أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شهاب الدمشقي - العنف الاسلامي في السعودية .. الحصاد المر















المزيد.....

العنف الاسلامي في السعودية .. الحصاد المر


شهاب الدمشقي

الحوار المتمدن-العدد: 831 - 2004 / 5 / 11 - 07:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العنف الاسلامي ظاهرة خطيرة عانت منها جميع المجتمعات الاسلامية قديما وحديثا ، فمن عنف الخوارج الى عنف جماعة القاعدة : مسلسل واحد مترابط الحلقات متحد في الأهداف والغايات والمضمون والممارسات ، ولأن العنف الاسلامي ظاهرة دينية بحتة مجردة عن الهوية الجغرافية أو الإقليمية أو الزمنية فمن الطبيعي أن نجده حاضراً في أي مجتمع بشري : اسلامي أو غربي ، فبعد مصر وسورية والجزائر ولبنان واليمن والأردن وتونس وفرنسا وأمريكا... الخ بدأ العنف الاسلامي يضرب السعودية ..
ولسنا الآن في معرض مناقشة العنف الاسلامي كظاهرة وتحليل مضمونه ، فقد كُتب الكثير في هذا الجانب، وما يهمني في هذا المقال هو مناقشة طريقة تعامل المؤسسات
السعودية ( الحكومة والاعلام والفقهاء والاكادميين ..) مع مشكلة العنف الاسلامي السعودي، فعلى مدى شهور طويلة كانت قضية العنف والتطرف الاسلاميين الشغل الشاغل للمجتمع السعودي، وكثُرت التحليلات والدراسات والندوات التي ناقشت تلك القضية وحاولت أن تفسرها وتحلل أسبابها ودوافعها، وجميع تلك الجهود الفكرية والأكاديمية والحكومية أجمعت على إدانة التطرف الفكري وتجريم العنف الاسلامي ( وهذا ما نتفق عليه جميعاً دون أي خلاف أو جدال ) ولكن ما استرعى الانتباه هنا هو تجاهل تلك الجهود البحثية للأسباب الحقيقية التي أنتجت واقع العنف الاسلامي في السعودية، بل ان بعض الدراسات والتحليلات حاولت أن تلقي تبعة التطرف والعنف المعاش اليوم على عناصر خارجية، فسمعنا من يعتبر فكر التكفير ( فكراً غريباً وافداً الى السعودية من الخارج !! ) وأن منظري تيار العنف في السعودية أشخاص غير سعوديين ( أبو محمد المقدسي وسيد قطب .. ) أو سعوديين يعيشون في الخارج ويأتمرون بأمر الغرب !! .. والسؤال الذي يُطرح هنا : هل التطرف الاسلامي السعودي نبت غريب وافد من الخارج أم أنه صناعة سعودية خالصة ؟؟ وهل فكر التطرف و التكفير الذي يوصف اليوم في الدوائر الرسمية بـ (الغلو) هو نبت غريب شاذ لم يألفه الاسلام السعودي أم أنه الركن الأساسي والمحوري في الخطاب الاسلامي السعودي ؟؟ وهل العنف المسلح الذي يدمي المجتمع السعودي اليوم ظاهرة غريبة غير متوقعة أم أنها النتيجة الحتمية لتراكمات من فكر التطرف والارهاب الاسلامي السعودي ؟؟
بداية لا بد من التأكيد على رفضنا الكامل والمطلق لفكر التكفير والتطرف مهما كانت هويته، وتجريمنا للعنف الذي يستهدف الابرياء في كل مكان ( باستثناء الكفاح الوطني المسلح ) ولكن .. لا بدّ أن نكون صريحين وواقعين عند مناقشة واقع التطرف والعنف في المجتمع السعودي، فإذا كنا جادين بالفعل في البحث عن أسباب فكر التطرف والتكفير في السعودية فلن يكلفنا الأمر سوى زيارة سريعة لأي مكتبة من المكتبات المنتشرة في أرجاء السعودية !!، اذ تفيض مكتبات السعودية بركام من الكتب التي تكرس فكر التطرف والتكفير وبأقلام سعودية خالصة، بل وبرعاية حكومية رسمية ايضاً !! فمن الواضح أن التكفير والتطرف الفكري أو ما بات يسمى رسميا بـ ( الغلو ) ما هو الا ترجمة صادقة وأمينة لأدبيات رسمية وشبه رسمية، بعضها تراثي وبعضها معاصر، تربى عليها المواطن السعودي على مدى عقود من عمر السعودية كرست ثقافة التطرف والتكفير وإقصاء الآخر، والمتابع لأدبيات الخطاب الإسلامي السعودي الرسمي وشبه الرسمي سيصدم بكم هائل من قيم التطرف والانغلاق واستسهال اتهام الآخر
( المسلم قبل غير المسلم ) بالضلال والمروق بل والكفر لأبسط خلاف وأتفه الأسباب، وتتجلى مظاهر التطرف الفكري والاقصائي في الخطاب الاسلامي السعودي في النقاط التالية :
