أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - الطفيليات السياسية














المزيد.....

الطفيليات السياسية


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 08:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مجتمعات تتأرجح بين النظام القبلي والشد العشائري والاستبداد السياسي تنمو وتنتشر أنواع من الطفيليات السياسية والاجتماعية التي تعتاش على أجساد مكونات وشخصيات سياسية واجتماعية أفرزتها وتفرزها تلك المنظومة المستبدة سواء ما كان منها في السياسة أو في مفاصل وتركيبات المجتمع ومكوناته القبلية والقروية التي انتشرت في المدن بعيد قيام الجمهورية وحتى يومنا هذا، حتى أنها تغلغلت في مفاصل كثيرة ومهمة من مراكز القرار والتشريع.
وربما كانت في أطوارها الجنينية أو في بداية ظهورها قبل شخصنة الإدارة والحكومة أيام الحكم الملكي، ومن ثم تسلط فئات أو عصابات في انقلابات تشبه إلى حد كبير سلوك المافيا وتصرفاتها كما حصل في انقلابي 1963م و 1968م اللذان قادتهما مجاميع منظمة من الإرهابيين وما أعقب ذلك من قيام نظام العصابة وجمهورية القرية والعشيرة التي أنتجت وطورت أجيالا خطيرة من الطفيليات السياسية التي بدأت منذ سقوط النظام بتطوير نشاطها ومجالها الحيوي وتحولت إلى قنوات لعبور كل أنواع الفساد والإفساد ورجال المهمات التدميرية في الاقتصاد والتخريب والقتل والتذبيح وإشاعة الفتنة الطائفية وتأليب الرأي العام ضد طائفة أو قومية أو حزب ما ليتسنى لها الاستمرار والبقاء.
أن الكثير من هذه السلالات الطفيلية يعود إلى أواخر أيام الدولة العثمانية وبقاياها وما زرعته على أديم العراق بالتعاون مع الذين وقعوا الصلح في لوزان وأشعلوا الفتنة والاضطهاد في كوردستان وما آلت إليه الأمور بعد إلحاق الموصل بالمملكة العراقية ونشوء أجيال من الطفيليات العرقية والسياسية التي تعتاش على مركزة السلطات في بغداد وتهميش بقية الأجزاء والأجناس.
وليس ببعيد عن العراق وما حصل فيه منذ تأسيسه وحتى سقوط نموذجه المتخلف في الإدارة والحكم كثير من الأنظمة التي ادعت الثورية وانقلبت في عمليات سطو مسلح على أنظمة حكم في بلدانها وأطلقت على تلك العمليات بالثورات ومجموعة الشعارات التي كانت تلامس عواطف الأهالي والعموم، حتى أنها وفي غياب الديمقراطية توهمت بأنها تمثل 99,99 من رأي الشعب وأصواته في تمثيليات الانتخابات التي كانت تجريها على مسرح عملياتها، وهي بالتالي عصابات قبلية أو بيتية أو ربما مناطقية تجتمع لغايات بدوية أو غرائزية في المال والسلطة تحت شعارات وهمية لتخدير الأهالي والرأي العام وما يحصل في كثير من هذه البلدان المعروفة برؤسائها وملوكها ( القادة الأفذاذ ) الذين يقودون عصاباتهم منذ عقود طويلة بانتخابات الــ 99% .
هذه الطفيليات نمت وتربت في كنف أنظمة الاستبداد وفقدت مواصفاتها الإنسانية لتتحول مع الأيام إلى طفيليات تقتاد على فساد الأنظمة الدكتاتورية وتنمو بعيدا عن رأس النظام أو مراكز القرار لتبني لها عوالمها الخاصة في تخريب المجتمعات والاستحواذ على المكاسب من خلال انتشارها افقيا في مؤسسات الدولة ومفاصلها الاقتصادية والعسكرية والأمنية. إن هذا الانتشار الواسع لهذه الطبقة أنتج ترديا كبيرا في أداء الدولة وتقهقرا في السلوكيات الاجتماعية بسبب إفرازها لأنواع من السلوك الانتهازي التكسبي الذي يعتمد التملق والتدليس أساسا في علاقاته والذي لا يأبه بالمصالح الوطنية والإنسانية للفرد والمجتمع ويختصر كل الوطن وما عليه بل الدولة وما فيها في شخص واحد أو مجموعة أشخاص.
ولعل أوضح صورة ظهرت عليها تلك الطفيليات هي ما نشاهده اليوم في اختراق مؤسسات العراق الجديد منذ سقوط نظام العصابة، حيث تغلغلت هذه الطفيليات من خلال القوى الانتهازية وكثير من عناصر النظام السابق مع الأيام الأولى لدخول قوات الاحتلال إلى معظم الأحزاب السياسية ومؤسسات النظام الجديد ( السلطات الثلاث ) إضافة إلى تعاونها مع مفاصل مهمة في القوات الأمريكية والبريطانية وبالذات الكثير من القيادات الحزبية والعديد من شيوخ العشائر الذين انتجتهم دائرة العشائر في ديوان الرئاسة السابق ممن تم تصنيفهم إلى ثلاثة موديلات أ ، ب ، ج والذين استحوذوا على ممتلكات الدولة وآلياتها وموجودات مخازنها عشية هروب ( الرئيس القائد ) إلى الحفرة الشهيرة وسقوط النظام في نيسان 2003م على خلفية ما أطلق عليه صدام حسين وأحله لهم مما عرف بـ ( الحواسم ) أمام مرأى ومسمع وحماية القوات الأمريكية التي حولتهم فيما بعد إلى مقاولين ومجهزين رئيسيين لتلك القوات وفي كثير من المحافظات مثل الموصل والبصرة وكركوك مستشارين للأمور الخاصة جدا.



