أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام الحمريطي - يومياتي:مابين الزواج و الاختيار














المزيد.....

يومياتي:مابين الزواج و الاختيار


هشام الحمريطي

الحوار المتمدن-العدد: 2779 - 2009 / 9 / 24 - 16:46
المحور: الادب والفن
    


فنجان قهوة، وجريدة من جرائدنا المغربية الرديئة، ونادل يحسن توزيع البسمات وجمع الإكراميات ساعة انسحاب أجسادنا العليلة، السقيمة، المولعة بوضع مؤخرتها على كرسي مريح،هيأه صاحب المقهى لإرضاء غرور أشخاص مثل صديقي، من يغضون البصر عن مذاق القهوة الرديء، لتذوق حلاوة الفخر الخادع…وعذوبة نظرة غير متلصصة، الى أجساد نسائية تمر بتغنج و ببطء شديد،أمام مرآة شفافة للمقهى.
وهدا صديقي –إن صح هدا التعبير-واحد من أولئك الجرائد الدكورية المفتوحة…كلما أردت ان أنظر الى انحطاط المجتمع الرجولي يكفي أن أجالسهم و استمع إلى أحاديتهم الغبية،الخالية من أي جهد فعلي لترويض العقل…أحاديث متكررة في كل جلساتهم،أسماء نساء…أوصاف لحركات سريرية جنسية…ونكت تقدم أكبر خطر للعقل البشري.
نضحك على الآخرين لأننا نفتقد لمرآة نرى فيها اكبر أضحوكة هي أنفسنا،لأننا غيبنا العقل…العقل النبيل الذي يعرف كيف يحترم ذاته و هدا ما نحتاج إليه أن نحترم دواتنا…
عقول مريضة تقف أمام المرآة لساعة بكاملها ،اختيار لباس مناسب…ووضع عطر يلفت انتباه الأنثى…وملين لشعر…وأحيانا مؤطر الشفاه الرجولي-عفوا الذكورية- فلا مجال للحديث عن الرجولة في مثل هده المواقف المهينة .
/ لقد تزوج صديقنا عماد….هههههه.
يخبرني صديقي …بضحكة ساخرة..
/ هنأته هاتفيا.
/ ههه تهنئه …على مادا ؟ على عاهرة…بائعة للهوى…فتات علب الليل…سكيرة
/ مادام داك اختياره…و ليست من عادتي أن أتدخل في اختيارات الآخرين،وأنا هنأته على مناسبة الزفاف و ليس على أوصاف زوجته…
/ قال أنه أحبها…الحب ومايدير في رجال…وباز ليه أصاحبي…مارست معه الجنس بشكل جنوني …كما تمارسه مع أي شخص آخر…فانتقلت رعشة النشوة من ذكره إلى تلك المضخة الدموية التي يسمونها قلب…فسماه حب
لم أشأ أن أرد عليه…مع أنني أعرف عماد جيدا…عبد لنزواته وتفاهات الحياة…له طاقة كبيرة لو وظفت بشكل صحيح لغيرت كثيرا من مجرى حياته،داك هو مكانه أن ينزل إلى القاع …أن يستحم بالوحل،وينجب أبناءه، ويستمر في معانقة الانحطاط الإنساني …دعارة،وخمر،ودراسة خرائط نسائية تجوب شوارع طنجة…
و يوما ما سيلعن القدر.
يوما ما لن يعرف نطق كلمة الواجب.
يوما ما سيقف وجها لوجه أمام مرآة ذاته…وسيكتشف أن الحياة بستان،ونحن زرعها و علينا أن نختار …يا إما زهور جميلة نقتطف لكي نهدى في المناسبات والى داك الحين يتعهد البستاني –العقل-برعايتنا و اهتمامه بنا…أو سنكون طفيليات سرعان ما ننتزع بلا شفقة و لا رحمة ولا حتى أن يعرف كنه شكلنا و وصفنا…وأنا فضلت أن أكون وردة و وردة جميلة ومن نوع نادر، حتى أميز عن باقي الورود الجميلة الأخرى…حتى لا أكون طفيلي …علفا للبهائم-الرذائل-التي لا تفرق بين طفيلي و طفيلي…سوى بمدى ملئه للمعدة.
أيقضني من ذهولي، أو تفكيري الصامت، سِؤال صديقي:
/ وأنت… مادا يمنعك من الزواج؟
/ تزوج أنت أولا …فأنت أوفرني حظا، و أكبرني سنا.
/ أتزوج…أرشدني إلى (بنت الناس)…ومن غد أدعوك إلى حفل زفاف.
/ ادا أردت الزواج فقط من أجل الزواج،من أجل بناء أسرة ف(بنات الناس أكتار غير فتح عينك ).
/ إدا كان هدا رأيك…فما يمنعك انت؟
/ لم أجد لحد الآن …امرأة تفيض بالأنوثة.
ربما صديقي-إن صح هدا التعبير- لن يستوعب هده العبارة، لكني متأكد أمام تعقيدات الحياة في ظل مؤسسة الزواج،سيعلم انه محارب و المحارب يحتاج الى الراحة…و راحته في ظل أنثى وليس زوجة (مساهم مالي /آلة مطبخية / آلة إنجاب الأطفال / ....) فالواجب مشترك امرأة تفيض بالأنوثة…و ورجل يفيض بالرجولة.







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوت ليس صوتي
- مقتطف من رواية -حومة الشياطين-
- خواطر عامل مجنون


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام الحمريطي - يومياتي:مابين الزواج و الاختيار