أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر العدل - نضال البوتاجاز














المزيد.....

نضال البوتاجاز


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 23:39
المحور: الصحافة والاعلام
    


هناك أبواب كثيرة تتيح للإنسان أن يدخل قائمة المناضلين الذين يلزمون أنفسهم بقسوة تأدية الواجبات وصرامة المطالبة بالحقوق، أحد هذه الأبواب هو تشغيل القوانين الحاكمة للعلاقة السوية بين المنتج والمستهلك، من هذا الباب دخلت أنا وبعض المصريين فى قائمة المناضلين.

قبل أربعة أشهر، بناء على حاجة شخصية وعلى إعلانات عامة، اشتريت بالقسوة على نفسى ومن حر مالى بوتاجاز صنعه منتج مصرى، هكذا أديت واجبى كمستهلك تجاه هذا المنتج، وبعد الاستخدام تبين أن البوتاجاز غير مطابق للمواصفات وكاد أن يسبب كارثة حريق لزوجتى، هكذا بدأت رحلة المطالبة الصارمة بحقوقى من هذا المنتج، وعلى مدى شهرين تقدمت بشكاوى للأصدقاء وللشركة المنتجة ولجهاز حماية المستهلك، وكتبت للصحف، وأثرت الأمر على صفحتى بالانترنت.

بدأت الأحداث تتحرك فى اتجاهات متناقضة، صغار الأصدقاء وعمال الصيانة والموظفين والصحفيين باعتبارهم مستهلكين يتعاطفون معى، يقترحون حلولا شخصية ربما لا تحل مشكلة أحد غيرى، وباعتبارهم تروسا فى آلة نظام تجارة مريض فإنهم يماطلون ويتهربون ويبتعدون عن الحلول الموضوعية التى تصلح لى ولغيرى، هكذا اقتربت مشكلتى من العصيان على الحل، وأهدرت أنا والأصدقاء والشركة المنتجة وجهاز حماية المستهلك ما يزيد على ثمن البوتاجاز محل الشكوى، أهدرنا مكالمات تلفونية واتصالات وزيارات منزلية وساعات عمل وإمكانيات.

وحين تجمعت لمشكلتى ظروف شخصية، عمود صحفى جيد قمتم انتم بتدبيجه، وتدخل شخصى من المدير التنفيذى لجهاز حماية المستهلك ، وتدخل شخصى من مدير الشئون القانونية فى الشركة المنتجة، هكذا تصاعدت الأحداث وخلال يوم واحد تم حل مشكلتى بطريقة ارتضيتها ومسحت عنى مشقة المطالبة بحقوقى طوال شهرين كاملين.

أنى أتوجه بالشكر لكل من ساهم فى حل مشكلتى مع البوتاجاز، وهنا أود أن أضيف بعض الدروس المستفادة من هذه التجربة.

أولا: أن يقوم المسئولون عن التجارة والصناعة والإعلام بتكريس ثقافة (سوق الاستثمار) بين أفراد المجتمع، إنها ثقافة ترى أن المصالح مشتركة ومتعاونة بين المنتج والمستهلك والمجتمع، لا أن يسعون بإهمالهم إلى تثبيت ثقافة (سوق السبوبة) المنتشرة بيننا، إنها ثقافة لصوص يرون أن هذه المصالح متعارضة وأن الشاطر يغلب الآخرين.

ثانيا: على المنتج المصرى أن يعالج بقوة مشكلات الإنتاج المشترك مع منتج أجنبى، من حيث العلامات التجارية وحقوق الإنتاج وبراءات الاختراع، فقد يمنح الشريك الأجنبى تراخيص لإنتاج سلع قديمة المواصفات أو غير ملائمة للمستهلك المصرى، وعلى المنتج أن يعالج بطرق علمية مشاكل التسويق والإعلان ليتجنب رد الفعل السيئ من المستهلكين.

ثالثا: جهاز حماية المستهلك المصرى فى حاجة إلى دعم فنى ومالى وإدارى يسمح له باتخاذ قرارات حاسمة بمجرد اكتشاف وجود خطأ من المستهلك أو من المنتج، فدور الجهاز ليس قاصرا على مجرد التوفيق بين متخاصمين، منتج بذاته مع مستهلك بذاته، فقد ينجح احدهم المتخاصمين فى فرض قوة تفاوض تظلم الآخر ويضيع حق المجتمع، ففى تصورى أن دور جهاز حماية المستهلك هو إعادة العلاقة السوية بين المنتج والمستهلك باعتبارها حقا أصيلا من حقوق المجتمع.

رابعا: لو أننا فى دولة أكثر اهتماما بحقوق المستهلك لحصلت على تعويض مادى كبير، على ما لحق بى وبزوجتى من إزعاج، وتعطيل مصالح، وتردى القدرة على اتخاذ قرار بين صغار العاملين، وسوء تصرف بعضهم، إن انتشار مبدأ التعويض عن وقائع حقيقية يؤدى إلى آثار ايجابية فى صالح المنتج والمستهلك، آثار هى اقوى من تأثير ملايين الجنيهات يدفعها المنتجون مقابل إعلانات يشوبها غش وتدليس.

أخيرا، بعد انقضاء ساعة واحدة على حل المشكلة قمت بشراء بوتاجاز جديد من نفس البائع ولكن من منتج مصرى آخر، أتمنى أن يكون البوتاجاز الجديد مطابقا للمواصفات فلا ألجأ لجهاز حماية المستهلك، ولو حدث ذلك فسأطالب بتعويض كبير يتضمن وضع البوتاجاز التالف فى مطبخ المنتج على أن يستخدمه بنفسه.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأى رأيكم
- أحلم بالراحة
- محمد مستجاب
- مداعبات افتراضية
- انقلاب سلمى
- عن الدولة المدنية
- يا خرابى
- الناقة سافرة تأكيدا
- مطلوب جريدة
- تغيير الملة
- فتوى للمقابر
- حيل الغلابة
- عيد ميلاد
- يسكننا الوطن
- طالب الرضا
- حمّام الهنا
- دواب للركوب
- سيجار المقرود
- أصدقاء جدد
- مطلوب عروسة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر العدل - نضال البوتاجاز