أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - الضجة المغرضة














المزيد.....

الضجة المغرضة


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 837 - 2004 / 5 / 17 - 03:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضجيج هنا وهناك، في بلدان العرب وبعض دول الغرب، وبازار صاخب لكل من عارضوا سقوط صدام، وكل يزايد على الآخر في الهرج والمرج. أما المناسبة فالكشف الأمريكي عن جريمة بشعة في سجن أبي غريب على أيدي حفنة سافلة من المجندين والمجندات الأمريكيات.
المدافعون الحقيقيون عن حقوق السجين، ومهما كانت جريمته بشعة، هم وحدهم الذين أطلقوا صرخات نبيلة ونزيهة ضد تلك الجريمة الشنيعة. والصادقون في الإدانة والاستنكار يأتي في مقدمتهم بلير وبوش ورامسفيلد والبيانات الرسمية للحكومتين عن التحقيق الفوري ومعاقبة المتهمين من جنودهم.
إن الاستنكار والإدانة مشروعان حتى لو جاءتا من جيش عربي من المنافقين والمزايدين وذلك لكون تلك جريمة يعاقب عليها القانون، وأيا كان الضحية. لكن هناك فرقا بين إدانة وإدانة عندما تكون إحداهما تخفي التستر على المئات من الجرائم الأخرى هي الأشنع عشرات المرات، وأقصد جرائم النظام الفاشي المهزوم، ومنها الاعتداء الجنسي الأثيم لحد الاغتصاب على المئات من العراقيات والعراقيين وعلى مدى سنوات طوال. والمنافقون هم أيضا أصحاب الألسنة الطويلة اليوم حول الوضع في العراق وهم الصامتون دوما عن انتهاكات السجون والمعتقلات العربية في سياسة قمع مبرمجة ومستمرة.
إن الجنود المنتهكين لحقوق المعتقلين العراقيين هم مجرد حفنة لا غير من جنود التحالف، وجريمتهم حالة شاذة في مجمل تعامل قوات التحالف، حتى أن كل معتقل صدامي أو إرهابي يعتبر نفسه سعيدا جدا لعدم وقوعه في أيدي جمهور عراقي.
لقد انتهز الفرصة من راحوا، من عراقيين وعرب، يدعون لإطلاق سراح المعتقلين العراقيين، متناسين عن عمد أسباب وظروف اعتقالهم، وكم منهم ممن ارتكبوا جرائم خطف، وقتل، واغتصاب، ونهب، وجرائم إرهاب كنسف لأنابيب النفط ومنشآت الكهرباء، وناسفي مقرات الأمم المتحدة والصليب الأحمر وموكب الشهيد الحكيم وأكراد أربيل.
يذهب الصليب الأحمر، الصامت زمن صدام، للادعاء بأن تسعين بالمائة من المعتقلين هم "أبرياء". عجبا! كيف عرف موظفو الصليب الأحمر ذلك؟! هل حققوا هم عن المعتقلين؟ هل اطلعوا حقا على أسباب اعتقالهم؟ وماذا لو كان بينهم رؤوس مخابرات ورجال أمن كانوا من حفاري القبور الجماعية، وممن مارسوا أبشع أنواع التعذيب في سجن أبي غريب نفسه: من بتر الأعضاء التناسلية، والتذويب بأحواض التيزاب " ودق مسامير بالأيدي، وتقطيع أطراف بالمناشير، وفرم الأجساد، وتهشيم رؤوس أطفال رضّع أمام آبائهم ، والتسلي برمي معتقين للحيوانات المفترسة، ودق المسامير في الأطراف، وإطفاء السجائر بالأثداء،وتغطيس بالقاذورات، وغيرها من مبتكرات ممارسات أجهزة صدام وعدي وقصي والكيميائي؟!! هذا ما تذكره وتبرهن عليه مئات الصور وشهادات من سلموا بمعجزة من الموت في سجون صدام ولاسيما أبي غريب، وهذا ما يذكّر بها المنافقين العرب ضحية عراقي من عائلة الحكيم، وكان من الضحايا وشهود العيان، في مقال له مثير في عدد الشرق الأوسط ليوم 15 مايو الجاري. ترى هل يجهل الموظفون العرب والغربيون في الصليب الأحمر الدولي هذه الجرائم المقترفة كنهج وسياسة حكم على مدى سنوات تسلط صدام؟! وهل تجرؤ اليوم الفضائيات على تقديم نماذج من الجرائم النازية في سجون صدام، أو هل تعرضها اليوم مع الضجة المفتعلة ذات الغرض السياسي وسائل الإعلام الألمانية والفرنسية، ومعها الصحف والساسة الأمريكان والبريطانيون المناوئون لبوش وبلير؟!!
إن المشكلة مع إدارة التحالف هي عدم الإعلان عن نتائج التحقيق مع كل معتقل ومعتقلة، وعدم تقديمهم وبمشاركة مجلس الحكم أمام المحاكم لمعاقبة المجرم الحقيقي، وإطلاق سراح الأبرياء إن ثبتت براءتهم. أما إطلاق سراح المعتقلين اعتباطا، دفعة بعد دفعة كما يجري وبدون محاكمات، فيعني، كما قال الدكتور عبد الخالق حسين، تكرارا لما فعله صدام عشية سقوطه من إطلاق سراح أكثر من مائة ألف سجين من مجرمي الخطف والقتل والاغتصاب لترويع بقية العراقيين، وليكونوا جيشا احتياطيا لعصابات صدام المسلحة وحلفائهم من المجرمين الزرقاويين.
إن المطالبة المحقة والمطلوبة هي بالإسراع بمحاكمة المعتقلين، وفي المقدمة صدام وكبار أفراد زمرته الفاشية، الذين يجب أن يمثلوا أمام محاكم عراقية نزيهة، وبرقابة وإشراف التحالف والأمم المتحدة. إن كل إطلاق سراح عشوائي تحت ضغط العرب والصليب الأحمر وسائر من وقفوا ضد الحرب، سوف يؤدي لزيادة وتيرة الجريمة والإرهاب، ومضاعفة الضحايا من العراقيين ومن قوات التحالف، وسيزرع الألغام في طريق نقل السلطة.



