أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - ما قبل وما بعد الرأسمالية الحكومية














المزيد.....

ما قبل وما بعد الرأسمالية الحكومية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2808 - 2009 / 10 / 23 - 09:56
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تتحدد إشكالية التطور العربي بكم القطاعات ما قبل الرأسمالية، ونسبتها في الاقتصاد، والقطاعات الرأسمالية المختلفة المتعاونة من أجل إعادة بناء رأسمالي ديمقراطي تنموي شامل.
إن هذه تحدد الدخول وتوجهاتها، ودور الفوائض في إعادة الإنتاج الوطني الموسع، وتحدد الفئات التي توجه هذه الدخول وسياساتها.
وبما أن الحكومات هي القابضة على الرأسمالية السياسية السائدة، عبر الشركات العامة الكبرى، فهي التي تحدد توجه البناء الاقتصادي، وهي لا توجهه في إعادة نهضة شاملة تقود البلدان العربية لمقاربة الحداثة الغربية، بل تعيد التجديد البسيط للبناء الاقتصادي مع بعض المشروعات التحسينية البسيطة لحياة الناس، وغالباً ما تكون هذه أيضاً مشروع استثمار مفيد لها أيضاً عبر دخول شركات للمسئولين في هذه المشروعات (العامة). فهي تستطيع أن تحول كل خطوة اقتصادية لفوائد لها، وحتى تنفيذ المشروعات يغدو مشكلة وطريقاً للحلب.
وأي رأسمالية عربية تعبر عن تطور بلدها، ونجد في مصر تحولات كبيرة للرأسمالية الخاصة، لم تعد هي الرأسمالية نفسها حتى في عهد السادات، ظهر رأسماليون معارضون وإصلاحيون، انضم بعضهم لليسار ولحركة كفاية.
لا يتوجه الرأسماليون الحكوميون ولا رأسماليو القطاع الخاص لتغيير حياة الملايين من الفلاحين وبشر المناطق المهمشة، إلا إذا كان ثمة مشروعات مربحة في هذه القطاعات، إنهم يتصارعون على الدخول الكبرى التي هي بيد الحكومات، بل على فتاتها.
(هناك حالة من التسييس تلحق بالطبقة الرأسمالية. وهذه الرأسمالية تصل إلى السياسة مسلحة بأقوى النقابات الفئوية في مصر (منظمات الأعمال)، وبموارد مادية هائلة، وبإدراك متنام لمصالحها. هذه النزعة السياسية المتنامية للرأسمالية يتم حالياً احتواؤها في مشروع رسملة الدولة والمجتمع بشكلٍ تدريجي وبما لا يتعارض مع المصالح الكبرى للبيروقراطية العليا، وهو المشروع "الإصلاحي" الذي تصدى له جمال مبارك، وإن كان غيره قادرا أيضاً على طرح نفسه كمنفذ جيد لذات المشروع. المشروع يتضمن تسوية بين البيروقراطية العليا والرأسمالية على اقتسام النفوذ والثروة، تسوية تتنازل بمقتضاها البيروقراطية عن بعض المواقع)، (الرأسمالية المصرية هل هي طبقة منتجة؟ سامر سليمان، موقع البوصلة).
فالدول تقوم بالحفاظ على السيطرة على الرأسمالية الحكومية من أي تغيير، لكن قطاعات رجال الأعمال تجد هذا الاحتكار مضراً بتطورها، كذلك يمثل هذا الاحتكار تخلفاً عن مستوى السوق العالمية.
لكن الأهم من وجهة نظر الناس هو عمليات هدر الموارد بالفساد وتوجه المداخيل لحسابات شخصية.
نجد لدى مجموعة قليلة من رجال الأعمال المصريين لغة نقد للبناء الرسمي وأحياناً بتقارب مع اليسار.
وتقوم الحكومة المصرية بتخويف النخب الليبرالية من الدينيين ومشروعاتهم السياسية، بإثارة هؤلاء بالهجمات المستمرة وبفتح المجالات لهم ونشرهم في المجتمع كذلك، لإيجاد هذا التباعد المستمر بين التيارات، خاصة بسبب انضمام رؤوس هذه الجماعات للرأسمالية الخاصة، وتقاربهم في نقد الحكومة.
كما أن الكثير من هؤلاء يعيشون في كهوف ايديولوجية غير قارئين الواقع.
ومن الواضح أن الدخول الكبيرة للرأسمالية الحكومية المصرية وللرأسماليات الحكومية العربية عامة، تغري مختلف الطبقات للصراع ضدها، ولتحويل هذه الدخول للتنمية وتغيير الفقر والتخلف، لكن الأدوات السياسية من برلمان وبلديات وصحافة غير قادرة على النفاذ إلى ذلك، بسبب الجهل الكبير بهذه الموارد العامة ذاتها، وبسبب الشبكة البيروقراطية الهائلة حولها، وبسبب الصراعات بين القوى السياسية غير الحكومية وتشتتها ونقص معرفتها وأبحاثها.
إن أي مشروع لتغيير وضع القرى أو تخفيف البطالة يحتاج إلى سنوات طويلة لإقراره أو يتم وضعه على الرف بسرعة أو يجرى إدخاله في الشبكة العنكبوتية للبيروقراطية.
وهكذا فإن أي تغيير يأتي من فوق، وما يأتي من فوق بطيء، وفي صالح البيروقراطية الحكومية، وظهور اتجاهات تمويلية كبيرة، تضع الموارد في مشروعات نهضوية.
وهكذا فإن القطاعات ما قبل الرأسمالية كالاقتصاد المتخلف في الريف، وضخامة المناطق المهمشة والفئات الدنيا ووجود البطالة النسائية الواسعة واقتصاد البيوت الذي يمثل عبئاً على الأسر، لا تصل تلك الموارد الكبيرة إليها، وتظلُ تنزف، وتتوسع، وتقذف بفئات مسحوقة إلى المدن تصعد من أزماتها السياسية.
في حين ان قطاعات اقتصادية حديثة هامشية تتضخم وتتوسع من دون أن تقوم بتحويل اقتصادي وطني تجاه البنية المتخلفة والفقيرة، كالتركيز في بناء الفنادق والاسكان الفاخر، الذي لا يظهر إلا من أجل توسيع دخول فئات متضخمة الدخول!
أو التوسع الهائل في البنوك الذي لا يضيفُ تجديداً للبنى الاقتصادية المتخلفة، بل يسهم هو الآخر في استنزاف الموارد وتهجيرها.
وهكذا فإن قطاعات منتجة بحاجة إلى الدخول تظل تتدهور، ولا تأتيها المواردُ، في حين ان قطاعاتٍ غيرِ منتجة، تظلُ تتوسع بشكل بذخي، ثم تنقلُ الدخولَ للمحافظ النقدية الغربية أو لمشروعات عابرة للقارات.
ومن الناحية السياسية فإن هذه التناقضات البنيوية في المجتمع تصعد التيارات الفوضوية واليائسة، ولهذا فإن وضع الأرقام الهائلة لأرباح الشركات والبنوك والمؤتمرات الفخمة للحكومات قرب أحداث الارهاب وضحاياه، بشكل يومي، ذات دلالات على هذه التناقضات والعجز عن حلها.





