أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - ما المطلوب تغييره التكتيك ام النهج؟















المزيد.....

ما المطلوب تغييره التكتيك ام النهج؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2833 - 2009 / 11 / 18 - 09:31
المحور: القضية الفلسطينية
    



التصريحات الفلسطينية الاخيرة حول القيام بخطوات فلسطينية من خلال التوجة الى مجلس الامن للوقوف امام مسؤوليته لدعم الموقف الفلسطيني الرامي الى اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران الى جانب دولة الكيان الصهيوني، بعد رفض الكيان تجميد البناء بالاستيطان الذي شكل عقبة اساسية امام استئناف المفاوضات بين الطرفين، تاتي لتعبر بالاساس الى حجم المأزق الفلسطيني الذي وصلت اليه القيادة المراهنة على الحلول التي تنتقص من الحقوق الفلسطينية، فهي تريد التوجه الى مفاوضة المجموعة الدولية بدلا من الكيان الصهيوني، ومفاوضة الامم المتحدة التي هي شرعت وجود هذا الكيان الصهيوني، وامام الدعم الغربي وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وانكلترا الذين كانوا عناصر اساسية باقامة الكيان الصهيوني وتثبيته ومده بكل مقومات الحياة والبقاء والاستمرار، كقاعدة متقدمة تحافظ وتدافع على المصالح الغربية بالمنطقة، ما زالت القيادة الفلسطينية تراهن على تغيير بمواقف هذه الدول اتجاه الصراع العربي الصهيوني.

الرد الامريكي والاوروبي جاء سريعا بعدم الموافقة على الطلب والتحرك الفلسطيني، وان الشرعية الدولية ليست هي الحل، وان المفاوضات الفلسطينية الصهيونية والوصول الى اتفاق من خلالها هي البداية، والامم المتحدة ومجلس الامن هي التي تشرع الاتفاق الذي يتوصل اليه الطرفان، اعتقد ان هذا الرد الغربي جاء ليشكل صفعة قوية الى الجانب الفلسطيني ومواقفه، والذي تمنعه من التحرك بدون اي اتفاق مع الجانب الصهيوني والموافقة على شروط الكيان ومطالبه لاي مستقبل فلسطيني.

فالاطراف الاساسية التي يتشكل منها مجلس الامن هي نفسها الاطراف الاساسية بالرباعية التي طرحت خارطة الطريق، وهذه الاطراف هي نفسها التي امتنعت ان تمارس ضغطا على الكيان الصهيوني، وهي نفسها التي استلمت تحفظات الكيان الصهيوني على خارطتها التي قدمها شارون باربعة عشرة تحفظا، فكيف يمكن للامم المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والادارة الامريكية ان تمارس ضغطا على هذا الكيان ليعترف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران اذا هي لم تمارسه سابقا؟ فحل الدولتين كان مشروطا من خلال الاتفاق مع هذا الكيان، فهل الجانب الفلسطيني بامكانه ان يجتاز هذه العقبة التي تعترض اقامة دولة فلسطينية على الحدود التي يطالب بها؟ بالواقع اللاعبيين لم يتغيروا ولكن الذي تغير هو الملعب.