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة العصابة الى عصابات الدولة
- دولة العصابة ( العراق بين 1963-2003م )
- ( الموصل والطغمة العنصرية )
- (الانتخابات الكوردستانية وآفاق المستقبل)
- ( ونجحنا يا كوردستان )
- ( دستور كوردستان )
- كوردستان والخيار الديمقراطي
- الانتهازية والعوق الاجتماعي
- انتخابات كوردستان
- مركزة الدولة والغاء التوافق؟
- ( لكي لا تتوالى المخازي!؟ )
- في كوردستان تتعانق الاعراق والاديان
- كوردستان جنائن البلدان
- المحكمة الدولية والأنظمة الشمولية
- التأثيرات السلوكية للأعلام الشمولي
- النظم الشمولية وصناعة الآخر؟
- الآخر بين القبول والتصنيع ؟
- تداول السلطة والقطار الديمقراطي
- النظم السياسية والاصولية الدينية
- جمهورية القرية!?


المزيد.....




- مصور إماراتي في أبوظبي يسعى لتوثيق -الهوية المعمارية- لبلاده ...
- مهلة الأسبوعين والحرب الإسرائيلية الإيرانية.. هل يمكن الوثوق ...
- إيران وإسرائيل: جهود التهدئة تسابق الطائرات والصواريخ
- خبير عسكري: إيران تعتمد مناورة صاروخية ذكية والمفاجآت معياره ...
- إندبندنت: كيف تمكّنت إيران من اختراق نظام القبة الحديدية الإ ...
- إسرائيل.. 30 ألف مطالبة بالتعويض جراء هجمات إيران
- محللون إسرائيليون: قصف سوروكا غير مؤكد والهدف قد يكون عسكريا ...
- الصورة الكبرى لتغير المناخ والذكاء الاصطناعي
- لقاء جنيف.. ماذا بجعبة الترويكا لخفض التصعيد بين إيران وإسرا ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: شركة الطيران العالمية إيزي جت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - الطفيليات السياسية