أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروج التمدن - «ليسَ الماءُ وحدَهُ جوابا عن العَطش».. فلسفة أدونيس تتجاوز ماوراء الماء














المزيد.....

«ليسَ الماءُ وحدَهُ جوابا عن العَطش».. فلسفة أدونيس تتجاوز ماوراء الماء


مروج التمدن

الحوار المتمدن-العدد: 2768 - 2009 / 9 / 13 - 20:23
المحور: الادب والفن
    


كتابٌ عميقٌ عن المكان والذات الذائبة
الكتاب "ليس الماء وحدهُ جوابا عن العطش"، الشاعر هو الكوزموبوليتالي "الكوني" أدونيس الذي أعطى خلاصة حداثوية فريدة عميقة دون تنظيرٍ للشعر العربي من الفترة التي بدأ فيها الكتابة إلى الرَّاهن حيثُ لا زال يقدِّم رؤيته الحديثة من خلال الكتب التي تصدر له. في هذا الكتاب يتابع الشاعر أدونيس كتابة المغاير والمذهل والغائص في الأساطير بلغةٍ ذاتيَّة، "الذات" كثيمةٍ لروح الإنسان -- البشر، الكتابة كوصفةٍ تُخرج من الملل القائم في الحياة، في التعامل، الهرب من الواقع الضاجّ بالظلم والأصوات الناشزة إلى عالمٍ حُلمٍ أكثرَ واقعية من الواقع ذاته، أوَ ليسَ الحلمُ عالما أفضل من عالمنا؟ هذا ما يجيبُ عنه أدونيس بنعمٍ كبيرة ويرسمُ واقعا مُخترعا بالكتابة واقعٌا مستوحى من الواقع الحقيقي ومختلفٌا عنه كثيرا بذات اللحظة ، دونَ إخفاء اتصَّالٍ في بعض الأماكن مع ديوانٍ سابق له "إحتفاء بالأشياء الواضحة الغامضة" تارّة ومع كتابهِ "تنبَّأ أيها الأعمى" تارة أُخرى حيث عناصر مشتركة تضم تدوين رحلات الشاعر بطريقةٍ سحرية، رحلاتٌ إلى بيوت شعراء ومنازل موسيقيين عظماء ليسافرَ أدونيس مع أشباحهم التي تملأ ذاكرته من خلال قراءاتهِ العميقة لهؤلاء وأيضا ليتحدَّثَ شعريا عن رموز كل مدينة يقيم فيها، في هذا الكتاب تجتمع صفات كتابة أدونيس التي اشتهر بها عدا الغموض ففي كل القصائد ما من أثرٍ لغموضٍ إنَّما وضوحٌ مُرَمَّزٌ ضمن سياقٍ ميثولوجي يعتمد عليه أدونيس ليعود "بحركةٍ سينمائيَّة" من الماضي إلى الحاضر الذي هو فيه، إلى الحاضر الذي هو حالُ المدينة لحظة إقامة أدونيس فيها منذ صدور كتاب أدونيس "أول الجسد آخر البحر" إلى كتابهِ "ليس الماء وحده جوابا عن العطش" أخذت الكتابة لديه منحى مغايرا للمنحى الذي اشتهر به أدونيس أعني قصائده الطويلة واستخدامه لمقولاتٍ شعريَّة عربيَّة قديمة ومن ثم معالجتها بعين الرّائي إلى الواقع الذي يعيشهُ أدونيس لينتقل إلى إسلوبٍ مختلف في الكتابة كتابة الأماكن وكتابة رحلاتهِ هذه السمة البارزة في قصائد أدونيس الأخيرة جعلتهُ أقربَ إلى القرَّاء بعد معاناةٍ وكآبَةٍ كانت تجتاحهم لحظة الإنتهاء من القراءة حيثُ صفعاتٌ متتالية من الغموض وشخوصٍ مبعوثةٍ من قبور الأساطير في أجواء الكتاب ثمة انزياحٌ نحو تدوين الرَّحلات إنّما بطريقة أدونيس المقارنة بين الأماكن شعريَّا إضافة إلى ذاتية الشاعر الواضحة وهو يتكلم عن نفسه بصيغة "هو":
ينقدُ ما حوله، ينقد العالم
عليه إذا أن يبدأ دائما بنقد نفسه،
وأَلّا يكفَّ عن هذا النقد.

أو ليرمي ضمنيَّا إلى الرفض الذي قوبلَ به أثناء عرضهِ لرؤيته للشعر وللثقافة وللإرث الشعري العربي القديم والحديث :
يُشْغِلُ أفكارهم، كما لو أَنَّهُ شيطانٌ آخر:
يرفضونهُ، لكنَّهُ يقيمُ في عمق أعماقهم.

إضافة إلى حديث "كلام -- كتابة" أدونيس الشعري عن مدنٍ مثل "الإسكندرية وأغادير المُزَلْزَلة ونيويورك" وسعد زغلول وسيد درويش والعديد من الأشخاص والأماكن التي ظلت تداعب قلمهُ ومخيلتهُ وتحرِّضهُ على التدوين الشعري فإنَّهُ لم ينس مسقطَ رأسه "قصَّابين" تلك القرية الساحليَّة السوريَّة التي طالما كانت عنصرا شعريَّا فَعَّالا في إرث أدونيس الكتابيّ الضخم وكأنَّ تلك القرية شيطانُ الشعر لدى أدونيس، نرى في هذا الكتاب الشعري الجديد قصيدة تحت مُسمَّى "غيمة فوق قصّابين" هذه القصيدة تُعَدُّ بعمقها واختزالها لحياةٍ كاملة وثيقة شعوريَّة كُتِبَت بطريقة مذهلة، فيها ذكريات أدونيس عن والده وقريته الصغيرة، القصيدة هذه تُعْتَبَرُ بحقّ سيرة ذاتيَّة كافية للإطلاع على أدونيس الصغير وهواجسهِ.

"ليس الماء وحده جوابا عن العطش" كتابٌ عن المكان، فحديث أدونيس الشعري عن الأماكن هو أكثرُ من استعارة لديه بل هذه الأماكن توقِظُ في دواخلهِ ذكرياتٍ عن ممالك زائلة بالنسبة الى البشر ولكن شاعرنا يرفضُ زوالها، يراها واضِحَة لعينهِ التي لا تُخطئ،ففي الإسكندرية وهو يسيرُ يتراءى لهُ شبح كافافيس واضحا صريحا أكثر صراحة من جسد الدليل الذي بقربهِ كتاب "ليس الماء وحده جوابا عن العطش" ليس ترجمة لدفقاتٍ شعوريَّة وكفى كلا مطلقا إنَّهُ كتابٌ عميقٌ عن المكان والذات الذائبة في تفاصيل هذا المكان.



#مروج_التمدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليف تولستوي.. الكاتب الفيلسوف الانسان
- آنا اخماتوفا..ابرز شاعرات روسيا في القرن العشرين
- الشاعر ميخائيل ليرمونتوف مغني الحزن والاكتئاب


المزيد.....




- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروج التمدن - «ليسَ الماءُ وحدَهُ جوابا عن العَطش».. فلسفة أدونيس تتجاوز ماوراء الماء