أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبدالرازق خشبه - العملة العربية الموحدة... حلم طال انتظاره















المزيد.....

العملة العربية الموحدة... حلم طال انتظاره


عبدالرازق خشبه

الحوار المتمدن-العدد: 2725 - 2009 / 8 / 1 - 03:46
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مع تزاحم أحداث وتيارات العولمة الإجتياحية، وصراع الحضارات، وتطاحن الكتل الاقتصادية والنقدية في الألفية الثالثة، تبرز الحاجة لأهمية الوحدة العربية لمواجهة حركة المتغيرات العالمية المتسارعة، حيث يفرض خيار المستقبل واختياراته على العرب أن يتحدوا ويندمجوا ليكونوا فاعلين ومؤثرين، وأحد متطلبات هذا الإتحاد هو إصدار عملة عربية موحدة، وهو أمر ليس مستحيلا، وليس صعبا، فهو يحتاج فقط إلى إرادة متوفرة وإلى إصرار ومثابرة متجددة، وفكر يقوم على الوعي الإدراكي الشامل بقيمة التوحد النقدي، وطموح للفعل الوحدوي العربي، وإيمان عقائدي مطلق برسالة الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، وإلى يقظة ضمير وتنبه كامل بما يخطط لها وبما هو ضروري للتعامل معه بفهم واضح.

ويجب أن تتصف هذه العملة بالقبول العام في كافة المعاملات والعمليات سواء كوسيط للتبادل أو كأداة لإتمام هذا التبادل وتحقيقه ، أو كمخزن للقيمة ، وذلك لأنها ستكون عملة سيقوم 300 مليون عربي باستخدامها في معاملاتهم اليومية ، سوف تتحدى واقع أليم فرض التجزئة ، بينما الإرادة تنادي بالوحدة ، هذه العملة ستعد أداة قوية لإقرار خيار الوحدة واختيار التوحد لتصبح وعي هادر يعانق طموحات وآمال طال انتظارها لأجل تأصيل الانتماء وزيادة درجة الولاء والارتقاء بالآمال والطموحات العربية من أجل تحقيق نهضة شاملة ومتكاملة في كافة المجالات .

ويحقق توحد العملة في نظام نقدي موحد الحد من الأزمات الاقتصادية التي تتعرض لها الدول الأعضاء ، وخاصة في المجال النقدي والمالي ، ومن ثم تتاح الفرصة لها لتحقيق أهدافها الاقتصادية ، وخلق كيان اقتصادي يحقق نوع من التوازن النقدي العالمي مقابل العملات الخارجية ، كما يترتب على توحد العملة خلق أسواق مالية واسعة تقام على أساس الوحدة وتوجد دورا فعالا للعملة الموحدة على المستوى الدولي وتتلافى الدول الأعضاء فيها سلبيات ومخاطر تقلبات أسعار الصرف بين عملات الدول الأعضاء فيها ، وتأثيراتها السلبية على أداء الشركات ، وحركة رؤوس الأموال بين الدول الأعضاء ، وتخلق مزيدا من الشفافية في الأسعار والتكاليف وزيادة المنافسة ورفع معدلات النمو .

والعملة العربية الموحدة ما هي إلا جسر بين ضفتين ضفة أولى تعبر عن واقع حال الأمة العربية في الحاضر الذي نعيشه ونحياه في ألم ومهانة وذلة ، وضفة أخرى هي طموح الشعوب والأجيال العربية الفتية التي ترغب في أن تعيش في عزة وكبرياء وشمم ، وإذا كان بعض المتحمسين للعملة العربية الموحدة يتخذونها أداة للحفاظ على الهوية العربية في ظل عالم متسارع المتغيرات ؛ فإن هذه العملة لا تقف عند مجرد الهوية العربية والحفاظ عليها بل هي أداة فعل وتفعيل ومفاعلة غير محدودة في اقتصاد عالمي وصل إلى مرحلة العولمة الإجتياحية التي تجتاح كل شيء ، ولا يقف أمامها حواجز فاصلة ، أو جدران عازلة بل تذوب أمام تيارها المتدفق كافة القيود والحدود .

لقد كان يوما ما الدينار العربي الذهبي المصكوك في دولة العروبة الإسلامية الممتدة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في أسيا وأفريقيا وأوروبا ، وكان هذا الدينار هو العملة السائدة والمسيطرة في المعاملات والمبادلات التجارية ، وكانت الدولة الأموية وخليفتها الدولة العباسية وما تبعها من دول حريصة تمام الحرص على سيادة نظامها النقدي ، ليس فقط داخل أراضيها بل وخارجها أيضا ، ومن يتابع كنوز الممالك والدول الأخرى التي تم العثور عليها سيرى من بين أثارها المكتشفة والمحتفى بها في متاحفها العملات الإسلامية الذهبية التي كان أفرادها وتجارها يستخدمونها في معاملاتهم ومبادلاتهم وفي خزن القيمة ، وفي عمليات الوفاء بالديون واستيدانها وسدادها ، ولهذا فإن العملة العربية الموحدة هي طوق النجاة وأداة لإنقاذ الأمة العربية ، وهي وسيلة تنبيه وإيقاظ وصحوة قوية لبعث الهمة وشحذ العزم والإرادة نحو الوحدة العربية واحتياجات الأمن الاقتصادي العربي تفرض سرعة التحرك نحو إيجاد هذه العملة التي تعد بمثابة معالم طريق ممتد ومتوغل من حاضر شديد الإزعاج ومثير للقلق والتوجس والريبة ، إلى آفاق مستقبل مشرق مفعم بالأمل الوثاب إلى الحياة الأجود والأفضل والأحسن ، حيث ستجعل للوحدة العربية صوت مسموع في عالم الكتل النقدية الدولية ، وبالتالي فإن العملة العربية الموحدة ليست خيار يخضع للقبول أو الرفض ، وليست أمل بين الرجاء واليأس ، وهي فوق هذا كله حتمية من حتميات التواجد العربي في عصر عولمة الاقتصاد لتعطي للأمة العربية مكانا وزمانا وحيزا متزايد الاتساع يضيف مساحة وجود ، ويزيد من حيز التواجد العربي بين التكتلات الاقتصادية العالمية لتصبح أحد أهم إنجازات الوحدة الاقتصادية وأحد عوامل زيادة هيبة الأمة العربية وسلطتها .