1- ضمن الدائرة الاسلامية : ينطلق الخطاب الاسلامي السعودي من فكرة احتكار الحقيقة المعصومة التي لا تقبل الجدل أو النقاش، والتي يكون مخالفها ضال ومنحرف ومبتدع وزائغ وفاسق .. الى آخر مفردات قائمة الخطاب الاسلامي السعودي، وتزداد المشكلة تعقيداً عندما نجد دائرة ( الطائفة المنصورة المهتدية ) تنكمش الى أضيق نطاق، اذ يبدأ الخطاب الاسلامي في حصر الهداية والرشد في فئة (المسلمين) ثم نكتشف بعد ذلك أن الرشد و الهداية التي يتحدثون عنها حكر على جماعة من (المسلمين) هم ( أهل السنة والجماعة ) ومن خالفهم على باطل، ثم تزداد الدائرة ضيقاً عندما نجد الخطاب الاسلامي السعودي يحصر الهداية والتوحيد الخالص في فئة بعينها من عامة ( أهل السنة والجماعة ) وهم ( السلفيون ) بل ربما تضيق دائرة السلفية ذاتها لتنحصر الهداية في تيار ( هيئة كبار العلماء ) دون غيرهم من السلفيين !!، وقد درج الخطاب الاسلامي السعودي الرسمي وشبه الرسمي على قذف تهم الضلال والزيغ والزندقة بل والكفر أحياناً بحق كل من خالف الخط الاسلامي السلفي البازي (نسبة الى ابن باز وتياره) فاستسهل فقهاء السعودية تضليل من يخالفهم لأتفه الأسباب وأهون الأمور حتى يكاد الخطاب الاسلامي السعودي يخرج ثلاث أرباع المسلمين من الملة !! إذ تشمل دائرة ( الضالين والمارقين والمبتدعة ) جميع الفرق الاسلامية غير المنتمية للتيار السلفي ( تفيض المكتبات السعودية بآلاف الكتب المكرسة لتكفير جميع المذاهب والطوائف والحركات الاسلامية غير السلفية حتى بات تكفير الآخر الاسلامي هو الأصل والحكم باسلامه هو
الاستثناء !! ) ، وحتى الردود الفقهية والعلمية ( والتي تُسمى تجاوزاً الحوار الاسلامي – الاسلامي ) غلب عليها طابع الخشونة والقسوة والحدة، فنجد أن الرد أو التصويب الفقهي أو المناقشة العلمية لاجتهاد معين تعنون بـ ( الرد على ضلالات فلان ) أو
( نقض شبهات فلان ) أو ( التحذير من طامات فلان ) بل يمكن أن يأخذ الرد عنوانا مثل ( الرد على الكلب العاوي فلان !!! والمقصود بالكلب العاوي هنا يوسف
القرضاوي !! )
2- ضمن الدائرة الفكرية العامة : لا يعترف الخطاب الاسلامي السعودي بالتعددية الفكرية أو الدينية ، اذ تختفي عند فقهاء السعودية قيم الحوار والتسامح الفكري واحترام الرأي الآخر لتحل محلها عقلية اقصاء الآخر والغائه ورفض الاعتراف به أو التعايش معه، فكل فكر لم ينطلق من منطلق اسلامي سلفي فهو الكفر والمروق والضلال والعياذ بالله !! والطريق الوحيد للتعامل مع مثل هذا الفكر غير الاسلامي هو : القمع والاقصاء، ولا يوجد ما يمنع من اقامة حكم الله في مروجي هذا الفكر الكافر : القتل !! .. وتكفي مراجعة سريعة للموسوعة التكفيرية المسماة ( الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة ) لنجد ان محرري هذه الموسوعة قد حاكموا جميع التيارات الدينية والمذاهب الفكرية والمدارس الفلسفية، وأصدروا حكما قاطعا ونهائيا بخروجها عن الاسلام، ومثلها كتاب ( معاول الهدم والمنكرات ) لخالد بن علي الحاج وكتاب ( فتاوى علماء البلد الحرام ) والذي ضم فصلا كاملا حمل عنوان ( أحكام الكفار !! ) .. وقس كل ذلك آلاف الكتب المطبوعة في السعودية والمخصصة لتكفير مسميات ( العلمانية ( أو الجاهلية الحديثة كما تُسمى ) والعصرانية والتنويرية والحداثة ...الخ ) وهي عبارات فضفاضة جدا في الخطاب الاسلامي السعودي ويمكن أن تستوعب جميع الكتاب والمفكرين الليبراليين وحتى الاسلاميين غير المنتمين للخط السلفي البازي ..
وفي ظل مثل هذا الجو الفكري المشبع بثقافة الكره والتطرف والتكفير والمشحون بعقلية اقصاء الآخر والغائه كلياً يأتي العنف المسلح كنتيجة طبيعية وثمرة حتمية لهذا الواقع الفكري، بل لا نغالي ان قلنا : ان الفارق الوحيد بين الخطاب الاسلامي السعودي الرسمي وشبه الرسمي وبين خطاب تيار القاعدة – بن لادن أو ما يسمى في الاعلام الرسمي بـ
( الفئة الضالة !! ) انما يكمن في نقطة واحدة فقط وهي أن التيار الأخير يكفر المؤسسة الحاكمة في السعودية في حين يمتنع التيار الأول عن ذلك، وفيما عدا ذلك يقف التياران على ذات الأرضية التكفيرية للأخر ويعبران عن ذات النظرة المنغلقة التي تفتقر الى التسامح.
باختصار ...
السعودية اليوم تحصد ما زرعت في سنين..



