أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ازهار علي حسين - رائحة حلم














المزيد.....

رائحة حلم


ازهار علي حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2760 - 2009 / 9 / 5 - 22:13
المحور: الادب والفن
    



لا زالت رائحة الشهوة تنطلق من بقايا حلمي المسفوح على بلاطات الرصيف الملتهب بصباح صيف مسعور، حلم صبي يسبح في لجة جسد لم يذق بعد شراسة لذته. لا بد أن شيئا لا يستحق الاهتمام به في ذلك الشارع المفتوح على بقايا الاحلام، ولا بد أن إزدحام الوجوه المكررة لايعمل بجد على شدي من عمق خدر ملتاع الى حيث زمن يقف منتظرا بمنهج تكراره في محطة الباص .
تضيع حدود الاشياء أمام عيني العائمة في دوامة ضباب ملتهب ويتلاشى الكثير ممن حولي في خضم رائحة انثوية أجهل مصدرها تتسرب بخجل في الهواء.
أعلم أن ساعات اليوم ستمر ثقيلة رتيبة لا تعلق لحظاتها في الذاكرة، كما أعلم أن جملة من الدروس لن تكون مفهومة لدي ولن أجهد دماغي في الرحيل من وهج الاحلام اليها، مثلما هي أغلب الايام التي يفور فيها جسدي بشهوتي المراهقة.
لا أجد من دافع يحثني على ركوب الباص المتوجه صوبي بوجوه مغلقة على جدية الملامح، أدعه يمر بسلام يسحق بإطاراته السميكة زمن العجلة التي يفترض أن أركبه لألتحق بالوقت المعلوم لرنة جرس المدرسة، ينسحب بهدوء يفترس إسفلت الشارع بعد توقف مضغوط بسرعة نزولها منه ويذهب، ينسحب عن وجهها المرتبك بالانتظار على الشارع المقابل لي، أشم رائحة جسدها رغم المسافة الفاصلة بيننا، يستعر جسدي بأنوثتها الموجعة، يربكني صلف ما بين فخذي فأسارع لستره بطرف القميص المندى بفائض عرقي، يرسب جسدي على مقعد الانتظار يسابق أنفاسه، ترمي بشِباك النظرة باتجاهي دون محاولة الاقتراب، تشدني إليها، تضغط الكتب بثقلها على مرفقي وقدماي تسابقان عبور سيارة يفرمل سائقها مزمجرا بعصبية أمام إندفاعي على الطريق، أنزلق غير عابيء به صوبها وما يفصلني عنها نفس وخطوتان، أتأمل تقاطيع فتنتها، عنقها العاجي وسط أكتاف مسترخية على جبلين يتنفسان نهمي يميدان بي لأترنح على إلتفافة خصر منحوت ينزلق بي دون تمهل على لعنة فخذين يلتمع بينهما لهب موجع يفتت آهاتي، هكذا وبهدوء قليل ستمشي ربما أو ستركب، ولا أتركها، لن أسمح لثراء هذه الغواية أن يغادرني، سأمشي أو أركب معها، بعدها، خلفها، ستنزعج كثيرا لنظراتي الشبقة كما هي الآن، وستتأفف مضطربة من وجع حرماني الذي يحاصرها، سأراها تدلف الى شارع ضيق بعد أن تنزل مسرعة في محاولة هرب من ذئب عيني الشرس الذي سيظل مرابطا خلفها، وتحرص أن لا تنظر صوبي، وإفتعال لا مبالاتها بي يشعل حرائقي ويوقظ كل خلية في جسدي.
يلتمع الحلم منسفحا أمامي مختزلا تلك المسافة بيني وبينها فأحتضنها، أجذب جسدها بشراسة إليّ، وأشد بقوة على مؤخرتها المتهربة، لن أفكر حينها بما سيكون بعد لحظة من لحظتي تلك، ولن أعمل على إشغال دماغي بما سيكون بعد أن تدخل دارا ما وتتوارى عن ناظري، كل ما سأفكر به حينها أنني أشتهي جسدا يتهادى أمامي بلعنة الأنوثة المحرمة، لن تترك لي شهوتي المختنقة أن أتحسس مقدار ضجرها لوجودي المطارد ذاك خلفها، ولن تمهلني رغبتي المجنونة فيها لأتأمل ما تبيحه ملامحها منها، من عمقها، ذاتها وحقيقتها، فحين تجوع البطن، لا يكون من معنى لجمال الزهور أمام فتنة الخبز المضطهِدة، كل ما سأسعى اليه حينها هو أن أحاول معها بكلمة أو بأخرى عساها تستجيب...
وتنزعج مستقبحة كلماتي أخيراً، تدفع بابا متهالكة بقوة لتدلف الى عمق دارها ناظرة لي بشزر، وأقف لدقائق متفحصا ملامح الدار قبل أن أغادر المكان عائدا حيث أرسب على مقعد الأنتظار ينبهني زعيق الباص المتوقف أمامي خائر الموعد كما هو جسدي الذي يتقدم بخطوات متهالكة إليه، تاركا على المقعد حلم مراهق كفيف يرسب على رائحة الحرمان



#ازهار_علي_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنوان للرقص
- حين عدت !!
- هل اثمر طرح طرح منهج القراءه الجديد في الصف الاول الابتدائي ...
- عبث تحت الشمس
- فوانيس ليلة مطفئه
- شبابيك لاتفتحها السماء
- رائحة الحزن العتيق
- حاشية احلام الدمى
- الريشه
- انا...على رقعة الشطرنج
- مواسم الحصاد
- هواجس الرحيل
- لزمن اطول00
- زوايا مهرجان الصمت


المزيد.....




- نخبة من المخرجين وجزء ثانٍ من فيلم توم كروز.. كل ما تود معرف ...
- الروائي أحمد رفيق عوض يشارك في ندوة حول الرواية الفلسطينية ب ...
- كل الأولاد مستنيين يظبطوه”.. تردد قناة ماجد كيدز للأطفال وأح ...
- بعد عرض أفلام الشهر”.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على الن ...
- سوريا تحضر بثقلها الثقافي في معرض الدوحة للكتاب من خلال -سوق ...
- رحيل مغني -الراب- كافون.. أبرز الوجوه الفنية التونسية بجيل م ...
- السيرة الذاتية مفتاحٌ لا بدّ منه لولوج عالم المبدع
- من قبوه يكتب إليكم رجل الخيال.. المعتقل السياسي لطفي المرايح ...
- شاهد.. أنثى أسد بحر شهيرة تواكب الإيقاع الموسيقي أفضل من الإ ...
- يطارد -ولاد رزق 3-.. فيلم -سيكو.. سيكو- يحقق إيرادات تفوقت ع ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ازهار علي حسين - رائحة حلم