الحالة الرديئة للوضع الفلسطيني والعربي، والتراجع الذي وصلت اليه القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي تشكل عقبات اساسية امام نجاح الجانب الفلسطيني بتحقيق انجازات، فوضع القضية الفلسطينية على الصعيد الداخلي وما تواجهه من انقسام وانشقاق، وانفصال غزة عن الضفة وبظل وجود سلطتين مختلفتين على منطقتين جغرافتين منفصلتين، وصعوبة تحقيق الوحدة الوطنية حتى استحالتها، وتصفية لأجنحة المقاومة، وعدم حصول القيادة الفلسطينية على اجماع فلسطيني على مواقفها ضمن المؤسسات الفلسطينية، بظل استمرار الانتهاكات الصهيونية اليومية من اعتقال وجرح وقتل ومصاردة اراضي وانتهاكات يومية بالقدس ومصادرة المياه والهواء وتدمير للبنى التحتية للشعب الفلسطيني والاستمرار ببناء الجدار وخلع الاشجار وهدم البيوت،، اضافة الى الوضع العربي المتردي والخلافات العربية العربية، وتهديد الاستقرار الداخلي للعديد من الدول العربية من خلال القلاقل التي تعيشها وتمر بها، كما يحصل بالعراق واليمن والسودان والجزائر وغيرها من الدول الاخرى، لهذه الاسباب وغيرها يبقى الطرف الفلسطيني باطروحاته ومواقفه مجردة وغير قابلة للتحقيق والتقدم بها الى الامام، فها هو الموقف الامريكي والاوروبي واضحا كل الوضوح برده، فما البديل عند القيادة الفلسطينية امام هذا التعنت؟

القيادة الفلسطينية على مدار عقدين من الزمن عندما اخذت قرارها بالاستعداد والانخراط بالعملية التفاوضية مع الكيان الصهيوني كخيار استراتيجي بديلا للمقاومة والعمل العسكري، فهي جردت القضية الفلسطينية من كل عناصر قوتها، فاستخفت بالنضال والمقاومة وهمشت النضالات الجماهيرية، فها هي اليوم غير قادرة لدعوة الجماهير الفلسطينية الى الانتفاض بوجه الكيان الصهيوني لتتصدى لهجمته الشرسة اليومية التي يمارسها ضد القدس واهلها، وهذه القيادة ايضا غير قادرة لدعوة الجماهير للتصدي لاستمرار الكيان ببناء الجدار، وان التصاريح التي تصدر من هنا او هناك من قيادات وبالاساس المحسوبة على فتح بالتهديد بخيارات اخرى لمواجهة التعنت الصهيوني، ما هي الا تصاريح للاستهلاك المحلي.

فاليوم القيادة الفلسطينية التي تحاول اعادة الاعتبار لدورها القيادي، هي التي قزمت القضية الفلسطينية من قضية 11 مليون فلسطيني الى مليونا فلسطينيا بالضفة الغربية حيثما تبسط سلطتها، وهي التي قزمت الوطن الفلسطيني الى قطعة ارض لا يتجاوز مساحتها ال 2500 كم، التي بقيت من الضفة بعد مصادرة الاراضي وبناء المستوطنات، وقزمت العاصمة الفلسطينية بالقدس الشريف، فاليوم القيادة الفلسطينية تريد فلسطين على حدود الرابع من حزيران، وتريد القدس الشرقية وتنتظر من امريكا وبريطانيا وفرنسا ان تعيدها لهم تحت الضغط الدولي، وتتناسى ان هناك اكثر من سبعة ملايين فلسطيني لا يعلم ماذا سيكون مصيرهم الا الله والقيادة الفلسطينية، وهم لا يعرفون ان الكيان الصهيوني اقام وعزز علاقات دولية وفتحت له عشرات الابواب والقنوات الدبلوماسية مع العديد من الدول النامية التي كانت مغلقه امامه التي يعود بها الفضل الى اتفاق اوسلو، حيث العديد من هذه الدول عقدت اتفاقيات اقتصادية وتكنولوجيا واتفاقيات تعاون بينها وبين الكيان الصهيوني كحال البرازيل، التي تعززت العلاقات الاقتصادية بين البلدين خلال حكومة اليسار البرازيلي.

