أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - ازمة مؤتمر حركة فتح... انقسام ام خطوة باتجاه اخر















المزيد.....

ازمة مؤتمر حركة فتح... انقسام ام خطوة باتجاه اخر


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2714 - 2009 / 7 / 21 - 07:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


التصريحات الاخيرة التي ادلى بها فاروق القدومي امين سر حركة فتح، والتي كشف بها عن وثيقة وهي عبارة عن محضر جمع محمود عباس ومحمد دحلان مع شارون وموفاز، هذه الوثيقة التي تكشف عن مؤامرة لقتل ياسر عرفات والعديد من قادة الفصائل الفلسطينية، اثارت ضجة كبيرة داخل حركة فتح، ورافقها ذهول فلسطيني وعربي، فتصريحات القدومي بهذا الوقت الذي يسبق عقد المؤتمر السادس لحركة فتح، والتي جاءت لتعبر عن عمق الخلافات الداخلية التي تمر بها الحركة والى حجم الازمة التي تعيشها، والتي هي بالواقع ليست ازمة مصطنعة او جاءت نتيجة الصدفة، وانما ازمة رافقت الحركة منذ عشرات السنوات، والذهول الذي اصاب الشارع الفلسطيني هو حول توقيت هذه التصريحات التي جاءت على اعتاب المؤتمر السادس للحركة، حيث لا يخفى على احد الخلافات الشديدة التي كانت تشهدها اجتماعات اللجنة المركزية للحركة واللجنة التحضيرية للمؤتمر.

لا اريد ان اكون منحازا الى طرف، بقدر ما يهمني سلامة حركة فتح واستمرارها كحركة نضالية وطنية ترفع راية النضال لانهاء الاحتلال، لا اريد ان اخوض لا بتفاصيل او جزئيات رؤية هذه الحركة بكيفية ادارة الصراع مع هذا الكيان الغاصب على الارض الفلسطينية، بقدر ما يهمني ان تكون الحركة قادرة على التواصل والاستمرار بالمسيرة، فحركة التحرير الوطني الفلسطيني هي حركة كتبت بانطلاقتها وسطرت تاريخ مشرف للقضية الفلسطينية ستقرأ عنه الاجيال القادمة دون ادنى شك، هي شقت بداية الطريق لاجيال قادمة من اجل ان تعيش بوطن حر ومستقل اسمه بالتاكيد لن يكون الا فلسطين.

ان استشهاد عرفات وقتله تتحمل مسؤولية كشف حيثيات موته قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة السلطة الفلسطينية وقيادة فتح، ورغم التقصير من قبل هذه المؤسسات التي لديها من الصلاحيات ما يخولها بالكشف عن الاسباب التي ادت الى استشهاد ياسر عرفات، الا ان الشائعات ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، فلا يمكن ان ننسى تصريحات سهى الطويل التي حملت اطراف فلسطينية مسؤولية تامرها على زوجها، اضافة الى تصريحات الطبيب الخاص للرئيس ابو عمار الذي يتهم مباشرة ابو مازن الرئيس الفلسطيني الحالي برفض تشريح جثة الرئيس لمعرفة اسباب الوفاة، لتاتينا تصريحات امين سر حركة فتح الاخيرة باتهام ابو مازن والدحلان بالتأمر على قتل الرئيس الفلسطيني، فالسؤال الذي يبقى مطروحا، ما هي الاسباب التي تمنع من كشف ملابسات استشهاد الرئيس الفلسطيني ابو عمار؟ ومن المسؤول عن قتله اذا كان نعم حقيقة كانت مؤامرة اغتيال وتم تسميمه، الى متى سيبقى هذا اللغز بدون حل؟ السؤال الذي يبقى عالقا: الى اي مدى ستصل الجرأة عند ابو مازن للتامر على قتل عرفات؟ ام انها تصفية حسابات بين ابو اللطف وابو مازن؟

