أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فارس - رسالة من إله مجهول...














المزيد.....

رسالة من إله مجهول...


جورج فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2793 - 2009 / 10 / 8 - 03:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت جالساً في غرفتي أشاهد التلفاز وأراقب ما يحدث في العالم عندما استولت عليّ فكرةٌ ولم أستطع طردها من داخلي. ماذا لو أراد ذلك الإله الذي يرى كلّ ما يجري ويعلم كل شيءٍ كما يقول أتباعه، ماذا لو أراد أن يرسل رسالةً إلينا نحن البشر، تُرى ماذا ستتضمن هذه الرسالة وما هو فحواها؟ فما كان منّي سوى أنّي وضعت نفسي مكانه وبدأت أكتب، وإليكم ما وجدت.


أحبائي بني البشر..
كم كنت أتمنى أن أكتب إليكم في ظروفٍ أفضل، بعيداً عن الدمار الذي تسببه الحروب بينكم، وبعيداً عن الخسائر التي تحدث بسبب مشاكل البيئة التي تعيشون فيها، ولكن رأيت أن هذا هو الوقت المناسب كي أقول لكم هذه الكلمات.

قد أحببتكم منذ اللحظة التي رأيت الحياة تسري فيكم، وكم رأيتكم تشبهونني بعد أن وضعت فيكم من نفسي الكثير، ثم سارت الأمور على غير طبيعتها وهذا ما فرّقنا. أعرف أنّ منكم من لا يصدّق بوجودي وأنّ منكم من يصدّق، وأنه أيضاً مازال الكثيرون متحيرين في أمري، وأماّ أنا فقد تركت لكم مطلق الحرية في اختيار موقفكم تجاهي وهذا لن يجعلني أميّز بينكم، فما زالت شمسي تشرق في الصباح على الجميع، وأيضاً سمائي تمطر على الجميع، وأرضي تنبت خيراً للجميع وكل هذا دون تمييزٍ، فكلكم عندي متساوون، وأتساءل إن كنت أنا لم أميّز بينكم فلماذا فضّلتم من يصدقني على من لا يصدقني؟ وبأي حقٍّ جعلتم الرجل أعلى من المرأة؟ ولماذا اسعبدتم الناس حسب ألوانهم؟

أتعلمون؟ فكرّت ملياً قبل كتابة هذه الرسالة لأني أعرف أنّ اسمي قد تشوّه بينكم بسبب أولائك الذين ادعوا أنهم أتوكم من قبلي وكل ما فعلوه أنهم كانوا يحققون طموحاتهم ومخططاتهم على حساب تلطيخ اسمي بينكم، لذلك أرجوكم لا تنادوني بذاك الاسم الذي يصرخون به وهم يذبحون الآخرين، ولا بذاك اللقب الذي يحاربون به الإنسانية، بل سمّوني كما تريدون وأطلقوا عليّ الاسم الذي ترونه مناسباً لي، فأنا هو أنا، الكائن الذي أكون، لن تتغيّر محبتي لكم، ولكن يهمني أن أرى نفسي فيكم من جديد لتعودوا كما خلقتكم.

وفي ختام رسالتي أقول لكم لا تظنوا أنّي بعيدٌ عنكم، فإني قريبٌ منكم، وأقرب من أنفاسكم، ستجدونني حين تدعونني، وستروني إن بحثتم عنّي بقلوبكم وأفكاركم، فأنا هنا أقرع على أبوابكم فإن أردتموني سأكون لكم وإلاّ سأرحل ببساطةٍ لأن هذه هي حياتكم ولن أقتحمها رغماً عنكم فإني أحترمها.

لا تنسوا أني أحبكم.. وكم أتمنى أن تقبلوا أن أدعوكم أبنائي...

الإله الذي يحبكم


ملاحظة: هذه بعض الأسماء المقترحة مني والتي من الممكن أن تستخدموها في تسميتي والقرار لكم:
المحبة، الحق، الحرية، النور، المساواة، الخير، العقل، الحياة........ إلخ







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية.. العشوائية.. والفوضى
- قدسية الحياة.. وثقافة الموت
- امتلاك الحق المطلق
- انسانية الإله


المزيد.....




- فيديو.. إصابات في إطلاق نار في حي يهودي في نيويورك
- يسرائيل هيوم: أنباء عن 7 مصابين في حادث إطلاق نار بحي يهودي ...
- 3 قتلى في إطلاق نار بحي يهودي في نيويورك
- راهبة أمريكية: حماس حركة مقاومة تدافع عن شعبها.. والمسيحيون ...
- الاحتلال يغلق مدخل سلفيت الشمالي
- الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في -إسرائيل- يهاجم نتنياهو و ...
- كنائس بروتستانتية تدعو الحكومة الهولندية للاعتراف بدولة فلسط ...
- الرئيس السوري يؤكد دور الكنيسة في ترسيخ أواصر المواطنة والوح ...
- إيهود باراك: نتنياهو يكذب كما يتنفس.. وترامب لا يفهم شيئا في ...
- راهبة أميركية: حماس حركة مقاومة والمسيحيون يعانون بسبب الاحت ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فارس - رسالة من إله مجهول...