ويجب أن يأخذ العرب درسا من التجربة الأوروبية في تحقيق التكتل الاقتصادي فيما بينها والتي توجت بالتكتل النقدي في إصدار العملة الأوروبية الموحدة " اليورو " ، فقد أدركت هذه الدول أهمية التكتلات الاقتصادية ومن ثم سعت إلى التكتل مع بعضها البعض إذ وجدت بينها مصالح اقتصادية مشتركة قي الأهداف لتتولد داخلها الرغبة في خلق كيان اقتصادي قادر على المنافسة في خضم الأسواق التجارية الإقليمية والعالمية ، وتكللت جهودها بميلاد العملة الأوروبية الموحدة ( اليورو ) لتصبح عملة التداول الرسمية لخمسة عشر دولة هي الدول الأعضاء في الإتحاد النقدي الأوروبي منذ عام 2002 م لتصبح التجربة الأوروبية من أعظم المحاولات لتنظيم عدة مناطق ذات عملات مختلفة وطنية في منطقة عملة كبيرة واحدة ، والتي تكللت بإنشاء النظام النقدي الأوروبي الموحد ، والذي يعد الخطوة الأولى للدخول في إتحاد سياسي قد يكون فيدرالي أو كونفدرالي .

ولاشك أن إقامة اتحاد نقدي بين الدول العربية سيعود بالنفع عليها جميعا ؛ لأنه سيسهل عملية الانتقال دون الحاجة إلى تبديل أو تغير العملة وبالتالي سيولد حرية في انتقال رؤؤس الأموال وبالتالي نشؤ استثمارات عملاقة تواكب التطورات الاقتصادية العالمية في عصر العولمة الذي لم يعد فيه مجالا للكيانات الاقتصادية الصغيرة ، بل هو عصر العمالقة أو عصر الكيانات الكبرى ، ومن ثم فلا مجال فيه للأفراد ، لذا فقد أصبح لزاما على الدول العربية أن تحاول لم شملها وأن تسارع إلى التكتل حتى تستطيع الوقوف في وجه التكتلات الأخرى وحتى تحصل على نصيبها العادل من التجارة الدولية .

ومن هذا العرض يتضح لنا أن العملة العربية الموحدة حلم طال انتظاره ، وذلك لأن التطورات السياسية والاقتصادية المتسارعة إقليميًّا وعالميًّا تفرض تحديات على الدول العربية تجاه الإسراع في وحدتها السياسية والاقتصادية ، ومن المؤكد أن الأمر يتوقف على مدى جدية الدول العربية ، ورغبتها في أن تصبح وحدة واحدة تستطيع أن تحدد موقعها بوضوح على خريطة العولمة ، نعم إنه حلم ، ولكنه ليس صعب أو مستحيل التحقيق ويجب أن يعمل الجميع على سرعة تحقيقه .





#عبدالرازق_خشبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر اتفاقية الجات على دول مجلس التعاون الخليجي
- تجربة الصين الاقتصادية وكيف تستفيد منها ؟
- هل تنجح دبى فى تخطى الازمه الاقتصاديه العالميه؟


المزيد.....




- وزيرة التجارة الأمريكية: غزو الصين لتايوان سيؤدي إلى كارثة ا ...
- -أعلى رقم وصلنا إليه-.. وزيرة تركية تكشف عن حجم التجارة مع ا ...
- البنتاغون يوقع عقدا لإنتاج أنظمة -هيمارس- بقيمة 861.3 مليون ...
- -بلومبيرغ-: المليارديرات الروس يعيدون أصولهم إلى روسيا
- يونايتد إيرلاينز تلغي رحلاتها إلى تل أبيب حتى 5 يونيو المقبل ...
- مع انقسام العالم لـ 3 كتل اقتصادية.. الثقة بالدولار تتراجع
- اجتماع للمجلس الاقتصادي الأوراسي بموسكو
- أسعار النفط عند قاع مارس 2024 وسط تركيز على توترات الشرق الأ ...
- الرئيس الكازاخستاني: الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يمكنه توفير ...
- الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبدالرازق خشبه - العملة العربية الموحدة... حلم طال انتظاره