الخلافات الفتحاوية التي ظهرت بقوة على السطح بعد استشهاد ابو عمار، جاءت بالواقع لتعبر عن حجم الفراغ الذي تركه الرئيس الراحل بالحركة، واعتقد انها عبرت عن هشاشة التماسك الداخلي بالحركة، حيث برزت الصراعات بين التكتلات التي كانت غير ظاهرة على السطح اثناء فترة الرئيس ابو عمار، حيث كان قادرا على حفظ التوازنات الداخلية بالحركة، وقادرا على ادارة كل تناقضاتها الداخلية، الا بفترة واحدة وهي بعد حرب لبنان عام 1982 وخروج المقاومة الفلسطينية من لبنان، وما نتج عنه اقتتال فتحاوي بطرابلس، نتيجة انشقاق حصل بالحركة، والذي كان اخطر الانشقاقات التي حصلت بالفصائل الفلسطينية عامة.

اختلفت التيارات بداخل حركة فتح واشتد الخلاف فيما بينهم مباشرة بعد استشهاد الرئيس الفلسطيني، فكان مروان البرغوثي المعتقل بالسجون الصهيونية والمحكوم باكثر من خمسة مؤبدات قد اعلن ترشيحة لخلافة ابو عمار على رئاسة السلطة، فكان موقف امين سر حركة فتح فاروق القدومي حاسما ومهددا بفصل مروان من الحركة اذا بقي مصرا على ترشيح نفسه لمنافسة ابو مازن، كذلك لا ننسى الخلافات التي نشبت بعد اقرار انتخابات المجلس التشريعي بعد اتفاق القاهرة بين الفصائل الفلسطينية، ومحاولة فتح الدخول بقائمتين احداهما برئاسة احمد قريع ونبيل شعث، والاخرى برئاسة مروان البرغوثي والدحلان، اضافة الى خلافات البرايمز بداخل الحركة، وكانت خسارة الحركة بالانتخابات، واحداث غزة قد عمق هذه الخلافات واشتدت الصراعات الداخلية، وكانت تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح هاني الحسن للجزيرة الذي اتهم اطراف بالحركة بارتباطها باجندة خارجية وبالاخص بالادارة الامريكية والكيان الصهيوني، قد زاد الطين بله.

لم يخفى على احد اطلاقا الخلافات الحادة التي كانت تعوم على السطح بين ابناء الحركة، والتي تركت علامات استفهام على مستقبل الحركة وادائها، وحتى قدرتها على عقد المؤتمر وجمع ممثلي الحركة للحفاظ على وحدتها واستمرارها وادائها الوطني والنضالي، فرغم كل التراكمات التي حصلت على مدار مسيرة السنوات السابقة، الا ان اعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري سيذهبون الى المؤتمر بدون اجوبة صريحة ومقنعة عن اسباب وفاة رئيس الحركة الشهيد ياسر عرفات، فكيف سيكون رد المؤتمر واعضائه؟ هل سيخرجوا بقرار دفن حق الشعب الفلسطيني بمعرفة اسباب الوفاة، فالشهيد ابو عمار لم يكن رئيسا لفتح فقط بمقدار ما كان رئيسا للشعب الفلسطيني ايضا، فمن حق الشعب الفلسطيني واي فرد ان يكون لديه جواب وافي ومؤكد بالادلة والبراهين يجيب عن اسباب الوفاة وتحديد المسؤوليات، فلا يجوز للمؤتمر ولا يحق له باخفاء الحقيقة عن الشعب الفلسطيني، فوحدة الحركة بالتاكيد هو قدرتها بالاجابة على كل الاسئلة ومواجهة التحديات المستقبلية، واعتقد ان اجابة اللجنة المركزية او اي فرد منها على السؤال التالي مهم، لماذا لم تقم اللجنة المركزية بتشكيل لجنة تحقيق باسباب وفاة رئيسها ومفجر الثورة؟ كذلك لماذا لم يصرخ اي عضو لجنة مركزية بحركة فتح بالمطالبة بفتح التحقيق وتحديد اصابع الاتهام باتجاه الرافضين؟ لماذا فاروق القدومي امين سر الحركة لم يطالب علنيا بفتح التحقيق وتحديد اسماء الرافضين منذ البداية؟ اسئلة كثيرة تدور وتدور وتضع شكوكا حول النوايا المرادة.

