أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - طالب كامل إبراهيم - التحطيب والتحطيم














المزيد.....

التحطيب والتحطيم


طالب كامل إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2821 - 2009 / 11 / 6 - 00:14
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


لا يخفى على أحد دور التغير المناخي العام, وارتفاع درجات الحرارة, وأثره السلبي على البيئة والكائنات.
ولا يغيب على أحد طغيان اللون الصحراوي على سورية وانسحاب الأخضر,ومرد ذلك أزمة بيئية عالمية تعجز الإمكانيات السورية المحدودة والمأزومة عن مجرد التفكير بها.
لكن الغريب في الأمر انسحاب اللون الأخضر من الأحراش أيضاً, ولا علاقة للأزمة السابقة الذكر بذلك.
فما السبب ؟ ومن يتحمل ذلك ؟ وهل ثمة حل؟
ما الدور الذي تلعبه البطالة في تحطيم البيئة؟
ما دور الثقافة المهيمنة؟
ما دور الدولة ؟ وفي ظل غيابها ما دور السلطة؟
إن موضوع البحث يتناول واقع الأحراش السوري, وأثر الفعل القسري "عملية التحطيم الفوضوية للأحراش" المدفوع بالحاجة لتأمين لقمة العيش, أو التملك .
الموضوع اعتمد الملاحظة الشخصية,ومراقبة عيانية لما آلت إليه جبال كانت مدعاة للفخر والخصب بأشجارها وحيواناتها والممتدة ما بين البحر و منطقة الغاب لم ينج منها إلا القليل.

إن مقارنة بسيطة لأحراش ذات طبيعة خاصة لم تمتد لها يد التخريب , مع أحراش أخرى بجوارها توضح حجم الانهيار والتحطيم .
ثمة مسألتين أساسيتين ساهمتا في عملية تحطيم الأحراش في سورية إضافة إلى الانهيار العام للبيئة:
التفحيم والإستملاك.
أما التفحيم وهو عملية تحويل الحطب إلى فحم ومعروف تاريخياً باعتباره مهنة, وهو عمل شاق يستنزف الوقت والجسد, ويختص به الفقراء ولا يحتاج إلى رأسمال, ولا إلى خبرة. فقط يحتاج منشار وضياع أدنى أمل في حياة كريمة.
سابقاً كانت عملية التفحيم تقوم بعملية تزيينية للبيئة يقوم بها الفحّامون بدافع رغبة أساسية بالمحافظة على الشجرة من أجل استمرار عملهم وبالتالي معيشتهم وذلك بالتخلص من الأغصان اليابسة أو الزائدة. وبسبب قلة الفحّامين وقلة استخدام الفحم كان اللون الأخضر طاغ.
ما حصل فيما بعد, دخول المنشار الحديث ,وزيادة البطالة, وزيادة الأفواه الجائعة,مع غياب ثقافة القيم وسيادة ثقافة الأنا " أنا ومن بعدي الطوفان" والاستهلاك, والذي أدى إلى قطع الشجرة عوضاً عن تزيينها ,لتغدو التربة أمام عمليات حت وتعرية وانجراف لا يمكن تعويضها في ظل سياسات هروب فوقية وتحتية من كل المسؤوليات.
إن عملية التفحيم تتم في الأماكن البعيدة عن المراقبة,لما يستتبع ذلك من عقوبات قاسية تطال الفحّامين, والذين دخلوا في آليات استغلال ثغرات القانون, أو الهروب منه, أو الاستفادة من منابع الفساد و عجلاته العامة, ورشوة المسؤولين عن المراقبة والمكافحة لغض النظر. وهذا ما أدى إلى انقراض الأحراش من الداخل.
لكن ما أدى إلى انقراض الأحراش من الخارج ,ظهور عمليات استملاك للأراضي مكشوفة من قبل متنفذين وقد يكون ذلك بتطويع القانون, أو طي عنقه.
إن عمليات استملاك كثيرة حدثت وما زالت تحدث,تبدأ بحرق الأحراش وتنتهي بوضع اليد عليها, وإعادة تشجيرها من جديد, لكن المسافة التي تستغرقها الطبيعة للتعويض عن نفسها بين حرق شجرة عمرها عشرات السنين, وزرع أخرى يحتاج حتما لعشرات السنين.
إذا كانت عمليات التفحيم تحدث بعيداً عن العيون خوفاً وتحفظاً, فتقضي على القلب من الأحراش. فإن الإستملاك يحدث أمام العيون, ليقضي على باقي الجسد منها.
إن أزمة البيئة ليست بمعزل عام عن أزمة صياغة آليات عمل مدنية بسبب افتقاد المؤسسات في دولة ضعيفة قانونياً ووظيفياً,وقوية أمنياً .



#طالب_كامل_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكابوس تفصيل تدمري
- تركيا سورية: شراكة, أم مظلة حماية ..؟
- مغامرة وقعة قصص قصيرة جداً
- الموضوعي تعزية شتيمة مراقبة قصص قصيرة جداً
- هيثم المالح أول معتقلي زمن الانفتاح
- سرقة أدبية مرارة قصص قصيرة جداً
- مصادرة
- من سيدٍ إلى أسوأ
- الحزب القائد والمجتمع السخرة


المزيد.....




- بايدن لـCNN: ترامب لا يعترف بالديمقراطية ولن يتقبل الهزيمة ف ...
- البنتاغون: أمريكا ستبدأ بإرسال المساعدات لغزة عبر الرصيف الع ...
- البيت الأبيض: عملية عسكرية كبرى في رفح ستُقوي موقف -حماس- في ...
- رئيس الوزراء البولندي يعترف بوجود قوات تابعة للناتو في أوكرا ...
- إسرائيل تسحب وفدها من مفاوضات القاهرة لوقف النار مع حماس ومس ...
- بالفيديو.. -سرايا القدس- تستهدف جنودا من الجيش الإسرائيلي مت ...
- مشاركة النائب رشيد حموني في برنامج مع ” الرمضاني” مساء يوم ا ...
- -محض خيال-.. تركيا تنفي تخفيف الحظر التجاري مع إسرائيل
- RT تستطلع وضع المستشفى الكويتي برفح
- رئيس الوزراء: سلوفينيا ستعترف بالدولة الفلسطينية بحلول منتصف ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - طالب كامل إبراهيم - التحطيب والتحطيم