ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 832 - 2004 / 5 / 12 - 06:16
المحور:
الادب والفن
فرّ بحرقة من توسلها الصباحيّ:
" بابـــا ...!!! ألا تشتري لي ثيابا جديدة لعيد الغد كبقية الأطفال؟!"-
راح يمدّ أنامله داخل جيوبه واحدة تلو الأخرى , ليطمئن إلى ما تبقّى فيها من قطع نقدية .. وهو يردد ..
" سأشتري يا حبيبتي من المعاش القادم . إصبري بضعة أيام فقط! "-
تسمرّ قرب المكتبة يطالع على عجل العناوين الرئيسيّة للصحف , قبل أن يحدجه البائع بنظرة غاضبة وكأنه يسرق نكهتها!
" إعلان ساعة الصفر لبدء الحرب. وزارة الدفاع في اسرائيل توصي المواطنين بتحضير لوازم الحرب "
" واشنطن بدأت العدّ التنازلي لعدوانها الدمويّ على العراق ! تسارُع الحشد العسكري برّا وجوا وبحرا "
" السلطات تهدم المسجد في قرية تل الملح غير المعترف بها في النقب "
" العليا تُلزم الجيش بتغيير إجراءات اعتقال الفلسطينيين"
" ستة شهداء برصاص الاحتلال في الضفة والقطاع "
شعر باختناق كأن صخرة ضخمة هوَتْ من صدره .
نظر للسماء بحثا عن منفذ للأمل ................
ارتطمت نظراته بلافتة مصلوبة على مبنى الشرطة ..
ابتسم ..قهقه حتى ثمالة المرارة ..
فقد سقط المقطع الحديديّ " طة " عن العبارة
" الشر.. في خدمة الشعب " ...
كما يسقط القناع عن وجه الحقيقة
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