أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي - الأزمة المالية العالمية وتدمير الزراعة السودانية














المزيد.....

الأزمة المالية العالمية وتدمير الزراعة السودانية


محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 12:16
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أزمة الزراعة السودانية المستفحلة والتي ترجع أسبابها للسياسات الحكومية المتعاقبة خاصة بعد العام 1989 ، سبقت في حدوثها بوقت طويل الأزمة المالية العالمية ، فرغم ما يمثله قطاع الزراعة من أهمية قصوى للاقتصاد السوداني حيث يعمل به بصورة مباشرة وغير مباشرة ما يقرب من 40% من القوى العاملة ، وتوفيره لحوالي 30% من الدخل الإجمالي القومي إلا أن السياسات الأقتصادية الكلية في السودان المطبقة على هذا القطاع أدت لانهياره، وذلك تحت دعاوى تحرير الأقتصاد(الزراعة)، وأنكار الآثار المدمرة للأزمة المالية العالمية.
لقد أدت هذه السياسات إلى انهيار زراعة القطن حيث انخفضت المساحة المزروعة من أكثر من نصف المليون فدان حتى الثمانينيات إلى أقل من 100 ألف فدان في الوقت الحالي، واحتل السودان مرتبة عالية عالميا بالنسبة لمعدلات استيراده للقمح، وأصبحنا نستورد حوالي 80% من السلع الغذائية الأساسية كالزيوت والفول والعدس والثوم والكثير من الكماليات، وهو ما تسبب في وقوع غالبية المزارعين تحت خط الفقر، وتشريدهم من مواقع الأنتاج وزحفهم علي المدن الكبيرة وخاصة عاصمة البلاد للعيش علي الهامش.
وبالرغم من أن الحكومة السودانية انتهجت سياسة التصدير من أجل الاستيراد، في بعض الحالات وذلك بزراعة المحاصيل التصديرية على حساب المحاصيل الزراعية الغذائية والصناعية الرئيسية وفتحت الباب علي مصراعية للإستثمار البذخي والترفي دون التنموي والأنتاجي، بإعتبار أن المحاصيل التصديرية كفيلة بتغطية جزء كبير من وارداتنا الغذائية، كانت النتيجة ليس فقط النقص الخطير بالزراعات الأساسية مثل القطن والذرة، بل الفشل الذريع أيضا في تصدير تلك الزراعات البديلة. وبذلك يصبح حال السودان مثل حال تلك الدول التي يصفها د. جولد برج، الأستاذ بجامعة هارفارد، وأحد كبار المفكرين الأمريكيين في المجال الزراعي، بأنها "سياسة زراعة المحاصيل الترفيهية من أجل السوبر ماركت العالمي"، مؤكدا أنه في نفس الوقت الذي ستطرد فيه هذه السياسة المحاصيل الغذائية اللازمة للاستهلاك المحلي فإنها لن تجد سوقا في أمريكا وأوروبا؛ لأنها متخمة بمثل هذه السلع، بالإضافة لعدم استيفائها للمعايير الجمالية من وجهة نظر مستهلكي الدول التي صدرت إليها، وفي نفس الوقت سيعجز الناس عن شرائها لأنهم فقراء.
لقد أضرت الحكومة بالزراعة السودانية من خلال ضرب التعاونيات بصورة عامة والتعاونيات الزراعية بصورة خاصة، ففي الوقت الذي تلعب فيه التعاونيات الزراعية دورا كبيرا في التعرف على مشاكل المزارعين واستكشاف حلولها أدت سيطرة الحكومة عليها إلى من خلال لجان التسيير لإصابتها بالشلل والجمود، وتحولها إلى دكاكين بلا روح لتسليم التقاوي والسماد، مع أن التعاونيات يمكن أن تقوم بدور من خلال تجميع الجهود، والقضاء على الوسطاء الذين يحصلون على المنتجات من المزارع بأقل الأسعار ويبيعونها بأعلى الأسعار.
أن تعويق الحكومة لقيام الأتحادات التعاونية وإتحادات المزارعين يعد خروجا على المواثيق الدولية، ومبادئ حقوق الإنسان، ومواثيق الأمم المتحدة؛ حيث يرفض الحكام في السودان بشدة إقامة تنظيمات تعاونية زراعية حقيقة وفعالة وفقا للأسس والمبادئ التعاونية ؛ أسوة بكثير من دول العالم خاصة العالم الثالث، والحجة أن الحركة التعاونية غير مؤهلة لذلك، مع أن التجربة العالمية أثبتت أن الحركات التعاونية تدافع عن المنتجين الزراعيين وعن الإنتاج الزراعي و عن الحقوق المشروعة لأعضائها وحمايتهم من إهدار حقوقهم.
إن السبيل للخروج من هذه الأزمة هو الأعتراف الشجاع بأصل المشكلة المتمثلة في ضعف جدية الحكومة لتنمية وتطوير القطاع الزراعي والتي تتمثل في الفجوة الكبيرة بين ما تثبته المواثيق الحكومية وتصريحات المسئولين والمستنفذين الحكوميين وبين ما يحدث في الواقع الذي يشهد مزيدا من التدهور والخراب وخير مثال لذلك ما جري لمشروع الجزيرة العريق من تصفية ودمار وخراب.



