أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الخير شوار - بين عزاء بورخيس وشقاوة ابن برد.. مبصرون تحت رحمة العميان














المزيد.....

بين عزاء بورخيس وشقاوة ابن برد.. مبصرون تحت رحمة العميان


الخير شوار

الحوار المتمدن-العدد: 2793 - 2009 / 10 / 8 - 23:40
المحور: الادب والفن
    



قد يكون فقد البصر من أعظم المصائب التي تحل بالناس، لكن بعض الأعلام جعلوا من ذلك الفقد سلاحا في معركة الحياة ضد فاقدي البصيرة، وبين "عزاء" بورخيس وشقاوة بشار تكمن المأساة التي استحالت ملهاة كبيرة.
يلتقي خورخي لويس بورخيس الشيخ بخورخي لويس بورخيس الفتي في إحدى القصص الغرائبية للكاتب نفسه، وساعتها لم يعرف الاثنان من كان منهما في الحلم ومن كان في الحقيقة، وعند افتراقهما يقول الشيخ للفتى بأنه سيأتي من يقوده، وعندما يفاجأ الفتى للأمر يجيبه الشيخ بالقول: "أجل، فحينما تبلغ سني ستكون قد فقدت البصر كليا على وجه التقريب، ولن ترى غير اللون الأصفر والظلال والأضواء"، ثم أضاف وكأنه يعزيه: "لا تقلق بالعمى التدريجي ليس أمرا مأساويا، بل هو أشبه بأمسية بطيئة".
وبورخيس كان قد أصيب بالعمى التدريجي نتيجة لقراءاته للآثار المكتوبة الغريبة وحرصه "الهوسي على الكتابة والتدقيق فيما يكتب". وعندما لم يقتنع بما وفر له الزمان والمكان من أصدقاء وكتب "أخذ يكتب عن كتب غريبة لا وجود لها إلا في خياله"، ويصاحب الكثير من الكتّاب والأعلام الذين لم يعرفهم إلا من خلال كتاباتهم على غرار صداقته مع الفيلسوف أبي الوليد بن رشد الذي كان قد التقاه في خياله وهو حائر في كيفية ترجمة كلمتي "تراجيديا" و"كوميديا" وفي الأخير يقول بن رشد: "يسمي أرسطو قصائد المدح تراجيديا وقصائد الهجاء والقذف كوميديا وتزخر صفحات القرآن ومعلقات الكعبة بتراجيديات وكوميديات رائعة".
وإذا كان قانون التطور يقول بأن "العضو الذي لا يستعمل يضمر"، فإن ضمور البصر عند بعض القراء والكتّاب ربما يرجع إلى السفر البعيد عبر السطور والكلمات واختلال التوازن بين البصر بالعين والبصر بـ"العيون الداخلية". وعندما يتمكن العمى من بعض أهل الحروف يتخذون أصدقاء لهم خارج أزمانهم على غرار أبي العلاء المعري الذي صاحب المتنبي ودافع عنه في مجلس الشريف الرضي بـ"هجاء مبطن" للشريف لم يسمعه في حياته قائلا أنه يكفي المتنبي فخرا أنه صاحب القصيدة التي مطلعها: "لك يا منازل في القلب منازل.. أقفرت أنت وهن منك أواهل"، فعند سماع البيت وسياقه صاح الشريف قائلا: "اخرجوا هذا الأعمى"، ثم قال لجلسائه أن المعري كان يقصد البيت الذي قال فيه المتنبي: "إذا أتتك مذمتي من ناقص.. فهي الشهادة لي بأني كامل".
وطريق الكتابة قد يكون طريقا لفقدان البصر، لكن صاحبه عندها يتعزي بالأصدقاء الذين يكتسبهم، هم أصدقاء من خارج مكانه وزمانه لكنهم من طينته، يشكو إليهم همومه ويحاول أن يقتسم معهم أفراحه و"دونكشوتياته"، أما علاقته مع معاصريه فقد تنزل إلى درجة الصفر، أو قد تصبح كاريكاتورية مثلما حصل مع أحد الشعراء العميان (بشار بن برد) الذي طلب منه أحدهم أن يدله على طريق فـ"دله" بطريقته، ثم قال في حقه: "أعمى يقود بصيرا لا أب لكم.. قد خاب من كانت العميان تهديه".



#الخير_شوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان من أجل الضحك
- من يجرؤ على -قتل- بسّام الملا؟
- نجوم الكوميديا الجزائرية يفشلون في إضحاك المشاهد؟!
- الشاعرة الجزائرية الراحلة هادية رجيمي.. صديقتي التي لم أرها
- قراءة في مجموعة -عطر الثرى- لهادية رجيمي.. نصوص بكر وشؤون كب ...
- طريق الشمس
- محمود درويش.. زهرة النرد وطريق كولومب


المزيد.....




- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الخير شوار - بين عزاء بورخيس وشقاوة ابن برد.. مبصرون تحت رحمة العميان