#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة البناء الوطني
- تعريف العلمانية (3 - 3)
- تعريف العلمانية (2- 3)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا ( 6 - 6)
- تعريفُ العلمانية (1 – 3)
- رمزية ماركس وشبحية دريدا (5 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا ( 4 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا (3 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا (2 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا (1 - 6)
- الوعي الديني والرأسمالية الحكومية
- الدين والمطلق
- شخصية مير حسين موسوي السياسية
- السياسات الفاشية
- المستوى السياسي للمعارضات العربية
- جامعة البحرين والحرية الفكرية
- الملابس والحرية
- تداخلات الرأسمالية الشرقية والتيارات
- التقدميون والأديان
- الأقدار في المسلسلات الرمضانية


المزيد.....




- حفيد مانديلا يشكر تركيا على دعمها لأسطول الصمود العالمي
- تسجيل صوتي لجمال عبد الناصر يجدد النقاش حول سياساته وأفكاره ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ م ش) تراسل وزير الفلاحة، ل ...
- عشائر غزة تدعو الفصائل الفلسطينية إلى تجميد الخلافات واتخاذ ...
- هل هي بداية دورة نضالات نوعية جديدة في المغرب؟
- ناشطون في مؤتمر حزب العمال البريطاني يطالبون بمنع ارتكاب إبا ...
- عمّال مصر.. هل عادوا إلى الخطوط الأمامية مجددا؟
- احتجاجات جيل Z في المغرب.. الاستبداد يحصد ما زرع
- اعتقالات بالمغرب خلال احتجاجات تطالب بتحسين الخدمات وتوفير ا ...
- م.م.ن.ص// شعلة التمرد تتجد، مرة اخرى غياب أدوات الثورة


المزيد.....

- كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علم الاعصاب الكمي: الماركسية (المبتذلة) والحرية! / طلال الربيعي
- مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - ما قبل وما بعد الرأسمالية الحكومية