أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منسي الطيب - متى يتعلمون القراءة ومناقشة الموضوع بدلا من التهجم على الكاتب؟















المزيد.....

متى يتعلمون القراءة ومناقشة الموضوع بدلا من التهجم على الكاتب؟


منسي الطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2834 - 2009 / 11 / 19 - 09:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعلمُ ان هناك الكثير من الذين يقرأون ولا يعلـّقون ، وهم الغالبية العظمى من القرّاء ، وهناك من يقرأ ويعلق بأدب وهم قليلون. وأعلمُ أيضا ان هناك من يقرأ ولا يفهم ولا يستوعب ، لكنه يعلم ان السكوت من ذهب فلا تخرج طلقة كاتم الصوت من مسدسه إلا حينما يتعلق الأمر بنعمة الغباء وعلاقته الجوهرية بعدم الإستيعاب. وأعلمُ كذلك إن هناك مجموعة من الرعيل الأول قد قصّروا الثياب إلى رُكبهم وأطالوا اللحى إلى سُـرَرهم وراحوا يستدلون بالبعرة على البعير وبالأثر على المسير وبوجوب إرضاع الكبير وشحذوا سكاكينهم على كل من يخالفهم بالرأي والتفكير ، وهؤلاء هم في الحقيقة لا يقرأون ولا يفهمون ولا يستوعبون ولا هم يحزنون ، لكنهم يحمدون الله دائما على نعمة العقل! فلهذا تراهم حاضرين دائما لشمشمة عناوين المقالات ومعرفة أسماء كاتبيها ، فإذا كان الكاتب لا ينتمي إلى جماعة التكفير والتفجير ولا يقبل بفلسفة ذبح الشعوب باسم المقاومة إقتحموا صفحته وفخخوها بشتى أنواع الشتائم والسباب والألفاظ البذيئة النابية وحوّلوا الموضوع من كشف حقيقة الوهابية اللعينة ودور آل سعود الخبيث في زرع الفتنة بين المسلمين إلى موضوع آخر بين السنة والشيعة وطالبوا الكاتب في تعليقاتهم الغبية أن يجيبهم على أسئلة سخيفة لا علاقة لها بالموضوع من قبيل: ما رأيك بقرن الشيطان يا قرندعل يا ابن القرندعل؟ وما هو موقفك من العشرة المبشرين بالجنة يا صقيع يا ابن الصقيع؟ وكم دفعوا لك لتكتب ما كتبت يا عبزبوز يا ابن العبزبوز؟ ولا أدري ما علاقة شكسبير بالبعير ؟!

هذا طبعا إذا كان القارئ المعلق يتحلى ببعض الأخلاق العربية العبزبوزية ، أما إذا كان القارئ على شاكلة وأخلاق أحد السلفيين المقيمين في الدنمارك فسيكون تعليقه على المقالة عبارة عن دعاء ورجاء حار إلى الله أن يمكـّن هذا السلفي من مؤخرة الكاتب ليجلدها ويسلخها ويدبغها ويجعل من جلدتها قرطاسا مقدسا لا يكتب عليه إلا ما يرضي السلف الصالح. ولا أعرف كيف أصبح هذا السلف الطالح صالحا وأتباعه من جلادي المؤخرات ولوطية إلى درجة تجعلهم لا يتورعون أبدا بمجاهرتهم عيني عينك باللواطة؟

وليت الأمر يتوقف عند هذا السلفي وحسب ، فنهاية أمثاله من السلفيين الوهابيين معروفه ، وكلها أيام قليلة وسنقرأ خبره بالخط العريض على موقع قناة العربية بأنه فجر نفسه في مرحاض للنساء الدنماركيات أو في روضة للأطفال الدنماركيين (لأنها بدعة والعياذ بالله) وذهب شهيدا في عيون أتباعه غير مأسوف عليه ، لكن الأسف والحيف سيقع على عرب ومسلمي أوربا كما وقع على عرب ومسلمي أمريكا بعد الحادث الغادر الذي قام به قبل أيام المجرم نضال حسن ، حبيب قلب هذا السلفي وقدوته واسوته الحسنة في الإرهاب وتشويه صورة الإسلام والمسلمين.

