أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رابحة الزيرة - سلَك الوادي وحده.. وما يزال














المزيد.....

سلَك الوادي وحده.. وما يزال


رابحة الزيرة

الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 07:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"ماذا أقول في رجل كتم أعداؤه فضائله حسداً، وكتم أحبّاؤه فضائله خوفاً، وظهر ما بين ذين وذين ما ملأ الخافقين (المشرق والمغرب)" .. كلمة قيلت بشأن الإمام علي (ع) من بعض مخالفيه، قد تختصر بعض الطريق على الحائرين في علي (ع) – لو استُوعبت - ولكنها لا تُنهي جدلاً قائماً ومحتدماً بشأنه لما يثيره أولاء وأولاء من غبار حول شخصيته حبّاً أو بغضاً، فيسيء إليه محبّوه أحياناً أكثر مما يفعل مبغضوه، فـ"عدوّ عاقل خير من صديق جاهل"، كما يؤثر عنه (ع) فيما خلّف من حِكَم بليغة، وخطب مطوّلة، وعهود ورسائل، ومقولات عرفان، أثرت المكتبة العربية والإسلامية بما تضمّنت من علوم ومعارف، وبما وثّقت من تجارب حيّة ومواعظ تؤرّخ لتلك المرحلة الحساسة من حياة الأمة على لسانه (ع).

حُرم كثيرون الاستفادة من ذلك الإرث المعرفي الغزير تنكّراً وتعصّباً حين تعاملوا معه (ع) كإمام خاصّ للشيعة، لا كخليفة للمسلمين أو كمعارض حكيم ووزير أمين، وكناصح شفيق لمن سبقه من الخلفاء الراشدين، بل كملازم لصيق لرسول الله (ص)، وأساء محبّوه إليه حين تعاملوا مع علومه تلك كنصوص للتبجيل والتقديس لا كمناهج للتعلّم والتطبيق، فعهدُه الشهير لمالك الأشتر – على سبيل المثال - يصلح أن يكون منهاج عمل للوزراء والوكلاء والساسة والقادة – كلّ على حدة – بشرط أن يتدارسه أهل العلم والاختصاص من علماء اجتماع وإدارة، وخبراء حرب ودفاع، ومستشارو بيئة واقتصاد.. وغيرهم.

كما تنافر مؤيّدوه ومخالفوه، فقد اختلف في فهم سيرته (ع) موالوه، فمنهم من آثر أن يأخذ بنظرية القطيعة بينه وبين الجهاز الحاكم آنذاك، وبالتالي راح يصوّره بعد وفاة رسول الله (ص) بصورة الولي المظلوم، المسلوب الحق، المعتزل للسياسة، جليس البيت لأكثر من عقدين من الزمان، وهذا ما لا يليق به (ع) لما نعرفه من تاريخه الحافل في الدفاع عن الإسلام وحمل رايته على عهد رسول الله (ص) وبعد وفاته.

بينما أثبت آخرون أنه كان دائم الحضور كمستشار للخلفاء الراشدين من قبله وبالأخص عمر بن الخطّاب، فنقل التاريخ العديد من الحوادث والروايات التي تثبت دوره الإيجابي وحنكته العسكرية والسياسية في المشاركة بتسيير أمور الدولة، يذكرها بعض الشيعة على سبيل المفاخرة، مع أنها تعكس حالة من المشاركة والتعاون فيما بينهما، كمقولة عمر الشهيرة: "لا أبقاني لمعضلة ليس لها أبو الحسن"، وغيرها من حوادث تبيّن حالة من الانسجام والقرب بينهما.

يذكر أن رجلاً شكا علياً إلى عمر، فلما جلس عمر لينظر في الدعوى، قال عمر لعلي: ساو خصمك يا أبا الحسن، فتغيّر وجه عليّ، وقضى عمر في الدعوى، ثم قال لعليّ: "أغضبت يا أبا الحسن لأني سوّيت بينك وبين خصمك؟ فقال عليّ (ع): بل لأنك لم تسوّ بيني وبين خصمي، إذ كرّمتني فناديتني يا أبا الحسن بكنيتي ولم تناد خصمي بكنيته، فقبّل عمر رأس عليّ وقال: لا أبقاني الله بأرض ليس فيها أبو الحسن.

