قرار مجلس الامن1546، قرار دعم البديل الرجعي المفروض من قبل أمريكا، مدان و مرفوض

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 861 - 2004 / 6 / 11 - 05:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

أصدر مجلس الأمن الدولي اليوم ‏قراراً جديداً حول العراق يتعلق بما يسمى تحويل السيادة و السلطة إلى الدولة العراقية المشكلة حديثاً، و أكدت بذلك مرة أخرى على خضوع الامم المتحدة الذليلة لعسكرتارية أمريكا وسياساتها الرجعية والمناهضة لمصالح وأماني جماهير العراق.

إن القرار الجديد يأتي كحلقة أخرى في سلسلة القرارات المتعلقة بالعراق و التي أظهرت عجز الامم المتحدة عن الوفاء حتى لمواثيقها و تعهداتها المكتوبة، و بينت الهوة العميقة التي تفصلها عن ادعاءاتها باحترام إرادة الجماهير وحريتها في إقرار مصيرها السياسي.

لقد تخاذلت المنظمة الدولية، واضفت الشرعية على جعل العراق ساحة حرب لجيوش أمريكا و حلفائها و أرضاً مستباحاً لإرهاب الدولة الأمريكية. أعطى القرار، الضوء الاخضر لأمريكا لتستخدم العراق كميدان لتنفيذ سياساتها في فرض هيمنتها العالمية و ساحة لإدامة صراعها الإرهابي مع العصابات الإسلامية، الصراع الذي ما برح يحصد أرواح الابرياء في العراق و بشكل يومي. لقد تخندق مجلس الأمن إلى جانب سعي أمريكا لفرض نفسها و اجندتها المناهضة لحقوق و حريات جماهير العراق، و وقف خلف سياسات أمريكا و أعوانها لإعادة صياغة مؤسسات دولة قومية-إسلامية في العراق، و التي لا تعني في محصلتها النهائية سوى التمهيد للنزاعات و الصراعات القومية و المذهبية في هذا البلد.

لا يمكن أن يكون للقرار الاخير غير المصير الذي آلت إليه القرارات الأخرى و التي فشلت جميعاً مع فشل أمريكا في تنفيذ مخططاتها، كما أدت إلى إستمرار المأساة التي تعيشها جماهير العراق، فإستمرار تواجد القوات الامريكية وما توفرها من ميررات للإرهاب الإسلامي، وادامة السياسة الأمريكية في تجاهل تطلعات الجماهير للحرية وبناء دولة عصرية وفي فرضها للقوى القومية والإسلامية المتعاونة معها، تبقي على كل مسببات الاوضاع الكارثية الحالية وتديم دوامة العنف وأنعدام الأمن.

مهما كانت الدوافع المختلفة للقوى المصوتة لصالح القرار في مجلس الأمن ومناواراتها السياسية القائمة خلف إصداره، لا يكشف القرار الجديد إلا عن مدى استهتار تلك القوى بكرامة وحقوق وحريات جماهير العراق.

إن القرار الاخير يجعل الامم المتحدة مسؤولة وبشكل مباشر عن إستمرار معانات جماهير العراق، ويجعلها مع كل القوى الداعمة للقرار الجديد هدفاً لسخط الجماهير و احتجاجها.

إن الحزب الشيوعي العمالي العراقي يؤكد بأن القرار حول النظام السياسي في العراق هي في كل الأحوال من مهمات وحقوق جماهير العراق نفسها، إن العراق وكأي مجتمع متمدن ومعاصر بحاجة إلى دولة وحكومة علمانية وحديثة تكون بمقدورها الاستجابة لتطلعات والآمال الإنسانية المعاصرة للناس، حكومة تفسح المجال لتدخل ومشاركة الجماهير وتفعيل إرادتها. إن تسليم السلطة وحياة ومصير مجتمع و ملايين من البشر بيد حفنة من الطائفيين والقوميين ورؤساء العشائر من الخانعين لسلطة أمريكا لهو خرق فاضح لأبسط حقوق وتطلعات جماهير العراق وجريمة كبرى بحقها، وهي لذلك مرفوضة و مدانة بشدة.

إن الحزب الشيوعي العمالي العراقي إذ يرفض ويدين هذا القرار والقوى الداعمة له، يناضل من أجل إخراج القوات الأمريكية وإحباط المخططات الرجعية والبدائل والقرارات والسلطات التي تفرض على جماهير العراق خدمة للأهداف اللاإنسانية لأمريكا. كما يدعو جماهير العراق وكل القوى التحررية والمدافعة عن أمن وحرية الجماهير لإدانة هذا القرار والاصطفاف مع القوى التحررية والعلمانية من أجل إخراج القوات الأمريكية وإقامة سلطة علمانية وحديثة وغير قومية مستندة على إرادة الجماهير الحرة لتحقيق آمالها وأهدافها الإنسانية.

#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل