أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زياد عبدالوهاب النعيمي - هيكلية الإعلام الدولي في ظل التحولات البنيوية















المزيد.....

هيكلية الإعلام الدولي في ظل التحولات البنيوية


زياد عبدالوهاب النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2811 - 2009 / 10 / 26 - 16:45
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعد انتهاء الحرب الباردة ودخول العالم مرحلة جديدة غير مسبوقة تغيرت فيها معالمه وتعدلت فيها ثوابته قاد إلى حصول تغيرات أساسية في الميادين كافة وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية،مما أسفر عن خلل في التوازن الدولي الذي خلفته مرحلة الثنائية القطبية في فترة الحرب الباردة.
في الفترة التي تلت التحولات الدولية وما أصاب الدول من تغيرات دولية من خلال انتهاء الحرب الباردة والسيطرة الرأسمالية على اقتصاد السوق وعولمة الفكر السياسي العالمي، وتهميش مفهوم السيادة الوطنية على أساس انتهاء مفهومها تمهيدا لإقامة حكومة عالمية، كل ذلك أصاب القانون الدولي ومنظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتغيير أيضا في مديات تدخلها وعملها بحيث اتسع نطاق فرضياتها عبر الحدود وأخذت تتوسع في أسلوبها بصورة عكسية مع الواقع الداخلي للدول على أساس ان كل اتساع في الواقع الدولي يقابله تهميش للواقع الداخلي في أية نظرية دولية معاصرة.
ويرى الكاتب الأمريكي (نوفلر) أن نظام المعلومات هو الثورة الثالثة أو وجه الحضارة الثالث، على اعتبار أن الثورة الأولى كانت زراعية والثانية صناعية أما الثالثة فهي معلوماتية وتعتبر ثورة المعلومات أحدى سمات نظام ما بعد الحرب الباردة بما لها من تأثير مباشر في سياسات الدول، ويذهب البعض إلى (أن الاتصالات ألغت وحدة الزمان والمكان فالحدث الذي يقع، ينتقل مباشرة أو بعد ذلك بقليل والى أي مكان في العالم فالإعلام أصبح يشغل ذات الأهمية التي يشغلها الاقتصاد مثلا، ومن ثم أضحت وسائل الأعلام تقدم حسب الرغبة والقناعة والقدرة وهذا ما شكل للدول تحدياً مضافاً إلى التحديات الخارجية، لما تتمتع به هذه الاتصالات من اختراق الحدود (عابرة الحدود) كغيرها من المؤثرات الدولية، وهي بالتالي تنقل الخبر والحدث والتقرير الإعلامي وتوصله إلى المتلقي دون مرورها بموافقة أو حصولها على إذن أو تفويض، هذا التحدي الإعلامي خلق نوعاً من التأثير على الدول النامية التي أخذت هذه الوسائل والفضائيات باعتبارها المصادر الأساسية للدول الكبرى ولها القدرة على التغطية المباشرة للحدث والمعرفة التفصيلية له وأصبحت هذه الوسائل المصدر الوحيد والصحيح في المجال الإعلامي لتلك الدول، وأخذت بعض وسائل الاتصال تعبر عن وجهة نظر دولة معينة وتنقل آراءها إلى بقية الدول وعن الوضع الدولي بما تراه تلك الدول صاحبة الرأي الأول في القنوات أو الاتصالات أو الشبكات الدولية (الإنترنيت)، ومن ثم فإن تناول هذه الأمور يعني إخراجها من نظامها الوطني ليجعلها جزءاً من الأمور الدولية والتعامل معها على أساس كونها حالة أو وضعا دوليا وليست شأناً داخلياً يحرم التدخل فيه.
فقد أدت وسائل الإعلام من وكالات أنباء وشبكات التلفزة والوسائل الأخرى ذات النفوذ الإعلامي أللامحدود عن قصد أو من غير قصد دوراً كبيراً خلال هجمات الأطلسي على البلقان الذي أدار حرباً إعلامية من خلال البيانات والمؤتمرات الصحفية لقادته العسكريين والتي يتم نقلها مباشرةً إلى كل الدول، وقد أنتجت هذه السياسة الإعلامية أمرين مهمين كان الأول منهما هو قبول و دعم كل ما يقوم به الحلف الأطلسي من أعمال في البلقان وثانيهما تحييد الآلة الإعلامية السوفيتية وإخراجها من الحرب الدعائية عن طريق القصف المباشر لمحطات التلفزة وشبكات التلفزة اليوغسلافية مما جعل مصدر الأخبار والتدفق الإخباري يأتي من مصدر واحد ورؤية واحدة

