري عليها 1/5
- اكاذيب بيو الامريكية
- المتأسلمين والتأقبطين في فكر د. زيدان
- جسد المسيح المتمزق
- الرد علي د. زيدان اسرار الخلاف المقالةالثالثة المنشورة في ال ...
- فجر الضمير والحضارة
- زيدان واسرار الخلاف في معني الجزية والذمة (2)
- يوسف زيدان واسرار الخلاف في الجزية والذمة
- النيروز عيد لكل المصريين
- الجنرال يعقوب المفتري عليه (5)
- الجنرال يعقوب المفتري عليه 4/5
- الجنرال يعقوب المفتري عليه3/5
- الجنرال يعقوب المفترى عليه وطني غيور ... أم خائن لوطنه 2/5
- الجنرال يعقوب المفتري عليه
- الاقباط في ظل مناخ الوطن للجميع


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لطيف شاكر - مخطوطات وادي قمران ولفائف البحر الميت