أما كيف انتقلت لنا عبر التاريخ صورة صراع وتباغض أزليّ بين الشيعة والسنة وكأنها وليدة تلك السنين التي أعقبت وفاة رسول الله (ص)، وكأننا بعمر وعليّ نقتدي، سنّة وشيعة؟!

ليس ثمة إجابة سريعة تحلّ هذا الإشكال التاريخي الذي تورّطت فيه أحزاب وسلطات وطوائف وسياسات دول لتنتج الواقع المأساوي الذي تعاني منه الأمة الإسلامية بكل طوائفها، سوى غياب المؤسسات الدينية الواعية والمتجرّدة من إرث التاريخ والطائفة، وانشغال الموجودة في الساحة بالمحافظة على مكتسباتها الذاتية، وسوء استغلالها لمواقعها لخدمة أغراضها الخاصة، وإن كان على حساب أهمّ قيمة في الإسلام وهي الوحدة بين الأخوة في الدين.

فالسؤال إذاً، إذا كان عليّ (ع) يمارس على أقلّ تقدير دور المعارضة الفاعلة والمؤثرة في عهد من سبقه من الخلفاء .. فيراقب، ويسائل، وينتقد، وينصح، ويُستشار، ويؤخذ بمشورته، ويُشارك.. فلم لا تتعلّم المعارضة في بلداننا العربيّة من نهجه القويم، المدروس، وغير المهادن في تصحيح مسار الدولة، حيث أنّه لما عاد للمشاركة بايع وبايع معه أصحابه والهاشميون من بعده.

كما يبدو أنّ المعارضة العربيّة لم تستوعب بعد أنها يجب أن تكون ناطقًا باسم جميع أبناء المجتمع الذي اختارها بكلّ مذاهبه وأطيافه وطبقاته، وبالتالي فعليها أن تقوم بالدفاع عن حقوق كلّ المظلومين، ومحاسبة أيّ من المسئولين، لتمتصّ بذلك غضب شارعٍ يرى في مواقفها الشجاعة متنفّساً عمّا يجول في صدره من رغبة في التدمير والإفساد، فيتراجع ويسكن ويسلّمها زمام أموره لثقته بحكمتها وإخلاصها بتوفير وخدمة مصالحه.. وبنقاء ذات يدها وحبّها لمساكينه.. وزهادتها في الرئاسة والوجاهة والكرسيّ والمال العامّ وأنّها لديها -كما لدى عليّ- مجرّد "عفطة عنز" إلاّ أن تُقيم بها حقّا أو تدفع باطلاً.

الخشية كلّ الخشية، أن لا يبقى عليّ (ع) إماماً لطائفة وحدها بحسب الزعم الدّارج، بل أن لا يبقى إماماً ومقتدىً لأحدٍ بالمرّة، لا لسياسيٍ متحكّم أو معارض ولا لدينيّ متسلّط أو مُعارِض، فهل كُتب على مولانا عليّ (ع) أن يسلك دائماً الوادي الذي لا يسلكه الناس عادةً وبالأخصّ زعاماتها، ليبقى وحيد الدهر مدى الدهر؟!
رابحة الزيرة
جمعية التجديد الثقافية



#رابحة_الزيرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرآن مترجم بمذاق غربي
- ناصبو الراية بغواية .. وغاصبو الدين لغاية
- سقيا رمضان .. من رمضاء المحبة
- راية الدين حين تنتصب منكوسة بيدِ حمَلتِها
- رؤية الأحداث بعيون المخرج الإعلامي
- التهويد وطمس الهوية
- المادية وتقزيم الأرواح
- الرحمة الواسعة المفتوحة.. لا مُمْسكَ لها..
- الصلاة لكبح جماح المادية المطلقة من عقالها
- ألوانكم، وورودكم، ومخملكم .. هل تستر عورتكم؟
- مبرّدات لصيفنا الساخن
- طرق على أبواب حصن التعليم المنيع
- إلى عدوٍّ ملّكته أمري!
- أرأيت من ينصب العداء لنفسه؟
- شرنقة الغش تخنق أنفاس الإصلاح
- المرأة والرجل .. عدالة أو تماثل
- الخوف من البوح بالحقيقة أو من ضياعها؟
- دروس النيروز والأم وزهرة النرجس البرّي
- وليذهب الفقراء إلى الجحيم
- المؤسسة الدينية .. من يعلّق جرس الإصلاح؟


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رابحة الزيرة - سلَك الوادي وحده.. وما يزال