أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي - محنة الصمغ العربي الي متي؟














المزيد.....

محنة الصمغ العربي الي متي؟


محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 2736 - 2009 / 8 / 12 - 08:15
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


هذه السلعة الإستراتيجية الفريدة، تتعرض لضربات موجعة ومتتالية من جوانب عدة، أدت الي تدهور قطاع الأصماغ وأضعفت المنتجين وشردتهم وأبعدتهم من حلبة الإنتاج، والمسئول الأول في ذلك الدولة من خلال سياساتها الإقتصادية الإنتقائية المنحازة لبعض القطاعات دون الأخري. فبالإضافة للخلل البائن في السياسات الإقتصادية الكلية التي تنحاز للكبار، علي حساب الفئات المنتجة بالمجتمع السوداني من المزارعين والمنتجين والحرفيين وغيرهم، عجزت الدولة عن حماية الإنتاج المحلي من التهريب، حيث تقوم بعض الدول بتهريب الصمغ وتصديره كخام، و بعض الدول يقوم بتصنيع الصمغ ومن ثم إعادة تصديره مرة أخرى, مما يفقد السودان الميزة النسبية التي تمتع بها عبر تاريخه الطويل والتي بدأ يفقدها منذ عقد التسعينات.
وعلي الرغم من قرار البرلمان بفك الاحتكار وتحرير تجارة الصمغ العربي, وقيام مجلس الصمغ العربي (بالرغم من معارضة بعض الآراء يقرار إلغاء الامتياز) إلا أن التدهور الذي حدث لأشجار الصمغ وللمنتجين لم يتوقف ولن يتوقف، وتوالت شكاوى منتجي الصمغ العربي، والتجار والشركة نفسها، وبات الكساد يخيم علي سوق الأصماغ، ويشجع علي المضاربات، ويقلل من فرص الأسعار المجزية للمنتج. ولنا أن نتصور حال المزارعين المنتجين في قطاع الأصماغ في ظل هذا الواقع المؤلم والمجحف وفي ظل سياسات الدولة الإقتصادية المختلة والظالمة، لتبين لنا مدي خطورة الموقف الحالي والمستقبل القريب، بالنسبة لهذه السلعة الإستراتيجية وللمنتجين وللإقتصاد القومي. لقد فقد منتجو الأصماغ استقرارهم كمنتجين وكمواطنين، واتجهوا تحت وطأة الفقر والحاجة وفي ظل الإهمال المتعمد من قبل الدولة، إلى قطع شجرة الهشاب والأشجار المنتجة للأصماغ الأخري.
هذا الواقع يوضح لنا بجلاء أن المشكلة الأساسية تكمن في إهمال المنتجين وتهميش دورهم، ولنا أن نتسائل من الذي يجعل الدولة في أعلي مستواياتها التحرك والتسابق نحو شركة كنانة، وهي ليست شركة سودانية خالصة، بهذه الصورة والتي تجعل الحكومة تعقد أحد إجتماعاتها بمقر الشركة، وفي نفس الوقت لا تبالي بالإتحاد العام النوعي التعاوني لمنتجي الأصماغ، والذي يضم 1560 جمعية تعاونية ويخدم أكثر من 2 مليون من المزارعين المنتجين للأصماغ؟. ولماذا تهتم الدولة بالشركات الكبيرة ذات العائد المادي الكبير والمتجدد مثل شركات الإتصالات وغيرها والتي توظف بضعة آلاف، ولا تهتم بتلك الكيانات المنتجة من المزارعين والحرفيين وغيرهم وهم بالملايين؟
الإجابة واضحة والخلل واضح، ويكمن في الطريقة التي تدار بها عجلة الإقتصاد بالبلاد والتي تفرد مساحات واسعة للعمل الهامشي والإستهلاكي، البذخي (المطاعم، والكافتيريات، والسوبرماركت، والمزارع الكبيرة حول العاصمة والمدن الكبري...الخ)، وتحجم بسياساتها الظالمة فرص العمل الإنتاجي والمنتج للقطاعات الساحقة من المواطنين في الريف والحضر ومنهم المنتجين بقطاع الأصماغ، وذلك بفرض الرسوم الباهظة والضرائب العالية، وضعف الخدمات والتسهيلات مقارنة بتلك التي يتحصل عليها الكبار.
إن محنة الصمغ العربي كسلعة وإنتاج محنة ناتجة من خلل أساسي يتعلق بوضع السياسات الإقتصادية الكلية التي يجب أن تتجه نحو المنتج الحقيقي، ولذلك تطوير صناعة وإنتاج الأصماغ ضرورة تقتضي أن يكون المزارع المنتج المحور الأساسي في عملية التطوير، ويتطلب ذلك تعاون كافة الجهات المعنية مع إهتمام ودعم ورعاية الدولة. كل ذلك من أجل تفعيل تجارة الأصماغ داخليا وخارجيا حتى يتمكن هذا القطاع من المساهمة الفاعلة والحقيقية في الناتج الإجمالي المحلي.
إذا أردنا استقرار هذا القطاع فلابد من وضع السياسات الصحيحة واستدامة عطاء منافع حزام الأصماغ وخاصة الصمغ العربي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من خلال الإهتمام بالمزارع المنتج، وذلك بتقديم الخدمات اللازمة له، من صحة وتعليم ومياه شرب نقية،وغيره من الخدمات الأخري.