مساكين نحن العرب لا نخلص بأنفسنا نجيّا من شر السلفيين الوهابيين لا في حياتهم ولا بعد انتحارهم وذهابهم إلى قعـر جهنم ولا في تعليقاتهم البذيئة على كتاباتنا التي تجتذب كالدبق هذا النوع السلفي الوهابي الأعور من القرّاء وتسوقهم كالحشرات الضارة إلى كلماتنا كي يقرأوها وهم صاغرون على الرغم من علمهم التام باني لا أتعامل معهم إلا بنعال الكلمات الذي أصفع به وجوههم الكالحة ولسان حالهم يقول: أشبعنا أيها الطيب صفعا بنعال كلماتك على وجوهنا وأدبارنا وما ملكت أيماننا ، فنحن كهرّة أبي هريرة لا تعشق إلا خنـّاقها ولا تغرق إلا ببصاق المتعوذين بالله من الكذب.

إن ما يلفت الإنتباه في تعليقات الوهابيين والسلفيين على مقالات الكتاب هو ان دفاعهم عن دينهم الإرهابي لا يكون بالحكمة والموعظة الحسنة كما يأمر القرءان الكريم ، بل هو في مجمله دفاع لا يخرج عن إطار النهر والزجر والتكفير والتنفير والشتم والسباب واللعن والإستهزاء بمعتقدات الآخرين والتهجم والتطاول على الكاتب وذمّه وتجريحه بعبارات بذيئة تخجل منها حتى أمهات السلفيين وجدات الوهابيين من العواهر والبغايا في جاهليتهم الأولى.

فهل هؤلاء مؤمنون حقا برسالة الإسلام التي تدعو إلى الجدال بالتي هي أحسن؟ وأين هم من آداب الحوار في قول الله: فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم؟ وإذا لم يكونوا مؤمنين بهذه الأخلاق الإسلامية ، فلماذا يدافعون كما يزعمون عن الإسلام بهذه الطريقة الفاحشة؟ هل هذا الفحش نابع من صميم إيمانهم بدين الله أم هو تراث أموي فاحش مفترى على الإسلام المحمدي الصحيح قد ورثناه نحن المسلمون جميعا كابرا عن كابر وقلنا هذا ما وجدنا عليه آبائنا؟ فلا يكلمنا متكلم إلا نهرناه وقلنا له اسكت يا عدو الله! ولا يختلف معنا مختلف إلا زجرناه وقلنا له أخرس يا كافر يا ابن المتعة ولا تتكلمْ مع أسيادك من الأعراب الأجلاف الذين يقول فيهم الله تعالى: والأعراب أشد كفرا ونفاقا والأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله.

نتهم المخالفين لنا بأقبح التهم ونشتمهم بأنهم أبناء متعة في حين ان هذا الزواج الإسلامي نزلت فيه أكثر من أية في القرءان الكريم تحلله للمسلمين ، ولم تنزل آية واحد فيما يسمى بزواج المسيار الوهابي أو التسيار الذي عبرتْ نطفـُهُ الخليجية بصواريخ عابرة للقارات فأصبح لكل أبٍ خليجي أبناء وبنات في كل بلد من بلدان العالم يغـنون قبل أن يناموا: "بابا فين .. بابا فين؟".