التأييد الدولي لم ياتي لفلسطين وشعبها لتصبح قضية تحرر وطني لولا التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا الفلسطيني، هذا التضحيات هي التي حولت قضيتنا من قضية لاجئين ومخيمات الى قضية سياسية ووطنية من اجل العودة الى فلسطين، فها هي القيادة الفلسطينية تعود لتتخلى عن حق اللاجئين بالعودة الى بيوتهم ومدنهم وقراهم التي تركوها بقوة السلاح عام 1948، فاي سلام واي حل تسعى اليه القيادة الفلسطينية، فهل هي غيرت تكتيكها بالتعامل مع الاحتلال والكيان الصهيوني؟ وماذا حول رؤيتها الاستراتيجية واللاجئين؟ فهل يافا والناصرة وحيفا وبئر السبع مدنا عربية وفلسطينية ام هي مدنا "اسرائيلية"؟ فهل بامكان القيادة والرئيس ابو مازن ان يجيب على هذا السؤال؟ هل ابناء المخيمات بعين الحلوة واليرموك والوحدات فلسطينين؟ وما هو مصيرهم عودة ام توطين؟ واين؟

القضية الفلسطينية لم تتقزم، فهي ما زالت بقلب كل فلسطيني وما زال شعبنا يؤكد على التضحية والفداء، المأزق ليس عند الشعب لان الشعب اثبت تمسكه بفلسطين كاملة وحقوقه الشرعية والتاريخية، فالقضية والازمة هي عند هذه القيادة التي قزمت النضال وساومت على الحقوق والثوابت، الازمة هي بالنهج الذي اثبت فشله، هذا النهج الذي اتى بالويلات والمصائب على شعبنا وقضيتنا ومصيرنا ومستقبلنا، فقضيتنا الفلسطينية لن تسير بالوقت الحالي الى الامام باتجاه النصر والانجازات، وانما تسير بطريق الاخفاقات والتراجعات بظل استمرار هذه القيادة، فهذا النهج ومن يتمسك واجب تغييره واستبداله، وان تكون القيادة تلك القيادة التي ترفع راية الجماهير الفلسطينية، راية اللاجئين بمخيماتهم لتمكنوا من العودة الى قراها ومدنها، فامريكا وادارتها ليست غبية الى تلك الدرجة لتعطي قيادة قزمت قضية شعب فلسطين الى هذا الحجم، تعطيها دولة على حدود الرابع من حزيران، فما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.

جادالله صفا – البرازيل
17/11/2009





#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف الرئيس موقف جريء ... هل سيتبعه بخطوات اخرى جريئة؟
- بذكرى وعد بلفور ابشري يا فلسطين بالتحرير وابشروا ايها اللاجئ ...
- شئتم ام ابيتم فأنا رئيسكم
- مطلوب خطوات عملية مع اللاجئين الفلسطينين بالبرازيل
- المصالحة الفلسطينية... ليست حلا وانما استمرارا للازمة
- الاعلام الفلسطيني بالبرازيل – تحديات ومهام
- المطلوب مرونه فلسطينية ام مزيد من التنازلات؟
- هل دول امريكا اللاتينية بدأت تستعد للحرب؟
- الجالية الفلسطينية بالبرازيل، تجمعاتها تعدادها مؤسساتها و ...
- كيف تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟
- انطلاقة فتح الجديدة... ولكن باي اتجاه؟
- باختيار ابو مازن رئيسا وقائدا للحركة .... من الذي تغير ابو م ...
- الجالية الفلسطينية والأتحاد العربي ( فياراب) البرازيل
- رؤية جزئية للمواقف البرازيلية بعد العدوان الاسرائيلي على غزة
- من واقع اللاجئين الفلسطينين بامريكا اللاتينية – البرازيل وتش ...
- ازمة مؤتمر حركة فتح... انقسام ام خطوة باتجاه اخر
- المؤتمر الثاني للتطورالاجتماعي والمساواة العرقية – البرازيل
- الحوار الفلسطيني والجولات الفاشلة، وهل من مخرج؟
- اطلاق سراح معتقلين ام تبادل اسرى بين حماس وفتح؟
- حل الدولتين وعقدة الحل


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - ما المطلوب تغييره التكتيك ام النهج؟