#محمد_الفاتح_عبد_الوهاب_العتيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنوك من أكبر العقبات أمام مستقبل التمويل الأصغر في السودان
- التنمية وإعادة بناء منظمات المجتمع المدني
- الكفايات المميزة والتميز الإدارى للقيادات الإدارية
- منظمات المجتمع المدني النشأة الآليات وأدوات العمل وتحقيق الأ ...
- فشل الحكومة .... التدهور الإقتصادي وإرتفاع الأسعار
- نحو سياسة زراعية مستقبلية
- في إطار الإحتفال باليوم العالمي للتعاونيات -قيادة الانتعاش ا ...
- التعاونيات ومستقبل أنشطة التمويل الأصغر
- أضواء علي الحركة التعاونية عالميا ومحليا
- المشاركة الفاعلة للمرأة العربية وتجاوز المعوقات الإجتماعية و ...
- دور التربية والشباب في التنمية البشرية الإستراتيجية السوداني ...
- نظام الكوته والتمثيل النسبي والمشاركة المنصفة للمرأة السودان ...
- التعاون الاستهلاكي وسيلة لمحاربة الغلاء وتفير الإحتياجات الإ ...
- السودان ... التحول الديمقراطي وقراءة في معايير وأسس الحكم ال ...
- التنمية والمشكلات المؤسسية للعمل الطوعي
- أثر الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد السوداني
- النهوض بالمرأة وإشراكها ضمان لأمن وسلام دارفور
- المحاصيل والمنتجات المعدلة جينياً وانتهاك حقوق البشر في الغذ ...
- التضخم !!!
- نظام الكوته والتمثيل النسبي ضمان مشاركة منصفة للمرأة في الان ...


المزيد.....




- كيكة شوكولاتة غرقانة بصوص رهيب.. اقتصادية جداً ومفيش أسهل من ...
- المغرب وفرنسا يسعيان لتعزيز علاقتهما بمشاريع الطاقة والنقل
- مئات الشاحنات تتكدس على الحدود الروسية الليتوانية
- المغرب وفرنسا يسعيان إلى التعاون بمجال الطاقة النظيفة والنقل ...
- -وول ستريت- تقفز بقوة وقيمة -ألفابت- تتجاوز التريليوني دولار ...
- الذهب يصعد بعد صدور بيانات التضخم في أميركا
- وزير سعودي: مؤشرات الاستثمار في السعودية حققت أرقاما قياسية ...
- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية
- أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي - محنة الصمغ العربي الي متي؟