أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - بوجمع خرج - قراءة في بيداغوجيا الإدماج بالمغرب:نها أشبه بحكاية أشيل الذي لن يصل أبدا إلى السلحفاة















المزيد.....

قراءة في بيداغوجيا الإدماج بالمغرب:نها أشبه بحكاية أشيل الذي لن يصل أبدا إلى السلحفاة


بوجمع خرج

الحوار المتمدن-العدد: 2804 - 2009 / 10 / 19 - 19:27
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


طبعا لا يمكن إلا أن تثمن المبادرة التي تسعى وزارة التربية الوطنية المغربية من خلالها إلى خلق دينامية في الفضاء التكويني وإرساء حالة ذهنية تكوينية تعتمد الإدماجية كمقاربة ترتبط بمصير الإصلاح التعليمي في منظور الهموم الموحد عليها وطنيا خاصة وأنها من حيث التقناوية تتنزه عن أي نقد أو تعليق ... لما تتضمنه من تنظيم إجرائي وهيكلي وتنظيمي في سياق ربط النظري بالتطبيقي والعملي على أساس يستهدف المتعلم في صيرورته الحياتية كمحور لكل العمليات التعليمية والتعلمية.
كيف لا وقد جاءتنا هذه المقاربة من دول تعتبر مرجعية في التطور العلمي والتكنولوجي والثقافي... فالسيدان "روجرز" و"دوكيتيل" في كتابهما:
Pédagogie de l’intégration :
Compétences et intégrations des acquis dans l’enseignement
قدما للدول المشابهة لنا مجموعة أدوات للاشتغال محررة للطاقات بشكل يبدو كما لو أنه مثالي. ولعل أهم ما أثارني في تصورهما هو الإشكالية الأساس التي تطرحها المقاربة في بيداغوجيا الإدماج والتي هي " الأمية الوظيفية أو l’analphabétisme fonctionnel
بحيث يبقى السؤال المطروح هو "عن أي وضعيات نتحدث" في هذا السياق وهو السؤال الذي اعتقد على أن المغاربة تعاملوا معه بشكل نمطي في مثالية المفهوم والتعريف وفي فخ التقناوية وهو ما أراه خطأ ليس فقط فادحا ولكني أراه خطأ كادحا بحكم أن الفوارق بين المكتسبات التعليمية التعلمية بمدارس الدول الأنكلو ساكسونية التي نجحت فيها هذه المقاربة والمكتسبات القبلية الوضعياتية ليست هي ذاتها في المغرب. بل حتى في الدول لفرانكوفونية (وطبعا نعني الدول الرائدة) بحيث أنها تختلف بشكل كبير عن وضعنا بالمغرب سواء أنتاجا أو إنتاجاويا أو تكنولوجيا أو علميا....
صحيح أن الإدماجية كمفهوم وكهيكلة وكأسلوب وكمنهجية تبقى قابلة للتوظيف في كل زمان وفي كل مكان لكن الإشكالية تطرح على مستوى البنيات العقلية من حيث الخطاطات الذهنية في تفاعلاتها الطبيعية الخارجية مع المحيط والتي لها أكثر وقع في المتعلمين على مستوى التفاعلات الداخلية. فالمحيط بالنسبة للمتعلم الانجليزي نجد فيه طائرة بوينغ متقاعدة ونجد فيه معامل متقاعدة كانت تنتج تكنولوجيات متقدمة ونجد فيه عمرانا خاضعا في تصميمه العمراني إلى كل المعايير والمؤشرات العمرانية ونجد فيه فعل مأسسي قضائه يتجدد في العرف اليومي ونجد فيه مؤسسات تعتبر بث روح المواطنة في المواطنين من أقدس مسؤولياتها في مختلف التعابير الحقوقية والمؤسساتية...
طبعا ليست لهذه المعطيات صفة قارة أو نمطية أي أنها تبنى في كل مجال كل حسب إمكانياته كما أن المدرسة بدورها تساهم في بنائها من خلال إنتاج متعلمين قادرين على الاندماج الايجابي لكن المشكلة هي أن هذه المعطيات المشار إليها هي التي على ضوءها تحدد صفة المتعلم التي عجز فيها المغرب نظرا لإشكالية الاقتصاداوية oeconomécusوالتي هي البوصلة الموجهة لكل الغايات وما ينحدر عنها من أهداف ومرامي... لوضع القاطرة التنموية في المسار ألسككي السليم علما أن الكل والجزء الإشكالي برمته ينطوي في هذه كما ينطوي الضوء على الأشياء وفق منظور فيزياء الكم.
فالمدرسة لم تخطأ في ما سبق وليس على المجتمع أن ينتظرها بل العكس هي التي عليها أن تنتظر من المجتمع أن يرد لمنتوجها الاعتبار.