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مقاومة- حرق الجثث و-جهاد- قطع الرؤوس ونبش القبور!!
- العراق بين الإبراهيمي والعرب!
- خراب بشري، وتدمير إيراني ـ سوري.... وعلم جديد!!
- سياسة -اجتثاث البعث- في خطاب بول بريمر
- الشارع العراقي وجريمة البصرة..
- نقل السلطة وضمان أمن العراقيين
- التاسع من نيسان يوم التحرير وعيد العراق
- القانون فوق الجميع
- لا تسامح مع الوحوش الآدمية!!
- قراءة أولية في توصيات مؤتمر المصالحة في أربيل
- مجموعة مقالات
- هل أصبح مجلس الحكم أسير الإسلاميين ورجال الدين؟
- تجمع ديمقراطي عراقي متميز في وضع سياسي معقد..
- بعض الملاحظات عن مواقف المسؤولين العراقيين
- معركة الحجاب المفتعلة في فرنسا...
- لا لقوات التحالف! عاشت قوات فرنسا وروسيا وسوريا في العراق!
- فرنسا طبيبة العراق!
- الجريمة الكبري والخسارة الفادحة، مسؤولية التوعية ضد التطرف و ...
- شهيد الاعتدال والوحدة الوطنية
- من أجل ديمقراطية علمانية


المزيد.....




- احتمال حدوثها واحد من عشرة آلف.. لِمَ اعتبرت ولادة هذه الفرس ...
- -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لـCNN تجربته في غ ...
- 20 قتيلا على الأقل بغرق قارب في شرق أفغانستان (فيديو)
- السعودية تعلن عملية بيع حصة إضافية من شركة أرامكو النفطية
- أرقام صينية: ازدهار التجارة بين الصين والدول العربية على مدى ...
- بدء تطبيق -بطاقة الفرص- لجذب عمال مؤهلين إلى ألمانيا
- سياسية ألمانية تضطر لمغادرة بلادها مع أطفالها الثلاثة بسبب م ...
- بالتفاصيل.. المقترح الذي أعلنه بايدن وقابلته حماس بإيجابية
- وزير الدفاع الإندونيسي يؤكد استعداد بلاده لإرسال قوات حفظ سل ...
- وزير دفاع إندونيسيا: خطتنا للسلام في أوكرانيا تبقى منطقية وم ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - الضجة المغرضة