لا احد يشك ان الحركة برؤيتها السياسية والنضالية منقسمة على ذاتها، ولكن كيف ستعالج هذا الوضع؟ هذا ما ستكشفه الايام القادمة، واي من المعسكرين سيكون صاحب القرار بالحركة؟ باعتبار ان المصالحة الداخلية اصبحت اكثر صعوبة، فمؤتمر حركة فتح بمدينة بيت لحم سيكشف بالحقيقة عن حقيقة التمثيل للحركة، وكما يصدر بان فاروق القدومي سيدعو الى عقد مؤتمرا اخرا خارج فلسطين، فالى اي مدى سيتمكن امين سر حركة فتح من الدعوة الى عقد مؤتمرا لفتح باحدى الدول العربية؟ فمن هي الدولة العربية التي ستوافق على عقد مؤتمر، ولماذا لم يحصل على موافقتها؟

هل ستشهد حركة فتح انقساما؟ هل القدومي سيكون قادرا على عقد مؤتمرا اخرا للحركة؟ هذا ما ستجيب عليه الفترة القادمة، وهل فتح اختارت خطا سياسيا ونضاليا جديدا؟ انطلاقة جديدة بمفاهيم اخرى تختلف عن انطلاقتها الاولى؟ فاعتقد ان هذا المؤتمر سيخرج بمفاهيم جديدة بادارة الصراع، بوجوه جديدة، وسيفتح الباب امام تجاذبات قوية بالساحة الفلسطينية، وستكون له انعكاسات على العلاقات الداخلية الفلسطينية، وبغض النظر عن السياسة القادمة للحركة التي لا تخفى على احد، فان انعقاد مؤتمرها سيترك ايضا بصماته على سياسة الفصائل الاخرى وتوجهاتها النضالية، ولكن التحدي الجديد الذي ستواجهه حركة فتح هو قدرتها على تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ضمن التوجهات الجديدة لرؤيتها المستقبلية لطبيعة الصراع والعلاقات الداخلية، سواء داخل منظمة التحرير الفلسطينية اومع حركة حماس ايضا، فهل سيكون برنامجها تناحريا او تصالحيا ضمن المفاهيم الجديدة؟ وماذا سيترك برنامجها وخطها ومفاهيمها من انعكاسات على الفصائل الاخرى؟ والى اي مدى ستتاثر الفصائل والقوى الاخرى ببرنامج حركة فتح الجديد؟



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر الثاني للتطورالاجتماعي والمساواة العرقية – البرازيل
- الحوار الفلسطيني والجولات الفاشلة، وهل من مخرج؟
- اطلاق سراح معتقلين ام تبادل اسرى بين حماس وفتح؟
- حل الدولتين وعقدة الحل
- مهزلة موتمرات الجاليه الفلسطينيه والاعيب المنتفعين - البرازي ...
- الموقف الفنزويلي والجالية الفلسطينية بفنزويلا... هل يستحقوا ...
- لماذا الاصرار على حكومة غير شرعية؟
- كيف تم احياء النكبة الفلسطينية بامريكا اللاتينية؟
- ما الذي يحصل مع الفلسطينين؟
- بذكرى النكبة، دولتين ام دولة يهودية؟ وحق العودة اين؟
- فتح وحماس والقوى الاخرى والثقة المفقودة
- لاجئوا البرازيل من لجوء الى لجوء ومن ماساة الى ماساة
- المجتمع الصهيوني هو مجتمع حرب وليس مجتمع سلام
- فلسطين للكل .... وكلنا فلسطينيون
- مطلوب رئيس جمعية فلسطينية بالبرازيل
- سلبيات وايجابيات اليسار باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الف ...
- ليس دفاعا عن ايران
- السيناريو الداخلي الفلسطيني ما بعد غزة
- قطاع غزة ....اخر القلاع الفلسطينية؟
- الانتخابات الفلسطينية مهزلة ام حل؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - ازمة مؤتمر حركة فتح... انقسام ام خطوة باتجاه اخر