#محمد_الفاتح_عبد_الوهاب_العتيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعاون الزراعي ودوره في التنمية الريفية - دورالتعاونيات الز ...
- ممتلكات الحركة التعاونية والأثمان البخسة
- السودان ... ميزانية 2010 والعافية المفقودة
- من يتحمل مسئولية هذه الإخفاقات المتتالية
- محنة الصمغ العربي الي متي؟
- البنوك من أكبر العقبات أمام مستقبل التمويل الأصغر في السودان
- التنمية وإعادة بناء منظمات المجتمع المدني
- الكفايات المميزة والتميز الإدارى للقيادات الإدارية
- منظمات المجتمع المدني النشأة الآليات وأدوات العمل وتحقيق الأ ...
- فشل الحكومة .... التدهور الإقتصادي وإرتفاع الأسعار
- نحو سياسة زراعية مستقبلية
- في إطار الإحتفال باليوم العالمي للتعاونيات -قيادة الانتعاش ا ...
- التعاونيات ومستقبل أنشطة التمويل الأصغر
- أضواء علي الحركة التعاونية عالميا ومحليا
- المشاركة الفاعلة للمرأة العربية وتجاوز المعوقات الإجتماعية و ...
- دور التربية والشباب في التنمية البشرية الإستراتيجية السوداني ...
- نظام الكوته والتمثيل النسبي والمشاركة المنصفة للمرأة السودان ...
- التعاون الاستهلاكي وسيلة لمحاربة الغلاء وتفير الإحتياجات الإ ...
- السودان ... التحول الديمقراطي وقراءة في معايير وأسس الحكم ال ...
- التنمية والمشكلات المؤسسية للعمل الطوعي


المزيد.....




- أردوغان في أربيل.. النفط وقضايا أخرى
- اضطرابات الطيران في إسرائيل تؤجّل التعافي وتؤثر على خطط -عيد ...
- أغذية الإماراتية توافق على توزيع أرباح نقدية.. بهذه القيمة
- النفط يصعد 1% مع هبوط الدولار وتحول التركيز لبيانات اقتصادية ...
- بنك UBS السويسري يحصل على موافقة لتأسيس فرع له في السعودية
- بعد 200 يوم من العدوان على غزة الإحتلال يتكبد خسائر اقتصادية ...
- الولايات المتحدة تعتزم مواصلة فرض العقوبات على مشاريع الطاقة ...
- تباين في أداء أسواق المنطقة.. وبورصة قطر باللون الأخضر
- نشاط الأعمال الأميركي عند أدنى مستوى في 4 أشهر خلال أبريل
- -تسلا- تعتزم تسريح نحو 2700 موظف من مصنعها.. بهذه الدولة


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي - الأزمة المالية العالمية وتدمير الزراعة السودانية