|
يجب الا ننتصر!!
ريم الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 2768 - 2009 / 9 / 13 - 16:43
المحور:
حقوق الانسان
يجب ألا ننتصر ! معجزة الهزيمة العربية !! ينشأ الطفل و هو لا يستطيع التعبير عن نفسه بحرية من دون إسكاته ، ينشأ الشاب و هو لا يقدر على اتخاذ قراراته بنفسه و إنقاذ حاله بعمل يوفر له الكرامة ، يغادر الموظف داره و هو حذر من امن الدولة و استخباراتها ، و يحذر من قول كلمة نابية أو تصرف غير صحيح بحق الرئيس!
تنشأ المرأة العربية و هي متميزة عن غيرها من نساء الكون بحرية القمع عليها و ضياع حقوقها و حقوق أبناءها . ينشأ الرجل العربي و هو لا يعرف كيف يعامل نفسه قبل أن يُحسن معاملة زوجته . تحذر الأم أبناءها من الخوض في المجالين السياسي و الديني . يخطو الوالد خطوات آباءه في تجنب المشاحنات و الجدالات التي قد تودي به إلى المعتقل ! و قد يرى الشمس بعدها و قد يظل رفيق القمر!
إذا ارتفع سعر الرغيف أو الغاز... سكوت ... لا مظاهرة و لا تنديد... هذا الأمر بسيط مقارنة بما يجري في أوطان أخرى حيث لا تنديد على قتل بشر و ليس نخل الطحين!!
ارتفعت أرواح كثيرة إلى السماء بلا سبب وترتفع معها عينه ، لا مباليا بالناس و نظرتهم إليه... هذا الحاكم أو ذاك مضى على التصاقه بمقعد القهر ثلاثون أو أربعون عاما أو أربع سنوات كفيلة بتحطيم حلم...من يتكلم يندثر... و من يسكت يموت حزنا... و من يناشد... لا نعرف أين يكون مصيره...
تغلغل في عروقنا حتى لم نعد قادرين على ادعاء عدم تبنيه... رغم كل الحداثة التي تغرقنا من المشرق إلى المغرب... و غطى على نفوس كثيرة...وآسفاه... سيطر على حياتنا لسنوات و دهور... و صار علامة لا تفارق العربي... كأن الجهل هذا أصبح احد أولاده المولود غصبا و تأخر ميعاد وأده...
يوم احتل الصهاينة جزءا من الأرض أدرك الجميع ان المأساة بدأت منذ زمن ... لم تكن عند مجيئهم رغم كونه تجسيدا للكارثة... كانت كوارثنا تسبق ظهورنا... و مآسينا تلاحق ميلادنا... و رغم هذا الألم لا زلنا صامتين... غير قادرين سوى على تحريك الأيادي للتصفيق ... أو تحريك الخصور للتهريج!
تعد الأمة العربية " العظيمة " من أكثر دول العالم استهلاكا للمنتجات من مختلف المواد و الفوائد... لأننا ببساطة امة متأخرة جدا تعيش على عقول غيرها... و المبدعون منها أما مهاجرون أو حصّنوا أنفسهم بالأبواب المغلقة... لأن لا مستمع لآرائهم و لأفكارهم... ففرحنا لان دولة ما غنية و تأتي بالغربيين... لكنني اشعر بالحزن لأجلها لا بالفرح...لأنها دولة لا تنتج و لا تقدّم خيرا للبشر... كالثور و حتى الثيران أفضل من مواطنيها... فعلى الأقل يأكل الثور ليحرث...أما هم فيأكلوا ليحرقوا غيرهم... و الجميع يعلم كيف يتم الحريق؟
يوم انتفض حرُّ ليحمي أرضه... ادّعوا عليه التهوّر و المغامرة ! أما مغامراتهم مع بنات الهوى فهي طي الحديث !!
أمست " الفنا...نة " أشهر من نار على علم... و أمسى محارباً يحفظ عرض امة منسياً كورقة مهترأة في صباح مغبرّ...
يوم يُدعى على مقاتل إلا ينتصر كي لا يفضح مصائبهم و نفوسهم و نواياهم... يُدعى عليه إلى الحق ... كي يُذل و ينتصر الباطل... من رجال لا تعرف الله...
و أصبح الحر يُـدعى مجنوناً... و الخائن يُـنادى بمؤمن!... هكذا انقلبت الأدوار في أوطاننا الحبيبة المُستعمرة من الداخل و الخارج ...و لم يكفهم الاستعمار فصاروا ينهشون بعضهم بعضا ليروا من يبقى في الآخر ليموت وحيدا...
يوم تُتهم أحزاب تسكن أرضنا و قيادات الوطن الأم بمجازر ضد البشر و نبقى واقفين... كوقوف أبي الهول لكن مع اختلاف صغير ... انه من حجر و نحن من دماء كالحجارة!
إنها سيكولوجية الهزيمة...يوم لا يحق لنا ان ننتصر و لا يجوز... و النصر للعدو... بمال... و دم ... و فكر... و قنوات... عربية... و طبول إرهابية... خدمة له... و انكسارا لنفس يعرُبية...
#ريم_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عدوُّ الفكر ...2
-
عدو المرأة ...1
-
عندما تذوّقنا دمُّنا
-
عندما يحكمك القميص!
-
سكولوجية النظرة الجنسية2
المزيد.....
-
بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم
...
-
طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
-
تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
-
مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
-
نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي
...
-
أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين
...
-
التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ
...
-
العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما
...
-
قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
-
زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|