ونسبّ ونلعن مّن لم يحرّم مثلنا زواج المتعة المحلل في القرءان الكريم ، وفي نفس الوقت نترضى ونترحم على ما يسمى بالصحابة وجلّ أبناء الصحابة الذين نسميهم بـ"التابعين لهم بإحسان" هم في الحقيقة أبناء متعة ، لأن هذا النوع من الزواج الإسلامي كان محللا ، وكان الصحابة يتمتعون تحت عنوانه في زمن الرسول الكريم وفي زمن الخليفة الأول ، حتى جاء دور عمر في الخلافة فحرّمه من دون وجه حق وقال مقولته الشهيرة: متعتان كانتا في عهد رسول الله حلالا وأنا أحرمهما وأعاقب عليهما متعة النساء ومتعة الحج. فخلق بذلك حالة مأساوية من الكبت الجنسي لدى الشباب المسلم غير القادر على تكاليف الزواج الدائم ، فأصبح شبابنا المسلم المجاهد الأحمق بسبب الكبت الجنسي يفجر الآن نفسه بين الناس ليذهب شهيدا إلى الحور العين ويتمتع براحته هناك دون وصايةٍ من عمر أو غيره. وكل هذا الإرهاب الذي يهدد أمن العالم اليوم ويحصد أرواح الناس الأبرياء في كل ساعة سببه الطحيـر الجنسي الذي خلقه عمر بتحريمه لسنة من سنن الحياة التي يشترك بها مع الإنسان حتى الحيوان. فلو سألت أي إرهابي عربي قبل أن يفجر نفسه بين العراقيين عن أمنيته بعد الموت ، سيقول انه يتمنى أن يعانق الحوريات ، يعني بصريح العبارة أريد أن أمارس حقي في التمتع الذي حرمني منه عمر. وفي ذلك يقول الإمام جعفر الصادق: "لولا عمر ما زنى في الإسلام إلا شقي".

ثم بعد ذلك نأتي ونشتم من يختلفون معنا بالرأي بأنهم أبناء متعة ، مدافعين بذلك عن الإسلام الذي ضربنا بآياته الكريمة عرض الجدار ، ورحنا نلعن ونطعن بأعراض الناس حتى أصبحت ثقافة اللعن والسباب والشتائم ماركة عربية إسلامية مسجلة قد مسحنا بذيول مفرداتها النابية القذرة على متن وحاشية ما في قواميس غيرنا من الأمم الفاحشة وتفوقنا عليها ، فما اقبحنا من أمةٍ أريد لها أن تكون خير أمة أخرجت للناس ، لكنها أصبحت بطريقة حوارها الهمجي ونظرتها الصحراوية الدونية للآخر أمة أخرى قد ضحكت من جهلها وبكت من إرهابها الأممُ!

لكن .. من أين يا ترى جاءت هذه الثقافة الفاحشة الدخيلة على ثراث الدين الإسلامي فلا يكون الدفاع عنه إلا بهذا الإسلوب المخجل كما يفعل السلفيون والوهابيون في تعليقاتهم على المواضيع التي لا يتفقون معها؟ وللجواب على هذا السؤال لا بد لنا أن نتذكر بأنهم مأمورين بحديث مفترى يقول: خذوا ثلث دينكم من هذه الحميراء أي من أم المؤمنين عائشة ، والمعروف عن السيدة أم المؤمنين انها كانت سبابة ولعانة وشتامة ، أي كثيرة السب واللعن والشتم لمخالفيها ، والشواهد على ذلك كثيرة. في المقابل نجد ما يسمى بـ"خال المؤمنين وكاتب الوحي" معاوية بن أبي سفيان انه كان سبابا ولعانا من الدرجة الأولى ، فهو أول من أسس لهم ثقافة السباب واللعن والقدح بالآخرين عندما أمر بوجوب سب وشتم ولعن آل البيت على منابر المسلمين لأكثر من ستين سنة ، وجعل هذا الأمر سنة متبعة فيما بعد لخلفاء بني أمية حتى منعه الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز. والشائع عُرفا ان "ثلثي الولد على خاله" ، وبهذا يكون الوهابيون والسلفيون قد أخذوا ثلث دينهم الأول عن أمهم عائشة وثلثي دينهم عن خالهم معاوية ، فاكتملت بذلك دائرة إيمانهم المقدسة ، ومن شابه أمه وخاله فما ظلم!




#منسي_الطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصايا وهابية مهمة إلى المسلمين كافة
- جلالة الملك والحَبَرْبَش
- زمن العوران
- رسائل قصيرة لن يفهمها البعض
- بوتو ... بأي ذنبٍ قُتلتْ؟
- شعراء الرافضة وشيوخ الصحراء


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منسي الطيب - متى يتعلمون القراءة ومناقشة الموضوع بدلا من التهجم على الكاتب؟