أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد هيمة - -ساحة الأمم - بسيدي يحي الغرب : - حديقة - بين قوسين أو أدنى ؟














المزيد.....

-ساحة الأمم - بسيدي يحي الغرب : - حديقة - بين قوسين أو أدنى ؟


حميد هيمة

الحوار المتمدن-العدد: 2726 - 2009 / 8 / 2 - 10:31
المحور: كتابات ساخرة
    


* في السياق : مدينة سيدي يحي الغرب ، ولادة قيصرية .

- ولدت سيدي يحي الغرب ، بعد عملية قيصرية ، من رحم العهد الاستعماري في البدايات الأولى من القرن العشرين ، كتجمع عشوائي – قصديري يأوي اليد العاملة في المؤسسات الاستغلالية التي زرعها الاستعمار الفرنسي لامتصاص و نهب الخيرات الطبيعية الهائلة التي تزخر بها المنطقة . انتفخ هذا التجمع السكاني ، تدريجيا، بعد أن نبتت على هوامشه أحياء ، ببنايات صلبة ، لأطر معمل "السيليلوز " ( معمل لصناعة الورق) . بموازاة التذرية الاجتماعية ، الحاصلة في صلب البنيات القبلية لمحيط المدينة ؛ التي غذت التجمعات القصديرية ، في إطار حركة الهجرة القروية ، بموارد بشرية جديدة .

شكل هذا المجال الجديد فضاء لترويض سكان البوادي في نظر سلطات الاستعمار ، حتى لا يطالبوا بأراضيهم التي استولت عليها الإدارة المذكورة و فوتتها للمعمرين . كما وظف هذا المجال " الحضري " لبلترة قطاع واسع من المزارعين و رعاة الماشية بقذفهم للقيام بالأعمال العضلية الشاقة في الضيعات الفلاحية الكبرى أو في المعامل التحويلية .

ترتب عن تدفق هذه الموجات الهجروية ، في غياب أدنى اهتمام من لدن إدارة مغرب الاستقلال ، توسعا باطنيا للمدينة ، لكن هذا النمو الشبه حضري لم يواكبه إنشاء بنيات تحتية جديدة تستوعب التحولات الديمغرافية السريعة ، أو تطوير البنيات التحتية التي خلفتها الإدارة الاستعمارية بالمنطقة . و هو ما جعلها جرداء من أي فضاء للترفيه مثل: المسابح ، الحدائق ، الساحات المهيأة ،،، الخ . منذ أن ظهرت المدينة وهي تفتقر للحدائق و الساحات إلى غاية نهاية العشرية الأولى من القرن الواحد و العشرين . فكم عدد هذه الفضاءات ؟ و كيف هي حالتها / وضعها ؟ إليكم بعض عناصر الجواب .


* في صلب الموضوع : ساحة الأمم ، مولود مشوه .

- إذن ، منذ الولادة القيصرية للمدينة وهي تنعدم فيها المرافق الترفيهية الأساسية ، و الفضاءات الاجتماعية الضرورية . و رغم تعاقب عدة مجالس بلدية ، فإن حصيلتها ، على صعيد البنيات التحتية الاستقبالية ، تبقى ، حتى في نظر الموالاة وبالتقييم الإيجابي ، صفرية . لكن ، منذ السنة الماضية (2008) ، شرع في بناء و تهيئة الساحة الوحيدة للمدينة ، التي تمتد على طول الحدود الجنوبية لحي الفتح . و راهن الجميع على أن هذه الساحة اليتيمة بالمدينة من الممكن أن تشكل متنفسا للساكنة المحلية ، وخصوصا خلال فصل الصيف . بيد أن هناك بون شاسع بين التصاميم المعلن عنها في دفتر التحملات و الإنجاز الفعلي في الميدان : فمن خلال الملاحظة الأولية ، يلتقط بصر الناظر تناثر الأزبال و الأتربة ، بسبب عدم استكمال تبليط جنبات و الساحات الفرعية لل " حديقة " ، أو بسبب " تبخر " العشب الأخضر الناصع من الحديقة الواقعية ؛ بعد أن كان موجودا في الملصق الافتراضي المثبت ، أثناء انطلاق الإنجاز ، في المدخل الغربي للحديقة ؟؟؟