ربما يجوز لنا ان نقول على أنه تحقق شيء من ذلك للمدارس الخاصة والمدارس النموذجية بالمغرب كجامعة الأخوين ...ولكنها في الحقيقة هي ذاتها بقيت ضحية تصوراتنا وتمثلاتنا للفعل التعلمي وللمواد التعليمية التي بقيت محنطة ونمطية في متحفية تفكيرنا الذي هو نتيجة تنظيم تعليمي جعلنا نسيء إلى هويتنا في ارثنا الحضاري أندلسيا.
وعلاقة بهذا سبق لي أن استمعت إلى السيدة الوزيرة (انظر أخبار الدورة السابعة للمجلس الإداري لجهة كلميم السمارة في طانطان ) تتحدث عن المدرسة المغربية علما أن المكونات التي جعلتنا نرث هوية حضارية استدل بها الألمان في صناعات أجدادنا لم تحضر في مخيلة المنظرين للبرنامج ألاستعجالي وهو ما جعلها تبقى في متحفيتها تنظيرا وتفعيلا في الأنشطة التكوينية التي تعرفها المملكة في سياق إرساء قواعد إنجاح البرنامج ألاستعجالي.
ليس هذا من باب التشائمية ولا النقد لأجل النقد ولكنها الحقيقة التي توجد في النهر بحيث أن الجميع اتجه إلى البحار العليا بحثا عن سمك الإصلاح الكبير علما أننا ليست لنا البنية التحتية الإنتاجية والانتاجاوية اللائقة به وهو ما يعني علاقة بالسؤال المطروح أعلاه -عن أي وضعيات نتحدث؟- أننا سننتج متعلمين صحيح مؤهلين للإدماج في محيطهم ولكن في فقر المعطيات وفي أطلال الموروث وفي مفارقة الحكامة رغم إرادتها الطيبة و أسلوبها ووسائلها وفي تقليدانية الإنتاجية الشعباوية... أي أننا سننتج مواطنا جميلا ولكنه متحفيا كما هي صناعتنا التقليدية ...مواطنا للهجرة السرية أو حتى إن الهجرة القانونية لكنه سيهاجر بآليات الإنتاج الغير قادرة على الإبداعية في سياق التنافسية علما أن متطلبات هذه الأخيرة في الدول الغربية وظفت المواد التعليمية والموارد والتنظيمات والهيكلات بشكل جاء كحتمية لاشتغال سابق على الأهداف وعلى مهارات الحياة وعلى الكونيتيفي المجتمعي ... في واقع منتج ولايس وفقط مستهلك للعلوم وللتكنولوجيات وللخدمات أووووووووووو ه كم هو بعيد عن ما نحن بصدده. إن الإشكالية كلها تكمن في العقلانية الاقتصاداوية. فالنظام الإنتاجي المغربي إما ساذج وإما مفارق للواقع على مستوى إنتاج الثروات وتوزيعها من داخل المنظومة التكوينية سواء التقليدانية أو الحداثية للموارد البشرية وعلى الخصوص توظيفها.
لذلك إن أزمة المدرسة لا تعني عجزها ولكن ها تعني أزمة العقلية الانتاجية الرأسمالية المغربية في الطبيعة المقاولاتية المغربي. لذلك اعتقد على أن البرنامج الاستعجالي ليس سوى هروبا إلى الأمام ولعل الكارثة هو أننا سنجد أنفسنا متخلفين تعليميا بعد 2012 بل وحتى 2015 لأن التقييم لذي ستعرفه وضعية 2012 لا يمكنها أن تحيد عن منطق الأجرأة الحالية من حيث التصورات المنبثقة عن تقناوية اشبهاها بقصة أشيل الذي لن يصل أبدا إلى السلحفات.
قد ألوم نفسي لو أسكت عن هذه الحقيقة لأن ذلك يتنافى وضمير الانتماء لهذا الوطن. وللإشارة لقد وقفت على هذه الحقيقة كواحد من المعدين لبرامج تكوين المدرسين في المنحى الجديد مرتين إحداهما بالرباط والأخرى بمكناس ولكن كانت آلة الاشتغال قد انطلقت وكان الكل تنفيذي أكثر من ما هو منظر مع استثناء شخصين أو ثلاثة لا أخفي أنهم بقوا محرجين في هذا الصدد. .. يتبع في مناقشة إمكانية التطويع .
*بوجمع خرج / مؤطر / مهتم بالشأن الدبلوماسي والاستراتيجي الدولي/



#بوجمع_خرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالتين مفتوحتين إلى ملك المغرب ورئيس جبهة البوليزاريو
- المأسسة بالمغرب:هل سذاجة اقتصاداوية أوحكاماتية؟
- عن الصحراء:كفى من التلاعب بثقة الشعب المغربي وعرقلة الاتحاد ...
- عن تفاعلات الأحداث بالصحراء:


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - بوجمع خرج - قراءة في بيداغوجيا الإدماج بالمغرب:نها أشبه بحكاية أشيل الذي لن يصل أبدا إلى السلحفاة