أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - بوجمع خرج - التقدمية كتفكير مستقبلي في الحاضر المستدام














المزيد.....

التقدمية كتفكير مستقبلي في الحاضر المستدام


بوجمع خرج

الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 08:21
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


اعتقد أن التقدمية كثقافة في إطارها النمطي الإيديولوجي أصبحت أسيرة تفكير محنط وهو ما يجعلها نقيضة لذاتها بحكم أن النمطية النضالية المرتبطة بالخط الإيديولوجي في غياب التأسيس لخلق متغيرات داخلية بل وعلى الخصوص مسايرة المتغيرات الخارجية الوليدة تفاعلات الإيديولوجيات لم تعد سوى إحدى المفردات الجميلة في متحف التاريخ الثوري. ولعل السبب الرئيسي في هذا هو تمكن الفرداني من إثبات نفسه في سلوكيات بشرية يطبعها الاستهلاكي السطحي والشكلي أكثر من التصرف الآخذ بالجوهر في المنحى الكوني والشمولي .
لقد أصبح الفكر الإنساني مغتصبا بمنتجات الحداثة الشكلانية التي استلبت وجدانه لتعيد صياغته في كتلة عضلات تشتغل آليا و سخرت لذلك رسالات متعددة يلتقطها يوميا إلى درجة إتخامه بصريا وحسيا... وطبعا هنا لا أعني المجتمع الغربي الذي هو من طبيعته ليبرالي داخل المنظومة الطبيعية والمناخية التي هي الوعاء والرحم الثقافي و التثقيفي والفكري... ولكني اعنيها في ماهية النشأة والتنظيم والمأسسة.
ومنه فإن الأزمة الحالية ليست وفقط اقتصادية أو مناخية بيئية أو ثقافية أو مجتمعية أو سياسية أو إيديولوجية ولكنها تكمن في كل هذه المكونات التعقلية والتنظيمية البشرية التي وقعت ضحية التفكيرنا التجزيئي الغارق في الذات المعرفية في سياق خمرة إثبات الذات.
فأما عن ما هو مصاغ إعلاميا من طرف القادة العولميين وحلفائهم ليس سوى خطابا يعكس بجلاء مدى سذاجتنا جميعا في أوج تعقلنا وقد ملئ ا الفضاء بما يعبر عن مستوى علمي كبير وكأننا دخلنا العلمية آليا أو بتربص داخل سياق الإغماء الأكبر. وللإشارة لقد اثبت علميا أن هذا الأخير يحكم تفكيرنا.
إنها مفارقة الطبيعة الليبيرالية. قد تكون في جدلية الخلق عادية ولكن ليس في الطبيعة إقصاء كما نمط عليه التفكير الدارويني بل العكس تماما إن كل ما في الطبيعة تضامني في برنامج كوني متجدد في سياق تقدمي وليس رجعي أو سلبي أوانقراضي كما يعتقد بعض الثيولوجيين والفيزيائيين المنمطين. فأما عن نهاية الحياة فيجب فهمها في نسبية التفكير لأنها لا تعني نهاية الكون الذي له مهمة مقدسة ألا وهي الحفاظ على الطاقة وإعطائها معنى في الوعي الخالد الذي هو الواحد الأساس أو المطلق.
لقد أبان التفكير الليبيرلي في ما له من ايجابيات أنه أسير ذاته وغير قادر على التجدد لذلك لا بد له من ضحايا بل هو ذاته ضحية ذاته في ما ينطوي عليه من نقيض لذاته ومدمرا لها. وكمثال لهذه الازدواجية البنائية المدمرة أذكر أن في ضل هاجس النمو عند الأقوياء نجد استفحال الإفقار عند منظمة التعاون و التنمية الإقتصاديةOCDE و تنامي الإرهاب كما هو متعارف عليه اصطلاحا. ربما يمكن تنزيه الليبرالية كمفهوم عن أدواتيتها من طرف الفاعل الإنساني كتفكير وإيديولوجية وهو الشيء ذاته الذي وقع للاشتراكية حينما في علميتها ارتقت وتجاوزت القدرات التفكيرية للإنسان في زمن معين لكن يبدو لي على أن الخوصصة لها تفعيل أهم في التقدمية وأقل خسارة وتضحية بالإنسان من ما عرفته الأزمة الليبريالية الحالية في ما تفشى من هشاشة ومن فقر ومن تمييع القيم بالخصوص علما أن الكون من خارجه يبين بجلاء على أن آلية اشتغاله تحكمها أم القيم التي هي العدالة الكوسمولوجية في توزيع الطاقة وتوظيفها وتجسيدها وإعطائها معنى في تعبيرية الكون الذكية الطبيعية التي هي في غرائزية المخلوقات وفي تعبيرية الكون الذكية التعقلية التي هي الإنسان.
وإجمالا لهذا المدخل لسلسلة نقاشات ستلي هذه إن طبيعة التوازن تقتضي وجود متضادين غير متساويين لأن التوازن هو صيرورة وحركية دائمة الانسياب ومادة دائمة الانصهار. فالتقدمية لا تنفي الطبيعة الليبيرالية ولا تنفي الطبيعة المحافظة ولكنها تعتمدهم في التكاملية الإنتاجية ضمن الصيرورة الكلية.
فتروتسكي كان انبجاسا تقدميا لم يفهم من داخل النمطية الإيديولوجية الاشتراكية. كذلك الثورة الثقافية الماوية كانت تجددا للفكر الثوري لم تفهم من داخل الإطار الإيديولوجي الاشتراكي كما هو السوفياتي.
هذه الحالة الذهنية التضحياتية الدرامية للرأسمالية الليبيرالية كما عرفتها الاشتراكية هي ذاتها التي قد تقع فيها التقدمية في سياق التثقيف والتفكير من داخل إطارها النمطي الإيديولوجي. لعلي بهذا افتح نقاشا على الخوصصة كأداة والتقدمية كصيرورة ومواقف.... وللتذكير فالرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت كان تقدميا في بلاد الليبيرالية ...يتبع



#بوجمع_خرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الصحراء: لا قيمة للظهائر الملكية
- الحل الفلسطيني في تضاد الأطراف
- قراءة في بيداغوجيا الإدماج بالمغرب:نها أشبه بحكاية أشيل الذي ...
- رسالتين مفتوحتين إلى ملك المغرب ورئيس جبهة البوليزاريو
- المأسسة بالمغرب:هل سذاجة اقتصاداوية أوحكاماتية؟
- عن الصحراء:كفى من التلاعب بثقة الشعب المغربي وعرقلة الاتحاد ...
- عن تفاعلات الأحداث بالصحراء:


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - بوجمع خرج - التقدمية كتفكير مستقبلي في الحاضر المستدام