أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الفضلي - كاظم الركابي .. الأنتماء والتحولات في القصيدة الشعبية الحديثة














المزيد.....

كاظم الركابي .. الأنتماء والتحولات في القصيدة الشعبية الحديثة


كاظم الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2822 - 2009 / 11 / 7 - 11:40
المحور: الادب والفن
    


كان متمسكاً بالحياة .. بالأرض . بمحبوبته . فيخفي خلف نظارتيه عينين لا تشكو لأحد سوى أنهما تمتلأن دموعاً محملة بهموم السنين وذكريات عبثت بها تداعيات الزمن. يبعثر أوراقه كل مساء غارقاً بفيضانات الماضي لفرات تأكلت ضفتيه فيصطبغ الماء بلون الحبر فيغتسل الوحل بمناجات الغائب دوماً ليكتب ..
أكتب ..
أكتب عيوني ألك حبر الكتابه
أكتب أشعارك حبيبي
وطرز برمشي على أثيابي الكتابه
هكذا أستخدم كاظم الركابي الرمزية في قصيدته فجعل إيحاءاً أو أشارة تفرد بها لتكون بنية جماليات قصائده . فأتخذ إيقاعات فنية حديثة داعياً لهذه المدرسة بدلالات أشبعها رمزاً لعله غيّر من نمط القصيدة التي ولد عندها الركابي متنبئاً بالخوف والتخفي رغم العشق الممتد منذ طفولته للأرض والمدينة ليختلف مع ذاته أرضاءاً لقدر مجهول .
جابعديش .. ياجفني الغفت بيك الليالي
الركدت حيلي ... وعليّ رديت
وهناك معادلة صعبة بين الشاعر حين يحاول الألتزام بقوانين الكتابة وضوابط النص وبين القارئ الذي يتعامل مع النص بأستيعابه وتفهمه بمنطق وعيه ، حيث أن المتلقي أصبح أكثر تفهماً بأختياراته للقصائد الأكثر بلاغة في الصور الشعرية ومراقباً لأمكانيات الشاعر الفنية في بناء القصيدة بعوامل متعدده . وعلى هذا الأساس جعل كاظم الركابي شاعريته تجربة فكرية وثقافية تمتد لعمق يلامس ركائز بيئته على مصادر التجربة فتحرر من الرتابة وأطلق العنان لقصائده ليختار رفاقاً شكلوا تياراً وألبسوا القصيدة ثوباً براقاً خالياً من الزوائد والأضافات مثل سعدي يوسف ومظفر النواب وشاكر السماوي وكاظم أسماعيل الكاطع وعلي الشباني فحرروا القصيدة من القوالب الجاهزة والفيود التعسفية .
وأول مابادر به الركابي محاولاته في الأغنية لتصبح ذات عمق رمزي تنتمي الى قاموسه الشعري وبذلك تعكس لنا روحيته وشفافيته في خصوصية أخرى وهذا ما وجدناه في ( يانجمة وماشي حبيبي وي الهوى وبرتقال .. ) . وعادت القصيدة لتأخذ جانباً أخر قبل أن تعجل به مناجله لتوقف المفردات الجميلة التي قطفتها من بساتين الشعر الذي أستخدم فيه التشبيهات والأستعارات في بناء عضوية الوحدة الموضوعية والتأكيد على الدقة في التعبير لتكون قريبة من الذوق العام .
كتب عندي رسايل حب كمت من ظيمي بيهه أحرك
وأذب تيزاب فوك النار وأسمك بالجمر يبرك
أكلبهه بطوارف عود ودمعي اليذرف أيغرك
رسايل والورق ميزول .. ليش أعليهه كلبي أيرك
وحمل هموم الناصرية هذه المدينة التي يشطرها الفرات وبات مقتدراً من صياغة الجمل الموسيقية التي أضفى عليها شفافيته التي لا تخلو من وجدان يفيض بالمحبة والصدق . فأعتادت هذه المدينة أن تراه كل صباح يهمس من بين الضجيج للشاعر الكبير محمد سعيد الحبوبي وعلى اثير أذاعة بغداد أنذاك أو في الأماسي الجميلة يشدنا صوته المميز ليداعب الذكريات وعطر النسوة الحالمة ( بعكد الهوى ) فأعجبتنا المبالغة الخطابية والعاطفية بحكايات الهور والريف الممتد على هذا الجنوب متناغماً مع أغنيات داخل حسن .. فلم يشكو لأحد ليخفف عنه ثقل عواطفه وأشد مخاوفه ووجعه اليومي ليجعل آماله المفزوعة بصوته الأكثر وقعاً وأكثر أهمية سبلاً لوحدة الهدف وخيالاً متفتح خالياً من الغموض واللمسة الخاطئة في أختيارات المفردة وتمسكه بارضه وأصحابه وأهله ليراهن على أن لا يفارق كتاباته وداره التي أنشد لها وننشد لها دوماً .
داري ...
داري .. ولا بالكون أعز من داري
يااهلي .. وملهمة أشعاري ..
يالناصرية ... يالناصرية






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أماني الفارس .. ولادة في زمن الأبداع
- دعوة محبة ...


المزيد.....




- -بطلة الإنسانية-.. -الجونة السينمائي- يحتفي بالنجمة كيت بلان ...
- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار
- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الفضلي - كاظم الركابي .. الأنتماء والتحولات في القصيدة الشعبية الحديثة