كذلك الحرب في العراق عام 2003، فقد لعبت وسائل الإعلام الأجنبية دورا لايستهان به في هذه الحرب وعكست ماتريد ان تقوله في تلك الفترة التي أعقبت احتلال العراق.
وكان لابد للإعلام العربي ان يستفيد من دروس الماضي وعليه ان يعمل بعيدا عن أي تاثير دولي مبرمج وقالب جاهز يضع صيغته في أروقة الإعلام العربي ليخرج الإعلام العربي نسخة طبق الأصل عن الإعلام الدولي وهذا نتيجة الضغوطات الخارجية والاحتلالات المباشرة وغير المباشرة، لذلك عمل الإعلام العربي على توحيد الجهد اجل تعزيز التجربة الإعلامية العربية والعمل من اجل ان يخرج الخبر عربيا صحيحا من خلال العمل بجهد عربي خالص وعدم الالتفات الى الدعاية الغربية في صنع الخبر
لقد كانت مقدرة الأعلام في العمل العربي كان الى حد ما يتسم بالقصور نتيجة تحديات داخلية خاصة بأنظمة الحكم وخارجية من خلال هيمنة المؤسسات الدولية على واقع الأعلام وعدم قدرة الأعلام العربي اوأي إعلام داخلي خارج الرقعة الجغرافية للوطن العربي على مجاراة الأعلام الدولي، وبما أن الأعلام الداخلي لديه خيارين لاثالث لهما فإما الرجوع والتقهقر من خلال وضع الخبر الداخلي من رؤية خارجية- او الانطلاق بصورة مباشرة نحو عمل الإعلام العربي بصورة مستقلة عن الإعلام الدولي.
لذلك فقد سعت وسائل الأعلام العربية إلى مزاحمة هذا التطور للظهور بالصورة التي يستطيع فيها المواطن البسيط الاعتماد عليها، فالغاية تكمن في أن المواطن العربي لابد أن يصل الى مرحلة انتقاء الخبر العربي من وسيلة عربية دون الرجوع إلى وسيلة أجنبية تضع بعض الأساسيات التي تريد إيصالها إلى المتلقي عن طريق الإيحاء بان العرب لا يملكون الوسيلة الإعلامية القادرة على الظهور بما ينبغي.وهذا ماعز العمل الإعلامي العربي من خلال انه اختار طريق العمل المستقل والمحايد عن العلام الدولي دون ان تصيبه هنات التقهقر او الانهيار او التراجع.

