أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الخير شوار - محمود درويش.. زهرة النرد وطريق كولومب














المزيد.....

محمود درويش.. زهرة النرد وطريق كولومب


الخير شوار

الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


عندما تكلم الناقد الشهير فيصل درّاج عن لقائه الأخير بمحمود درويش، قبيل وفاته، ولم يكن يتصور أن ذلك هو اللقاء الأخير، ختم يقول: أوصلنا محمود إلى المصعد، تواعدنا على لقاء قريب أكيد، رفع يده مودعا، وغطّت وجهه ابتسامة أقرب إلى السؤال •
لم يكن محمود درويش بعد تطليقه السياسة عند منعطف أوسلو الشهير إلا شاعر السؤال والحيرة، الذي فك الارتباط بشكل نهائي مع شاعر الثورة الفلسطينية الذي التزم قبل ذلك بقضية بلاده المركزية، وعاش مشرّدا تتقاذفه البلدان وبلغ يقينه الثوري مداه عندما حرر إعلان قيام دولة فلسطين في الجزائر سنة 1988 وسلّمه صديقه أبو عمار ياسر عرفات الذي قرأه بطريقته الخاصة، وكأنه بصدد قراءة قصيدة درويشية حماسية• من مفارقات تجربة محمود درويش التي امتزج فيها الشعر بالسياسة، فكان يكتب البيانات السياسية تشبه القصائد، ويكتب القصائد التي تُسائل السياسي دون السقوط في الابتذال، أنه طلّق العمل التنظيمي باستقالته المعلنة والنهائية من منظمة التحرير الفلسطينية التي كان عضو لجنتها التنفيذية، يوما واحدا بعد إعلان اتفاق أوسلو الذي جاء ثمرة اتصالات سرية بين القيادة الفلسطينية والسلطة الإسرائيلية، لكن ذلك الطلاق البائن قذف به إلى معسكر السلام أكثر، وعاد إلى أراضي 48 ولو بشكل مؤقت وأقام في الضفة الغربية• وعند إعلان حاسديه من شعراء الدرجة الثانية موته الشعري، بموت القضية التي حملها على عاتقه طويلا، من أرض ميلاده بالجليل، إلى المنفى الأول الذي انتهى بعودة مؤقتة سنة 1994 دون أن يجد ملامح قريته التي تغيّرت جذريا، إلى منافي أخرى، ابتداء من سنة 1972 فابن الجليل الذي كان شاهدا على موت عصافيرها، ورافقته ريتا والبندقية في حلّه وترحاله، أضاع كل تلك المعالم عند منعطف أوسلو رغم براءته منه، ومات اليقين في داخله، عندما وجد نهاية غير متوقعة لذلك المسار الطويل، فدولة فلسطين التي كتب إعلان استقلالها (النظري) في الجزائر سنة 1988 لم يكن يتصوّر بأن الطريق إليها يمر بأقصى شمال الكرة الأرضية حيث صقيع أوسلو• ومع نزول طائرة أبي عمار على غزة الجديد حينها، واستعداده لبناء سلطة فلسطينية انتقالية تمهيدا لـصلاته في القدس كما كان يأمل، وبناء فلسطين التي سكنته قبل أن يسكنها، كان صديقه درويش بصدد بناء دولة أخرى وهي دولة تجربة شعر إنسانية على أنقاض التجربة الأولى التي سبقت أوسلو، ولم يمرّ وقت طويلٌ حتى جاءت مجموعة لماذا تركت الحصان وحيدا سنة 1995 معلنة ميلاد درويش جديد، من طينة الشعراء الإنسانيين الكبار الذين تجاوزا أحقاد التاريخ ومتاريس الجغرافيا، ولم يكن الطريق محفوفا بالورود، وكاد قلبه يتوقف أكثر من مرة، واعتقد بأن النهاية اقتربت فرثى نفسه في جداريته الشهيرة، لكن القلب المُتعَب أمهله مدة أخرى وتعددت تجارب شاعر السؤال الذي وُلد من رحم شاعر اليقين الثوري، وانتهى جدله مع قلبه يوم التاسع من الشهر الثامن لسنة 2008 خاتما مسيرته بسؤال كبير وزهرة النرد ترتسم أمام عينه، فتعطّلت لغة الاحتمالات وغاب الأمل الرياضي لحظة احتضار الشاعر هناك في العالم الجديد الذي عبّره كريستوف كولومب ذات يوم بحيرة تشبه حيرة درويش في سفره الأخير•






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الخير شوار - محمود درويش.. زهرة النرد وطريق كولومب