#شهاب_الدمشقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منبر حر للتعبير عن الفكر العلماني العقلاني الجاد
- مقدمة في -الإعجاز العلمي- للنصوص المقدسة
- الجنس في التراث الإسلامي
- نحن والغرب .. صراع أم حوار ؟؟
- الأسس الفكرية للخطاب الإسلامي المعاصر
- جماعة العصور - بدايات الحركة اللادينية العربية
- من الذي خلق الكون والإنسان ؟
- لماذا أنا لاديني ؟؟
- هل الديمقراطية تستلزم العلمانية ؟؟
- الحل الاسلامي .. حقيقة أم وهم ؟؟
- ابن الراوندي ... صفحة من تاريخ الالحاد في الاسلام
- التفسير العقابي للكوارث
- الخرافة في الإسلام والمسيحية
- محمد والنساء
- تحريم الرضاع بين العقل والنقل
- غلمان في الجنة ... تساؤلات محرمة
- تعدد الزوجات .... الهم الحاضر الغائب
- الدعارة الحلال !! .. قراءة نقدية في فقه زواج المتعة
- توظيف البحث العلمي لخدمة الأهداف الطائفية
- حد الردة ... لماذا ؟؟


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شهاب الدمشقي - العنف الاسلامي في السعودية .. الحصاد المر