*الإعلام وصنع القرار

وهنا يثار ثمة تساؤل يطرح في مجال الإعلام ودوره في عملية البناء القانوني وصنع القرار، هل يوجد فجوة يمكن تلمسها بين النظام والإعلام وإذا كانت هذه الفجوة متحققة فما هو حجمها وكيف يتم تقريب وجهات النظر دون أن يكون هناك أي تغيير في المعايير الموضوعية ؟
لقد أكدت الدراسات البحثية في هذا المجال انه من الممكن أن يكون هناك فجوة بين الإعلام ونظامه الحاكم وهذا أمر وارد مثلما قد يكون هناك علاقة طبيعية بينهما،وإذا أخذنا بالوضع الذي يشمل علاقة عكسية بين الإعلام والخطاب السياسي وصنع القرار فان هناك من يصف تصحيح هذه العلاقة بإقامة التبعية للنظام الحاكم حيث أن هذه الوسائل الإعلامية لاتشارك في بعض الدول مشاركة فعلية في عملية صنع القرار السياسي مما يعني تجردها عن طابعها الوظيفي او المبرر الأساس لعملها، كذلك فهي من جهة أخرى تبقى عاجزة عن الرقابة والمحاسبة على اي تصرف يكون للنظام النصيب الأكبر في ادائة ويعطي انعكاسا سلبيا على الواقع.
الحل الجذري والذي تنبه له الأعلام من خلال الكثير من المناقشات وتعلم الدروس من الأخطاء محاولة ردم الهوة بين ثقة الأعلام وصنع القرار، وهي رغبة أكيدة في مبادرة الأعلام التوصل من خلال فكره المستقل الى هيكلية مؤسساتية قادرة على توظيف الخبر والتعليق عليه وصولا الى الغاية الأساسية في المشاركة في عملية صنع القرار السياسي أو العمل على تعديل جزيئاته على اقل تقدير.

لقد كان للأنظمة الدور أيضا من خلال إعطاء الأعلام المساحة الواسعة للعمل بحرية خلال الأعوام الماضية وفتح المجال أمام الرأي والرأي الأخر وقبول المعارضة الفكرية على أسس علمية وقائمة على تجرد وموضوعية ومهنية، وركزت الأنظمة في الوصول إلى حرية الإعلام لكي يراقب عملية التحول السياسية في الأنظمة العربية حتى تستطيع هذه المؤسسة أن تقول كلمتها في نهاية الأمر دون أن تنتظر تقييدا سياسيا، مع هذا فهي تتحمل مسؤولياتها القانونية الدولية والأخلاقية.
ولكي ندرك فاعلية هذه المؤسسات فلابد أن تكون وفق شروط عملية تحقيق غايتها في أن تكون مستقلة وموضوعية ومجردة من أي انتماء سياسي أو عقائدي وان تكون بعيدة عن التحزب بقدر ما هي قريبة من الحدث السياسي لضرورات تفرضها تلك المهنة في البحث عن المتاعب...



#زياد_عبدالوهاب_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستراتيجية الشراكة الإقليمية الدولية
- التنظيم الإقليمي في ظل النظام الدولي( دراسة قانونية )
- والدي الحبيب عبدالوهاب النعيمي كان الموت اسرع من وداعك
- رسالة الى ابي الغالي عبدالوهاب النعيمي
- البعد الدولي في استراتيجية التواصل الثقافي
- الرؤية الأمريكية في دور تركيا الإقليمي
- التغيرات الوظيفية في القرار الدولي بعد الحرب الباردة(دراسة ق ...
- قراءة في كتاب :مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي
- التغيرات الوظيفية للقرار الدولي بعد الحرب الباردة في حلقة نق ...
- كلية القانون في جامعة تكريت تبحث في :تحولات القانون العام مط ...
- إدارة الموصل في حلقة نقاشية لمركز الدراسات الإقليمية بجامعة ...
- الاصلاحات القانونية واثرها في تعزيز الحكم الراشد
- الموقف السياسي والقانوني لحصانة السكان المدنيين إثناء الحروب ...
- مياه البحر الاحمر بين مشكلة القرصنة وقضية التدويل( دراسة في ...
- مركز الدراسات الاقليمية في جامعة الموصل يقيم حلقة نقاشية عن ...
- البناء القانوني للدولة في النظام العربي
- الية صنع القرار السياسي في ظل المتغيرات الدولية
- الشراكة الخليجية - التركية استراتيجية اولية نحو التكامل الاق ...
- كتاب في العلاقات الخليجية -التركية :اصدار جديد لمركز الدراسا ...
- العلاقات الامريكية الروسية .. ملامح اولية لحرب باردة


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زياد عبدالوهاب النعيمي - هيكلية الإعلام الدولي في ظل التحولات البنيوية