و يبدو ، في تقدير المواطن اليحياوي البسيط ، أن الجهات المسئولة عن إنجاز الحديقة كانت تراهن على أن انتشار و تناثر الأزبال من شأنه أن يضفي جمالا و بهاء على الحديقة و المدينة على حد سواء . و لأن جمال و زينة وجه سيدي يحي الغرب لا تكتمل ، في تمثلنا الجماعي ، إلا بوجود الأكياس البلاستيكية في كل شبر من ترابها . هذا الارتباط الوثيق بين جمالية المدينة و انتشار الأزبال هو الذي دفع ، بحسب تفسير أحد الناقمين على الوضع ( و هو تفسير لا يؤخذ به ) ، الجهة المسئولة عن البناء عدم تجهيز " ساحة الأمم " بحاويات النظافة . و حتى المجلس البلدي " متواطئ " حفاظا على جمالية الحديقة ، فلم يسجل عليه يوما أن بعث بعمال النظافة إلى الحديقة موضوع حديثنا ؟ و من بين المزايا العديدة التي تنفرد بها " ساحة الأمم " هو قدرتها على الدفع بزوارها عدم الجلوس بعد أن " اختفت " القاعدة / الأساس الأفقي للكراسي ؟ و تحول فضاءات الحديقة إلى ساحة للوغى تحتضن كل أشكال الصراع الجسدي و الرمزي .


أسئلة على سبيل الختم :

- أما أسئلتكم عن الغلاف المالي الذي تم بموجبه تغطية إنجاز " ساحة الأمم " ؟ و مدى مطابقة الإنجاز الفعلي للساحة لما هو منصوص عليه في دفتر التحملات ؟ فذلك هو ، بالضبط ، ما لن نعود إليه حتى لا تغضب بعض الجهات فتضطر إلى حذف " الصحيفة الإلكترونية لسيدي يحي الغرب " .إلى فرصة ضائعة أخرى...



#حميد_هيمة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيش الفرطوط - يفك حصاره - عن سيدي يحي الغرب .
- سياسيون و نقابيون و حقوقيون و جمعويون : ينتفضون ضد غلاء فوات ...
- ساكنة مدينة سيدي يحي الغرب تنتظم في : وقفة احتجاجية ضد إلحاق ...
- كلمة اللجنة المحلية للتضامن مع الشعب الفلسطيني إثر المحرقة ا ...
- رسالة احتجاجية إلى الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الانس ...
- ميلاد فرع جديد للجمعية المغربية لحقوق الانسان بمدينة سيدي يح ...
- الجمعية المعربية لحقوق الانسان : تمسك بالتطور التاريخي لحقوق ...
- البرجوازية الأوربية : نشأتها ، مهامها الثورية والرجعية .(الح ...
- قضايا مفاهيمية و منهجية في مادة التاريخ : مقومات مادة التاري ...
- طبيعة التشكيلات الاجتماعية السائدة في مغرب الاستعمار: الاقطا ...
- تأملات في العلاقات الممكنة بين ثالوث : الإنترنيت ، التعليم و ...
- ملاحظات حول التأطير البيداغوجي بالمدرسة العليا للأساتذة
- تأملات في ثالوث : الإنترنيت ، التعليم والقيم
- الأنترنيت كوسيلة لتغريب العالم ،المواد الحاملة للقيم مدخل لت ...
- أصل سكان المغرب ، سؤال علمي برهانات إيديولوجية.
- سؤال الهوية والأصل بالمغرب ، سؤال علمي لايخلوا من رهانات إيد ...
- هنا صوت ،،، الأحرار. عبد اللطيف اللعبي
- كيف ظهرت البروليتاريا الفلاحية بالمغرب وماهي ظروف عملها ؟
- دور الإستعمارالفرنسي في إعادة ترتيب التركيب الإجتماعي بالمغر ...
- الروافد الثقافية و الفكرية للإرهاب


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد هيمة - -ساحة الأمم - بسيدي يحي الغرب : - حديقة - بين قوسين أو أدنى ؟